قال الأصمعي: حدثني رجل من الأعراب، قال:خرجت من الحي أطلب أعق الناس وأبرالناس.فكنت أطوف بالأحياء،حتى انتهيت الى شيخ في عنقه حبل يستقي بدلولاتطيقه الإبل،في الهاجرة والحرالشديد، وخلفه شاب في يده رشاء من قِد ملوي يضربه به ، قد شقّ ظهره بذلك الحبل، فقلت:أماتتقي الله في هذا الشيخ الضعيف؟ أمايكفيه ماهوفيه من مد هذا الحبل حتى تضربه؟ قال:إنه مع هذا أبي. قلت: فلا جزاك الله خيراً. قال: اسكت فهكذا كان هو يصنع بأبيه، وكذا كان يصنع أبوه بجده .فقلت: هذا أعق الناس.
ثم جلت أيضاً حتى انتهيت الى شاب، وفي عنقه زبيل فيه شيخ كأنه فرخ، فكان يضعه بين يديه، في كل ساعة، فيزقه كما يزق الفرخ. فقلت: ماهذا؟ قال:أبي وقد خرف، وأناأكفُله، قلت: فهذا أبرّالعرب.
ويذكر أن عاقاً كان يجر أباه برجله إلى الباب ليخرجه من الدار، فكان له ولد أعقُّ منه، وكان يجره برجله إلى الشارع، وإذا بلغ به الباب، قال:حسبك، ماكنت أجر أبي إلاإلى هذا المكان، فيقول له ولده:هذا جزاؤك، والزائد صدقة مني عليك.
فانظر الى هذه الحادثة أيضاً تبين لك ان الحياة دين ووفاء،وأنك كما تُدين تُدان، فعامل أبويك بما تحب أن يعاملك به بنوك.ولا يكن هذا هدفك فحسب فإن هذا هدف دنيوي بل اجعل ابتغاء وجه الله أمام عينيك يكَمُل إخلاصك وتنال مرادك
فقد حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من عقوبة عقوق الوالدين فقال : (ثلاثة لاينفع معهن عمل: الشرك بالله، وعقوق الوالدين، والفرار من الزحف )
:26:
ريناد الصغيرة @rynad_alsghyr
عضوة نشيطة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
إبريز
•
جزاك الله خيرا :26:
الصفحة الأخيرة