السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم المهيمن استهل كلامي والصلاة والسلام على اشرف الخلق سيدنا وحبيبنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم اجمعين....
قال الله تعالى: {بسم الله الرَّحمن الرَّحيم(1) الحمدُ لله ربِّ العالمين(2) الرَّحمنِ الرَّحيم(3) مالكِ يَومِ الدِّين(4) إيَّاك نعبدُ وإيَّاك نستعين(5) إهدنا الصِّراطَ المستقيم(6) صراط الَّذين أنعمت عليهم غيرِ المغضوبِ عليهِم ولا الضَّالِّين(7)}
إن استهلال سور القرآن الكريم ومنها الفاتحة، بالبسملة {بسم الله الرَّحمن الرَّحيم}، أدب من آداب تلاوة القرآن الكريم، وإشارة من الله تعالى لأهميَّتها، وإرشادٌ لعباده أن يفتتحوا أعمالهم بها، وقد ورد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «كلُّ أمر ذي بال لم يُبدأ فيه ببسم الله فهو أبتر» (رواه ابن ماجه وأبو داود) (أبتر: أي مقطوع عن الخير لا يحقِّق أغراضه). فالبسملة إذن مطلوبة من المؤمن قبل شروعه بأيِّ عمل لتُحقِّق معناها، (باسمك اللهمَّ أبدأ عملي)، وبهذا تجعله يخلص النيَّة، ويتوجَّه بقلبه وكيانه نحو النور الإلهي، فيراقب الله في كلِّ أمر من أمور دينه ودنياه، ممَّا يكفل صلته المستمرَّة به.
اختصَّ الله تعالى البسملة بصفتين من صفاته، مشتقَّتين من الرحمة، هما الرحمن الرحيم، ليبيِّن لعباده أن ربوبيَّته ربوبيَّة حب وإحسان، وهذا ممَّا يبعث الطمأنينة والسكينة في قلب المؤمن ويهدِّئ من روعه.
تشتمل الفاتحة على المقاصد الأساسية للقرآن الكريم كَكُلٍّ فهي:
أوَّلاً: تُعلِّم المؤمن الحمد والثناء على الله عزَّ وجل، بما هو أهله، على ما أنعم به وتفضَّل عليه، وعلى سائر المخلوقات.
ثانياً: فيها إقرار باتِّصاف الله تعالى بالصفات الَّتي لا غنى للإنسان الضعيف الخطَّاء عن فيضها، ومنها هاتان الصفتان {الرَّحمن الرَّحيم} فالرحمن عظيم الرحمة، والرحيم دائم الرحمة. كما أن لفظ الرحمن يدل على من تصدر عنه الرحمة، ولفظ الرحيم يدل على شمولية هذه الرحمة، وقد أوردهما الله تعالى بصيغ المبالغة دلالة على شموليَّتهما وسعتهما، قال تعالى: {..ورحمتي وسِعَتْ كُلَّ شيءٍ..} (7 الأعراف آية 156) فرحمته تعالى وسعت الكون كلَّه، فكيف بها لا تسع أخطاء الإنسان، وهفواته وزلاَّته، ما قلَّ منها وما كثر؟ فإذا أقلع عنها وتاب منها، وأناب إلى الله بصدق وعزيمة، غفرها الله تعالى له ولو كانت ملء قراب الأرض.
ثالثاً: فيها إعلان وبيان عن وحدانيَّة الله تعالى وربوبيَّته للعالمين، وتأكيد على أنه القادر القاهر المتصرِّف في الأكوان وسائر المخلوقات، والمالك للحساب والجزاء في يوم لا ينفع المرء فيه إلا عمله.
رابعاً: فيها تعليم المؤمن صدق التوجُّه الكلِّي الخالص لله تعالى بحسن التوكُّل عليه، والاستعانة به في كلِّ أمر، مع بذل أفضل جهد ممكن في تعاطي الأسباب بالشكل الوافي.
خامساً: فيها تذكير للإنسان بأنه معرَّض للضلال والضياع، وأنه قد يصيب وقد يخطئ، لأن عقله وإدراكه محدودان، فهو في حاجة مستمرة إلى الله عزَّ وجل، وعليه أن يلجأ إليه دائماً ليلهمه الصَّواب والثبات.
سادساً: تشير إلى وجود معارج السعداء ليسعى المؤمن للوصول إليها، وكذلك منازل الأشقياء ليجتهد في الابتعاد عنها والخلاص منها0
وبهذا كلِّه استحقَّت سورة الفاتحة أن تسمَّى بأمِّ الكتاب، والسبع المثاني، والشافية والكافية، والأساس والحمد، وفي صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي سعيد بن المعلَّى رضي الله عنه : «لأعلمنَّك سورة هي أعظم السور في القرآن، الحمد لله ربِّ العالمين هي السبع المثاني والقرآن العظيم الَّذي أوتِيتُهُ
منقول للفائدة.

عين اليقين @aayn_alykyn
عضوة نشيطة
هذا الموضوع مغلق.

الصفحة الأخيرة
جزاك الله كل خير اختي عين اليقين