قال تعالى :{وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى }الآية
قال القرطبي في معنى هذه الآية ..
الأمر بلزوم البيت وان كان الخطاب لِنساء النبي فقد دخل غيرهن فيه .بالمعنى هذا لو لم يرد دليل يخص جميع النساء كيف والشر يعه أمره بلزوم النساء بيوتهن ولانكفاف عن الخروج منها إلى لضرورة ..قال ابن كثير..وقرن في بيوتهن أي :
الزمن بيوتكن ولا تخرجن لغير حاجه ومن الحوائج الشر يعه كالصلاة في المسجد بشرط كما قال صلى الله عليه وسلم (لا تمنعوا إماء اللهِ مساجد الله وليخرجن تفيلات ) أي تاركات للطيب , الأذن للمرأة أن تخرج للصلاة في المسجد لكن صلاتها في بيتها أعظم وخيراً واجر لقوله صلى الله عليه وسلم (صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في حجرتها وصلاتها في مخدعها أفضل من صلاتها في بيتها )أو كما قال .
فخير صلاة المرأة في بيتها . ليس في البيت فحسب بل كلما كان أبعد عن مدخل البيت فهو خير أكثر لي أنه أكثر ستراً كلما كان اكثر ستراً كان أكثر أجراً فهذه وصية الرسول صلى الله عليه وسلم للنساء أن الصلاة أعظم ما يمكن أن تخرج المرأة لاجله ..أما أمور الدنيا فقد كفاها الشرع بذلك الرجل الذي يقوم عنها وعلى ذلك فبما نفسر ما وقع فيه النساء اليوم من خروج لداعِ وبدون داعِ ليس لصلاة ليقال مأذونات ولا لطلب قوت لنقول معذورات بل للتسوق والتسلي وللهو لو كان خروج المرأة طبيعياً لما استثناء الشرع الخروج إلى الصلاة (لا تمنعوا ) إذ إنهن ممنوعات من الخروج في الأصل فالأصل هو البقاء في البيت فلم يكن الصحابة يسمحون للنساءهم الخروج لشيء من أمر الدنيا والذي يبدو أن بعضهم بلغ فيه الحد إلى أن منعهن من الخروج للعبادة فهنا نهاهم عن ذلك وأمرهم بالإذن لهن فكأن معنى الحديث لا تمنعوا نساءكم من المسجد فما بعد ذلك فلا جناح عليكم ولكن لو كان الإذن بالخروج عاماً "لا تمنعوا إيماء الله الخروج من البيت "..لما قال مساجد الله فإن الإذن بالخروج خاص بالمسجد أما ماعدا المسجد فللأولياء حق المنع متى ما رأوا في خروجهن مفسده ظاهر .إن بقاء المرأة في بيتها حفظ لها وللمجتمع من شرور كثيرة.. وإن الشيطان يفرح إذا خرجت المرأة من بيتها ويحزن بحزن القلوب المريضة التي تحب أن تشيع الفاحشة في الذين أمنوا إذ مكثت في بيتها ولم تخرج إلى السوق والشارع كما قال صلى الله عليه وسلم :(إن المرأة عوره فإذا خرجت استشرفها الشيطان واقرب ما تكون من وجه ربها وهي في قعر بيتها ) .. هذا الحديث فيه فائدتان ..وهي كما يلي :
1- قوله (استشرفها الشيطان ) زينها في نظر الرجال فيقويها ويقوي بها فيزين لها آن تتكسر في مشيتها وتضرب برجلها وكل من ينظر إليها ينظر معجب بها ورجال يرفعون أبصارهم والشيطان يلعب بينهما فهذا أول الإثم .
2- قوله (وقرب ما تكون من وجه ربها ) معنى أن تكون قريبه من رحمته وثوابه والله معها بعلمه ..وذلك أنها ببقائها في بيتها تبعد عن أسباب الذنب والخطيئة , فإذا جلست كيف يطمع الشيطان أن يوسوس للرجال أن ينظروا إليها وكيف يمكنه أن يزين لهم الزنا وكيف يقدر أن يجر المرأة إلى مالا يحل ..فلذا كانت الملازمة بيتها قريبه من الرحمن لي أنها بذلك تسد جميع الأبواب أمام كيد الشيطان .
3- قيل لسوده …لماذا ؟؟ لا تحجين وتعتمرين قالت : قد حججت واعتمرت وأمرني الله أن أقر في بيتي وجاءت في رواية أنها لم تخرج من حجرتها حتى خرجت في جنازتها ..
نقل من إحدى المحاضرات
(<FONT color="#5000FF">أعظم الحجاب القرار في البيت</FONT>)
