أعضاء الشورى: توجيهات المليك بالمحاسبة تؤكد رفض التجاوزات

الملتقى العام

عبروا عن سعادتهم بعقاب «المقصرين في فاجعة جدة»

مسئولون وأعضاء شورى: توجيهات المليك بالمحاسبة تؤكد رفض التجاوزات والفساد

التوجيهات واضحة وصريحة برأت الأمطار والسيول من الكارثة



سيول جدة كشفت فسادا

أكد عدد من المسئولين وأعضاء مجلس الشورى ان توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بتشكيل لجنة للتحقيق والتقصي بشأن مسببات «الفاجعة» التي اجتاحت جدة مع هطول الامطار مؤخرا، تجسد رفضه لأي تجاوزات تقع بحق أبناء المواطنين، وعبر عن امتنانهم لهذه المواقف المشرفة والتي ليست بمستغربة عليه حفظه الله. وعبروا في إفادات لـ «اليوم» عن سعادتهم بمبدأ محاسبة المقصرين مهما كانت قاماتهم.
حقيقة ما جرى
وقال عضو مجلس الشورى الدكتور عبدالله الدريس: إن توجيهات خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز تجسد إحساسه العميق ومتابعته وفقه الله لما جرى، وتشخيص دقيق للحالة، وتسليط للضوء على أوجه القصور لا كما درج عليه المسئولون من تنصل من المسئولية، وحرص على معرفة حقيقة أسباب ما جرى، مبينا ان حديثه حفظه الله كان صريحاً وواضحاً يؤكد على براءة الأمطار والسيول ككوارث طبيعية، في التسبب بهذه الفاجعة، وأن هناك قصوراً وتقصيراً هو الذي أدى إلى مضاعفة الخسائر إلى حد الكارثة.
وبين الدريس ان حديث المليك كان واضحا وهو يقول: «وإن من المؤسف له أن مثل هذه الأمطار بمعدلاتها هذه تسقط بشكل شبه يومي على العديد من الدول المتقدمة وغيرها ومنها ما هو أقل من المملكة في الإمكانات والقدرات ولا ينتج عنها خسائر وأضرار مفجعة على نحو ما شهدناه في محافظة جدة وهو ما آلمنا أشد الألم»، حيث تؤكد هذه التوجيهات التأكيد على رفض الأعذار المكررة في كثافة حجم الأمطار وغيرها من الأعذار.
المحاسبة الشرعية
من جانبه قال مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل: إن الأمر الكريم لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ركّز على مسألة المحاسبة الشرعية وأفرد جزءاً كبيراً من توجيهاته الكريمة للحديث عنها، ومما جاء في هذا السياق قوله حفظه الله «فإنه من المتعين علينا شرعاً التصدي لهذا الأمر وتحديد المسؤولية فيه والمسئولين عنه - جهات وأشخاصاً - ومحاسبة كل مقصر أو متهاون بكل حزم دون أن تأخذنا في ذلك لومة لائم تجاه من يثبت إخلاله بالأمانة، والمسؤولية الملقاة عليه والثقة المناطة به» ولعلنا من فرط حبنا، وكبير تعلق آمالنا بولي امرنا خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، انتظرنا بفارغ الصبر السماع منه حفظه الله حول الكارثة المروعة التي تعرضت لها الأحياء الجنوبية الشرقية من مدينة جدة، ولكن صدور أمره الكريم لمواجهة تبعات ما جرى بث في نفوسنا فرحاً كبيراً، وفسّر لنا سبب الوقت الذي مضى قبل صدوره، ولا ننسى ان الكارثة تزامنت مع متابعته حفظه الله لموسم حج ناجح.
تحديد المسئوليات
وقال المستشار القانوني والمحكم الدولي علي بن محمد القريشي: إننا نتطلع أن تخلص اللجنة التي وجه خادم الحرمين بتشكيلها إلى تحديد المسئوليات بشكل دقيق، حيث إن هناك عدة جهات يؤدي تقصيرها في أداء الأمانة التي تحملها في حدوث مثل هذه الكوارث، غير تلك التي تركز حديث الصحافة حولها، وهي أمانة مدينة جدة، منها ما هي معنية باعتماد الميزانيات اللازمة لإنجاز مشاريع البنى التحتية في مدينة جدة، والتي تم عرض جانب من تعاطيها مع احتياجات جدة، أثناء اللقاء الذي جمع أهالي جدة بسمو النائب الثاني وفقه الله في رمضان الماضي، مبينا انه لا يتم اعتماد سوى عُشْر المطلوب في بعض الحالات. ومحاسبة المسئولين فيها إن حصل، ومنها الجهات الرقابية، والتي يترتب عليها مسئوليات بسبب دورها في مراقبة تنفيذ المشروعات خلال العقود الثلاثة الماضية، وتجاه متابعة أداء الأمناء الذين تعاقبوا على الأمانة خلال العقود الماضية، وجهات أخرى تتحمل أجزاء من المسئولية.
محاسبة المقصرين
وأضاف: لا نشك في أن اللجنة ستنتهي إلى كشفها، لتتم محاسبتها كما أمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وهكذا جاء الأمر الملكي شاملاً المضامين ومحاور شتى، فهو بالإضافة إلى تضمنه تشكيل لجنة للتحقيق والتقصي وإحصاء الأضرار والمتضررين فإن الأمر الملكي يتضمن ما يجب عليه واجب الالتزام بالأمانة والمسؤولية بدءاً من ملك البلاد الذي ضمن أمره الملكي الكريم التأكيد على امتلاك الشجاعة الكافية للإفصاح عن كل ما ارتكب من أخطاء أو تقصير من بعض الجهات والتصدي بكل حزم ومعاقبة مرتكبيها والتبرؤ من هؤلاء المفسدين تشبهاً بالرسول الكريم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم الذي تبرأ من صنيع بعض أصحابه فيما ندبهم إليه.
أخلاق القائد
وأكد ان هذه هي أخلاق ونهج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، حزماً ووقوفاً مع المظلوم ومحاسبة المقصرين وتضميد جراح أسر وعوائل الضحايا، تنقية للعمل العام في المملكة وقطع دابر الفساد ومواصلة للإصلاح ليس فقط إصلاح الأنظمة والمؤسسات، بل إصلاح النفوس الفاسدة. من جانبه قال عضو مجلس الشورى الدكتور فهد العنزي: قد جاء تحرك خادم الحرمين الشريفين سريعاً، فما إن أنهى- حفظه الله- انشغاله بخدمة ضيوف الوطن، حتى تفرغ لمعالجة مأساة أهالي جدة، المدينة العزيزة على خادم الحرمين الشريفين وعلى أبناء المملكة جميعاً، فقبل أن يغادر ضيوف الرحمن أراضي المملكة، وفي اليوم الأول من وجوده في جدة، أصدر أمره الكريم بتشكيل لجنة للتحقيق وحصر الأضرار والمصابين والخسائر في الممتلكات العامة والخاصة.
أمانة التكليف
وأضاف العنزي: ان القارئ المتمعن للأمر الملكي الكريم، المستند على مضامين الأنظمة التي تنظم عمل الوزارات والمؤسسات في الدولة، والمتوافق تماماً مع النهج الذي يسير عليه خادم الحرمين الشريفين، الذي يتصف بالالتزام التام بواجب أمانة التكليف ومسؤولية رعاية مصالح الأمة والبلاد والعباد التي عاهد الله تعالى على القيام بها بعد مبايعة الأمة له - حفظه الله - ملكاً للبلاد، والمدى الدقيق من الحرص الذي لمسه القريب والبعيد من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز تجاه الدين ثم الوطن والمواطن وكل مقيم على أرض المملكة العربية السعودية، ولهذا فقد جاء تصدي المليك لهذه المأساة استجابة لواجبه الشرعي وضميره الأخلاقي والتزامه الشخصي الذي عرف عنه بالحفاظ على مصالح المسلمين وأملاك الأمة.



منقول
0
299

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️