انجي @angy_1
عضوة فعالة
أشتاق إلى الله
السـلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا..
أما بعد ...
نسى ربه كثيرا ، وبارز بالمعاصي طويلا ، وعاند وكابر من به بصيرا ،
إلى أن ذهب إلى هناك ، ووقع بصره على البيت ، فدبت فيه الحياة ،
ووقف بعرفة فدعا ربه ورجاه ، وذبح الهدي فذبح معه هواه ،
ورمى الشيطان بالجمرات فقصم ظهره وأخزاه ، فعاد أخيرا يبكي من
الفرح إلى رحاب مولاه .
استثر الشوق إلى الله ، فإنه الدافع لتتعجل إليه لترضيه ، فعش اليوم هذه العبودية ( عبودية الشوق )
عساك تبلغ بقلبك ما لا تستطيعه ببدنك .
تخيل أنك ستزور رب البيت لا البيت ، وتطلب القرب من الغفَّار لا من
الأحجار ، وتخيل مدى الحرمان إذا كنت ممن لا يفدون إليه .
قال الله في الحديث القدسي " إنَّ عبدًا أصححت له جسمه ووسعت
عليه في معيشته تمضي عليه خمسة أعوام لا يفد إليَّ لمحروم "
نعم لا يفد إليَّ فالحاج يرتحل إلى الله تعالى .
وأنت حين تزوره في بيته لا تراه ، فقم قيام موسى عليه السلام
وقلبه يضطرب شوقاً : " رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ "
واعلم أنك ستراه بإذن الله حين يكشف الحجاب .
قال صلى الله عليه وسلم " إذا دخل أهل الجنة الجنة يقول الله تعالى :
تريدون شيئا أزيدكم ؟ فيقولون : ألم تبيض وجوهنا ؟ ألم تدخلنا الجنة
و تنجنا من النار ؟ فيكشف الحجاب فما أعطوا شيئا أحب إليهم من
النظر إلى ربهم "
أما تشتاق إلى بيت ربك الذي جعل " مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا "
حج سفيان بن عيينة ثمانين حجة ، وكان من شدة شوقه يناجي ربه
فيقول كل مرة : اللهم لا تجعله آخر العهد بك ،
حتى كان العام الذي توفي فيه ، لم يقلها فسألوه فقال :
قد استحييت من ربي .
وخرجت أم أيمن زوجة أبي علي الروذباري من مصر وقت خروج
الحجيج ، ورأت مواكبهم فصرخت : واضعفاه ...واعجزاه .. واحسرتاه ،
ثم زاد بكاؤها وعلا نحيبها أكثر وأكثر : وهي تقول : هذه حسرة من
انقطع عن البيت ، فكيف تكون حسرة من انقطع عن رب البيت ؟
كان بعضهم إلى رأى الحجيج ضج في البكاء قائلا : لو كنت أصلح لهذه
المنزلة لكنت في الصُحبة ( اللهم لا تحرمنا لذة القرب منك ) .
استنهض الشوق :
(1)بسماع أذان الخليل : " " وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيق " "
(2)باستحضار موقف الرؤية يوم القيامة وعدم احتمال الحرمان هنالك ، كفى أننا محرومون منه في الدنيا
فهل تطيق بعاد " لن تراني " وعقاب " كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ "
(3)أكثر من ذكره تعالى ، وألح على ربك بالحبيبتين " سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم "
لتغرس الحب والشوق في قلبك .
(4)نريد أن تختم ختمة من الآن وقبيل انتهاء شهر شوال بنية تعميق الحب في قلبك ،
قال صلى الله عليه وسلم :" من سره أن يحب الله ورسوله فليقرأ في المصحف "
انشر تؤجر ، واعمل تنعم ، وشارك يزدد رصيد الإيمان ، اللهم قد حبسنا العذر فلا تحرمنا الأجر .
":"
منقول
بقلم الشيخ / هاني حلمي
3
357
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
كاذية الجنوب
•
جزاك الله خير
الصفحة الأخيرة