أصناف المدراء !!

الملتقى العام

يقا .. هق

يُقال حفظكم الله أن المدراء أنواع وفئات .. فمنهم من كان شعاره ( سيد القوم خادمهم ) ومن شعاره ( لا يخطئ إلا من يعمل ) يهمهم من يعمــل تحت إدارتهم أكثر من أنفسهم ، وهذا النوع قد انقرض منذ إنقراض ( النمر العربي ) في جزيرة العرب .. والذي أعادت وجودة وإحياءه مشكورةً ( هيئة المحافظة على الحياة الفطرية ) ولن تجد سيرة هذه الفئة إلا على ألسنة الكهول من رواد الإدارة الذين ما زالوا على قيد الحياة !!

أمّا النوع الثاني فهم من أُسقط في أيديهم وأتاهم من دنياهم ما لم ينتظروا ويحلموا ، وهذا النوع لا يهش ولا ينش ، ولا يعلم أهو مدير .. أم خفير يراقب موظفيه بالدربيل !! لا تنتظر منه نفعاً ولا ضرا .. ولا جزاءً ولا شكورا .. وهذا النوع من المدراء ما أكثرهم موجودون أينما يممت وجهك !!

أما الفئة الثالثة فهم فئة رأت في توليها مقاليد الإدارة دلالة من دلالات رضا الله ( عز وجل ) عليهم .. ولو لم يكونوا مدراء لكانوا من الصديقين والشهداء ، فهم لا يقولون إلا حقا .. وعليه فكلامهم مطاع ، ورغباتهم التافهة أوامر لا تقبل الجدل أو النقاش ، إن قالوا إفعل ولا تفعل .. فأفعل كما قالوا ولا تفعل ما نهوا عنه .. وإلا فالويل والثبور لك يا صاحبي !!

فعصيان أمرٍ لهم يجعلك مغضوبٌ عليك وخارج عن عصابتهم وملتهم.. ومبتدع جرئ ..ومصيرك أن تنكس على رأسـك كما تنكـس أقلامهم محددةً مصائر عباد الله بالفصل أو الحسم والنقل تارةً إن كنت مدنياً ، والنقل والحسم والسجن أو الفصل أو عدم مغادرة موقع العمل والبقاء باللباس الرسمي إن كنت عسكرياً تارةً أخرى !!

أم.. هق ( عفواً الزغطة مرةً أخرى ) أما النوع الأخير ( أعاذنا الله وإياكم منه ) فهو خطير جدُ خطير ، ويمكنكم القول إن شئتم ( مدير إرهابي )!! وهو من اجتمعت فيه صفات النوعين السابقين ومعه الجهل ..لم يكتف بجهالته .. فطفق يغطيها بدكتاتورية وغطرسةٍ فأصبح بذلك أكثر جهالةً وبلاهة !!

وأحسب مديري في الإدارة ( أنزل الله عليه التقاعد عاجلاً غير آجل ) أحسبه من غلاة هذه الطائفة ، فهو يتفوق عليهم ويزيد بحياكة وسبك المؤامرات بين منسوبي إدارته !! وتحطيم المبدع منهم ، وعدم الإكتراث للمتميز في العمل ، والتشكيك في الأفكار المساعدة على تطوير العمل ، ويطالب ويا للعجب .. في نفس الوقت بالمثابرة والجد والإخلاص !!

رجل ٌ يا سادة أثقلت كاهلة السنون ، وصبغٍة سوداء يضعها على بقايا مبعثرة من شعر رأسة ليبدو أكثر نظارة وشبابا ، وأسفار يحملها على ظهره .. حتى انحنى فلم يعد يرى سوى ما تحت قدميه ، فإن عدلت ظهره كسرته وان تركته سائراً قادنا للهاوية !! هو من فصيلة ( الكاوبوي ) الذين إحتلوا أمريكا وأغتصبوا أراضيها ، وأبادوا شعوبها إلا نفراً قليلاً منهم !!

إن كان هادئاً في يوم فهو يصبح كأبي الهول يتلوى تحت الشمس صامتاً وديعا .. فنعلم يقيناً أنه أصاب حظاً عظيماً لا نعلم كُنهه .. فندخل عليه نوقع أوراقاً في صالح العمل والإدارة ؛ وإن كان غاضباً مزمجراً .. نعلم حقاً أنه لم يدرك ما رسم له وخطط فَنفرُ من أمامه فرارنا من المجذوم !!

رجلٌ إن شاورك في أمرٍ فهو يرمي إلى معرفة أهدافك مسبقا !! وإن حاورك فهو يحقق معك !! وإن تفضل عليك بإجازة مفاجئة فهو يستبعدك من حظ أو خير !! وإن أدار إجتماعاً فهو يصادر رأيك ورأي الآخرين ويقصيه !! وإن ناصحته لله .. يظن خلافه هدفك !!

وليس لك من سبيل إلا القول أمام معالي (الوالي ) المدير إن أردت أن تكون من المقربين المرضي عليهم .. القول ( الرأي رأيك سيدي ) و ( والشور شورك طال عمرك ) !! هل منكم من يعاني من هذه الفئات كما أعاني ؟!! هل لديكم مثل هذا الجهبذ الخطير الإرهابي المسلطٌ علي رقابنا ؟!! لا أراكم الله مكروهاً ولا مديراً من هذه الفئة .


و .. هق وتحياتي .
0
597

هذا الموضوع مغلق.

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️