السؤال
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،
أنا أم لطفلة وحيدة عمرها 20 شهرا وزنها 10 كلغ طولها 82 سنتم.
ابنتي نشيطة ومحبوبة من الجميع، مشكلتي هي أنها تكره الأكل فبمجرد أن تراني آتية بكرسيها وآنية الأكل تبدأ بالصراخ والبكاء، والغريب أنها لا تأكل حتى ألهيها بشيء ما عندها فقط تفتح فمها، أما دون ذلك فلا تأكل مطلقا والوجبة الواحدة تستغرق ساعة أو أكثر.
أجرينا لها عدة فحوصات وتبين أنها سليمة والطبيبة اكتفت بإعطائها سيرو اسمه إيفيكال ولا يجدي شيئا، وقالت أن أتعاون معها وألا أرغمها على الأكل وأن أتركها تجوع، ولكنها لا تجوع، وإن جاعت تأخذ ملعقتين وتقفل فمها!.
والمشكلة الكبرى هي أني أصبحت أضربها وقلبي يتمزق؛ فأنا أعلم أن ذلك سيؤثر عليها في المستقبل، بل أثر عليها فعلا؛ لأنها أصبحت عصبية وعدوانية وتضرب نفسها إن لم تأخذ ما تريده، لقد مرضت وتعبت، أرجوكم ساعدوني بنصائحكم، جزاكم الله كل خير.
الحل
يسعدني أن أرحب بكم أيتها الأخت الفاضلة، ويشرفنا هذه الثقة التي أوليتمونا إياها ونسأل الله عز وجل أن يعيننا على أن نكون عند حسن ظنكم بنا. وأدعو الله عز وجل أن يعينكم على حسن تربية أبنائكم، وأن يجعلهم الله سبحانه قرة أعين لكم ولأمتهم.
أما عن حالة (رانيا) الحبيبة الغالية، ذات الـ(20) شهرا؛ كما أوضحتم في رسالتكم الموقرة؛ فهي تدور حول بعض السلوكيات المقلقة لكم؛ وهي:
1- رفض الطعام.
2- العصبية.
وهي من المشاكل التي أوردنا كيفية أو فن التعامل معها في استشارات سابقة؛ فليتكِ تعودين إليها.
ولكن ما أريد أن أحدثكِ عنه في هذه الاستشارة؛ هو أن أذكرك وكل الأحبة القراء من الآباء والأمهات؛ بهذه القضية المهمة؛ والتي أعتبرها الآن المفتاح الأصيل في فهم سلوكيات الحبيبة (رانيا)؛ النشيطة والمحبوبة؛ وهي (القواعد الماسية في فن التعامل مع مشاكل الأبناء السلوكية)؛ وذلك من أجل البحث عن الحل المثالي لأي مشكلة من مشاكل الأبناء؛ وهي:
1- إن أي سلوك غير سوي عند الأبناء ما هو إلا رسالة رفض أو تمرد ضد خلل تربوي والدي أو بيئي يواجهه.
2- إن السلوكيات غير السوية عند الأبناء؛ ما هي إلا عبارة عن طريقة أو وسيلة دفاعية، أو سلاح هجومي ضد تعامل الآخر معه.
فلو فهمنا هذه القواعد في كل مشاكلنا مع أبنائنا؛ ما كانت هناك مشاكل ولاستمتعنا بأبنائنا، ولاستمتعنا بكل مرحلة يمرون بها، ولأمكننا فهم هذه السلوكيات ولتوقعناها، إن نحن أقدمنا على خطأ تربوي معين.
أي إن سلوكيات الأبناء ما هي إلا نتاج ورد فعل لأفعالنا ولمؤثرات البيئة المحيطة بهم وبنا. فالتربية فن وفقه جيد ومتعة لا تدانيها متعة.
ولنطبق هذه القواعد ونحن نحلل حالة صغيرتنا الحبيبة؛ بهدوء:
1- الحبيبة الصغيرة في هذه السن الجميلة الغضة؛ نعتبرها كآباء وأمهات مجرد طفلة لا تفهم إلا أن تأكل أو ترضع وتنام وتقضي حاجتها، بل وتتنفس؛ كما نشاء ونهوى؛ لا كما ترغب!! فسبحان الله في فهمنا وفي تفكيرنا القاصر!.
2- الحبيبة الصغيرة وكل من هم في مثل سنها الجميل؛ نعتبرهم مخلوقات بلا إرادة، وأغبياء لا يفهمون مصلحتهم؛ فنحاول بل ونصر على رسم حياتهم الصغيرة بكل تفاصيلها على ما نهوى ونشاء ونرغب، ولو بالعنف اللفظي؛ فنصرخ ونتشنج، ثم بالعنف غير اللفظي؛ فنضربهم بل ونهينهم!!. فسبحان الله في هذه الدكتاتورية والتسلطية الوالدية؟!.
3- الحبيبة الصغيرة وكل من هم في مثل سنها الجميل، نعتبرهم مجرد أشياء قليلة الحيلة؛ لا تملك أي أسلحة يواجهون بها هذه التسلطية الوالدية! فسبحان الله في غبائنا وفي سوء تقديرنا لهذا الآخر الصغير الماكر والذكي والواعي أكثر منا!.
أيها السادة الطغاة؛ أقصد الآباء والأمهات؛ إن هؤلاء الأبناء الأحباب يملكون الكثير في معاركهم الخالدة ضدكم:
(1) فهم يملكون سلاح التمرد على تناول الطعام؛ حتى ولو وصل لدرجة الإضراب عن الطعام؛ وللأسف فإن عملياتهم الفدائية داخل حصونكم؛ لم تزل مجهولة إعلاميا؛ فليس هناك فضائيات إخبارية تنقل للعالم أخبار إضرابات الطعام داخل الكثير من بيوتاتنا!!!.
(2) ويملكون سلاح التمرد النووي عن النوم؛ في مواجهة جبرهم على النوم في ساعة معينة وفي مكان معين؛ ونستفزهم في نفس الوقت بأن نملأ بيوتنا ضجيجا وثرثرة؛ وكأننا نقول لهم: سنسهر ونتمتع ونلهو وأنتم ستنامون الآن أيها الحيوانات الصغيرة الغبية التي لا تفهم!!!.
(3) ويملكون سلاح التمرد على قضاء الحاجة؛ وإحراجنا يوميا مع الأقارب ومع أطباء نشكو إليهم بغباء متكرر:
أ-ابني لم يزل يبلل فراشه!.
ب-ابنتي ترفض التدريب على قضاء الحاجة؛ والذي أمارسه بعصبية وصراخ بل وبالضرب!!!.
(4) ويملكون سلاح الإحراج للوالدين أمام الخلق من الجيران، والأقارب وفي المواصلات وفي النوادي، وداخل الأماكن العامة، سواء بالصراخ، أو برمي الأشياء على الأرض ومن البلكونات أو في طلب الطعام من الآخرين!!!.
(5) ويملكون أسلحة أقوى من أسلحة حرب الكواكب؛ قد أعدوها لكل غباء والدي، ولكل استفزاز والدي، ولكل عدم تقدير والدي، ولكل من يجرؤ على عدم إشباع احتياجاتهم النفسية؛ وأهمها الحب والتقدير واللهو واللعب والحرية!!.
فانتبهوا أيها السادة العظام؛ فإن هؤلاء الأذكياء يقومون بكل هذا الأساليب المختلفة، وأكاد أرى في عيونهم السعادة والراحة النفسية واستشعار رد الاعتبار؛ وهم يرون الوالدين تكاد أعينهم تفيض من الدمع حزنا، وآذانهم تفيض حمرة وخجلاً، وجباههم تتقاطر عليها حبات العرق الباردة؛ من تصرفات الصغار!!!؟.
لم تزل تأتيني كل يوم على بريدي الإلكتروني الأخبار الميدانية -والمضحك أنها تنقل على لسان السادة الطغاة من الآباء والأمهات- وكأنني أسمع بيانات ميدانية من مراسلين حربيين يصفون جولات وحلقات منوعة ومتكررة من الانتصارات المظفرة لهؤلاء الصغار والملائكة الأبرياء، والأذكياء لدرجة الخبث؛ في مواقع وحروب يومية ضد تسلطية ودكتاتورية الوالدين؛ الذين لا يكلون ولا يملون من الشكوى المتكررة والخالدة؛ فأمام عجزهم اليومي؛ لا يملكون إلا أن يصرخوا ويولولوا:
أ-ابني لا يأكل!.
ب-ابني لا ينام!.
ج-ابنتي تبلل فراشها!.
د-أولادي عفاريت بشرية تمشي على الأرض!.
هـ-نحن على حافة الجنون من تصرفات هذه المخلوقات الغريبة التي تدب على أرضنا!.
ولم تزل الحروب مستمرة!!.
ولم تزل صيحات المراسلين الحربيين تتوالى!!!.
معذرة أيتها الأخت الفاضلة؛ على صراحتي وجرأتي لأنني ما أردت اليوم إلا أن أطلعك -وكذلك كل أم وكل أب- على خبايا هؤلاء الصغار الأحباب والأذكياء جدا، ومعذرة مجددا؛ لأنني لم أشأ أن أسألكِ -وذلك من واقع خبرتي بهذه المشاكل السلوكية- عن تفاصيل لم تكتبيها:
كيف ومتى وأين تقدمين الطعام للحبيبة (رانيا)؟.
وذلك لأنني متأكد أنكِ تمارسينها بروتينية وآلية دون اعتبار لما تفضله الحبيبة الغالية! ولأنني متأكد أن (رانيا) النشيطة والمحبوبة (!!!) تتناول طعامها تحت القهر والتعذيب والتنكيل والصراخ والعويل!!.
ولا تستغربي؛ فكم من مرة أسمع من بعض الأمهات هذه الكلمات الأليمة والقاسية:
أ-إنني أقدم لأبني الطعام وفي يدي شمعة لأهدده بالحرق!!!.
ب-إنني أحضر الطعام لابنتي وفي يدي خرطوم لأضربها به إن رفضت وجبة العذاب أقصد وجبة الإفطار!!.
تصوروا وتخيلوا هذه الجرائم الوالدية! وحسبنا الله ونعم الوكيل!!! وإنا لله وإنا إليه راجعون!.
هل وصلت بكم الدرجة لضرب صغيرة بريئة وذلك لأنني أعلم أنها انتصرت عليكِ وجعلتكِ تفقدين أعصابك وتدخلين معها معركة غير متكافئة؛ فتضربينها!!.
إنها حجة العاجز.. فهذا الضرب مجرد هروب من هزيمة لحقت بكِ أمامها!.
هل أفسر الآن سبب عصبيتها وعدوانيتها؟ إنها مجرد التقليد الكامل والبريء لسلوكياتك معها في الضرب والصراخ والعصبية تجاهها، فلِمَ نظلمها؟.
هل علمنا الآن من المظلوم ومن الظالم؟!.
تخيلي من المهزوم ومن المنتصر الآن، وتخيلي معي من الذي يشكو ومن الذي يمرض ومن الذي (فضفض) وكتب، والطرف الآخر لا يجد من يسمع له أو يكتب له أو يشكو له.
والآن جاءت ساعة الحقيقة ولعله نداء لكل الآباء والأمهات وليس لكِ وحدك؛ فالشكوى هي نفسها ولا أحد يجرؤ على مواجهة نفسه:
(1) فلنراجع أنفسنا نحن الكبار.
(2) ولنراجع سلوكياتنا تجاه صغارنا.
(3) ولنراجع أساليبنا في التعامل مع هؤلاء الملائكة الصغار الأبرياء.
(4) ولنشبع احتياجاتهم النفسية؛ وأكررها للمرة المليون؛ وهي:
أ-الحب.
ب-التقدير.
ج-الحرية.
د-الدعم الإيجابي.
هـ-الانتماء.
و-التوجيه.
ثم وقبل كل شيء؛ علينا بالدعاء الخالص الخاشع: {رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} (الفرقان: 74).
http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?cid=1148811471833&pagename=IslamOnline-Arabic-Parent_Counsel%2FParentCounselA%2FParentCounselA
وفي الموضوع روابط أخرى تثري الموضووووع
أرين @aryn
عضوة فعالة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
أرين
•
للرفع ...
جزاك الله خيرا على النقل الموفق
فعلا معلومات مهمه وقيمه جداااااااااا استفدت منها شخصيا
اعاني من طفلي عمره سنه واربع شهور يضرب الاطفال اللي بسنه واصغر منه ومايقصر عالكبار بعد احسه عدواني المشكله انا يضرب ويبوس في نفس الوقت هههههههههههههه
الله يستر والله انه مفشلني وين ماروح الله يهديه ويصلحة ويعينني على تربيته
الففففففففف شكررررررر يالغاااااااااااااااليه
فعلا معلومات مهمه وقيمه جداااااااااا استفدت منها شخصيا
اعاني من طفلي عمره سنه واربع شهور يضرب الاطفال اللي بسنه واصغر منه ومايقصر عالكبار بعد احسه عدواني المشكله انا يضرب ويبوس في نفس الوقت هههههههههههههه
الله يستر والله انه مفشلني وين ماروح الله يهديه ويصلحة ويعينني على تربيته
الففففففففف شكررررررر يالغاااااااااااااااليه
أرين
•
هلا بك والله أختي ...
الطفل نعمه ... ولو فهمنااا أيش يريد كااان إرتحنااااا
أحب أنبهك حبيبتي شمعة أنه من الخطأ أن تتعودي وتعودي طفلك على أنه هو يفشلك ...
أنت ما سويتي شيء ... لكن لما يحس أنه هو اللي يخطأ وهو اللي يفشل نفسه وهو اللي يتحمل ما يجيه تأكدي أنه بيتحمل نتائج قراراته ... ويطلع من الخطأ إلى الصح
الطفل نعمه ... ولو فهمنااا أيش يريد كااان إرتحنااااا
أحب أنبهك حبيبتي شمعة أنه من الخطأ أن تتعودي وتعودي طفلك على أنه هو يفشلك ...
أنت ما سويتي شيء ... لكن لما يحس أنه هو اللي يخطأ وهو اللي يفشل نفسه وهو اللي يتحمل ما يجيه تأكدي أنه بيتحمل نتائج قراراته ... ويطلع من الخطأ إلى الصح
lola00
•
جزاك الله خير
أعاني من ولدي عمره سنه ونصف
يعصب ويضرب لأتفه شئ
ويسكر التلفزيون عن أخته ويقول لاتشغلينه عناد فيها بس
ويقعد يصارخ إذا طلب حاجه
الله يخليه لي متعبني مرررررررررره
أعاني من ولدي عمره سنه ونصف
يعصب ويضرب لأتفه شئ
ويسكر التلفزيون عن أخته ويقول لاتشغلينه عناد فيها بس
ويقعد يصارخ إذا طلب حاجه
الله يخليه لي متعبني مرررررررررره
أرين
•
أختي لولا ..
أنصحك أدخلي على موقع أسمه اسلااام أون لاين
وإبحثي عن الغضب والأطفااال في قسم اسمه ( معا نربي أولادنااا )
والله يعيننا على تربية أولادنااااا
أنصحك أدخلي على موقع أسمه اسلااام أون لاين
وإبحثي عن الغضب والأطفااال في قسم اسمه ( معا نربي أولادنااا )
والله يعيننا على تربية أولادنااااا
الصفحة الأخيرة