الإجهاض في شهور الحمل الاولي
بقلم
الدكتور فاخر فؤاد جندي
مدير مركز العقم والتوليد بساسكس بانجلترا
*********************
لا شك أن كل سيدة تشعر بالسعادة عند حدوث الحمل اذا كانت تخطط لحدوثه وخصوصا الحمل الأول.
ولكن الإجهاض في شهور الحمل الأولي يعتبر صدمة لغالبية السيدات ويثير عندهن تساؤلات عن سبب حدوثة وقلق من تكراره في المستقبل هذا بجانب حزنها علي فقد الجنين.
ويحدث الإجهاض في حوالي 20% من حالات الحمل وإن كانت هناك بعض الدراسات الحديثة التي تقدر نسبته بحوالي 40%.
.
.
وتمر هذة المشاكل في غالبيه الحالات بسلام خصوصا بعد حدوث الحمل مرة اخري , ولكن أحيانا تزداد المشكلة حدة وتصل إلي فقدان السيدة لثقتها بنفسها وشعورها بالفشل والإحباط والإكتئاب.
.
.
ولا شك أن هناك تساؤلات كثيرة عند السيدة التي مرت بتجربة الإجهاض تريد لها إجابة,
مما قد يساعدها علي اجتياز الأزمة,وفهم ما قد يحدث وما يحدث في الحمل التالي.
وقد يكون أول سؤال حول علامات الإجهاض المبكر , ومن المعروف أن أول هذة العلامات حدوث نزيف
أو آلام بأسفل البطن أو الاثنين معا , وفي هذة الحلات يجب استشارة الطبيب فورا حيث يتم
الكشف الموضعي و وبمساعدة الموجات فوق الصوتية يكون التشخيص سهلا.
ويقسم الإجهاض إكلينيكيا لعدة أنواع منها :
الإجهاض المنذر : ومن أعراضه حدوث نزيف بسيط ولكن بدون تأثير علي حياة الجنين.
الإجهاض المنسي :وهو وفاة الجنين سواء بوجود أو بدون اي علامات للإجهاض , ويكتشف ذلك غالبا بواسطه الموجات فوق الصوتيه أو عند ملاحظة توقف نمو الرحم عند مرحلة معينة.
الإجهاض المحتم او غير الكامل : تتمثل أعراضه في لآلام البطن مع نزيف قد يكون شديدا يهدد بالفعل حياة السيدة الحمل , ويلزم في غالبيه الحالات عمل عملية تفريغ للرحم.
ورغم أن العملية بسيطة إلا انها لابد ان تتم بواسطة اخصائي علي قدر كبير من الخبرة
حتي لا تحدث مضاعفات تؤدي علي العقم في المستقبل.
أما عن أسباب الإجهاض فهي عديدة وإن كان من الصعب تحديدها في معظم الحالات.
وأغلب حالات الإجهاض تحدث نتيجة تشوهات خلقية في الجنين وبالأخص في الكروموزومات ولكن هناك حالات أخري يتسبب الإجهاض مثل بعض الأمراض المعدية والالتهابات والعيوب الخلقية
في الرحم هذا بجانب بعض الاضطؤرابات في جهاز المناعة.
وفي أغلب الأحيان لا تحتاج السيدة لأية فحوص مكثفة بعد اول إجهاض ,
ولكن يجب أن تأخذ الأمر بجدية اكثر عند حدوث الإجهاض ثلاث مرات متتالية لمحاولة معرفة سبب هذا الإجهاض المتكرر.
ولا يجب ان تشعر السيدة بالذنب عند حدوث الإجهاض , ففي غالبية الأحيان لايكون الإجهاض نتيجة
فعل معين مثل حمل شئ ثقيل حيث أن هذة الأشياء ــ خلافا لما هو معروف ــ
لاتؤثر علي الحمل إطلاقا.
ويختلف رد الفعل النفسي للإجهاض من سيدة لأخري في درجة الحزن وتقبل الواقع , وتتساءل الكثير منهن لماذا حدث ذلك لهن بالذات وليس لغيرهن كما تشعر بعضهن بالحزن الشديد او الغضب من أطبائهن أو من أزواجهن او حتي من أنفسهن.
وتحتاج غالبية السيدات للتحدث مع الاخرين وتواجدهم معهن بينما تفضل الخريات العزله وعدم التحدث مع اي شخص ويرفضن مناقشة هذا الموضوع مما يزيد من معانتهن لفترة أطول.
وتلوم بعض السيدات أنفسهن ويشعرن بأن أجسادهم تخلت عنهن ولو تحتفظ بالحمل الذي يردنة , وهذا يدخل السيدة في حلقة مفرغة من الحزن يجب ألا تسمح لنفسها بأن تدخل فيها بل تحاول الخروج منها بسرعة.
ويجب أن تفهم أن هذه التغيرات النفسية التي تطرأ عليها طبيعية علي ألا تسمح لها بقهرها لمدة طويلة . ويساعدها علي ذلك التحدث مع طبيبها الخاص والذي يجب أن يكون متفهما تماما لمثل هذة الحالات وأن تكون له الخبرة الكافية لمعالجة آثارها.
ومن المفيد اخبار افراد العائلة وحتي زملاء العمل بما حدث اذا كانوا يعلمون بالحمل حتي لا تفاجأ بمن يسألها عن صحة حملها مما يزيد من ألآمها النفسية ويحرج صاحب السوال.
من المهم ايضا ان نذكر دور الزوج , فعدد طبير منهم لا يعاني نفس المشاعر التي منها الزوجة..
وهذا لا يعني أن الموضوع لا يهمهم ولكن لا شك ان معاناة الزوجة اكثرحيث انها هي التي شعرت بأعراض الحمل كما شعرت بزوالها.
ولا بد أن يساند الزوج زوجتة في هذة الحالات ويساعدها في التغلب علي مشاعر الحزن بمزيد من الحب والتفاهم والمشاركة الوجدانية.ومن المهم ايضا مشاركة جميع أفراد الأسرة في مساندة الزوجة حتي تخرج من أزمتها.
يعود الجسم لحالته الطبيعية خلال أسابيع قليلة من الإجهاض , ومن الطبيعي أن تقل كمية النزف تدريجيا حتي تتوقف بعد العملية بأيام قليلة , ويجب مراجعة الطبيب المعالج إذا لم يتوقف الدم أو إذا زادت كميته او اكتسب رائحة غير طبيعية.
ومن الطبيعي ان تحدث أول دورة شهرية بعد حوالي ستة اسابيع ولكن تتأخر لبضعة أسابيع اخري في بعض الأحيان.
وإذا حدث إجهاض فإنة لا يوجد مانع طبي من حدوث لحمل مرة أخري مباشرة بعد عملية الإجهاض,
ولكن لا يفضل الانتظار لمدة ثلاثة اشهر علي الاقل حتي تزول الآثار النفسية لما حدث وتكون السيدة مهيأة للحمل الجديد.
وتتساءل اي سيدة تمر بتجربة الإجهاض عن احتمال حدوثة مرة أخري والحقيقة أن نسبة هذا الاحتمال صغيرة إذ يستمر الحمل التالي في أغلب الحالات بدون مشاكل .ولكن من المهم متابعة اي حمل بعد الإجهاض منذ البداية مع استشارة الطبيب وعمل الفحوص اللازمة مبكرا.
ويجب في كل الحالات مراجعة طبيب علي درجة عالية من الخبرة حتي لا تحدث مضاعفات للإجهاض تعاني منها السيدة لسنوات عديدة وحتي لا يتكرر مما يؤثر علي الصحه العامة للسيدة الحامل.
ومن المهم وجود المساندة الفعالة من الزوج والعائلة والطبيب المعالج حتي تخرج السيدة من هذة التجربة لتبدأ حملا جديدا ينتهي بدون مشاكل وبطفل سليم من جميع النواحي.
oxygenatom @oxygenatom
محررة فضية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
جود احلى ::26:الف شكر على المعلومات القيمة وجزاكي الله الف خير:26:الف شكر على المعلومات القيمة وجزاكي الله الف خير
جزانا واياكم
الصفحة الأخيرة
ربى لا تذرنى فردا وانت خير الوارثين
ربى فرحنى بالحمل الثابت السليم
ربى يا من مسكت السماء بغير عمد امسك ما فى رحمى ... اسألك بإسمك الاعظم الذى اذا دعيت به اجبت
ان ترزقنى بالحمل انا وكل اخواتى المتأخرات عاجلا غير آجل يا كريم