شكلاً عجيب مريباً للنفس مثير للتساؤل!
أن تضحك صديقتي الحزينة تلك الضحكة الصاخبة والطويلة أمامي و أمام من حولنا من الأهل والاصحاب ،
يتركِ ذلك تظنين أنها تستخف بحزنها ، و أنها سارحة في هذه الدنيا تلعب وتمرح بكل حماس ، لا تبالي بشيء ابداً من سحب تلك الهموم والأحزان !
وكأننا ما كنا في ليل الأمس نشكو لبعضنا حزننا الدفين الذي لا نقدر حتى على الإعتراف به حين نكون وحيديين مع أنفسنا!
وكأن عيناها ما أسقطت عدة دمعات رغماً عنها تمسحها بحركة عشوائية بيديها بين دقيقة وأخرى ،
وكأنها لم تطلق تلك التنهيدات الحارقة التي طالت جدران قلبي فشعرت بحرارتها فاوجعتني !
حزنها يشبه الجبل الكبير الذي في جوفه نار عظيمة ، بركان يظلُ خامداً لا يزمجر و لا يثور بما في باطنه ابداً !
يحرق نفسه من الداخل طوال الوقت ، وحدها تعاني بصمت لهيب الألم ، و وحدها تعاني رعب الإنتظار وسنينه .
فكيف تضحك تلك الضحكة الصاخبة وكأن كل شيء بخير ؟
ضحكة عالية مرحة لو رآها و سمعها العابرون لظن أن ما في الدنيا من فرح و رضا وراحة البال مُلكها و رهن طاعتها!!
بعد أن جلست مع نفسي لفترة ، بعيداً عن ضجيج الحياة و صخب الناس .
أعيد المشهد في راسي ، أدركت أن تلك الضحكة كانت كصرخة اليائس البائس من كل ما يحدث في حياته .
تبدو كضحكات مجنونة هاربة من صاحبها وهو لا يعلم ولا يشعر بها !
تريد أن تعبر عن شعور صاحبها بالقهر المضني من كون الحياة تمضي في افلاكها المرسومة كالمعتاد، لا تتوقف ولو لثانية واحدة رثاءً لحزنه وحاله .
تعبر عن شعوره بالوجع من خذلان أقرب الناس إليه حين يتركونه وحيداً وهو في أشد حاجته إليهم .
عن الشعور بالعجز البارد المؤلم للعظام في كونه لا يستطيع إنقاذ نفسه مهما أراد ذلك !ومهما قال و فعل !
وكأن لوح مقادييره قد خُتم بالختم الأحمر ، فلا يستطيع تعديلاً ولا تغييراً لقدر حياته !
أتساءل وقلبي يؤلمني لمجرد التفكير في هذا ... كم بقي لأصحاب تلك الضحكة الصاخبة المتهورة
من الصبر و القدرة على مجاراة الحياة القاسية و حزنهم بتلك الطريقة العجيبة !
تأثرت بالفعل
شكراً لك