التعامل الصحيح
بداية وقبل نشوب اي خلاف عائلي من البديهي ان يكون اسلوب التعامل الاسري بين افراد العائلة الواحدة متحضرا وراقيا فعندما تكون وتيرة الحياة اليومية مؤطرة، بتعامل رقيق تصبح الخلافات حين وقوعها سهلة التدارك والحل.
تنشئة الطفل في جو منزلي هادئ ومترابط هي القاعدة الاساسية لتعامل سليم في المستقبل. هناك بعض النقاط المهمة والاساسية لتعامل صحيح:
* استعمال النبرة الهادئة عند الحديث.
* الاهتمام باختيار الالفاظ المهذبة والتعابير الرقيقة.
* احترام رأي الآخر وان كان صغيرا.
* اخذ المشورة والنصح من افراد الاسرة قبل اتخاذ قرار ما.
* عدم المبالغة بالتعبير سواء الزعل او الرضا.
* الاعتذار.
* الاعتراف بالخطأ.
خلاف الأب والأم
الخلاف الذي يحدث بين الأب والأم لا بد وان يلحظه الاطفال وان لم يكن مباشرة، فقدرة الطفل على ان يستشعر ما يدور من حوله كبيرة جدا وباستطاعته ان يدرك خلافا بين والديه وان لم يتفوها بكلمة واحدة.
كثير من الاطفال يهابون حدوث خلاف بين الأب والأم، فهذا يشكل عدم استقرار للطفل، ولكن هناك الكثير من الطرق يمكن اتباعها في مواقف كهذه:
* تحدثي مع طفلك عن معنى الخلاف ولماذا يحدث بصورة عامة، مثلا اخبريه كيف يحدث الخلاف بين البشر لأسباب تختلف فيها وجهات النظر، اختلاف في الرأي او الطباع.
* وضحي لطفلك ان نشوب الخلافات احيانا يوطد الاواصر ويقرب الناس من بعضها بعضا ويفتح مجالا لمعرفة الآخر بصورة اوضح.
* علميه بأن الخلاف قد يحدث مع من نحب وهذا لا يعني بنشوبه اننا لم نعد نحب هذا الشخص واشرحي له معنى جملة «الخلاف لا يفسد للود قضية».
* ان التعامل المتحضر بين الأم والأب اثناء الزعل سيجعل الاطفال يشعرون باطمئنان حتى وان تذمروا ومن الممكن ان يفصل الاب والأم الزعل عن اسلوب التعامل مع الاطفال، فهؤلاء غير معنيين بالامر، ليقم كل فرد بمسؤولياته تجاه الآخر فهذا يعطي مثالا جيدا عن اسلوب التعامل الامثل مع الابناء وفي الوقت نفسه سيخفف من حدة التوتر المباشر.
خلاف الأبناء
من غير الطبيعي الا يختلف الاخوة بين بعضهم بعضا ومن غير الطبيعي ان لا تستمعي للشكاوى المستمرة، ولكن الحكمة تقتضي منك التوجيه وليس الحكم:* حاولي ان تشجعي الابناء بحل مشاكلهم مع بعضهم بأنفسهم بأن تعطي رأيك ولا تنصري احدا على الآخر.
* لا تتدخلي عند ابسط الاسباب، بل احتفظي بتدخلك المباشر في اللحظات التي تستوجب فك نزاع لم يستطع الابناء حله بأنفسهم.
* لا تتهربي من الحكم، وكوني عادلة حتى لا تصبح هذه عادة تجعل من الاطفال يستهينون شيئا فشيئا بقدراتك على حل النزاعات بينهم او بالرهبة منك ومن غضبك.
* بعد هدوء الموقف اجلسي مع اطفالك واستمعي لهم، ثم اعطهم النصح والارشاد لتفادي ما حدث في ايام مقبلة.
خلاف الأهل والأبناء
الخلاف او الزعل قد ينشب منذ الطفولة المبكرة وقد يعبر لك طفلك ذو الثلاثة اعوام عن غضبه وزعله منك، ولأسباب غالبا ما تكون مضحكة. من الجميل ان يستمع طفلك لك وانت تعتذرين منه اذا ارتفع صوتك بدون مبرر وان غضبت ووبخته بدون سبب فمشاعره جرحت واحساسه بالاهانة يؤذيه. لهذا فكلمة الاعتذار منك لن تكون بلسما فقط، بل ستطبع في ذاكرته ان الاعتذار احساس جميل يقدمه المخطئ مهما كان سنه.
اما اذا كان العكس فلا تتوقعي ان يأتي اليك معتذرا.. انه بحاجة لمساعدتك، افسحي له المجال باشعاره انك زعلانة وانه اذا تقرب منك فلن تصديه، كوني ايجابية في زعله لتعلميه احد دروس الحياة وتعلميه اسلوب التفكير السليم، وعندما يأتي ليعتذر اسأليه لماذا يعتذر؟ وكيف يرى نفسه مخطئا؟ ولا تدعي الموقف ينتهي بكلمة اعتذار، بل ان تصلي معه الى موعظة تشعره بأنه تعلم شيئا مهما.
