تعتبر السمنة عند الاطفال من اكثر التحديات التي تواجه الصحة العامة في القرن الواحد والعشرين عالميًا وتنتشر بكثرة في الدول النامية ذات الدخل المحدود والمتوسط وبشكل جزئي في اماكن مثل فلسطين.
ملكي سليمان من القدس : أصبح مستوى انتشار السمنة بين الاطفال يقترب من نقطه الحذر التي لا يمكن تجاهلها عالميًا فقد وصل عدد الاطفال ذووي الاوزان الزائدة الى اكثر من42 مليون في العالم، منهم 32 مليون في الدول النامية،ان هؤلاء الاطفال ستبقى اوزانهم عالية حتى في سن الشباب وهم اكثر من غيرهم عرضة للاصابة بكثير من الامراض غير المعدية في سن مبكر. من المعروف ان الوزن الزائد والسمنة وكذلك الامراض المتعلقة بها يمكن الوقاية منها في سن الطفولة وذلك يحتاج الى اتخاذ سياسات واستراجيات على اعلى المستويات في البلاد وجعل هذه المشكلة من اهم واعلى الاولويات لما يترتب عليها من مخاطر على مستقبل هؤلاء الاطفال الذين يعانون من السمنة.
وفي لقاء خاص مع ايلاف قالت الدكتورة جنان النصر اخصائية طب الاطفال من مدينة نابلس: " ان السمنة تؤثر على الحالة النفسية للطفل فعلى الام ان تاخذ ذلك محمل الجد فقد يصل الحد الى درجة الاكتئاب عندها على الام ان تكثر من الحديث مع طفلها او تعرضه على الطبيب، اما بالنسبة إلى المضاعفات التي قد يتعرض لها الطفل ممكن ان تكون مضاعفات جسدية مثل: الاصابة بمرض السكري، ارتفاع ضغط الدم، امراض القلب والاوعية الدموية، ارتفاع الكلسترول ، ظهور الازمة الصدرية مع مشاكل في التنفس، اضطراب في النوم وكذلك حدوث البلوغ المبكر . وهناك مشاكل من نوع اخر مثل المشاكل المجتمعية والنفٍسية مثل الاكتئاب، الوحدة، الخمول ، يفقد الطفل المهارات المجتمعية اذ يشعر بانه عديم الفائدة، يفقد الامل في الشفاء والتحسن وايضًا يفقدالاهتمام بكل شيء.عادة ينام كثيرًا ويلجأ الى البكاء، بعض المرضى يخفون حزنهم ويبدون للاخرين سعداء .
علاج السمنة عند الاطفال
وحول علاج السمنة عند الاطفال فقالت النصر " : يمكن القول ان الامر ليس بالسهل وتعتمد طريقة العلاج بحسب عمر الطفل وكذلك وجود اي مشاكل صحية اخرى، فالعلاج يكون بالحمية، النشاط الجسماني، استخدام الادوية الخاصة لتنقيص الوزن والتي تعمل على شعور الطفل بالشبع بسرعة من خلال تأثيرها على الدماغ او تقلل من امتصاص الدهون في الامعاء
والطريقة الاخيرة في العلاج تنقيص الوزن جراحيًا، وذلك بناءً على عمر الطفل وحدة السمنة عند الطفل يقرر الطبيب المعالج طريقة العلاج، فإذا كان عمر الطفل اقل من7 سنوات فإن هدف العلاج هو الحفاظ على الوزن وليس نقصان الوزن هذه الاستراتيجية تسمح للطفل الزيادة في الطول وليس بالوزن ومع الوقت يصل الوزن الى المعدل الطبيعي .
اما اذا كان الطفل اكبر من7 سنوات يعتمد العلاج على نقصان الوزن بشكل تدريجي وببطء اي حوالي نصف كلغ الاسبوع—نصف كغم الشهر ويعتمد ذلك على الحالة الصحية للطفل.
وفي كلا الحالتين نقصان الوزن يعتمد ايضًا على الحمية الغذائية والنشاط الجسماني والاللتزام بهذه العادات الجديده.
طرق علاجية اخرى
واضافت د . النصر :" أما الطريقة ألعلاجية الاخيرة التي يلجأ إليها الجراحون بعد استشارة فريق من أطباء الأطفال وأخصائيي الغدد يقرر إجراء هذه ألجراحة لعلاج ألسمنه عند الأطفال ذوي ألسمنة الحادة والذين غير قادرين على نقصان اوزن بالطرق الأخرى . ان الموافقة على مثل هذه ألعملية ليس بالجواب السهل فتأثير ألجراحة على نمو وتطور الطفل مستقبلاً غير معروف كما ان الجراحة لا تعطي ضمانًا لنقصان الوزن الزائد ولا ضمان استمرارية بقاء الوزن قريب من الطبيعي لفترة طويلة وهي أيضًا لا تحل محل الحميه الغذائية ولا النشاط الجسدي . من هنا نلاحظ ان جميع اطباء العالم لا يوصون باجراء عملية جراحية على المعدة للاطفال اعمارهم اقل من18 سنه نظرًا لعدم توفر معطيات تؤكد نجاح العملية على المدى البعيد وهم دائمًا ينصحون الاهل بان يشجعوا اطفالهم على تغيير نمط حياتهم . وقالت الدكتورة الكوني:" ان السمنة والوزن الزائد عبارة عن زيادة غير طبيعية في تراكم الدهن في الجسم بسبب تناول كميات كبيره من الغذاء الغني بالسعرات الحرارية يوميًا والذي يشكل خطر كبير على حياتهم وان قياس الوزن الزائد والسمنة عند الاطفال يشكل صوبه وذلك لأنهم في نمو وتطور دائمين ومستمرين وسريعين، وذلك يعتمد على العمر . من المعروف انه في جميع مراكز الرعاية الصحية الاولية التابعة لوزارة الصحة الفلسطينية البالغ عددها 44 مركزًا منها 381 في الضفة الغربية و59 مركزًا في غزة ,عادة يتابع الاطفال في هذه المراكز لمراقبة نموهم وتطورهم من عمر صفر - 5 سنوات من قبل كادر طبي ذو كفاءة وخبرة عالية حيث يحصلون على خدمة مجانية عالية الجودة، والجميع يعرف كتيب صحة الام والطفل الذي اعتمدته وزارة الصحة الفلسطينية والذي تحصل عليه كل حامل وطفل بعد الولادة اذ يشمل هذا الكتيب جميع البيانات الصحية المهمّة المتعلقة بصحة الام والطفل، اضافة إلى وجود ملفات خاصة بالام والطفل تحفظ في مراكز الرعايات اذ تحتوي ايضًا على معلومات الكتيب نفسه، واشارت د. الكوني الى انه في فلسطين الضفة الغربية تصل نسبة السمنة الى 23,4% لعام 2009 اما في غزة لا تتوفر لدى وزارة الصحه اي احصائية وذلك بسبب الاوضاع الحالية.
في عام 2006 كان قصر القامه يشكل المشكلة الاكثر شيوعًا عند الاطفال دون الخامسة من العمر اذ وصل الى 10,1% .وفي عام 2009 انخفض قصر القامة الى 1,4% وهناك طريقة اخرى لمعرفه الوزن الوزائد والسمنة عند الاطفال من 5 سنولت -19 سنة .
السبب الرئيس للسمنة
وقالت النصر ": ان السبب الرئس للسمنة عند الاطفال هو تناول كميات كبيرة من الاغذية الغنية بالطاقة والذي يؤدي الى خلل في توازن الطاقة بين السعرات التي حصل عليها الطفل من الغذاء وبين السعرات المصروفة .وهناك عوامل عديدة تساعد على ذلك منها :
النظام الغذائي الذي يحتوي على كميات كبيرة من الدهون، السكريات ويفتقر للفيتامينات والاملاح المعدنية والمغذيات الاخرى، والنشاط الجسماني القليل بسبب الحضارة، المواصلات وعدم ممارسة الرياضة وعوامل اجتماعية واقتصادية تتمثل في العادات والتقاليد والسلوكيات المتعارف عليها في المجتمع، طبيعة البيئة التي نعيش فيها ,وكذلك الوضع الاقتصادي المتدهور، وهناك دور كبير للسياسات في الزراعة ,المواصلات ,التعليم ,التسوق ,الطعام المقدم في البيت وخارجه وايضًا البيئة المحيطة بنا
ادوية تتسبب في السمنة
وقالت د. النصر :" كثير من الادويه تؤدي الى السمنة منها الكورتزون واخيرًا امراض الغدد
والان ماذا نفعل امام هذا الوباء المسمى بالسمنة,مشيرة ان السمنة مشكلة يمكن تجنبها والوقاية منها وهذا افضل الخيارات , ان علاج السمنة والامراض المتعلقة بها يهدف فقط الى جعلها تحت المراقبة لا الخلاص منها , هناك العديد من التوصيات للوقاية من السمنة ومنها : زياده تناول الخضار والفواكه
تحديد تناول الدهنيات والسكريات والتحول من تناول الدهون المشبعة الى الدهون غير المشبعة والنشاط الجسماني يوصى بممارسة الرياضة بمختلف انواعها بما يتناسب مع عمر الطفل على الاقل ساعة يوميًا بشكل منتظم ودائم وبذل جهد متوسط ( مشي,ركض, قفز, سباحة الخ)
وتوصيات مجتمعية :الطلب باستمرارية الالتزام السيلسي والتعاون بين القطاعات العامة والخاصة ,وهناك دور حيوي كبير تقوم به الحكومات والمؤسسات الدولية ,المجتمع المحلي والمنظمات غير الحكومية وكذلك القطاعات الخاصة
في خلق بيئه صحية وعمل خيارات للغذاء الصحي المقدم للاطفال وتسهيل الحصول على هذا الغذاء .
دور الاهل في التعامل مع الطفل السمين
واما عن دور الاهل في كيفيه التعامل مع الطفل السمين في العائلة فقالت د . النصر :" معروف ان الدور الكبير يقع على عاتق الوالدين ,فهما يستطيعان ان يحموا اطفالهم من السمنة قبل الوصول اليها ,فالاهل هم الذين يشترون الغذاء ويطبخونه ويقدموه الى اطفالهم وكذلك هم يقررون اماكن تناوله وعليه فان على الاهل تعزيز الغذاء الصحي بشكل منتظم ودائم ومستمر ايضًا تعزيز النشاط الجسماني .تعزيز تناول الطعام في المنزل وايجاد الفرص لممارسة النشاط الجسماني اذ يساعد ذلك في تغيير سلوكيات الطفل الغذائية , وعلى الوالدين تعزيز نمط الحياه الصحي لان ذلك سوف ينعكس ايجابيًا على الطفل من خلال مراقبته لوالديه .فاذا كان عمر الطفل اقل من 3 سنوات في العائلة فعلى الام تعزيز الرضاعة الطبيعية الخالصة للاطفال اعمارهم اقل من 6 أشهر، وعدم اضافة السكر الى الحليب الصناعي,
تقبل امكانية الطفل لتنظيم حاجته من الطعام والتاكد من تناول العناصر الغذائية الضرورية .عدم السماح للطفل بتناول الطعام اثناء مشاهدة التلفاز. اما اذا كان الطفل اكبر من ذلك فعلى الام تقديم الفطور قبل الذهاب للمدرسة يوميًا ,توفير وجبات تحتوي على الخضار والفواكه في المدرسة والحد من تناول الدهون والسكاكر.
lazourdee @lazourdee
كبيرة محررات
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
الله ينصرهم ويشفيهم