
دعيت لإلقاء دورة اجتماعية بعنوان " أزهار الحب " في " بريدة " وكان الحضور متفاعلاً مع القضايا والمواضيع الأسرية والتربوية ، وقد أُعجبتُ كثيراً بأهل البلد وكرمهم وحفاوة أهلها وبيوتها باستقبالنا من الصباح وحتى منتصف الليل ، وكنا نتجوّل فيها ما بين زيارة عالم كالشيخ سلمان العودة حفظه الله ، أو مدينة مثل ( عنيزة ) أو جلسة أخوية مع بعض المختصين والدكاترة نتحاور في القضايا التربوية والاجتماعية ، وختمت الرحلة بإفطار يحمل لذة الطعم والاستمتاع الثقافي في منزل الشيخ إبراهيم الدويش ( بالرس ) ..
ومما لفت نظري في ( القصيم ) ومن خلال المشاكل الزوجية والتربوية التي عُرضت علي بأن البلد ما زالت محافظة على تقاليدنا الاجتماعية وأصالة ديننا .
فقد عرضت علي مشاكل كثيرة لم يكن من بينها مشاكل " العنف الأسري أو الخيانات الزوجية " مما يدل على محافظة أهلها ، كما أُخبرت بأن نسبة الطلاق في القصيم لا تتجاوز ( 20 % ) ، وهي أفضل بكثير من باقي المدن والبلدان العربية ، إلا أن الدورة التي ألقيتها قيل لي عنها أنه أول دورة تلقى بهذا البلد .
فلهذا اقترحت على المختصين بتكثيف مثل هذه الدورات وبناء مراكز تربوية وترفيهية للشباب والفتيات والاهتمام بثقافة الطفل وتنميته القيادية ..
خاصة وأني لاحظت أن الأطفال في القصيم يختلفون عن أطفالنا ، فهم يقفون مع آبائهم لاستقبال الضيف ، ويقدمون الطعام ويجلسون بالمجلس ليستمعوا للحديث ويودعون الضيف عند الباب عند خروجه ، وعمر الطفل لا يتجاوز سبع سنين ، فهذه ميزة تربوية نتمنى المحافظة عليها وانتقالها إلى باقي البلدان والأقطار ..
فيشعر الطفل بمشاركة أبيه في برامجه الاجتماعية ، ولا يكون مفصولاً عنه كما تكرس ذلك التربية الغربية والتي تعتمد على انفصال الابن عن والديه ودعم الاستقلالية في كل شيء .
ونختم مقالنا بفائدة استفدتها من أحد المختصين في جلسة على الغداء بمجلس الدكتور / عبد الله العثيم .. فذكر لنا الدكتور / عبد العزيز العويد قصة رجل فرنسي كان يؤذيه صياح الديك بفرنسا في أوقات مختلفة ، فسأل صاحب المنزل وهو جاره عن ذلك ، فأخبره بأن المسلمين يعتقدون أن لهذا الصياح سبب ، فبدأ الرجل يبحث عن إجابة حتى اهتدى لمسلم شرح له العلاقة بين صياح الديك ودخول مواقيت الصلاة ، فأخذ الرجل مواقيت الصلاة من المركز الإسلامي وبدأ يراقب صياح الديك وفوجئ عندما اكتشف أن الديك يصيح مع وقت الآذان ، فكان هذا الحدث سبب إسلام الرجل .
أحببت أن أنقل للقارئ شعوري الجميل وأنا أودع ( بريدة ) ، وقد استفدت منها أكثر مما أفدت ، فشكراً لدار الأكاديمية للتدريب والاستشارات والتي كانت سبباً في زيارتنا لتلك البلدة الطيبة .
فقد قضينا فيها يوم وليلة من أمتع الرحلات في حياتي ، وكانت المفاجأة وأنا عائد إلى الكويت أن يكون الشيخ / سلمان العودة بقربي في الطائرة وأخبرني بالأثر الإيجابي الذي سمعه ، ممن حضر دورة (( أزهار الحب )) في بريدة .
<center>أ . جاسم محمد المطوع
مجلة ولدي / شهر رمضان 1423 هـ</center>
انا شميت ريحة القصيم .. وجيت طوالي ..
مادري الموضوع بنظري انا انووو يهبببببل .. وفعلاً يعكس مانحن عليه اهل القصيم ولله الحمد والمنه .. " الله يديمها من نعمه " ..
الله يجزاك خير يا زهرة على الموضوع الاكثر من رائع ..