أبرار البار
مع دخول منتصف شهر نوفمبر تبدأ المحلات والأسواق بعرض البضاعات المختلفة التي تحمل كثير منها الألوان الحمراء والخضراء والذهبية ومعها عروض شراء مغرية لهذا الموسم, كذلك نرى حولنا الزينات والأنوار تعلق على البيوت وأشجار الشوارع, تلفت أنظارنا ككبار قبل صغارنا, وأينما جالت أنظارنا أو وقعت أقدامنا صادفنا شجرة الصنوبر وقد زينت من أعلاها لأسفلها,ثم نجد معظم برامج التلفاز وأفلام الأطفال تتحدث عن مناسبة الكريسماس وليلة رأس السنة, حتى أنشطة المدارس وما يفعله التلاميذ في صفوفهم يدور في هذا المعنى!
وتبدأ بعض الأمهات السؤال والحيرة تنتابهن : ما الموقف الأمثل للتعامل مع مايراه أطفالنا بطريقة تتوافق مع الشرع ومريحة تربوياً؟ كيف ننجح بإقناعهم أن لا ينجذبوا ويتحمسوا للإحتفال كحال معظم من حولهم..؟
هذه بعض الأفكار المجربة عبر سنوات من أمهات فضليات حولي جمعتها وصغتها نشراً للفائدة:
لم التحفظ والممانعة؟
أولاً: نحن عندما نمنع أطفالنا من الإحتفال واتباع طقوس هذه المناسبة فنحن نسعى في المقام الأول لنكون ممتثلين لأوامر الله تعالى ربنا يوم قال" ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب" ومما يفهم من الآية أن تعظيم غير الشعائر التي جاء بها الدين ليس من تقوى القلوب.
أيضاً نسعى بمنع أنفسنا وأطفالنا أن نكون مهتدين مطبقين لسنة نبينا وحبيبنا صلى الله عليه وسلم قدر أنفاسنا, ولنتخيل ورودنا على حوض الكوثر واستقباله لنا ولأولادنا فرحاً مسروراً لحسن تطبيقنا لسنته وابتعادنا عما ليس من سنته وطريقته..
ثانياُ: الذي يمنعنا من الإحتفال بعد وجود حكم شرعي, هو أهمية الحفاظ على هويتنا العربية والإسلامية, خصوصاً إن كنا نردد على مسامع أطفالنا ونطمح أن يحققوا مصطلحات ( العزة والكرامة – أو نهضة الأمة – أو الأصالة)..وغيرها, فإن ( التمييع والتساهل) وعدم الحزم في هذا الجانب يتعارض مع كل ماسبق!
كيف نعالج موضوع الكريسماس مع أطفالنا من ناحية تربوية؟
قبل بدء الموسم:
- بداية نقول ( الوقاية خير من العلاج) وقد نقل عن الإمام أبي حنيفة قوله "إنا نستعد للبلاء قبل وقوعه, فإذا ما وقع عرفنا الدخول فيه والخروج منه" , هذا يعني أن نسبق موسم الكريسماس بسرد قصة النبي عيسى عليه السلام, وماهي الأمور التي نؤمن بها في قصته,( مع الأطفال الكبارأو المراهقين نستطيع المقارنة بين معتقدنا ومعتقد النصارى).
- غرس محبة الله عزوجل ومحبة نبيه صلى الله عليه وسلم عن طريق الممارسة اليومية في الدار, عن طريق شرح بعض أسماء الله الحسنى, وأركان التوحيد, وتحفيظهم سورة الإخلاص مع شرح مستفيض لمعانيها, وتطبيق محبة الله ومراقبته أمامهم كأطفال عملياً لا نظرياً.
- أن نشرح لأطفالنا أن صورة عيسى أو أمه مريم عليهما السلام التي مثلها النصارى لهما غير حقيقة, وأنه لا يجوز ولا يصح تصوير وتمثيل الأنبياء حفاظاً على جلالتهم وقداستهم وقربهم من الله.
- الحرص على إيجاد أصدقاء مشاركين للطفل ( خصوصاً في المراحل العمرية المتقدمة) يجمعهم عدم الإحتفال, من المهم أن تحرص الأم على توفير صداقات جيدة لابنها وعمل برنامج ترفيهي له مع بعض الأصدقاء في الأوقات التي لا يشارك فيه الإحتفال.
- إشراك معلمة الطفل والمدرسة في ما يحدث في البيت ( ومن الأمور الخاطئة والفادحة تربوياً الحديث عن المعلمة سلباً أمام الطفل وتسفيه رأيها أو أنشطة الفصل وكأننا في صراع أو معركة معها), وهذا يكون في وقت مبكر قدر الإمكان,( وحيث أمريكا الشمالية وخصوصاً كندا خليط من شتى شعوب الأرض,فإن معظم المدارس تطرح سؤال إمكانية المشاركة, ومع استمارة تسجيل الطالب هناك خانة للموافقة في جميع المناسبات والإشارة لما يستثنى منها) فمن المهم واللائق التحدث مع المعلمة مبكراً وإشعارها بما سيحصل, وكادر المدرسة في الغالب يتفهمون إختلاف أجناس البشر واختلاف مناسباتها, النقاش مع المعلمة يكون بإفهماها وإشعارها عن رغبتنا ونسألها حول الأيام التي سيكون فيها الإحتفال وهل مهم حضوره للمدرسة أم لا؟حفاظاً على مشاعر الطفل واستقرار نفسيته.
- علينا التفريق بين الأنشطة التي تتصل اتصالأ مباشراً بمسائل عقيدة النصارى ( كالوقوف والغناء عن سيدنا عيسى عليه السلام بما ليس في عقيدتنا) وبين أنشطة أخرى صارت هي عادات إجتماعية في هذا الموسم ( كخبز الكعك بالزنجبيل – أو رسم شجرة الصنوبر) ونحوها, ومنع الطفل والسماح له حسبما يقتضيه حال أي نشاط.
أثناء الموسم:
- الحوار مع الطفل: فلا نسكته ولا نشعره أننا لا نريد الحديث عن ما يتحمس أو يهتم بالحديث عنه حتى وإن لم يوافق مزاجنا, بل نستمع له بهدوء وصبر ونرد على أسئلته على قدر ما يحتمله عقله.( يجب إفراغ كل ما في نفس الطفل بذكاء حتى لا نولد عنده نوع من الكبت أو ردة فعل بالإهتمام أكثر بالموضوع – قد يفضي به للمعلمة أو لزميل آخر - فكل ممنوع مرغوب!).
- عند حديثنا مع الأطفال – خصوصاً – الصغار منهم, لا نقول لهم الكريسماس حرام ونكتفي بهذه الكلمة دون تفصيل (تربوياً : الأطفال دون السادسة لا يفهمون معنى كلمة حرام!), بل نشرح لهم بهدوء لم لا نحتفل بما تستطيع عقولهم استيعابه,وأذكرأني قلت لابني الصغير رداً على سؤاله: هل شاهدت جدك أو أهلنا في السعودية يضعون الشجرة بهذا الشكل؟ شعرت أن إجابتي كانت مقنعة له, وأزيد لأخويه الأكبر سناً: لأن ديننا جعلنا مميزين عن غيرنا واختلاطنا بكل ما يحدث حولنا من مناسبات لا يشعرنا بالعزة والتميز!
- الحديث مع الطفل يجب أن يتسم بالموضوعية والمنطق, فلا نشنع على كل ما خص الكريسماس جملة وتفصيلاً, بل نشيد ببعض الجوانب الجيدة مثل أن لا نخفي بهجتنا وإعجابنا بالزينة, وأن نقول مثلاً أنهم يحسنون صناعة الفرحة ويتذكرون قرابتهم ووالديهم هذه الأيام, مثل ما نفعل في العيد مع بعض الإختلاف!
- من المهم أيضاً استيعاب مشاعر الطفل, فلو قابل (سانتا كلوز أو بابا نويل) مثلاً في مكان ما, فلا نمنعه من النظر أو السلام عليه إن هو تحمس لذلك, وبعدها بهدوء نشرح له أن هذا هو شخص مثلنا يقوم بتمثيل الدور, وأن الآباء والمدرسين عليهم أن يكونوا صادقين أكثر مع أطفالهم, فهم من يحضر الهدايا ويشتريها وينتقيها لا هذا السانتا!
- استغلال الحدث للإتيان بأمور نتعلمها من تعامل الناس واحتفالهم بالكريسماس, فالحكمة ضالة المؤمن وأذكر على سبيل المثال أني قلت لابنتي ذات الثانية عشر ربيعاً: ما أجمل لو اقتبست فكرة تزيين البيوت وطبقتيها أنت وصديقاتك في جدة, إنه من الجميل أن نزين شوراعنا وبيوتنا مع دخول رمضان والعيد! أو ما أجمل أن نفتح تكبيرات العيد في أسواقنا ومجمعاتنا التجارية!
- الحديث أيضاً أننا لسنا الوحيدين بل هناك طوائف أخرى لا تشاركنا الإحتفال, فليس كل النصارى يحتفلون بالكريسماس في الخامس والعشرين من ديسمبر, بل لهم تفريقات في هذا الشأن, وهناك ملل أخرى كاليهود وغيرهم لا يتبعون هذا الإحتفال.
- مع الأطفال الكبار نستطيع أن نشرح لهم دور الإقتصاد والتسويق في هذه الأيام, فأي تاجر لديه بضاعة كاسدة يكفيه أن يضيف لها رسوم رجل الثلج أو غزلان الجبل أوما شابه ليقبل الناس عليها الناس, والبعض يفعل كعادة إجتماعية موروثة دون الإلمام بكثير أو عميق من الخلفية الدينية ورائها!
بعد الموسم:
- الحرص كل الحرص على أن يكون احتفالنا كمسلمين في الغربة بمناسباتنا الدينية كبيراً عظيماً, بالتخطيط معهم مبكراً للعيد وما يحبوا الإتيان به, بأنشطة مختلفة والتجديد قدر الإمكان, وتزيين البيت وتبادل الهدايا ودعوة الأصدقاء,ومشاهدة صورأفراد العائلة في الأعيادالماضية,...إذا وسعنا دائرة الإحتفال بمناسباتنا, تلقائياً ستضيق دائرة الإهتمام بحفلات ومناسبات الغير!
- الذهاب لمدارس أطفالنا في مواسمنا الدينية كرمضان أو العيد أو الحج, والتحدث مع أصدقاء الطفل عنها, وجعله هو يوزع الحلوى والهدايا على أصدقائه ومعلميه, أو أن يصمم ويرسم بطاقات تهنئة بالعيد لهم, بهذا نساهم في خلق شعور العزة في نفسه, ونسهل عليه مشاركة أصدقائه فيما يحدث في حياته.
- أيضاً والرسول صلى الله عليه وسلم أوصى بالجار وإن كان غير مسلم, فأنه من اللطيف أن نطلب من أطفالنا طرق أبواب الجيران, وتوزيع حلوى العيد عليهم, لما بدأت بجعل هذه عادة لي مع جيراني غير المسلمين, صاروا يبادلوننا الهدايا في مناسباتهم المختفلة وتعلم واستوعب أطفالي الفرق بين ما لنا وما لهم وصارت لنا بفضل الله اليد العليا!
ونسأل الله تعالى أن يهدي أطفالنا ويريهم الباطل باطلاً ويرزقهم اجتنابه, والحق حقاً ويرزقهم اتباعه..وهداية الله تعالى لنا ولهم تسبق كل الأسباب!

الأرين272 @alaryn272
عضوة جديدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

الله يجزاك خير على الموضوع .. وودي اضيف اعطاء البدائل للطفل
انا احس ان الطفل مهما فهمتيه انه هذا غلط لايمكن يرضا الا لما تعطيه بدائل
ممكن تقولين راح اسويلكم حفله بمناسبه انتهاء التيرم او اي شي ثاني
موفقه اختي وربي يثيبك على مجهودك
انا احس ان الطفل مهما فهمتيه انه هذا غلط لايمكن يرضا الا لما تعطيه بدائل
ممكن تقولين راح اسويلكم حفله بمناسبه انتهاء التيرم او اي شي ثاني
موفقه اختي وربي يثيبك على مجهودك

musk1..
•
موضوعك مره مهم
تصدقين بنتي عمرها 4سنين مره متاثره
دايما تقولي انا احب كرسمس تري واسمع في كلامها كرسمس سونق وماري
هي مره تحب الفصص وانا ماني عارفه في الحضانه اش يحكونها
ماادري كيف اتصرف معاها ؟ اش افهمها وهي في هذا العمر
تصدقين بنتي عمرها 4سنين مره متاثره
دايما تقولي انا احب كرسمس تري واسمع في كلامها كرسمس سونق وماري
هي مره تحب الفصص وانا ماني عارفه في الحضانه اش يحكونها
ماادري كيف اتصرف معاها ؟ اش افهمها وهي في هذا العمر

بارك الله فيك
بالفعل ما احوجنا لوقفه صادقه مع ما يحصل حولنا
واتحدث مع اطفالنا عنها
جو المرح اللذي يسود ايام الكرسمس
يجعل الطفل يزهد في عيدنا
فلابد من المراجعه
بالفعل ما احوجنا لوقفه صادقه مع ما يحصل حولنا
واتحدث مع اطفالنا عنها
جو المرح اللذي يسود ايام الكرسمس
يجعل الطفل يزهد في عيدنا
فلابد من المراجعه

الصفحة الأخيرة
حتى في الأسواق جايبين بابا نويل حقهم وصورون معه الأطفال والتلفزيون برضو قلبوا أفلام الكرتون فيه عن الكريسمس
والله العظيم إن ولدي الأسبوع اللي فات تفاجأت إنه يقولي ماما santa gave me ice-cream
قلت ماشاء الله حتى سانتا جابوه في الروضه >> ولدي عمره 3 سنين
الله يحفظنا بس ويعينا على تربية أطفالنا التربيه السليمه