فيضٌ وعِطرْ @fyd_oaatr
فريق الإدارة والمحتوى
أسبوع المميزات / حُسنُ التّوكّل
تجول قلمي في رياض المنتدى الزاهر ..ونثرت محبرتي في الإيمان أولاً
وفي بعض المتسعات الرحبة ..
ووجدت في الاجتماعيات مكاناً ارتاح وتفاعل فيه قلمي .. فأعطيت
ورأيت أن بذور منحي هنا ..تعهّدتها أيدٍ أمينة فأزهرت فجنيتها
ثمرات فجّة . فشكراً لكم على هذا التميز .. فهو منح
ا أكبر من حجم العطاء .. وزادكم الله فضلاً.
قال تعالى :
( فأقم وجهك للدين حنيفاً
فطرة الله التي فطر الناس عليها
لاتبديل لخلق الله ، ذلك الدين القيم
ولكن أكثر الناس لايعلمون ).
إنّ توجه القلب إلى الله مباشرة هو ناموس الفطرة الطبيعي ...
هو الحنيفية التي أمر الله جميع الخلق بها ..
فالقلوب كلها خالقها الإله الواحد، فمن الطبيعي أن تلجأ إليه وحده ...
المسألة ... غاية في الوضوح .. وغاية في البساطة ..
ولذا فنحن كمؤمنات علينا أن نتجه إلى الله تعالى إتجاهاً مباشراً...
دون الإلتفات إلى السوى.. ومن هذا المنطلق يأتي معنى التوكل ...
( وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفى بِاللَّهِ وَكِيلا)
أختي المؤمنة :
إنّ التوكل على الله عبادة الصادقين، وسبيل المخلصين...
أمر الله تعالى به أنبياءه المرسلين، وعباده المؤمنين ..
وقديخطئ الكثير في فهم معنى التوكل خاصة في طلب المعاش ..
فهم يعتقدون أنه يحقق الرزق ... ولو لم يسع المرء إليه بنفسه ..
يتعللون بالحديث الشريف فيقولون :
سيرزقنا الله كما يرزق الطير .. تروح جائعة ... وتعود ممتلئة ...
ففاتهم أن المعني بذلك هو.. اتجاه القلوب .. إلى الله...
والمراد بهذا .. أن تكون القلوب سليمةً ... سلامة قلوب الطيور ...
التي تغدو لرزقها خماصاً ... وتعود بطاناً ...
لاتحمل هم رزق الغد .. بل تبيت مطئنة ..لايقلقها أمر مايأتي ...
فرزقها يأتيها يوماً بيوم ..
هذا مقام حق التوكل ياحواء ..
فكوني فيه دائماً... في كل شؤون حياتك ..!
لاتقعدي عن الطلب ~
لا تظني أن السماء تمطرك فضةً وذهبا ..
فهذا الطير الذي يتوكل على الله في صبحه...
لايأتيه هذا الرزق وهو قابع في عشه .. ولكنه يغادر مكانه أسراباً...
ويطيرِ خفافاً... ويقطع أميالاً ..
يلتقط حبّا من هنا .. وآخر من هناك ..
ماشاء الله له أن يلتقط ... ليعود ممتلأً آخر النهار ..
إذن التوكل يقتضي الحركة ... ويحتاج السعي
ليس في أمر الرزق وحده .. بل في كل أمرً من أمور الحياة ..!
تعالي معي ...
لننظر إلى بعض الشواهد من القرآن التي تنير لنا معنى التوكل :
اشتد المرض على ايوب عليه السلام...وكان لاينقطع عن الدعاء ..
( ربي إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين ) ... فوّض أمره لله
لكن الله تعالى علٌمه بعد التوكل أن يأخذ بالأسباب ...
فأوحى إليه أن يضرب الأرض برجله الضعيفه ... فنبع ماء كان له به الشفاء ..
علّمه تعالى ... أنه لابد من اتخاذ السبب ولو كان ضعيفاً..
أما الشفاء فهو من عنده حين يشاء ...
وها أنّ مريم في ضعفها ووهنها تبتهل إلى الله تعالى ..
وهي خائفة .. جائعةً.. وحيدة .. في مكانٍ قصي ..
فأمرها الله تعالى أن تهز جذع النخلة ...
رغم مايقتضيه هذا العمل من قوة بدنيّة كبيرة ..
لكن .. لم يكن هزها للنخلة هو الذي أسقط الرطب الجني ...
إنّما قدرته تعالى ..!
أخذت مريم بالسبب فتساقط الرطب جنيّاً ...
فأكلت مريم وشربت ...
وتسّربت الطمأنينة إلى قلبها .. وقرّت عينا ..!
عزيزتي :
ليكن قلبك مع الله دائماً... وبدنك مع الأسباب دائماً ...
ليكن باطنك مع الله مباشرة ... وتقيمي وجودك في الأسباب ظاهراً...
فإن كان قلبك مع الله وتركت السعي وراء الأسباب
فأنت لست بمتوكلة ...
كما أنك لست كذلك إن لم تتجهي إلى الله بقلبك ..
فلا تقعدي عن السعي وراء هدفك في الحياة ..
وتقولي : لو كان لي بذا نصيبٌ .. لأتاني وأنا في مكاني ..
كوني متوكلة .. بقلبك ونيتك ... ساعية إلى القصد بعملك ..
هناك مثل دارج سمعناه من الآباء ...
يعلّمون فيه أبنائهم فضل المثابرة والعمل ..
ويحفزوهم على ترك الركون إلى الكسل ..
( يابني : الله تعالى يقول لك بما معناه :
اسع ياعبدي واعينك .. واقعد ياعبدي واهينك ...)
وفي هذا القول البسيط معنى كبير
إلى أن التواكل ... منزلق خطر ... تسلكه الأقدام ...
يفضي للفشل ... وضياع فرص الحياة ..
ونتاجه شخصية ضعيفة لاتستحق الإكرام الإلهي ..!
قصة وعبرة ~
من التراث في تأييد الله .. لمن يفوض أموره إليه تعالى ويسلم تسليماً قلبياً :
في بلادٍ ما كان هناك ملك وله وزير عميق الإيمان ..
يتوكل على الله في جميع أموره...
وفي ذات يوم قطع للملك أحد أصابعه بالخطإ منه فسال الدم ..
وهرع إليه الطبيب ليعالجه ...
والوزير معه يخفف عنه ويقول :خير ... خير إن شاء الله ...!
غضب الملك وعنّف وزيره قائلاً : وأين الخير والدم يجري بين أصابعي ؟!
و في قمة غضبه وألمه ...أمر بسجن وزيره...
وما كان من الوزير إلا أن قال كعادته: خير خير إن شاء الله...
واقتُيد إلى السجن وقلبه متجه إلى الله ...متيقن أنه سينجيه .
كان الملك معتاداً أن يذهب عصر الجمعة للصيد والنزهة في البراري
وفي آخر نزهه ، حط رحله قريباً من غابة كبيرة ...
وبعد استراحة قصيرة دخل الملك الغابة ...
وكانت المُـفاجأة أن الغابة كان بها أناس يعبدون وثناً لهم
و ذلك اليوم .. كانوا يبحثون عن قربان بشري يقدمونه له ...
وصودف في طريقهم الملك ... فألقوا القبض عليه.. ليكون قرباناً .. ولكن !!
وقعت أعينهم على الأصبع المقطوع ...!!
وفي عرفهم أنه لايجوز تقديم ضحية بها عيبٌ ما .. فأطلقوا سراحه ...
حينها تذكر قول الوزير عند قطع اصبعه: (خير خير إن شاء الله).
فرجع صوابه وأدرك أبعاد وزيره المتوكل على الله ..
فأطلق سراحه .. وأخبره بما جرى له ...
ولكنه في نهاية المطاف قال له بفضول :
لقد سمعتك وأنت تقاد إلى السجن تقول: خير خير إن شاء الله ..
فأين الخير هنا ؟
قال الوزير: أنا وزيرك ودائما معك ولو لم ادخل السجن...
لكنت معك في الغابة ... وبالتالي قبض علي عبدة الأوثان ...
وكنت سأصير ... قربانا لآلهتهم ... فأنا لا عيب فيّ ...
ولذلك كان دخولي السجن خيرا لي...
ألا ترى معي يامولاي أن من يفوض أموره لله يقدر له الخير ؟!
وأخيراً .. أختي المؤمنة ..
ماذا تجنين من حسن التوكل في بستان العطاء ؟
لاشك أنك تفوزين بأطيب الثمار وأزكاها ..
النصر .. الشجاعة المعنوية .. سعة الرزق .. الكفاية والحماية ..
والاطمئنان القلبي ..وعشرات القطوف الدانيةً...تقتطفيها ...
ولكن أعظم ثمرة تجنيها ... هي الجنّة..!
ففي حديث نبوي شريف خاض الصحابة في فهم
من الذي سيدخل الجنة بغير حساب
من السبعين ألفاً من أمة الإسلام ، فوضح لهم الرسول الكريم أنهم :
( هُمْ الَّذِينَ َلَا يَسْتَرْقُونَ، ولا يكتوون، وَلَا يَتَطَيَّرُونَ، وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) .
جعلنا الله وإياك منهم ~
38
4K
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الغالية فيض
دائما انتي مميزه بقلمك الذهبي
دمت لنا ودام قلمك يشدو باجمل الالحان
في أرجاء المنتدى
إن حسن التوكل على الحي القيوم عمل جليل لا يستغني
عنه العبد في سائر أحواله،
وقل من الخلق من يفقه هذا الباب، ويعتني ويكلف به.
جزاك الله خير على هذا الطرح المهم
نفع الله بك الاسلام والمسلمين
دائما انتي مميزه بقلمك الذهبي
دمت لنا ودام قلمك يشدو باجمل الالحان
في أرجاء المنتدى
إن حسن التوكل على الحي القيوم عمل جليل لا يستغني
عنه العبد في سائر أحواله،
وقل من الخلق من يفقه هذا الباب، ويعتني ويكلف به.
جزاك الله خير على هذا الطرح المهم
نفع الله بك الاسلام والمسلمين
فيض التميز
وسفيرة الإبداع في مدائن الضاد:
طرحكِ.. أفواج شعاع تدلت من جبين الشمس،
وعانقت عباب الفكر المتعطش لسيل العلم والمعرفة..!
فحسن التوكل مقروناً بعمق التوحيد في قلوبنا،
وبمدى رسوخ الأساس العقيدية في عقولنا..!
قطافكِ.. قيَّم
وهادر بالبيان..!
بوركتِ يازهرة اللوتس!!
وسفيرة الإبداع في مدائن الضاد:
طرحكِ.. أفواج شعاع تدلت من جبين الشمس،
وعانقت عباب الفكر المتعطش لسيل العلم والمعرفة..!
فحسن التوكل مقروناً بعمق التوحيد في قلوبنا،
وبمدى رسوخ الأساس العقيدية في عقولنا..!
قطافكِ.. قيَّم
وهادر بالبيان..!
بوركتِ يازهرة اللوتس!!
وماخاب من جعل الله بين عينيه
وتوكل عليه في السراء والضراء
غاليتي فيض ...طرح رائع بكل محتواه
وتفاصيله ...نقطف من بين طياته
ثمار الإيمان واليقين
وحروف وهاجة نستنير منها الفائدة والعبرة
كما إستمتعت بقراءة القصة لما تتضمن من حكمة بالغة
سلمت أختي ودام جمال قلمك
وتوكل عليه في السراء والضراء
غاليتي فيض ...طرح رائع بكل محتواه
وتفاصيله ...نقطف من بين طياته
ثمار الإيمان واليقين
وحروف وهاجة نستنير منها الفائدة والعبرة
كما إستمتعت بقراءة القصة لما تتضمن من حكمة بالغة
سلمت أختي ودام جمال قلمك
الصفحة الأخيرة
حسن التوكل بالله
أحسه مفقوداً بيننا
في أمور كثيرة !!
أحياناً يافيض يخلط
الجهلاء من البشر بين
التوكل والتواكل !!
يريدون كل شئ دون بذل الأسباب!!
بارك الله في قلمك المميز وطرحك الراقي
في مختلف محافل المنتدى.
تقبلي مروري