يقول ,,,,
أول شيء فعلناه انا والزملاء هادي، وابراهيم، ورمضان، وسعيد اننا ضحكنا بكل ما لدينا من اصوات ونحن نقرأ العبارة الختامية من التهنئة (بلها، واشرب مويتها).
كلمات التهنئة تقول (بطاقات التهنئة علامة محبة ، والمحبة نعمة، والنعمة حرام نكبها.. فأين أحسن شيء تسويه فيها:
(بلها، واشرب مويتها)...!:hahaha:
وتكتشف - بعد فتح كيس التهنئة - ان التي عليك (ان تبلها، وتشرب مويتها) هي قطعة قمر الدين، وهي مشروب جداوي كان - عظيم الشأن - في فترة من الفترات، ثم مع تراجع الجهاز الهضمي، وضعف لياقته تراجع الجداويون عن هذا المشروب الرائع..!
وعبارة (بلها، واشرب مويتها) كما هي في القاموس الشعبي، الجداوي تعني السخرية من اي شيء لا يعجبنا، ونسعى لانتقاده، والتأكيد على عدم اهميته، او جدواه فيحاول احدهم ان يهدد جاره، او زميله بشيء ما (يشكوه مثلاً) فيقول له الجار، او الزميل (بلها، واشرب مويتها)... اي "بل الشكوى، واشرب مويتها". وهذه الجملة الساخرة، الناقدة، الشعبية كانت وراء خطفي للتهنئة (الخفيفة الكلمات، الثقيلة الوزن) على الرغم من الهوية تخص هادي، ولا تخصني شخصياً. وللتوضيح فانني خطفت العنوان، ولم اخطف قطعة قمر الدين لأن الجهاز الهضمي ليس في عنفوانه السابق كما بقية الزملاء، والاصدقاء الذين لم يفقدوا شهيتهم لهذا المشروب لكنهم فقدوا قدرتهم على التعامل معه..!.
وفي العيد الماضي تلقى بعض الزملاء تهنئة ملفوفة على شكل علبة صغيرة كان داخلها قطعة سكر نبات.. وسكر النبات كان المطربون، والمطربات - القدامى - يتعاطونه لتسليك صوتهم، واشتهرت به مدينة جدة في افراحها، وزواجاتها، ومناسباتها السعيدة فيكون ضمن اطباقها في هذه الافراح.
(طريقة مبتكرة غير مسبوقة):eek:
والحقيقة ان هاتين النوعيتين من هدايا التهنئة بمناسبة رمضان، والعيد تعدان مبتكرتين، وتدلان على (خفة ظل) لدى هذه الادارات، او الاقسام - الدعائية - او على الاصح لدى الاشخاص الذين تحدوا كل انواع، وأشكال، وطرق التهاني التقليدية، والاعتيادية في مثل هذه المناسبات، واختاروا هذه (التقليعة) المرحة، والخفيفة الظل، والتي - من شأنها - ان تشد الانتباه اليها (ولو ان رجال الاعلانات الكرام لا تهمهم الا الشيكات المقبولة الدفع).. ونحن نتعلق بمثل هذه المبتكرات المدهشة، والغريبة، والجديدة، والتي ترتبط - في نفس الوقت - بأشياء، وذكريات، ومناسبات تلامس حياتنا الاجتماعية التي اوشك كثير من - شبابنا، وشاباتنا - الانصراف عنها، او الابتعاد عنها في ظل - عادات - بدأت تغزونا من كل جانب فلم يعد للسكر النبات - سوق - كما كان ذلك في افراح الماضي باستثناء بعض الأفراح التي يحرص - اهلها - على استمرار تقديم (السكر النبات) لكن هذا لا يمنع ان بعض الاسر في افراحها تقوم بتحضير (قطعة سكر نبات، وقطعة حلاوة نعناع، وحبة فوفل) وتوضع كلها داخل علبة صغيرة، ويتم تزيين العلبة، وتوزع على الحاضرات في حفل الزفاف، وهذا تقليد جميل معروف لدى الاسر الجداوية رغم وجود ع
دم اهتمام كبير به الآن كما كان ذلك.
في السابق..
ومن هنا تراجع (سوق السكر النبات، والفوفل، والحلاوة النعناع)، ودخلت المشروبات الحديثة - على هذا التراث - القديم، ويقال - في هذا المجال - أن السيدات إذا هن التزمن بهذا التقليد فسيقال عنهن انهن (دقة قديمة) وهذه الاشارة - من طرف اللسان - نرجو الا تنعكس - آثارها - على أسرنا الجداوية التي مازالت تحرص على إحياء هذا التقليد فتنصرف عنه إلى - استقبال، وتبنّى - عادات وافدة ليس لها طعم، ومعنى بقدر لها شكل، وتكاليف اضافية، وتقليد لعادات خارجية..!
وأذكر بهذه المناسبة أن صاحب مصنع في جدة قد بعث بتهنئة قام برسم خروف فوق الكرت، وكان ذلك بمناسبة عيد الحج..
والاشارة للخروف بهذه الصورة - غير المسبوقة - ترجع لأن الاشخاص (الداجين) - أي الذين لم يحجوا يبدون اهتماماً كبيراً بخروف العيد، ويطلقون على عيد الحج (عيد اللحمة)، وحيث تختفي (اللحمة) من الأسواق، ويكون اعتماد (الداجين) على الخروف الذي ذبحوه، والاستمرار في (أكل اللحمة) طوال اسبوع كامل تقريباً، بينما أسواقنا المحلية لا تفعل ذلك على الرغم من (الخرفان الكثيرة) التي يتم ذبحها في المشاعر، وخارج المشاعر..
كيف فقد العيد حرارته
أفكار الناس في تهاني العيد تختلف من شخص إلى شخص، ومن أسلوب، إلى أسلوب لكن هذا الاتجاه في ارسال التهاني بهذا الشكل - غير المألوف - لابد أن يثير شهية رجال الاعلام الذين تصلهم هذه التهاني الطريفة، والظريفة، والباسمة (أي التي تدفعك للابتسام)، وهذا هو الجديد في هذه النوعية - المحدودة - من تهاني العيد السعيد. وليس معنى ذلك - على الاطلاق - المطالبة بانتشار، وتعميم هذه النوعية من التهاني ذات الطابع الطريف، والظريف، والضاحك لكن - عدم المطالبة - لا تعني بالتالي (الحجر) على هذه النوعية حجراً تاماً، ومطلقاً طالما انها لا تخرج عن الآداب الاجتماعية..
وعلى العموم فإن أي أسلوب جديد، ومبتكر، وخفيف الظل - كما في الحالات التي ذكرناها - من شأنه أن يرسم البهجة في النفوس، والقلوب فأهلاً وسهلاً به..
وبعض رسائل الجوال تقترب - في تهانيها - من هذا (المرح البريء).. وأحياناً تتجاوزه، وتتعداه لكن - ما نعتقده - أن (كروت المعايدة) التي ظلت زمناً غير قصير هي الوسيلة الوحيدة في تبادل التهاني بالعيد قد جاء (الجوال) بلهجتنا، و(المحمول) بلهجة الاشقاء في مصر، و(الخلوي) بلهجة الأشقاء في لبنان ليأخذ مكان الصدارة في تبادل التهاني (المسموعة، والمقروءة).. أي أن هذا الجوال صار يسحب البساط من الهاتف العادي، ومن ارسال البرقيات ليختصر الوقت، والجهد، ويتماشى مع عصر السرعة الذي (شتت النفوس).. ومناسبة العيد التي ازدحمت بالمخترعات الحديثة أوشكت أن تفقدنا (طعم العيد) أيام زمان فكل الأسر، والأفراد الذين يسهرون حتى (وش الصبح) بسبب الفضائيات، وصرعاتها لا يمكنهم الاستيقاظ في الصباح لاستقبال المهنئين بالعيد، ولا يمكنهم بالتالي القيام بزيارات الأهل، والأصدقاء، والجيران. والبيوت التي مازالت تحافظ على(عادات، وتقاليد عيد زمان) تعيش على أمل أن يُعيد الأهل، والأقارب، والمعارف، والأصدقاء، والجيران شيئاً من (حيويتهم، واهتمامهم، وحرصهم) السابق على (زيارات المعايدة).. أو أن يتجه الجميع إلى جوالاتهم، وبطاقات المعايدة ليفرغوا فيها مشاعرهم، وأحاسيسه
م بهذه المناسبة السعيدة، والغالية، والثمينة..
والطريف، والظريف، والغريب أن استعداداتنا للعيد، وشراءنا لمستلزماته، وعاداته، وتقاليده، وأفراحه تتفوق على استعداداتنا لشهر رمضان، بل إن ما يتم - صرفه - من أجل، وفي سبيل أيام العيد الأربعة يفوق قدرات، وامكانيات كثير من الأسر، ثم يحتفل الكثير من هذه الأسر بالعيد وحدهم باستثناء زائر، أو زائرين، أو ثلاثة، أو أربعة زوار..؟
تحقيق بقلم - علي خالد الغامدي

كرد الأبيض @krd_alabyd
كبيرة محررات
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

افتح يا سمسم
•
موضوع حلو وخفيف




الصفحة الأخيرة