
من منٌا لا يحب الورد ؟
من منّا لا يبتهج عند رؤيته ؟!
جمال .. ورقة .. وأناقة ...
من منّا لا يعشقه ؟!
ويعشق ألوانه ورائحته ..
كنت أظن ذلك .. أي : لا أحد يكره الورد
إلى أن حدثتني إحداهنّ قبل أيام
عن مواقف حصلت في المدرسة التي تعمل فيها
مواقف بين المديرة والطالبات في نهاية السنة الدراسية الماضية
تخصّ حفل التخرج والورد والهدايا ..
وأن المديرة أخبرتها أنها لا تحب الهدايا ولا الورد
ولا تحب أن تحمل في يدها وردة !!
عجبت !!
وتذكرت ذاك الموقف الذي نسيته
حصل معي قبل سنواااات ...
🥀🥀
هذه المديرة هي مديرتي في المرحلتين المتوسطة والثانوية
ولازالت على رأس عملها في نفس المدرسة
كانت تلك السنة " تحديداً لما كنت بالصف الثاني المتوسط "
هي بداية تسلّمها مهام الإدارة
كانت شديدة علينا جداً وكل شيء ممنوع
في يومٍ ما من تلك السنة
أحضرت إحدى الزميلات باقة ورد ملونة بديعة
وقامت بتوزيعها علينا ، لا أذكر مالمناسبة
فرحتُ جداً بتلك الوردة
بعض زميلاتي المقربات قدمن لي ورودهن
لمعرفتهن قدر محبتي للورد بل وعشقي له
جمعتُ عدداً لا بأس به من الورود
فرحت .. وباختصار كأني ملكت الدنيا ومافيها ههههه
وقررتُ اهداءها لعزيزة علي فهي أيضاً تحب الورد ...
🥀🥀
حان وقت الانصراف من المدرسة
وفي أثناء انتظار وصول الحافلة
قمت أنا وإحدى الزميلات نتمشى في فناء المدرسة
لحين وصولها
ورودي كانت معي .. لا أريد أن تفارقني
مرة أتأمل جمالها ومرة أشم رائحتها ..
خرجت المديرة وكان وقت عودتها لبيتها
مرّت أمامنا من بعيد وأنا احاول إخفاء ورودي لئلا تراها
لكني فشلت ..
توقفتْ ونادتني ...
ذهبتُ إليها وأنا خائفة مرتبكة وأخفي ورودي ورائي ..
أخذتْ مني ورودي وبكل قسوة مزقتها كلها ورمتها على الأرض !!!
وقالت : ( إحنا ماقلنا ممنوع الورد في المدرسة ؟! )
🥀🥀
ذهبَتْ وتركت خلفها باقة ورد ممزقة
وقلب محطم !!
الحقيقة أنها مزقت نياط قلبي وكسرت فرحتي !
أنزلتُ رأسي خجلاً فالموقف صار على مرأى ومسمع من الجميع
وماكنتُ اعرف وقتها ماذا أفعل
بقيتُ بضع دقائق جامدة لا اتحرك انظر لذاك الموقف المرعب
مرعبٌ بحق ....
فباقة وردي التي كانت بكامل عافيتها في يدي
في لحظة .. صارت أشلاءً ...
🥀🥀
جاءت زميلاتي يهدئن من روعي
وجلستُ بعدها بجانب تلك الأشلاء ... ابحث
لعلي أجد فيها بقايا حياة
أخيراً وجدت واحدة على قيد الحياة لكنها تنزف وتئنّ ..
فقد كانت ساقها مبتورة ..
أخذتها معي للبيت .. احتفظت بها
وكتبت رسالة ورقية لعزيزتي
أخبرتها بكل شيء
واعتذرت منها على هذه الوردة الوحيدة مبتورة الساق
ألصقتُ وردتي خارج الرسالة وأرسلتها إليها ....
🥀🥀
أخيراً ..
رسالتي لمديرتي أقول فيها ..
سامحك الله ..
ربما أخطأتُ فعلاً لكن خطئي لم يكن فادحاً
كان يليق بك أن تعامليني بلطف
ليتك كنتِ لطيفة معي لأحتفظ بها ذكرى جميلة
ليتني كنتُ أعلم حينها أنك لا تحبين الورد
لأدافع عن وردي وأقول لك ..
هذا شأنك ولك ذلك ... ولن اعتب
أما أنا أعشق الورد .. دعيني وشأني
لا تحطمي قلبي ولا تكسري فرحتي ..
🥀🥀
أحياناً ننسى بعض المواقف المؤلمة
أو نتناساها ...
لكن يقدر الله أموراً تعيد للذاكرة بعض تلك المواقف
ونفهمها ..
ولو بعد حيييين .....

تحية أولى ⚘