أسس الحياة الزوجية والأنماط الاجتماعية
الحياة الزوجية أساسها التعارف والتفاهم والتضحية.
عندما نتحدث عن هذا المثلث بمعنى أن يكون هناك تعارف، فيجب أن يعرف كل طرف في الأسرة الطرف الآخر: ميوله، هواياته، إمكاناته، قدراته، عندما يكون التعارف موجوداً فسيترتب عليه تلقائياً تفاهم، في قضية الأكل، في قضية الطعام، في قضية المعاملة، في قضية المعاشرة.. إلى غير هذه الأمور، تنظيمية أو إدارية داخل البيت. لكن هذا يوصلنا للسؤال: هل هنالك بعض الجوانب التي لن يتنازل عنها الزوج؟ يكون فيها تضحية.
لكننا نجد أن كثيراً من الأزواج يتأخرون عن العودة للمنزل حتى ساعات متأخرة من الليل، كما يتأخرون في أوقات يكون البيت في حاجة لهم فيها، ولا نتهم الزوج، فقد تكون الزوجة خارج البيت أيضاً، لنفترض أن الطلب هذا واقعي، إننا نريد من الزوج أن يكون في البيت الساعة(9) مساء، هذا يحتاج إلى أمرين: أن لا أتجاهل العادات الاجتماعية في المجتمع، ومنها:( الديوانية، الربع،اهلة ,وحلة العلم ان كان متدينا,والرحلات
وهي أنشطة تكون في الليل – الأمر الآخر هو: هل توجد هناك أمور تجذب الزوج لأن يكون موجوداً في البيت؟
هل هناك نشاط بالفعل هو بديل عن الخروج من البيت- هذا ما يجب أن تفكر فيه الزوجة تفكيراً جيداً أو بالعكس إذا كانت الزوجة هي التي تخرج فليفكر في ذلك الزوج.
لو رجعنا للجانب الأول: الأنماط الاجتماعية فيجب أن نسلم بها، ولا مانع أن يكون للزوج ديوانية يرتادها وأن يكون له أنشطة دورية يخرج إليها مثل البر أو الشاليه ولكن يجب أن تكون بقدر محدد. هنالك نمط من التفكير سائد في مجتمعاتنا وهو ( أن الرجل خارج البيت والمرأة داخل البيت)، هذا النمط الاجتماعي جاء من أصل تربية الآباء والأجداد، فمثلاً في المجتمع الكويت لأنهم كانوا أصلاً يقعدون ثمانية أشهر خارج البلد، منها 4 في الغوص و4 في التجارة، فصار النمط السائد أن الرجل يخرج لكسب الرزق، والمرأة تبقى في البيت تربي الأولاد، فيسافر الزوج، والزوجة حامل، ثم يرجع وعندها ولد، فصار النمط أن الأم تبقى في البيت والزوج يكون خارج البيت، وجرى علينا هذا حتى هذا الوقت، رغم عدم وجود الدواعي الأولى، فنحتاج إلى أن نغير المفهوم. بمعنى آخر فالزوج عندما يخرج من البيت فليس ذلك لأنه لا يريد البيت بل هو يخرج لأن الكل يخرجون، وهذا نمط موجود، فعلى الزوجة أن تتقبل هذا إلى أن يحدث تغيير في المجتمع كله، لأن من غير الصحيح أن يقعد الزوج في البيت- يبقى إذن أن نعود لنفس النقطة وهي أن هناك أنماطاً سلوكية اجتماعية قد تكون مسلمة لدى كثير من الأزواج، لكن إذا أردنا أن يكثر هذا النمط فإما أن يصير توجهاً في المجتمع كله، وهذا صعب، أو أن يكون توجهاً داخل البيت.
• الزوجة وعوامل جذب الزوج للبقاء في البيت
ونعنى بهذا أن تتفنن الزوجة في إيجاد نشاط بديل داخل البيت يجعل الزوج ينجذب إليه ويحب البقاء في البيت، وبعض الأزواج يحبون البقاء في البيت لأن الزوجة أعدت شيئاً من النشاطات أو البرامج أو من المعاملة التي يسعد بها الزوج داخل البيت، ولنفكر في البدائل التي يمكن أن تعوض عن ذلك.
على الزوجة أن تقترح على الزوج كبداية:
- أن يذهبوا معاً والأولاد إلى نزهة أو مطعم مرة في الأسبوع، وأن يتناول العشاء أو الغداء معهم في البيت.
- أن يكون هناك لقاء للأسرة يومي الخميس والجمعة ونشاط مشترك ويفضل أن يكون جزء كبير منه خارج البيت.
- أن يخصص الزوج وقتاً للجلوس مع أولاده الكبار وتفهم مشاكلهم، وتترك له اختيار الوقت المناسب. ويمكنها بعد ذلك أن تطلب أوقاتاً أخرى لأمور أخرى أساسية في البيت، ولاشك في أن الزوج سيوافق إذا وجد في هذه اللقاءات والأوقات ما يسعده فعلاً.
ولا ننصح الزوجة بأن تطلب منه أن لا يذهب إلى الديوانية وأن تحدد له وقت العودة إلى البيت، الساعة الفلانية، بل عليها أن تجعله يرجح أن يبقى في البيت لما يجده من المسرة والراحة، وكثير من الأزواج يهربون من البيت من كثرة الطلبات والنكد.
- وعلى الزوجة أن تكون طيبة الحديث حلوة المعشر. وأن لا تفاجئ زوجها عند دخوله إلى البيت بالأخبار السلبية والطلبات الملحة، وأن تشعر الزوج بأن طلباتها ليست مادية فقط والمصروف فحسب، بل أن تشعره بأن بقاءه في البيت ووجوده مع الأولاد ينشران في البيت السعادة والأمان النفسي.
واخيرا
ولابد من التفاهم بين الزوجين، فلا يبقى الأمر شكوى من الزوج وشكوى من الزوجة، بل لابد من التضحية والتفاهم، وعليهما أن يتشبعا بالفكر السليم الذي يتضمن المعنى الاجتماعي والقيم الاجتماعية الصحيحة.
بنت الصارخ @bnt_alsarkh
عضوة جديدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
موضوع مفيد وهاادف