أسـأل الـلـه الـعـلـي الـقـديـر ألا تـكـون إحـدانـا كـهـذا الـبـبـغـاء!!!...

كان هناك شيخ جليل يعلم تلاميذه العقيدة ومبادءها وأُسسها الصحيحة...

بالطبع أول شيءٍ سيتطرق له هي شهادة التوحيد...

كان يشرح ويطيل في شرح لا إله إلا الله لكي تختلط مع دمائهم، وترسخ

في عقولهم وأفئدتهم وبها يعيشون لحظات حياتهم...

كان يربيهم بها أسوةً بما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم

عندما كان يعلم صحابته الكرام العقيدة الصحيحة ويغرسها في نفوسهم...

وفي يوم جاء أحد تلاميذ الشيخ ببغاء كهديةٍ له، وكان هذا الشيخ مولعاً

بتربية الطيور والقطط...

وبمرور الأيام أحب الشيخ الببغاء وتعلَّق به كثيراً لدرجة أنه كان يأخذه معه

إلى حلقات العلم التي كان يدرس فيها، حتى تعلم الببغاء نطق لا إله إلا الله...

أخذ الببغاء يردد لا إله إلا الله باستمرار ليلاً ونهاراً...

وفي أحد الأيام شاهد تلاميذ الشيخ شيخهم يبكي بحرقة شديدة وكانت هذه

أول مرة يشاهد التلاميذ شيخهم على هذا الوضع...

فحاول أحد التلاميذ أن يسأل الشيخ عن سبب بكائه وحزنه وقد تملكهم الحزن

والأسى كردة فعلٍ طبيعية بسبب حزن شيخهم الجليل...

فقال لهم : إن القط قد افترس الببغاء الذي تلقاه هديةً من تلاميذه، وأنه قد تعلق

به لكثرة ترديده لا إله إلا الله...

فاستغرب التلاميذ من السبب الذي ذكره الشيخ لهم وقالوا له : شيخنا الفاضل

هل بالفعل تبكي على فقدناك الببغاء!!!...لأنهم يعرفون شيخهم ويعرفون حق المعرفة

أنه من المستحيل أن يبكي شيخ جليل وهبه الله علماً نافعاً يفيد به غيره ويعلمه لتلاميذه

ليكونوا علماء دينٍ ودنيا ينفعون ويفيدون المحيطين بهم بل المجتمع الذي ينتمون إليه...

فقال أحدهم للشيخ : إن شئت يا شيخنا أحضرنا لك ببغاءً غيره وأفضل منه أيضاً...

رد الشيخ على تلاميذه الذين احتاروا في سبب بكائه وحزنه، وقال لهم : لا أبكي

لأني فقدتُ الببغاء، ولكن الذي أبكاني شيءٌ أعظم وأجل!!!...

وتابع حديثه : عندما هاجم القط الببغاء، أخذ الببغاء يصرخ ويصرخ إلى أن

مات بعد أن افترسه القط، مع أنه كان يُكثر من قول لا إله إلا الله، إلا أنه عندما

هاجمه القط نسيها ولم يقم إلا بالصراخ فقط، لأنه كان يقولها بلسانه فقط ولم يتعلمها

قلبه ولم يشعر بها!!!...

ثم تابع الشيخ حديثه قائلاً : أخاف أن نكون مثل هذا الببغاء نعيش حياتنا

نردد لا إله إلا الله بألسنتنا وعندما تحين لحظة الموت ننساها ولا نتذكرها

لأن قلوبنا لم تعرفها حق المعرفة، ولم نطبقها كما يجب في لحظات أعمارنا

المعدودة...

فأجهش التلاميذ بالبكاء بعد أن سمعوا حديث شيخهم خوفاً من عدم الصدق

في قول لا إله إلا الله وتعلمها وتطبيقها كما كان يفعل صحابة رسول الله

عليه الصلاة والسلام...

والسؤال الذي يطرح نفسه هل ننطق لا إله إلا الله ونرددها كما كان يفعل الببغاء

أم أننا علمنا حقوقها وواجباتها، وعملنا بها وسعينا لتطبيقها في كل قولٍ أو عمل!!!...

أسأل الله العلي القدير أن نحيا بها وعليها وتُقْبضَ أرواحنا ونحن ننطقها وبذلك

تكون هي آخر عهدنا بهذه الحياة الفانية...

أشـهـد أن لا إلـه إلا الـلـه وحـده لا شـريـك لـه...وأشـهـد أن مـحـمـداً عـبـده ورسـولـه...


مـنـقـووول مع بعض التعديلات وأسأل الله العلي القدير أن ينفع بما نقلت...