أصبح زوجي أكثر حباً لي ♥

ذهبتُ عنه غاضبة الى الغرفة بعد مشاداة كلامية عنيفة بيننا ،لكنه اتاني يصرخ غاضبا :كيف تذهبين ولم أكمل حديثي بعد!?!قاطعته منفعلة :وماذا تريدني ان اسمع اكثر مما سمعت! لم اعد احتمل حياتي معك!-بل انا الذي لم اعد احتمل!!-طلقني اذا.......................كان هذا شكل حياتي في الشهور الاولى من الزواج.. كانت اشبه بالجحيم!قبل الزواج بايام اخبروني ان زوجي هو حياتي الجديدة!يجب ان اطيعه و اخلص له.. و اتنازل له دائما فهو الرجل!اخبروني انه قوي لا يحتاجني في شيء، وانني الضعيفة التي سأحتمي بقوته وسأستظل بظله..اخبروني انه لا يوجد حب بعد الزواج بل تتولد العشرة والتفاهم فقط..أخبروه قبل زواجنا انه الرجل القوي، الذي لا يجب ان يظهر لي ضعفه ابدا..انه لا يجب ان يصغي الي ولا يستشيرني في أمر، فجميع النساء ناقصاتعقل!انه السيد والقائد والمسيطر..تزوجنا وانا أرى في زوجي حياتي الجديدة! كان عندما يغيب او يتأخر اقلق بشده.. لانه لم يغب زوجي بل غابت حياتي الجديدة! ويبدأ الشجار بعد كل تاخير او غياب منه!تزوجنا و كان كلما أحس بضعف يكتمه، يضغط على نفسه فيتولد انفجارا عنيفا من الشجار المبالغ بيننا بلا سبب واضح!لم يخبروني أن زوجي هو اضافة رائعة ل حياتي القديمة نفسها..انني يجب ان احافظ على اهدافي و طموحاتي و شخصيتي واحلامي و اضيف اليها " زوجا رائعا "..لم يخبروني انني انسانة مستقلة لي دور وهدف مهم في هذه الحياة.. انني لم اخلق عبثا!لم يخبروني ان الانثى ليست حكرا على زوجها!لم يخبروه أن زوجته هي شريكة حياته ومأمن اسراره.. ان الرجولة لا علاقة لها بمشاعر الضعف الانساني.. ان الرجولة ليست التملص من الفطرة البشرية والتشبه بالحجارة!لم يخبروه انني حبيبته وصديقته و زوج روحه ولست ) امرأته(!لم يخبروه ان الحب قوةاخبرونا ان الزواج )قفص( ذهبي!كانت حياتنا الزوجية تنهار يوما بعد يوم.. ولولا وجود ذرة حب بيننا لانفصلنا منذ مدة..بعد شهور طويلة من الجحيم والتخبط والتشتت بيننا قررت ان ابدأ رحلتي الداخلية.. داخل نفسي..اكتشفت ان الطلاق ليس حلا..ماذا سيحدث اذا انفصلنا؟ سأتزوج بآخر وانا والزوج الجديد معنا نفس المعتقدات.. لن يتغير شيء بل سأكرر المأساة وحسب..ما الحل اذن!؟الحل والسر في قوله ) لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم(نفسي! السر في نفسي!أصبحت اكثر اهتماما بنفسي،قررت ان اغمر نفسي بالحب والتصالح والتسامح.. قررت التسامح مع الجميع وتقبل الجميع.. تقبلي لعيوبي جعلني اكثر تقبلا لعيوب زوجيلم اعد ابحث عن الكمال.. بل اصبحتُ اكثر استمتاعا بنقصنااصبحت لدي اهدافي وطموحاتي الخاصة التي اسعى للنجاح فيها.. وبالمقابل لم اعد اضغط على زوجي فانا لا احتاجه.. انا معه لاني احبه.. لست في حوجه لأحد.. انما حوجتي لله فقط..اصبحت اكثر مرونه.. انا غير متعلقة ومتشبثة به.. لاني استودعته لله واعلم الن يضيعه..قررت التحاور مع زوجي والمواجهة.. اتفقناان الزواج ليس قفصا ذهبيا بل حرية ممتعةاتفقنا ان يركز كل منا على مميزات الاخر دون التركيز على العيوبان نكون اكثر تسامحا فالحب المطلق هو التسامح وتقديم الاحسان دون انتطار مقابل او جزاء..اصبح زوجي اكثر حبا لي.. اصبح لا يخجل ان يفصح لي عن ضعفه،يبكي امامي كالاطفاليتفهم اختلافي الفطري عنه فانا انثى وهو ذكرتحولت حياتنا من الجحيم الى الجنةنحن الان اكثر حبا وسعادة كل منا يرى في الاخر اضافة رائعة لحياته..الحب هو روح الحياة ونكهتها الزكية..عندما تعترضكم مشكلة! اسألوا انفسكم ما الرسالة والحكمة من ظهور هذه المشكلة؟ثم غوصوا داخل انفسكم، اصلحو ما يمكن اصلاحه.. ستزول المشكلة تماما.. هكذا وعدنا الله ووعده الحق، لن يتغير واقعنا حتى نغير انفسنا...الابتلاءات والمشاكل التي نتعرض لها في الحياة هدفها تزكيتنا والارتقاء بروحنا واصلاحناالله لم يخلقنا ليعذبنا او يهيننا.. بل ليمتعنا.. اسألوه نعيم الدنيا والاخرة............