WIDTH=357 HEIGHT=147
مالي أراك منزويةهناك..وحيده..
مُنذ رأيتكِ وطرفكِ يكاد لايتحرك..بل كل جسدك..كجماد يقبع في
ركن كئيب..قد أطلتِ النظر والتحديق في نفس المكان..
تُرى مابك..؟؟!! ما ذا حل بك..؟؟!!
أهناك..أمر قد أشغل بالك..وعطل جوارحك؟؟
هل تخشين من وقوع أمر لاتتمنيه..؟؟
أم أنك في قلق لخطوة مصيريه ستتخذيها..؟؟ولكنك غير متأكدة من
عواقبها..؟!!
لعله قد أرقك ماآل إليه وضع المسلمين الآن..!!!
مُؤكد أنه قد مر بك إحساس مؤلم..حين شعرت وكأنك في خضم
عاصفة هوجاء..وسط بحر لُجّي..أمواجه قد جرفت زورقك
الصغير إلى أعماقه المظلمة..التي توشك أمواجه الكاسرة أن
تبتلعه..مع إستماتتك في التجديف.. من كل ناحيه..ولكن دون
جدوى... حتى بدأ اليأس والتعب والألم يتسلل في داخلك..شيئاً
فشيئاً..فلم تعودي قادرة عل مزيد من المقاومة..
..فسلمت أمرك لله..ورفعت بصرك عاليا..منادية..ودمعاتك تسبق
عباراتك..
ياالله..يافارج الهم ..وكاشف الغم..فرج همي..وأزل كربي..
وفجأة..إذ بالأمواج العاتية تهدأ..وزورقك يستقر
بهدوء.وطمأنينه..والعاصفة تنقشع..وكأن شيئا لم يكن..ثم ها أنت
تعاودي السير..بكل هدوءواستقرار..
ياحبيبة..إن بحثتي ستجدي أن الصورة السابقة .
.هي مثال حقيقي..لواقعنا ومانشعر به في كثير من الأوقات..
وفي الحقيقة. .أن الأمر تغير أخيرا..
..حين سلمتِ أمرك لباريك..ورضيت تمام الرضا عنه ..
وعلقتي قلبك الضعيف بحبله المتين الذي لا ينقطع..
فملأه الله ..طمأنينة وأُنساً ويقينا...فأنار دربك..من جديد ومضيتي
سائرة بقوة ويقين..بفرج الله وعظيم نعمه..
(فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط) كما قال صلى الله عليه وسلم..
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه (وجدنا خير عيشنابالصبر)
وقال عمر بن عبد العزيز (ماأنعم الله على عبد نعمة فانتزعها منه
فعوضه مكانها الصبر إلا كان ماعوضه خير مما أنتزعه)
وقال سليمان بن القاسم رحمه الله(كل عمل يعرف ثوابه إلا الصبر)
فعلينا أن نُعمل الصبرمع الرضا.. في كل أمر من أمور
حياتنا..كالصبر على البلاء..أيا كان نوعه..سواء أكان في النفس
أو الأهل والولد..أو في أخذ مال أو إغتصاب أرض ..و في أي
أمر آخر..
وكذلك إن كان البلاء في أمور لا نعدُها بلاء مع أنها من أعظم
وأقسى الإبتلاءات.... وذلك عندما تحدثنا أنفسنا بمعصية...أو
أبطأت بنا في الصالحات..
فاملئي قلبك يقينا ورضا ..وتسلحي بالصبر..عند حلول
المصائب..فما سلم منها أحد..
بل أنه كل ماانتهت واحدة أتت أختها..
فأحسني التعامل معها..رجاء أن تحط ذنوبك كأوراق الشجر في
الخريف..
يقول بعض السلف..(لولا مصائب الدنيا ..لوردنا القيامة مفاليس..)
وأجعلي نصب عينك دائما((إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير
حساب))
رزقني الله وأياكن الصبروالرضا..وجعلنا من الصابرين المبشرين
في الدنيا والآخرة بالثواب العظيم والأجر الجزيل...؛
