أسافر للقمر ، قصيدة للشاعر الكبير الدكتور / عزت سراج

الأدب النبطي والفصيح

أُسَافِرُ لِلْقَمَرِ

قصيدة من ديوان أغنيات الصبا والرماد

للشاعر الكبير الدكتور / عزت سراج

ــــــــــــــــــــــــــــ

سَـأَظَلُّ أَهْـرَبُ لِلسَّمَـاءِ تَقُـودُنِي عَبَرَاتِي
وَأَبُـثُّ لِلْقَمرِ الْجَـرِيحِ سَـرَائِـرِي وَشَكَـاتِي
وَأَعِيـشُ بَيْنَ مَلائكِـي فِي خَلْـوَتِي وَصَـلاتِي
فَلَقَدْ وَهَى قَلْبِـي وَقَدْ مَاتَـتْ هُنَـا ضَحِكَـاتِي
وَبَقِيْـتُ وَحْـدِي فِي الظَّـلامِ وَأُطْفِئَتْ مِشْكَاتِي
أَجْـرِي أَمَـامَ كَآبَتِـي مُتَهَـدِّجَ الأَصْـوَاتِ
مُتَعَثِّـرًا أَجْـرِي وَأَنْهَـضُ مُشْعَلَ الْحَسَرَاتِ
حَتَّى تَمَلَّكَنِـي الْعَيَـاءُ وَأُرْهِقَـتْ خُطُوَاتِي
وَتَعِبْـتُ مِنْ سَفَـرِي الْحَـزِينِ وَغُرْبَـتِي وَمَواتِي
فَمَشَيْـتُ فَوْقَ الشَّـوْكِ تُدْمِـي مُهْجَتِـي أَنّاتِي
وَأَجُـرُّ رِجْلِـي بِالْقُيُـودِ مُنَكَّـسَ الرَّايَاتِ
وَجَلَسْتُ أَنْتَظِـرُ الرَّدَى حَتَّى مَلَلْـتُ حَيَاتِي












7
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

مناير العز
مناير العز
اختيار موفق

شكرا لاختيارك الجميل
ابتسمي من فضلك
ياله من ابداع ................
انه سماء من الخيال والرقة ..............
تحياتي
صمت الحب**
صمت الحب**
قصيدة راائعة

شكراً لذوقك..

حفظك الله
ليلى حمدي صطفى
الطََََََََّائرُ الْحَزِينُ

ألْقِيَتْ هَذهِ الْقَصيدَةُ فِي حــفْلِ تَأبِينِ

الشاعِرِ الْكَبِيرِ الْمَرْحُومِ/عَبدِ اللهِ شَرَف

بِصنَادِيدَ (1995م)


قصيدة من ديوان أغنيات الصبا والرماد

للشاعر الكبير الدكتور / عزت سراج
ــــــــــــــــــــــــــــ

تَرْجِمِي يَا دُمُوعَ عَينِي وَنُوحِي


مَاتَ مَنْ أَحْيَا مَيْتَ شِعْرِي وَرُوحِي


سَجِّلِي كُلَّ خَاطِرٍ فِي فُؤادِي




واكْتُبِيهِ بِكُلِّ دَمْعٍ فَصِيحِ



سَطِّرِي الأَحْزَانَ التِي أَخْرَسَتْنِي




سَجِّلِيهَا بِكُلِّ حَرْفٍ جَرِيحِ



وَسَقَتْنِي مِنْ سُهْدِهَا مُرَّ كَأْسٍ




ثُمَّ ضَنَّتْ بِكُلِّ حُلْوٍ مَلِيحِ



أَطْفِئِي النَّارَ إِنَّمَا يَا عُيُونِي




مَلأَ الْمِلْحُ مُهْجَتِي وَجُرُوحِي



مَاتَ مَنْ أَشْعَلَ الْقَصِيدَ بِقَلْبِي




فَاسْكُبِي الدَّمْعَ يَا عُيُونِي وَبُوحِي



لَيْسَ هَذَا ضَرِيحَهُ يَا صَدِيقِي




إِنَّمَا هَذَا – إنْ صَدَقْتَ – ضَرِيحِي




مَاتَ مَنْ تَهْوَى يَا فُؤَادِي وَأَمْسَى




رُوحُهُ فِي السَّمَاءِ يَسْعَدُ أُنْسَا


تَرَكَ الرُّوحُ جِسْمَهُ فِي سَلامٍ




مُشْرِقَاً فِي الضِّيَاءِ بَدْرَاً وَشَمْسَا



هُوَ رُوحٌ فِي نَسْمَةِ الشِّعْرِ يَسْرِي




هُوَ عُمْرٌ فِي خَاطِرِي لَيْسَ يُنْسَى



كَلَّفَتْنِي السُّنُونَ هَجْرَ حَبِيبِي




وَحَبِيبِي فِي شِدَّتِي كَانَ مَرْسَى



كَلَّفَتْنِي فِرَاقَهُ وَهْوَ مَوْتِي




وَسَقَتْنِي الأَنْخَابَ صَبْرَا وَيَأْسَا



أَرْهَقَتْنِي السنُونَ عَامَاً فَعَامَاً




وَسَقَتْنِي الْهُمُومَ كَأْسَاً فَكَأْسَا



كِدْتُ مِنْ فَرْطِ لَوْعَتِي أَتَلَظَّى




فَوْقَ جَمْرِ الْحَنِينِ رُوحَا وَنَفْسَا

أَنَا مَنْ يَشْدُو فِي الْمَدَى أَحْزَانَهْ




وَتَسَاقَى مِنْ كَأْسِهَا أَلْحَانَهْ



أَخَذَ النَّايَ ثُمَّ غَنَّى فَأَبْكَى




وتَنَاجَى وَجْدَا ، فَأَطْرَبَ جَانَهْ


هَامَ فِي عِشْقِهِ ، فَهَامَتْ قُلُوبٌ




تَتَغَنَّى فِي حُرْقَةٍ أَشْجَانَهْ


أَضْحَكَ الصُّبْحَ وَحْدَةً وَاغْتِرَابَاً




وَبَكَى اللَّيْلَ مُنْشِدَاً أَوْزَانَهْ


ابْكِ يَا قَلْبِي إنْ أَرَدْتَ وَخَفِّفْ




بَعْضَ حُزْنِي وَاسْكُبْ هُنَا أَلْوَانَهْ


كَمْ شَكَى عُصْفُورٌ جَرِيحٌ فَأَشْجَى




ـ وهْو يَحْسُو جِرَاحَهُ ـ أَغْصَانَهْ


حَرَّرَ الرُّوحَ عِزَّةً وَإبَاءً




وَأَبَى إلا أَنْ يَفُكَّ حِصَانَهْ

مَاتَ يَا قَلْبِي مَنْ أَضَاءَ سَمَائِي




وَتَسَامَى فِي عِفَّةٍ ونَقَاءِ


مَاتَ مَنْ كَانَ فِي الْحَيَاةِ ضَمِيرِي




وَعَزَائِي فَمَنْ يَكُونُ عَزَائِي؟


كَيْفَ أَشْدُو وَفِي النُّهَى حَمْحَمَاتِي




وَعَلَى صَفْحَةِ الضُّلُوعِ بُكَائِي


إِنَّمَا أَنْتَ يَا صَدِيقِي غُصُونِي




وَطُيُورِي وَفَرْحَتِي وَشَقَائِي


أنْتَ فِي خَاطِرِ الزَّمَانِ قَصِيدٌ




مُلْهَمُ اللَّحْنِ رَائِعُ الأَصْدَاءِ


عَبقَرِيُّ الْمَعْنَى رَشِيقُ الْقَوَافِي




سَوْسَنِيُّ الْمَبْنَى رَقِيقُ الأَدَاءِ



فَأَنَا إنْ كَتَبْتُ فَالْقَلْبُ يُمْلِي




مِنْ جِرَاحِي وَحُرْقَتِي وَدِمَائِي

كُلَّمَا عَاوَدَ الْفُؤَادَ أَسَاهُ




ظَلَّ يَبْكِي حَتَّى بَكَـــتْ عَيْنَاهُ

بَيْنَ قَوْلِي وَاهٍ عَلَى وَلَدٍ قَدْ




فَـــكَّ قَيْــدَاً وَقَــوْلَتِي أَوَّاهُ

كَانَ طَيْرَاً مُحَلِّقَاً – وَهْوَ فِي الْقَيْدِ




ـ طَلِيــقَاً مُغَـــرِّدَاً فِي عُلاهُ


فَارِسٌ فِي الْمَيْدَانِ يَسْبِقُ خَيْلاً




طَاوَعَ الشِّعْرُ فِي النِّزَالِ عَصَاهُ


كَيْفَ تَجْرِي أَمْ كَيْفَ تَسْبِقُ خَيْلاً




كَيْفَ طَارَتْ فِي مَوْكِبٍ تَلْقَاهُ؟


هُوَ عَبْدُ اللهِ الذِي طَارَ رُوحَاً




عَبْقَــــرِيَّاً مُخَلِّفَاً ذِكْــرَاهُ



كَسَرَ الْقَيْدَ فَامْتَطَى ظَهْرَ رِيحٍ




وتَعَـــالَى مُنَاجِــيَاً مَوْلاهُ



هَا هُنَا قَلْبٌ دَقَّ بَيْنَ ضُلُوعِي




ثُمَّ صَلَّى صَبَابَةً فِي خُشُوعِ


قَدْ أَتَى كَاللَّيْلِ الْبَهِيمِ خَرِيفِي




وَمَضَى كَالصُّبْحِ الْحَزِينِ رَبِيعِي



سَقَطَتْ أَوْرَاقِي صَبَاحَاً وَمَاتَتْ




فِي جُنُونٍ عِنْدَ الْمَسَاءِ فُرُوعِي


وَتَدَاعَتْ فَوْقَ الْجِرَاحِ حُرُوفِي




وَتَعَرَّتْ خَلْفَ الرِّيَاحِ ضُلُوعِي


قَيَّدَتْنِي فِي سِجْنِهَا عَبَرَاتِي




فَأَغَارَتْ عَلَى الْفُؤَادِ دُمُوعِي


فَأَنَا إنْ شَكَوْتُ فَالرُّوحُ تَشْكُو




مِنْ لَظَاهَا فِي يَقْظَتِي وَهُجُوعِي


وَأَنَا إنْ أَضَأْتُ لِلشِّعْرِ بَيْتَاً




أَحْرَقَتْ مُهْجَتِي هُنَاكَ شُمُوعِي

كَبِدِي جَمْرٌ فِي اللَّظَى يَا رِفَاقِي




مِنْ نَحِيبِي وَلَوْعَتِي وَاشْتِيَاقِي



وَفُؤَادِي مُعَـــذَّبٌ وجِـرَاحِي




فَوْقَ جَمْرٍ وَمُهْجَتِي فِي احْتِرَاقِ



كَيْفَ لا أَبْكِي إنْ ذَكَرْتُ خَلِيلِي




وَهْوَ نُورٌ وَبَهْجَةٌ فِي الْمَآقِي



قَلَـــمٌ شَاعِـرٌ وَقَلْبٌ جَرِيءٌ




ورَبِيعٌ فِي رَوْضَةِ الأَشْوَاقِ



حَمَلَ الْكَوْنَ كُلَّهُ فِي فُؤَادٍ




وَغَــدَا مَحْمُولاً عَلَى الأَعْنَاقِ



فَلَئنْ غَابَ فَالْهَوَى فِي ضَمِيرِي


وكِـــلانَا فِي أَوْبَــةٍ وَعِنَاقِ



فَامْلأِ الْكَـأْسَ بِالأَسَى وَتَعَالَى


نَعْصِـرِ الْحُزْنَ وَاسْقِنِي يَا سَاقِي

إِنَّمَا أَخْرَسَ الْحُرُوفَ حَنِينِي




فَتَوَارَتْ كَـشَوْكَةٍ فِي عُيُــونِي



لَمْ تَزَلْ فِي ضُلُوعِي لَهِيبَاً




يُشْعِلُ الْقَلْبَ جَمْرُهُ فِي جُنُونِ



فَيـَدُقُّ الْمَوْتُ الزُّؤَامُ قُصُورِي




وَيَدُكُّ الْمَوْجُ الْغَرِيــقُ سَفِينِي



وَيَدُورُ اللَّيْلُ الْحَــزِينُ غَرِيبَاً




فِي انْكِسَــارِي مُسْتَسْلِمَاً لِظُنُونِي



وَيَعُودُ النَّهَــارُ مِنْ حَيْثُ يَأْتِي




يَتَـدَاعَى فِي عَاصِـفٍ مَجْنُونِ



كَسَرَابٍ يَمُـــرُّ يَوْمِـي كَئِيبَاً




بَيْنَ ظَنٍ فِي وَحْــدَتِي وَيَقِينِ



أَنَا ـ إنْ قُلْتُ شِعـْرَاً ـ فَحَسْبِي




أَنْ أَرَانِي أَدَّيْتُ بَعْضَ دُيُونِي









ليلى حمدي صطفى
لَيْـــلٌ
قصيدة من ديوان أغنيات الصبا والرماد
للشاعر الكبير الدكتور / عزت سراج
ــــــــــــــــــــــــــــ


ذَلِكَ اللَّيْلُ تَنَهَّدْ




وَعَلَى الْكَوْنِ تَمَدَّدْ


أَبَدِيُّ الْخَطْوِ يَحْيَا




فِي ضُلُوعِ الْغَيْبِ سَرْمَدْ


فِي جُنُونِ الْبَحْرِ يَصْحُو




وَعَلَى الأَنْوَاءِ يَرْقُدْ


يَهْبِطُ الْوُدْيَانَ تَلاً




بَعْدَ تَلٍّ ثُمَّ يَصْعَدْ


مَدَّ رِجْلَيْهِ وَأَرْخَى




فَوْقَ ظَهْرِ الْمُنْحَنَى يَدْ


سَاكِبَاً فِي الْكَوْنِ رُعْبَاً




فِي صَهِيلِ الرِّيحِ يَمْتَدْ


طَارَدَ الْغِزْلانَ فِي




السَّفْحِ فُلُولاً تَتَأَوَّدْ


وَجْهُ هَذَا اللَّيْلِ خَوْفٌ




وَمَنَايَا تَتَجَسَّدْ


يَنْسِجُ الأَشْبَاحَ خَيْلاً




وَعُيُونَاً تَتَرَمَّدْ


عَلَّمَ الْمَاءَ خُضُوعَاً




وَمَعَ النِّيرَانِ أَلْحَدْ


سَرَقَ النَّارَ جُنُونَاً




وَعَلَى الْخُلْجَانِ أَرْعَدْ


احْتَسَى الْمَوْجَ حَلِيبَاً




وَعَلَى الشُّطْآَنِ أَزْبَدْ


ذَلِكَ اللَّيْلُ مُخِيفٌ




أَحْمَرُ الْعَيْنَيْنِ أَسْوَدْ


كُلَّمَا قُلْتُ سَيَهْدَا




دَمْدَمَ اللَّيْلُ وَعَرْبَدْ


فَإِذَا أَطْفَأَ نَجْمَاً




هَازِئَاً أَشْعَلَ فَرْقَدْ

*********

وَتَهَادَى اللَّيْلُ سِرَّاً




فِي الْبَرَارِي يَتَرَصَّدْ


وَتَمَطَّى فَوْقَ أَحْزَانِ




الْقُرَى وَهْوَ مُصَفَّدْ


دَخَلَ الْحُجْرَةَ زَحْفَاً




وَتَرَاخَى فَوْقَ مَقْعَدْ


أَغْبَرَ الْوَجْهِ حَزِينَاً




مُتْعَبَ الْعَيْنَيْنِ مُجْهَدْ


وَعَلَى الْجُدْرَانِ أَقْعَى




فَاغِرَ الْفَاهِ مُسَهَّدْ


يُطْلِقُ الأَنْفَاسَ كَلْمَى




مُشْعَلَ الصَّدْرِ مُقَيَّدْ


وَاحِدَاً – كَانَ الدُّجَى – فِي




حُزْنِهِ الْفَرْدِ تَعَدَّدْ


ذَلِكَ اللَّيْلُ قَدِيمٌ




وَمَعَ الصُّبْحِ تَجَدَّدْ