كانت زمردة فتاة جميلة كالزمرد،فقدت والديها منذ أن
كانت في عمر الست سنوات،فاضطرت إلى العيش مع
عمها في بيته الغريب وهي ابنة الأربعة عشر عاما،و
كما قلنا كان بيته غريبا حقا،حيث كان بيته في منتهى
الفقر،والقذارة،والظلمة حتى في وضح النهار،حيث
كان لا يضع المصابيح في أكثر الغرف،كان جيرانه ومن
حوله ينفرون منه ويخافون من الدخول إلى بيته
العجيب،فقد كان كل من يدخله يشتكي من سماع
أصوات مخيفة،وبعض الأشياء الموجودة تتحرك
لوحدها،وأن من يدخل ويظل جالسا يشعر وكأن
هناك شخص ما يجلس بجانبه.
عانت زمردة من كل هذا في هذا البيت الغريب،
بالاضافة إلى معاملة عمها السيئة لها ،فكان يضربها،و
يشتمها،ويصفها بالجاهلة لأنها غير متعلمة،وينهكها
بالأعمال المنزلية الشاقة،فكانت المعاملة القاسية من
عمها القذر لها،سببا في دخولها في حالة نفسية مرهقة
جدا،جعلت منها فتاة انطوائية لا تخالط أحد ولا
تحادث أحد،وأبدا لا تتكلم بل التزمت الصمت التام
وكأنها بكماء،وقصة الحزن التي تعيشها تحكيها
عيناها الزرقاوان،بقيت على هذه الحال لمدة عامين
كاملين،حتى تعرفت على جني كان يسكن معهم في
نفس البيت،وكان يراقبها من بعيد في صمت تام،و
يرافقها أينما ذهبت في البيت،والموقف الذي جمعهما
كان عندما أعدت حساء لم يعجب عمها،وكان هو في
مزاج سيء أصلا،ففرغ كل غضبه عليها،ومن دون تفكير
قام بضربها ضربا مبرحا حتى كسر لها يدها،أثار هذا
التصرف غضب الجني،فهجم على عمها ورد له الصاع
صاعين حتى وقع على الأرض صريعا فاقدا
للوعي ،اجتاح الخوف قلب زمردة،وبدأت ترتجف
بشدة تتأمل المكان حولها من يكون قد فعل بعمها هذا
الفعل،إلى أن ناداها صوت خفي : زمردة! زمردة!
أنا صديقك الجني،كنت أراقبك من بعيد منذ زمن طويل
ولم أجرؤ على الحديث معك،حتى أثار غضبي وجنوني
مافعله بك عمك،وقد رددت لك حقك،إنني لا أحب
الظلم ولا أحب الظالمين،وقد خلصتك منه،فهلمي
معي ياصديقة،أغير لك حياتك للأجمل،أنا جني مسلم
ومسالم،إلا إذا أثار أحدهم غضبي فإني أفقد عقلي،
أريدك أن نخرج سويا من هذا البيت،ونخرج من هذه
الظلمة إلى النور،أريدك أن تبدأي في طلب العلم منذ
هذه اللحظة،حتى تكملي دراستك،وتبدأي في مشروع
تجاري مربح في نفس الوقت،وتسخري علمك ومالك
لأجل مساعدة الغير ولأجل الخير.
حينها شعرت زمردة بالارتياح لأول مرة،ومدت يدها في
الهواء لتلمس يد ذاك الجني الذي لا يمكن لمسه،ونقطت
أول كلمة لها بعد صمت طويل بسبب الألم،والظلم،و
الحرمان،نطقت بكلمة "صديقي"
تلتها بقولها : " هيا ياصديقي نخرج سويا من الظلمة
إلى النور".
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.


انتصار الخير واحقاق العدل
حقيقة واقعة مهما تمادي الظالم في ظلمه
او توحش الخير
او طال الظلام فالنور آت لا محالة
سلمت يداك اختي ودمت بود
حقيقة واقعة مهما تمادي الظالم في ظلمه
او توحش الخير
او طال الظلام فالنور آت لا محالة
سلمت يداك اختي ودمت بود
الصفحة الأخيرة
ولكن فيما عدا مسألة ضرب الجني والتي لاتصدق
أفسر قصتك كأن الظلم الذي تعرضت له الفتاة
جعلها مريضة نفسياً ومنطوية
وعندما زاد عن حده رفق الله بها ، تخيلت من يحدثها
و يدفعها إلى الخروج
من هذه البؤرة إلى النور ..
أنت صاحبة القصة .. ونحن نعلق عليها فقط
لك خيال واسع، وقناعة بأن الخير ينتصر دائما
وهكذا ختمت الحكاية
شكراً لجهودك الواضحة ، وبارك الله بك 🌷