كان دميما جدا،تعلو ملامح وجهه القسوة والظلمة،مما
يسبب نفور الكثير من الناس منه عندما يرونه و
يقابلونه لأول مرة،كما كان قصيرا جدا تكاد أن لا
تراه إذا مر بجانبك،ومع هذا كان متزوجا ولديه أربعة
أبناء ذكور،الزوجة سليطة اللسان،بارعة الجمال،مشغولة
دائما بصديقاتها وجاراتها، والأبناء الأربعة تلهيهم الحياة
مابين الدراسة،والعمل،والصحبة الفاسدة،لم يكن
لوالدهم أي مكانة خاصة به في قلوبهم،فهم يكرهونه
بلا سبب،ويتهمونه فورا بكل حدث سيء يحدث لهم
وفي كل يوم يتمنون الخلاص منه،فهو لم يعد بالنسبة
لهم سوى شخص مستفز،ومثير للاشمئزاز،والقرف،و
حمل زائد عليهم في حياتهم،أما بالنسبة له فكان الوضع
مختلفا تماما،كان في كل صباح يستيقظ يتفقد
أحوالهم،فكانوا يبادلونه بنظرات ملؤها الضيق والضجر
فكان ينقبض قلبه حزنا فينسحب من فوره،فيقرر
الذهاب إلى السوق ويشتري بعض الفواكه،والعصائر
،والحلويات لعل هذه الاشياء تفرحهم وتكسبه هو بعض
الاحترام،وما إن ذهب وعاد بكل هذه الأشياء إلى
المنزل،استقبلته زوجته بوجه عابس وغاضب،وهي
تقول له : أنت اليوم لم تقم بتعبئة الغاز،وقد تأخر
وقت الغداء،آه!
يالك من رجل عجيب!
أتريدننا نموت جوعا،أنت دائما تقصر في كل شيء.
رد عليها وصوته يرجف بالحزن لقسوة الكلام الذي
سمعه: يا زوجتي العزيزة لقد كنت في السوق،واشتريت
لكم هذه الأغراض،أنا آسف سوف أقوم بحمل اسطوانة
الغاز أنا وابني ونذهب لتعبأتها على الفور لا تغضبي مني.
ذهب المسكين إلى أبنائه،سألهم :أيستطيع أحد منكم
مساعدتي في تعبئة اسطوانة الغاز؟!.
فلم يرد عليه أي أحد،فأعاد السؤال فلم يرد عليه أحد
فعاد إلى المطبخ وحمل اسطوانة الغاز على
ظهره،وغادر من أمامهم ولم يتحرك أي أحد منهم قيد
أنملة،تابع المسير والاسطوانة على ظهره مشيا على
الاقدام حتى وصل إلى المكان المطلوب،وعندما وصل
كان قد نال منه التعب،والشمس بلغت من حرارتها ما
بلغت في منتصف وقت الظهيرة،فكانت أشعتها الحارقة
زادته ارهاقا وتعبا،وبعد أن انتهوا من تعبئة الاسطوانة
عاد وحملها على ظهره،ليعود بها إلى المنزل،إلا أن
أحد العمال أوقفه ليساعده في حملها،ولكن رفض
وبقوة،قال وهو يضحك ضحكة منكسرة: يابني لا زلت
في عز شبابي وقادرا على حملها فلا تخف علي.
تركه العامل وهو غير مطمئن لما يحدث،تابع المسكين
السير بها تحت أشعة الشمس الحارقة،فزادته ارهاقا
على إرهاقه،فشعر بالدوار فجأة ولم يستطع التركيز
ولكنه كان يحاول جاهدا المسير حتى يصل إلى
المنزل،ومن دون سابق لم ينتبه لحفرة عميقة في
الطريق،كان بجانبها لوحة مكتوب عليها " خطر! انتبه
السقوط!".
فسقط فيها وسقطت عليه الاسطوانة التي كان يحملها
على ظهره فمات.
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
ولقصصك الهادفة 🌹
بارك الله بك .
شخصية الاب أراها سلبية ضعيفة منقادة
ولا إجد له دوراً في كسب العيش كأب طبيعي
كما لا توجد امرأة جميلة تقترن بقزم لايكاد يرى
حاولي أن تحققي التوازن في كل أطراف قصتك
لتلبس ثوب الواقعية
كذلك مسألة الغاز
إنا أبين لك المتناقضات او اللا معقوليات في القصة
لتتداركيها ولتصلي إلى الاجمل
خاصة أن عندك مساحة واسعة من الخيال
وأسلوبك جيد
أحسنت