شبحُ يهدد أبنائنا .. يكاد يلازمهم كالظل الطفيف .. مع حركتهم وسكونهم ..
نتنكر هرباُ منهـ خلف قضاء اللهـ وقدرهـ .. دون حرص أو عمل بالأسباب ..
براءة في مهب الريح .. وأرواح تقتل سدى ..
ودموعاً كزبد البحر تذرف بعد فوات الاّوان ..
إقشعر بدني وشلت ذاكرتي بسماع خبر مؤلم حقاً ..
فتاة في عمر الزهور تسقط من أعلى بنايتها ..
والسبب كان تراكم الأعمال الشاقة عليها حيث جمعتها لها أمها الحنون ..
ليكون تنظيف النافذة أحدهم ..
فتتعلق تلكـ المسكينة ذات الـ 17 ربيعاُ بين شرفاتها ..
لتهوي ساقطة من الدور الثالث ..
إلى الأرض بعد أن أصابها دوار .. وتمكث جثة هامدة لعدة ساعات ..
إلى أن وجدها أحد المارة وأخبر ..
سكان الحارة ليعثرو على ذويها وللأسف كانو بالمنزل
ولكن لم يلتفتو لغياب إبنتهم تلكـ المدة الطويلة ..
أو حتى أن يرق قلب تلكـ الأم لتعين إبنتها ..
القصة حقيقة والفتاة لازالت لليوم في ثلاجة الأموات إثر التحقيق ..
وهذهـ كانت واحدة والأعظم مانراهـ من حرائق وحالات تسمم تطفح بها المشافي ..
أطفال يبتعلون حبوباُ غلطاً .. واّخرون سلخ جلدهـ بمكواة أو ماء ساخن
وحوادث الإلتماس الكهربائي .. وليت العبرة هنااّاّ ..
بل نتألم للحظة وسرعان مانعيد الكرة .. ونكرر الخطأ ذاتهـ ..
ونتعجب من بشاعة إجرام الخدم ..
ونحن الأهل لم نفي هؤلاء الأبناء حقهم ..
نتعجب من أن تضع الخادمة السم للرضيع ..
وتنسى الأم بأنها قد تميت طفلها في غفلة بإهمالها ..
أذكر قصة ليست ببعيدة بأن أحد الأطفال الرضع شرب الكلور ظناً منهـ أنهـ ماء ..
وتساءلت ما الذي أوصل هذا الرضيع للكلور إن لم يكن في مكان اّمن ؟..
بالتأكيد أنهـ كان في متناول يدهـ وبكل بساطة وبراءة تجرع ذلكـ المحلول ..
ليطلق أنفاسهـ المخنوقة للفضاء ..
وكان الموت أسبق بهـ وخسر عمرهـ الذي لايتعدى سنة ونصفها ..
الموضوع أكبر من أن تحصيهـ سطوري .. وأعظم من أن أعبر عنهـ بهذا الشكل ..
ولكن مالذي ينقصنا لأن يضيع أولادنا بين عشية وضحاها ؟..
أهو قلة وعي .. وإدراكـ .. أم إهمال للمسؤولية الملقاة ..؟
فكيف نحمي هذي الطيور حتى تقوى على الطيران ..
أيصعب علينا أن نتخذ وسائل السلامة لهم في كونهم الصغير ؟..
أنستكثر عليهم بضع دقائق مراقبة وبالمقابل تهدر الساعات على متابعة
عروض الأزياء والمسلسلات ..
وللأسف يكون القضاء والقدر شماعة نعلق عليها أخطاؤنا ..
فلانكتفي بالغلط بل ونبرر الأسباب لهـ ..
جميعنا يؤمن أن القضاء واقع لامحالة ولكن يجب أن يكون هناكـ حرص
عوضاً عن كيف الإستهتار ..
إستفاهمات أطلقت لها العنان .. لي ولكن لمزيد من الإهتمام بفلذات الأكباد ..
ولنستودعهم اللهـ في كل حين الذي لاتضيع ودائعهـ ..
وازيد على هذا قصة قالتها لي ام زوجي عن وحده تسببت باختناق ثلاثه من اطفالها
كانت تنام عليهم بالليل لما ترضعهم ونومها كان مره ثقيل