(أصحاب الفكر المنحرف) للشيخ سعيد شعلان
أرحم الراحمين"
ْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْ ْْ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:--
فقد وصف اللهُ تعالى نفسه بأنه أرحم الراحمين في القرآن أربع مراتٍ:--
1- في الآية 151 من سورة الأعراف على لسان موسى -عليه السلام-: "وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ".
2- في الآية 64 من سورة يوسف على لسان يعقوب -عليه السلام-: "وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِين".
3- في الآية 92 من سورة يوسف على لسان يوسف -عليه السلام-: "وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِين".
4- في الآية 83 من سورة الأنبياء على لسان أيوب -عليه السلام-: "وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِين".
وفي الصحيحين من حديث عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال مُعَقِّبًا على رحمة الأم التي كانت تبحث عن ولدها، فلما وجدته أخذته فألصقته ببطنها فأرضعته، فقال -عليه السلام-: "لَلَّهُ أرحم بعباده من هذه بولدها".
أكتفي اليوم بهذه المقدمة، وغداً إن شاء الله: أذكر الموضوع الذي قَدَّمْتُ له بهذه المقدمة.
وفقنا الله جميعاً للدخول في رحمته ونَيْلِ رضاه، آمين.
محبكم: سعيد شعلان.
ْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْ ْْ
"أصحاب الفكر المنحرف"
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:--
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله: أما بعد:--
فإن الله عز وجل -بالإضافة إلى ما ذكره من أنه أرحم الراحمين- ذَكَرَ أنه الأَعْلَمُ وأنه أحكم الحاكمين.
فأما الآيات التي أنه سبحانه الأعلم: فكثيرةٌ، أَذْكُرُ منها ما يلي:--
قال الله تعالى: "قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ" البقرة 140.
وقال تعالى: "رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ" الإسراء 25.
وقال تعالى: "رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ" الإسراء 54.
وأما وصفه سبحانه نفسه بأنه أحكم الحاكمين: فقد ورد في القرآن مرتين، الأولى في نداء نوحٍ -عليه السلام- ربه بخصوص ابنه، فقال: "وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحاكِمِينَ" هود 45.
والثانية في ثناء الله تعالى على نفسه بذلك حيث قال: "أَلَيْسَ الَّلهُ بِأَحْكَمِ الْحاكِمِينَ" التين 8.
وجاء أيضاً وصفه سبحانه بأنه خير الحاكمين، قال شعيبٌ -عليه السلام-: "وَهُوَ خَيْرُ الْحاكِمِينَ" الأعراف 87.
وقال سبحانه: "وَهُوَ خَيْرُ الْحاكِمِينَ" يونس 109.
وكذلك جاء على لسان كبير إخوة يوسف في الآية 80 من سورة يوسف.
ومما لا شك فيه أن مُعْتَزِلَةَ عصرنا هذا: "محمد سليم العوا" وشيخه -كما قال هو عنه ذلك- "محمد عمارة" و"فهمي هويدي" و"طارق البشري" -الذي عُهِدَ إليه أمر الدستور-، وأمثالهم، لا شك أنهم ليسوا أرحم من الله ولا أعلم من الله ولا أحكم من الله.
ولذلك فإن كلامهم الذي ينتقص من كفاية النصوص الشرعية: كلامٌ ساقطٌ مَرْفُوضٌ.
إنهم يقولون: إن أكثر النصوص الشرعية متعلقٌ بالدين لا بالدنيا، ومن ثم فأيُ نصٍ يصادم المصالح الدنيوية فلن نُجْرِيَهُ، وسنقدمُ عليه النظر في المصالح والمفاسد، ولم يقدم أحدٌ منهم مثالاً واحداً لنصٍ شرعيٍ صادمَ مصلحةَ الناس، وهيهات هيهات أن يظفروا بما يؤيدُ أهواءهم، لأن بعث جميع الرسل بتحصيل المصالح وتكميلها وتعطيل المفاسد وتقليلها، فكل شيء أمر اللهُ تعالى به إما أن تكون مصلحته محضةً أو راجحةً، وكل شيء نهى اللهُ عنه إما أن تكون مفسدته محضةً أو راجحةً.
ونظراً لأن من ذكرتُ أسماءهم، يُلَمَّعُونَ ويُرَوَّجُونَ بين الناس: فقد رأيتُ أن من الواجب على من آآاه اللهُ عِلْماً أن يَصْدَعَ بالحق ولا يخشى في الله لومة لائم، قال اللهُ تعالى: "وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ" الأنعام 55.
وهؤلاء الذين يوصفون بأنهم أصحاب الفكر المستنير: لكي يُقْنِعوا الناس بأنهم ليسوا مُحْدِثين ولا مبتدعين ولا ضالين في إقصاء النصوص الشرعية التي لا توافق هواهم، راحوا يهرولون بحثاً عن حوادث تؤيد ما ذهبوا إليه، فأتوا ببعض الوقائع التي أساءوا فهمها أو تعمدوا حَمْلَها على مفهوم سيء، وقالوا بعد ذلك للقراء ومن يسمعهم: فلَسْنا أَوَّلَ من عارض النصوص عند عدم مراعاتها للمصالح والمفاسد.
وسأضعُ بين أيديكم في اللقاءت القادمة -إن شاء الله- بعض احتجاجاتهم ببعض الوقائع لمذهبهم الفاسد الذي فيه الجرأة على الله تعالى وعلى شريعته وعلى رسوله محمد -صلى الله عليه وسلم- وعلى الصحابة رضي الله عنهم، وذلك كما قال اللهُ عز وجل: وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ" الأنعام 55.
وفقنا اللهُ جميعاً لنيل رضاه، آمين.
كتبه سعيد شعلان.
أم البنيين @am_albnyyn
عضوة نشيطة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة