الإضاءة ( 1 ) :: / أطفالنا والألكترونيات /
أطفالنا هم مصدر فرح لمنازلنا وحياة بهجة تحيط بنا وبهم وهم معنا
ومع ذلك يشارك جمال ضحكاتهم وانتعاشهم كثيرٌ من إزعاجٍ وضوضاء حتى لكأنما لا نستطيع عمل شيء حتى يرميهم النوم قسرًا على أسرتهم : )
ونحن وإياكن يُعايشنا ذلك المزعج الذي يُشاغبنا على أجهزة الكمبيوتر ويتعلق بها أو يبقى بليلهِ ونهاره أمام جهاز التلفاز بما فيه من ألوانٍ وأشكال وأعمال تعود عليهم بنفعها أو ضرها
وسنبقى معكن اليوم مع هذة النوعية من الأطفال حتى نعرف الخلل ونصحح علاقة أطفالنا والألكترونيات على خطواتٍ صحيحة
فأهلًا بكن "
تقول أحد الأخوات في شكواها من طفلها ::
طفلي ذو الثالثه من عمره , كثــير اللعب ويعشق المضاربة ..
دائما مايكون سبب في بدء المشاكل بينه وبين أخوته
ويسبب لبيتنا صدى الصراخ والبكاء لحد كبير ..
أشتريت لهُ جهاز كمبيوتر ( سوني ) قلت !! لعله يخفف عنا قليلاً من مشاغبته , ويجعل أخوانه يدرسون براحتهم ..
ويتفرغون لأنفسهم , ويحفظون أغراضهم من العبث بها وبعثرتها ..
لكن أزداد الطين بلله , وكُلٍ الآن ندم وأسف على حالي بأني علقته بهذا الكمبيوتر الذي لم ألقى منه خيراً ..
فأجده يلعب به ويتصارع , ويتضارب بشدة ويتحمس حماساً "يضحكني" .
لكن ما أن يمل منه !! ,, يبدأ الطبيق على أخوانه ..
حتى في بعض الأحيان , يدخلون لنوم , فيذهب ويوقضهم
لماذا !!
ليلعبو ويتصارعو معه!!
تعبت من طفلي من هذا الجهاز , أخفيته عنه فزداد بكاءه ..
اشلغتهُ بـ أمور آخرى فزداد بعثرة ولعب أكثر من السابق ..
أتيت معه بسياسة الأطفال ولا فائدة >> يريد جهاز الكمبيوتر
قمت بأستبدال أشرطة الجهاز ,, فبدأ يطبق بأمور آخرى .
كــ التسلق على الأبواب أو الدولاب . المهم انه يفرغ طاقته .
أصبح لا يبالي ما يفعله , و المهم انه يطبق ما يرى ويلعب ويُشاهد ..
طفلي مشاكس لحد كبير ,, حتى أني تأثرت منه , وحينما أسجل في أي مكان أكتب
( أم المشاكس )
أبحث عن حــل لطـفلي ,, أفيدوني ؟؟
وتجيب عليها ::
د. أمنية محمد السيد بدارى ( نخيل الإسلام - مشرفة الأدبي وتقول :: )
بسم الله الرحمن الرحيم :
طفلكِ أخيتي الكريمة هو طفل حباه الله بنعمة الذكاء ، ولكنه يعاني من فرط النشاط كما تصفين ، وهذا مستقبلاً سيكون مفيدًا حيث سيجعله قادرًا على اكتساب مهارات متعددة
كما وسرعة رد الفعل التي تنفع في مواقف كثيرة ، هذا هو الجانب الإيجابي ..
الجانب السلبي هو ما تعانين منه الآن :
نشاطه زائد عن إخوته ، يطبق ما يتعلمه عليهم ، يتسبب في الحدة والتوتر لدرجة رفع الصوت والصراخ وبالتالي عدم شعور أفراد الأسرة بالراحة مع قلة التركيز لمن يحتاجه ،،
* العلاج بسيط إن شاء الله ولكنه يحتاج للحِلم :
يعني طولة البال وسعة الصدر والصبر ، اهمليه أخيتي الكريمة ، عندما يتسلق الجدار أو يبدا في تنفيذ حركة ما أشعريه بالإهمال ، فهو يفعل هذا أساسًا للفت النظر ..
إبذلي الجهد في رفع ما يؤذي عن طريقه ، وكذا إخوته يبعدون كتبهم وأدواتهم وما يمكن أن يتلف من عبث عن يديه ثم بعد ذلك تصرفوا كأن ما يفعله أمر طبيعي ،
وتكمل د.أمنية قائلة ::
لا تنسي أختي الكريمة أن سن الثالثة هو بداية إدراك لمرحلة جديدة من الطفولة يزيد فيها العند نتيجة لإحساس الطفل أنه أصبح يمتلك مواهب جديدة
ويريد إثبات ذاته ، لا تمنعيه عن جهازه بل إبدئي أنتِ بعرضه عليه وتقديمه له وستجدين في السواق الشرائط مكتوب عليها العمر المناسب ، لكن لاتدعيه
* لها في نفس الوقت .. كيف؟
ابتكري أنشطة جديدة في المنزل بمساعدة والده وإخوته مثل تحضير كعكة ، تصميم بيت كبير من المكعبات ، مسابقة للرسم
: تحضرين الأوراق والألوان واتركي إخوته يرسمون ساعة مثلاً ، تتحدثوا عن أمر معين من بيئتكم مثل الشاطىء أو الأرجوحة أو الملاهي ...
وتنخرطين أنتِ وياحبذا معكِ الوالد أو أخت لكِ مع بقية الأطفال في الكلام ولا تطلبوا منه أبدًا مشاركتكم وستجدينه يأتيكم وحده مذهولاً معجبًا بما يتعلمه من جديد ، بمعنى : جددي فيما حوله ولاتشعريه أنه محور التجديد ، ولا إنكم مشغولون به وبما يفعل ، لأنه في سنه هذا لايفهم الاستفزاز وستياء كما نفهمه نحن وإنما يجد فيه نوع من الاهتمام ينتزعه هو بقدراته الخاصة ، فإذا نجحتِ في تفريغ عمله من هدفه فسيضطر لإيجاد عمل آخر فإذا وجد عندكم ما يستهويه دون أن يشعر أنه المقصود مما تقومون به فسينخرط معكم تلقائيًا ، هذا أولاً ..
ثانيًا :
الهدوء في المنزل عمومًا والاستقرار ، المعاملة الطيبة بين الأب والأم من جهة ، وبينهما وبين بقية الأطفال من جهة أخرى سبب في شعور الطفل بالأمان ،،
ثالثًا :
الخروج ، كلما سنحت الفرصة اجعلوا هناك متنفسًا بين الحدائق والمتنزهات العائلية الهادئة ، ولصحبة أطفال في سنه أمر مفيد له على المدى البعيد ،،
رابعًا :
الأكل : لاتعطيه من الحلويات إلا قليلاً وخاصة الشيكولاتة وزوديه من آن لآخر ببعض من عصير البرتقال الطازج أو الجوافة وفاكهة التفاح ، واجتهدي في تزيين طبقه وترتيبه بطريقة تستهويه ليجلس إليه ويكتشف محتوياته مع العلم مسبقًا أنه ليس بالضرورة أن ينهي طبقه كاملاً ، ولا تبيني له أن هذا أمرًا هامًا ،،
خامسًا :
لاتتوقفي عن رقيته كلما استطعت إلى ذلك سبيلاً ، فإن لم تقدري عليه حال صحيانه فافعليه وهو نائم :اقرئي عليه الفاتحة وأول سورة البقرة وخاتمتها وآية الكرسي والمعوذتين ، وما تقدرين عليه من شيء بعد ،وعليكِ بالدعاء أعوذ بالله من شر ما أجد وأحاذر ويدكِ على قلبه مرة وعلى ناصيته "مقدمة راسه مرة" ومؤخرتها كذلك ،
واجعلي قراءتك لورد ك من القرآن ونصيب من صلاة والده بجانبه وهو نائم فإنه يستوعبه بعقله الباطن وسيهدأ إن شاء الله ،، فقط كما قلنا بعض الصبر والاحتساب وسر النجاح هو في الاستمرار وعدم النكوص أو اليأس ، واعلمي أنكِ مثابة مأجورة عند الله تعالى وانه تعالى يجيب الإنسان مالم يعجل ، وفقكِ الله وأعانكِ وجعل ابنكِ قرة عين لكِ ولوالده إن شاء الله تعالى والحمدلله نستغفره ونتوب إليه ،، ...
منقول للفائدة
شذى العطاء @shth_alaataaa
محررة برونزية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
سمسومه34
•
تسلمي يالغلى
الصفحة الأخيرة