راقية الفكر @raky_alfkr_1
كبيرة محررات
أصحابَ الخُصومات
قال الإمام أبو عبدالله بن بَطَّة العكبري رحمه الله تعالى:
لا تُجالِس أصحابَ الخُصومات، فإنهم يخوضونَ في آياتِ الله.
وإياك والمِراءَ والجِدالَ في الدِّين، فإن ذلك يُحدِثُ الغِلَّ، ويُخرِج صاحبَه -وإن كان سُنِّياً- إلى البدعة.
لأن أول ما يَدخُل على السُّني من النقصِ في دِينه إذا خاصَمَ المبتَدِعَ: مُجالَسَتُه للمبتدع، ومُناظَرتُه إياه.
ثم لا يَأمَنُ أن يُدخِل عليه من دَقيق الكلام، وخبيثِ القَولِ ما يفتِنُهُ، أو لا يَفتِنُه.
فيَحتاجُ أن يَتكلَّفَ له من رأيه ما يَرُد عليه قولَه مما ليس له أصلٌ في التَّأويل، ولا بيانٌ في التَّنزيل، ولا أثَرٌ من أخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم.
.
.
.
الشَّرح والإبانة، عن أصول السُّنة والديانة / لابن بطة الحنبلي
ص302-303
.
5
550
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
غيمـة فرح
•
جزاك الله خيراً
وقال أبوبكر الآجري رحمه الله: (اعلموا أن من صفة العالم العاقل الذي فقهه الله
في الدين ونفعه بالعلم أن لا يجادل ولا يُماري ولا يغلب بالعلم إلا من يستحق
أن يغلبه بالعلم الشافي، وذلك يُحتاج في وقت من الأوقات إلى مناظرة أحد
من أهل الزيغ ليدفع بحقه باطل من خالف الحق وخرج عن جماعة المسلمين،
فتكن غلبته لأهل الزيغ تعود بركة على المسلمين على جهة الاضطرار إلى
المناظرة لا على الاختيار لأن من صفة العالم العاقل أن لا يجالس أهل الأهواء ولا يجادلهم)).
وقال أيضًا: ((ومن صفة هذا العالم العاقل إذا عارضه في مجلس العلم
و المناظرة بعض من يعلم أنه يريد مناظرته للجدل و المراء و المغالبة,
ولو أتاه بكل حجة مثلها يجب أن يقبلها, لم يقبل ذلك ونصر قوله.
ومن كان هذا مراده لم تؤمن فتنته ولم تحمد عواقبه)).كتاب اخلاق العلماء
وقال الحافظ ابن رجب (فما سكت عن كثرة الخصام و الجدال جهلاً ولا عجزًا،
ولكن سكتوا عن علم وخشية لله، وما تكلم من تكلم وتوسع من توسع
بعدهم لاختصاصه بعلم دونهم، ولكن حبًّا للكلام وقله الورع،
كما قال الحسن - وسمع قومًا يتجادلون -: هؤلاء ملُّوا العبادة وخف عليهم القول وقل ورعهم فتكّلموا)
كتاب فضل علم السلف على علم الخلف
وليس أحسن مِم حثنا عليه نبينا صلى الله عليه وسلم :
بارك الله فيك راقية أجزت وأفدت ، فنفعنا الله بعلمك وجعله في ميزان حسناتك
الصفحة الأخيرة