يابني آدم ازرع الخير أين ما حللت ،
وكن يد عطاء ، واعمل لآخرتك،
وأرتقي بذاتك لعلياء الفضائل.
قد ترى نفسك في نعيم وحبور، وتكنز الذهب والفضة ،
وتشغل تجارة تظن أنهالن تبور..!
لكنك تنسى أنك يوم الحشر تقف وحيداً أمام الله
يوم لاينفع مال ولا بنون ، إلا من أتى الله بقلبٍ سليم
فأخلع عنك ثوب المادة والتكالب على المتاع
فإنه لايزيد صاحبه إلا تعلقاً وطمعاً بهذه الدنيا الفانيه
ولاتمدنّ عينيك إلى ما عند غيرك
فما يكون من نصيبك فهو لك ، وما يكون لغيرك لا يكون لك
قال تعالى (نحن قسمنابينهم معيشتهم في الحياة الدنيا )
فاسمو بروحك الى عوالم رحبة ، وحررهامن قيود الأنانيه .
إن دعوةً مخلصةً من قلب محتاجٍ لهو خير كنز يثقل ميزان حسناتك!.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (خير من الخير معطيه وشر من الشر فاعله)
يحكى أن هناك أخوين أحدهما متزوج وله أطفال صغار والآخر لم يتزوج بعد
يملكان حقلاً يزرعانه قمحاً ،
وفي موسم الحصاد يضع كل واحد حصاده في مخزن خاص به ..
وفي أحدى الليالي فكر الأخ الكبير في حال اخيه وقال في نفسه :
أن اخي غير متزوج
ويحتاج الى المال ليبدأ حياته سأضع من محصولي على محصول أخي
وفي نفس الليله كان الأخ الصغير يفكر في أمر أخيه المتزوج ويقول لنفسه:
إن أخي لديه عائله ، ويحتاج المال اكثر مني ..
سأضع من محصولي على محصول أخي
وفي اليوم التالي تفاجأ الأثنان أن محصولهما لم ينقص
فكررا العمل في اليوم التالي دون ان يعلم الواحد بالآخر،
وبقي المحصول كل يومٍ على ماهو عليه .. لم ينقص
واستغرب كلّ منهما بينه وبين نفسه من عدم نقص المحصول
ولكن ...!!
ذات ليلة عندما كان كل واحد منهما يحمل نصيبه للآخر
التقيا وجهاً لوجه ..
وعندها أدركا السر الذي حيرهما ، فضحكا وتعانقا
ولهذه القصة مغزى لايخفى علينا ..
فهنا نرى معنى الإخوة الحقيقي في البذل ..
ونلمس معنى أحب لأخيك ماتحب لنفسك
ونحاول في كل موقف من مواقف الحياة التي تصادفنا ،
أن نزرع الخير ، وأن لانستأثر بكل شيء لأنفسنا
وننساق وراء أطماع النفس التي لاتنتهي
فإن مثل طالب الدنيا كشارب ماء البحر
كلما ذاق منه ازداد ظمأً ..!
إنه الإيثار بأحلى معانيه والجود والعطاء
وهل هناك أنبل من العطاء خاصة عندما يكون خالياً من الرياء!!
بارك الله فيك يانون وجعل جمال ما سطرته
هنا في ميزان حسناتك ..
تقبلي مروري