آهات
آهات

بعد البلاء أما العذاب أو الرحمة
اي يعيدكم في البحر ، فيرسل عليكم القاصف ( القاصف ) هي : الاعاصير البحرية الهائلة ، هذه الآية تشير الى غباء الانسان ، فانى له ان يهرب من عذاب الله ؟! فحتى لو اسكرته الفرصة و اذهله تتابع النعم عن شكر ربه ، فهل ينفعه ذلك ؟!

الله قادر على ان ينسيك ما اصابك ، و هذا ليس من صالحك ، إذا قد تلدغ من الجحر الذي لدغت منه في المرة السابقة ! انما عليك ان تتذكر ما اصابك من البلاء ليذكرك بالله سبحانه و تعالى حينها لن تلدغ من جحر مرتين .

ان الله سبحانه و تعالى عندما يبتلي امة فانما يبتليهم بما كسبت ايديهم و يهدف انقاذهم من السيئات التي كانت سبب البلاء كما ان الالم علامة المرض فكذلك البلاء علامة الذنب فاذا كفروا و تمادوا في الغي فان الله عندما يبتلي امة فان ذلك مؤشر انذار لهم بانهممذنبون ، وان الله لا ينجي من هذا البلاء الا عند خلوص النية ،و الخلاصة هي : ان الله سبحانه و تعالى يبتلي الانسان بالبلاء ليعمق روح الايمان فيه ، و لكنه قد يكفر اذا نجي منه وقد يتحول البلاء الى عذاب .

قال الله سبحانه و تعالى لعيسى (ع) : " يا عيسى ! لا يغرنك المتمرد علي بالعصيان ، يــأكل من رزقي ، و يعبد غيري ، ثم يدعوني عند الكرب فاجيبه ، ثم يرجع الى ما كان عليــــه ، فعلي يتمرد ؟ ام لسخطي يتعرض ؟ فبي لأخذنه أخذة ليس له منجي ولا دوني ملجــأ " .

إذا البلاء ميزان العبد فقد يهتدي به فيرحمه الله ، و قد يطغى فيحول الله البلاء الى عذاب ، لقد رفع الله فوق بني اسرائيل الطور و هددهم بانه سوف يسقطه عليهم ، و لكنهم أخلصوا نيتهم فتاب الله عليهم ، و عندما عادوا الى غيهم عاد الله عليهم العذاب ، اذا علينا ان نعرف ابدا ان البلاء جرس انذار ، فنصحح انحرافنا و نتجه الى الله قبل ان يصبح عذابا شاملا .



بالعقل و الارادة و باستواء الخلقة ، و قدرة الجسم على الحركة باستقامة و وجود اجهزة دقيقة له تساعده على التحكم في الطبيعة . و هكذا كرمهم بالهدى و بأن الانبياء و الصديقين منهم حيث أنزل لهم رسالاته ، و كرمهم بتسخير الطبيعة لهم ، و توطئة ظهور الاشياء لهم .



حملهم في البر : فالارض جعلها صلبة يستطيعون التنقل عليها و سخر لهم الخيل و البغال و الحمير ليركبوها . و سخر لهم سائر وسائل الانتقال في البر بفضله كما حملهم في البحر فوق السفن التي تمر المحيطات .


الطيبات : الرزق الحلال و كل ما في الارض حلال الا ما استثنى ، و تفضل الله على الانسان ليس لذاته و انما ليتحمل به مسؤولية اكبر ، لان لكل شيء زكاة فزكاة المال بذله ، و زكاة العلم نشره و كذلك فان زكاة التفضيل ان تتحمل مسؤوليتك بحجم هذا التفضيل .
:
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::


ما حكم إنكار المنكر هل هو صبر على البلاء وكفى ، وما صحة الأحاديث الواردة في الترغيب في الصبر على البلاء؟

الجواب بتاريخ 2003-02-26 01:00 م
ليس من الصبر على البلاء عدم إنكار المنكر فالواجب عند وجود البلاء بالمنكرات هو إنكارها باليد أو باللسان أو بالقلب حسب الطاقة ، لقول الله سبحانه (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ) الآية وعلى المسلمين عند الابتلاء بالمنكرات سواء كان ذلك في البيت أو في الطريق أو في غيرها الإنكار ولا يجوز التساهل في ذلك .

أما الأحاديث الواردة في الصبر على البلاء فهي كثيرة ومنها قوله صلى الله عليه وسلم : " أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثل " الحديث وهو حديث صحيح ، ومنها قوله صلى الله عليه وسلم مثلا : " عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له " رواه الإمام مسلم في صحيحه عن صهيب بن سنان رضي الله عنه ، وقد قال الله سبحانه في كتابه الكريم : ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ) وقال سبحانه : ( إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ) والآيات والأحاديث في ذلك كثيرة نسأل الله أن يجعلنا وإخواننا من الصابرين إنه جواد كريم . ومما ورد في الأحاديث في الصبر على البلاء قول النبي صلى الله عليه وسلم : " لا يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في جسده أو في ماله أو في ولده حتى يلقى الله سبحانه وما عليه خطيئة " رواه أحمد في مسنده عن أبي هريرة .

وبعض الناس يظن أن هذا الذي يصاب بالأمراض ونحوها مغضوب عليه وليس الأمر كذلك فإنه قد يبتلى بالمرض والمصائب من هو من أعز الناس عند الله وأحبهم إليه كالأنبياء والرسل وغيرهم من الصالحين كما تقدم في قوله صلى الله عليه وسلم : " أشد الناس بلاء الأنبياء " الحديث وكما حصل لنبينا صلى الله عليه وسلم في مكة وفي يوم أحد وغزوة الأحزاب وعند موته صلى الله عليه وسلم وكما حصل لنبي الله أيوب عليه الصلاة والسلام ، ولنبي الله يونس عليه الصلاة والسلام ، وذلك ليرفع شأنهم ويعظم أجورهم وليكونوا أسوة صالحة للمبتلين بعدهم .

وقد يبتلى الإنسان بالسراء كالمال العظيم والنساء والأولاد وغير ذلك فلا ينبغي أن يظن أنه بذلك يكون محبوبا عند الله إذا لم يكن مستقيما على طاعته ، فقد يكون من حصل له ذلك محبوبا ، وقد يكون مبغوضا ، والأحوال تختلف والمحبة عند الله ليست بالجاه والأولاد والمال والمناصب وإنما تكون المحبة عند الله بالعمل الصالح والتقوى لله والإنابة إليه والقيام بحقه وكل من كان أكمل تقوى كان أحب إلى الله .

وقد روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إن الله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب وإنما يعطي الإيمان والدين من أحب فمن أعطاه الله الدين فقد أحبه " فمن ابتلى بالكفر والمعاصي فهذا دليل على أنه مبغوض عند الله على حسب حاله ثم أيضا قد يكون الابتلاء استدراجا فقد يبتلى بالنعم يستدرج بها حتى يقع في الشر وفيما هو أسوأ من حاله الأولى قال تعال : ( سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ ) روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إذا رأيت الله يعطي العبد ما يحب على معصيته فاعلم أنما هو استدراج " ثم قرأ قوله تعالى : ( فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ ) أي آيسون من كل خير والعياذ بالله .

ويقول جل وعلا : ( أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَل لا يَشْعُرُونَ )

وقد يبتلى الناس بالأسقام والأمراض ونحو ذلك لا عن بغض ولكن لحكمة بالغة منها رفع الدرجات وحط الخطايا كما تقدم بيان ذلك .
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

الابتلاء
الحمد لله القائل : } وَلَنَبلُوَنكُم بِشَيء منَ الخَوف وَالجُوعِ وَنَقصٍ منَ الأمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثمَراتِ وَبَشرِ الصابِرِينَ (155) الذِينَ إِذَا أَصَـابَتهُم مصِيبَةٌ قَالُوا إِنا لِلهِ وَإِنـا إِلَيهِ راجِعونَ (156) أُولَـئِكَ عَلَيهِم صَلَواتٌ من ربهِم وَرَحمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ المُهتَدُونَ { . والصلاة والسلام على رسول الله الذي ابتُلي بأنواع من البلاء، فصبر وشكر، وعلى آله وصحابته المبتلين الأخيار، وعلىالتابعين لهم بإحسان إلىيوم الدين وسلم تسليماً كثيراً.

أما بعد:

فلا يخفى على أحدٍ أنَّ الحياة الدنيا مليئة بالمصائب والبلاء، وأنَّ كل مؤمنٍ ومؤمنةٍ عرضة لكثيرٍ منها : فمرة يُبتلى بنفسه، ومرة يبتلى بماله، ومرة يبتلى بحبيبه، وهكذا تُقلَّب عليه الأقدار من لدن حكيم عليم . وإذا لم يحمل المؤمن النظرة الصحيحة للبلاء فسوف يكون زلـلُه أكبر من صوابه، ولا سيما أن بعض المصائب تطيش منها العقول لضخامتها وفُجاءَتها – عياذاً بالله .

ومن هنا كانت كتابة هذه الرسالة لتسلية كل مصاب مهما بلغ مصابه، أبيِّن له من خلالها بعض حِكم البلاء العظيمة التي ربما غفل عنها بعض الناس – هداهم الله– ونسوا أو تناسوا أن الله لا يبتلينا ليعذبنا، بل ليرحمنا. وأن على المؤمن أن ينظر إلى البلاء– سواءً كان فقداناً للمال أو الصحة أو الأحبة- من خلال نصوص الكتاب والسنة على أنه:


--------------------------------------------------------------------------------

أولاً : امتحان وابتلاء :

نعم امتحان وابتلاء، فنحن في قاعة امتحان كبيرة نُمْتحن فيها كل يوم تدعى الحياة، فكل ما فيهـا امتحان وابتلاء : المال فيها امتحان، والزوجة والأولاد امتحان، والغنى والفقر امتحان، والصحة والمرض امتحان، وكلنا ممتحن في كل ما نملك وفي كل ما يعترينا في هذه الحياة حتى نلقى الله، قال تعالى : } كُل نَفسٍ ذَائِقَةُ المَوتِ وَنَبلُوكُم بِالشر وَالخَيرِ فِتنَةً وَإِلَينَا تُرجَعُونَ { . وقال جل ذكره: } أَحَسِبَ الناسُ أَن يُترَكُوا أَن يَقُولُوا ءامَنا وَهُم لاَ يُفتَنُونَ (2) وَلَقَد فَتَنا الذِينَ مِن قَبلِهِم فَلَيَعلَمَن اللهُ الذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعلَمَن الكَـاذِبِينَ { .

فأنت أيها المعافى ممتحن، ولكن ما أحسست أنك في قاعة امتحان حتى ابتُليت، وأنت أيها المريض ممتحن، ولكن ما أحسست أنك في قاعة امتحان حتى شُـفيت .

وليس فينا من هو أكبر من أن يمتحن . وكيف لا وفي الحديث الصحيح : "أشد الناس بلاءً الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل…" . كما أنه ليس فينا من يملك رفض هذا الامتحان . ولكن فينا من يُمتحن بالبلاء فينجح بالصبر والإيمان والاحتساب، وفينا من يمتحن بالبلاء فيرسب بالجزع والاعتراض على الله – عياذاً بالله .

ورحم الله الفضيل بن عياض حين قال : " الناس ما داموا في عافية مستورون، فإذا نزل بهم بلاء صاروا إلى حقائقهم؛ فصار المؤمن إلى إيمانه، وصار المنافق إلى نفاقه " .


--------------------------------------------------------------------------------

ثانياً : قسمة وقدر :

إنَّ الله تعالى قسم بين الناس معايشهم وآجالهم، قال تعالى: } نَحنُ قَسَمنَا بَينَهُم معِيشَتَهُم فِى الحَياةِ الدنيَا { . فالرزق مقسوم، والمرض مقسوم، والعافية مقسومة، وكل شيء في هذه الحياة مقسوم. فارضَ بما قسم الله لك يا عبد الله ، ولا تجزع للمرض، ولا تكره القدر، ولا تسب الدهر، فإن الدقائق والثوانـي والأنفاس كلها بيد الله تعالى يقلبها كيف يشاء، فيُمرِض من يشاء، ويعافي من يشاء، ويبتلي من يشاء } أَلاَ لَهُ الخَلقُ وَالأمرُ { . – بلى سبحانه وتعالى .

وما دام الأمر كذلك فسلِّم أمرك لله أيها المبتلى، واعلم أنَّ ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، وأن من يريد أن تكون الحياة على حال واحدة، فكأنما يريد أن يكون قضاء الله تعالى وفق هواه وما يشتهيه. وهيهات هيهات .

يـــا صـــاحب الهمِّ إنَّ الهم منفـرجٌ

أبشِر بخيرٍ فـــــــــإنَّ الفــــــــارج الله
اليــأس يقطع أحيــاناً بصــاحبــــه

لا تيـــأسنَّ فـــــــــــإنَّ الكـــــــافي الله
اللـه يُحدِث بعـد العســــر ميســـرة

لا تجـــزعــــــنَّ فــــــإن القاســــم الله
إذا بُـــليـت فثِقْ بالله وارضَ بـــــه

إنَّ الذي يكشــــف البلــــوى هــــو الله
واللهِ ما لكَ غير الله من أحــــــــــدٍ

فحسبُك الله في كــــــــــــــــــلٍ لك الله

--------------------------------------------------------------------------------

ثالثاً : خير ونعمة بشرط :

وأياً كانت هذه القسمة وهذا الامتحان فهو خير للمؤمن وليس لأحد غيره، ولكن بشرط الشكر على النعماء، والصبر على البلاء . وفي الحديث الصحيح : "عجباً لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحدٍ إلا للمؤمن؛ إن أصابته سرَّاء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضرَّاء صبر فكان خيراً له" .

وما أصدق الشاعر إذ يقول :

قد يُنعم الله بالبلوى وإن عظمت ...........ويبتلي الله بعض القوم بالنعم


وأجمل من ذلك قول الحق سبحانه وتعالى : } فَعَسَى أَن تَكرَهُوا شَيئاً وَيَجعَلَ اللهُ فِيهِ خَيراً كَثِيراً { وقوله : } وَعَسَى أَن تَكرَهُوا شَيئًا وَهُوَ خَيرٌ لكُم وَعَسَى أَن تُحِبوا شَيئًا وَهُوَ شَر لكُم وَاللهُ يَعلَمُ وَأَنتُم لاَ تَعلَمُونَ )

لذا فاعلم يا عبد الله أنه إنَّما ابتلاك الذي أنعم عليك، وأخذ منك الذي أغدق عليك . وليس كل ما تكرهه نفسك فهو مكروه على الحقيقة، ولا كل ما تهواه نفسك فهو نافع محبوب، والله يعلم وأنت لا تعلم .

لئن كان بعض الصبر مُرًّا مذاقُه ..............فقد يُجتنى من بعده الثمرُ الحلوُ

يقول بعض السلف : "إذا نزلت بك مصيبة فصبرت، كانت مصيبتك واحدة . وإن نزلت بك ولـم تصبر، فقد أُصبت بمصيبتين : فقدان المحبوب، وفقدان الثواب" . ومصداق ذلك من كتاب الله عز وجل قوله تعالى :} وَمِنَ الناسِ مَن يَعبُدُ اللهَ عَلَى حَرفٍ فَإِن أَصَابَهُ خَيرٌ اطمَأَن بِهِ وَإِن أَصَابَتهُ فِتنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجهِهِ خَسِرَ الدنيَا وَالآخِرَةَ ذلِكَ هُوَ الخُسرانُ المُبِينُ{ .

كُن في أمورك مُعرضاً................ وكل الأمور إلى القَضَا

وأبشِـر بخيرٍ عـــاجــــلٍ ............تنسـى بـه ما قـد مضـى

فلـــرُبَّ أمـــرٍ مســخــطٍ ............لك في عواقبـه الرضا

--------------------------------------------------------------------------------

رابعاً : محطة تمحيص وتكفير :

نعم، الابتلاء محطة نتوقف فيها برهة من الزمن فإذا بأدران الذنوب والمعاصي تتحاتّ منا كما يتحات ورق الشجر؛ إذ المؤمن يُثاب على كل ضربة عرق، وصداع رأس ، ووجع ضرس، وعلى الهم والغم والأذى، وعلى النَصَب والوَصَب يصيبه، بل وحتى الشوكة يشاكها. وفي الحديث: "ما يصيب المسلم من نَصَبٍ ولا وَصَبٍ – وهما المرض والتعب – ولا همٍ ولا حزنٍ ولا غمٍ ولا أذى ، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفَّر الله بها من خطاياه" .

فالأجر ثابت يا عبد الله، على كل ألمٍ نفسي أو حسي يشعر به المؤمن إذا صبر واحتسب. فقد جاء في كتب السنة "أن النبي r دخل على أم السائب رضي الله عنها، فقال لها: ما لكِ تزفزِفين ؟ قالت : الحمى لا بارك الله فيها. فقال : لا تسبي الحمى فإنها تُذهِب خطايا بني آدم كمـــا يذهب الكير خبث الحديد" . وفي الحديث عن النبي r أنه قال : "ما من مسلم يصيبه أذى من مرضٍ فما سواه إلا حطَّ الله تعالى به سيئاته كما تحط الشجرة ورقها" . فهنيئاً للصابرين المحتسبين .


--------------------------------------------------------------------------------

خامساً : رفعةٌ للدرجات وتبوُّؤ لمنازل الجنات :

إن البلاء يعتري المسلم فيمحو منه – بإذن الله- أدران الذنوب والمعاصي إن كان مذنباً مخطئاً - وكل ابن آدم خطَّاء كما مرَّ معك – وإن لم يكن كذلك فإن البلاء يرفع درجاته ويبوِّئه أعلى المنازل في الجنة . وقد جاء في الحديث أن الله عز وجل يقول لملائكته إذا قبضوا روح ولد عبده: "قبضتم ثمرة فؤاده ؟ فيقولون : نعم . فيقول: ماذا قال عبدي ؟ فيقولون: حمدك واسترجع . فيقول : ابنوا لعبدي بيتـاً في الجنة وسمُّوه بيت الحمد" . ويقول سبحانه في الحديث القدسي: "ما لعبدي المؤمن عندي جزاءٌ إذا قبضت صَفِيَّه من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة" .

بل ترفع درجات المؤمن حينما يُبتلى بما هــو أقل من ذلك، ففي الحديث أن النبي r قال : "ما من مسلم يُشاك شوكة فما فوقها إلا كتبت له بها درجة، ومحيت عنه بها خطيئة" .

إذاً هي درجة تلو درجة ليبلِّغه الله منزلته في الجنة، والتـي يكون تبليغه إياها بفضل الله، ثم بفضل صبره على البلاء، والله عز وجل يقول : } إنمَا يُوَفى الصـابِرُونَ أَجرَهُم بِغَيرِ حِسَابٍ{ .

عَطِيَّتُه إذا أعــطى ســـرورٌ ...............وإن أخـــذ الذي أعطى أثابــا

فأيُّ النعمتين أعمٌّ فضلاً............... وأحمــد في عواقبهـا إيـابــــــا

أنِعمتُه التي أهـــدت سروراً............ أم الأخرى التي أهـــدت ثوابـــا

بل الأخرى وإن نزلت بكرهٍ........... أحقُّ بشكرِ مَن صبر احتسابا
--------------------------------------------------------------------------------

سادساً : علامة حب ورأفة :

إن المصائب والبلاء امتحانٌ للعبد ، وهي علامة حب من الله له؛ إذ هي كالدواء، فإنَّه وإن كان مراً إلا أنَّـك تقدمه على مرارته لمن تحب – ولله المثل الأعلى - ففي الحديث الصحيح : "إنَّ عِظم الجزاء من عظم البلاء،وإنَّ الله عز وجل إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط" .

يقول ابن القيم رحمه الله : "إنَّ ابتلاء المؤمن كالدواء له، يستخرج منه الأدواء التي لو بقيت فيه لأهلكته أو نقصت ثوابه وأنزلت درجته، فيستخرج الابتلاء والامتحان منه تلك الأدواء، ويستعد به إلى تمام الأجر وعلو المنزلة …" إلى آخر ما قال.

ولا شك – أخي الحبيب-أنَّ نزول البلاء خيرٌ للمؤمن من أن يُدَّخر له العقاب في الآخرة . وكيف لا وفيه تُرفع درجاته وتكفر سيئاته . يقول المصطفى r : "إذا أراد الله بعبده الخير عجَّل له العقوبة في الدنيا، وإذا أراد بعبده الشر أمسك عنه بذنبـــه حتى يوافيه به يوم القيامة" . وبيَّن أهل العلم أن الذي يُمسَك عنه هو المنافق، فإن الله يُمسِك عنه في الدنيا ليوافيه بكامل ذنبه يوم القيامة – عياذاً بالله .


--------------------------------------------------------------------------------

سابعاً : دروس وذكرى :

في البلاء دروسٌ لا يمكن أن نأخذها من غيره أبداً وهي من حِكَم البلاء- ومن أهمها ما يلي :

الدرس الأول : أنَّ البلاء - أخي المسلم - درسٌ من دروس التوحيد والإيمان والتوكل، يطلعك عملياً على حقيقة نفسك لتعلم أنك عبد ضعيف لا حول لك ولا قوة إلا بربك، فتتوكل عليه حق التوكل، وتلجأ إليه حق اللجوء، حينها يسقط الجاه والتيه والخيلاء، والعجب والغرور والغفلة، وتفهم أنك مسكين يلوذ بمولاه، وضعيف يلجأ إلى القوي العزيز سبحانه .

الدرس الثاني : أن البلاء يكشف لك حقيقة الدنيا وزيفها وأنها متاع الغرور، وأن الحياة الصحيحة الكاملة وراء هذه الدنيا،في حياة لا مرض فيها ولا تعب :} وَإِن الدارَ الآخِرَةَ لَهِىَ الحَيَوَانُ لَو كَانُوا يَعلَمُونَ { . أما هذه الدنيا فنكد وجهد وكبد: } لَقَد خَلَقنَا الإِنسانَ فِى كَبَدٍ { . فهذا شأن الدنيا فبينما هي مُقبلة إذا بها مدبرة، وبينما هي ضاحكة إذا بها عابسة. فما أسرع العبوس من ابتسامتها، و مــا أسرع القطع من وصلها، وما أسرع البلاء من نعمائها.

فهذه طبيعتها، ولكنك تنسى – أخي الحبيب – فيأتي البلاء فيذكرك بحقيقتها؛ لتستعد للآخرة، ويقول لك :

فاعمل لدارٍ غداً رضوانُ خازنها...........الجـارُ أحمــدُ والـرحمنُ بانيهـا

قصورها ذهبٌ والمسك تـربتــها...........والزعــفران حشيشٌ نابتٌ فيها
الدرس الثالث: أنَّ البلاء يذكرك بفضل نعمة الله عليك بالعافية. فإنَّ هذه المصيبة تشرح لك بأبلغ بيان وأصرح برهان معنى العافية التي كنت تمتعت بها سنين طويلة، ولم تتذوق حلاوتها ولم تقدِّرها حق قدرها. وصدق من قال : "الصحة تاجٌ على رءوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى" . ومَن غير المبتلى يعرف أنَّ الدنيا كلمة ليس لها معنىً إلا العافية ؟ .

الدرس الرابع : أن البلاء يذكِّرنا، فلا نفرح فرحـاً يطغينا، ولا نأسى أسىً يفنينا. فإن الله عز وجل يقول : } مَا أَصَابَ مِن مصِيبَةٍ فِى الأرضِ وَلاَ فِى أَنفُسِكُم إِلا فِى كِتابٍ من قَبلِ أَن نبرَأَهَا إِن ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ (22) لكَيلاَ تَأسَوا عَلَى مَا فَاتَكُم وَلاَ تَفرَحُوا بِمَا آتاكُم وَاللهُ لاَ يُحِب كُل مُختَالٍ فَخُورٍ{ .

الدرس الخامس : أنَّ البلاء يذكرك بعيوب نفسك لتتوب منها، والله عز وجل يقول : } وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيئَةٍ فَمِن نفسِكَ { ‏ . ويقول سبحانه } وَمَا أَصابَكُم من مصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَت أَيدِيكُم وَيَعفُوا عَن كَثِيرٍ { .

فالبلاء فرصة للتوبة قبل أن يحل العذاب الأكبر، فإنَّ الله تعالى يقول : } وَلَنُذِيقَنهُم منَ العَذَابِ الأدنَى دُونَ العَذَابِ الأكبَرِ لَعَلهُم يَرجِعُونَ { . والعذاب الأدنى هو نكد الدنيا ونغصها .

الدرس السادس : أنَّ البلاء درس تربوي عملي يربينا علـى الصبر. وما أحوجنا إلى الصبر في كل شيء . فلن نستطيع الثبات على الحق إلاَّ بالصبر على طاعة الله، ولن نستطيــع البعد عن الباطل إلاَّ بالصبر عن معصية الله، ولن نستطيع السير في مناحي الحياة إلاَّ بالصبر على أقـدار الله المؤلمة . وما أجمل الصبر في ذلك كله، فهو زادنا إلى جنة الخلد والرضوان. قال سبحانه وتعالى : } وَمَا يُلَقاهَا إِلا الذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقاهَا إِلا ذُو حَظ عَظِيمٍ { .

وختاماً لهذه الدروس، أظنُّـك – أخي الحبيب – توافقني الرأي بأنَّ هذه الدروس الستة، لا يمكن أن نأخذها من غير بلاء؛ إذ هي من قبل أن نُصَاب بالبلاء لا تعدو أن تكون حبراً على ورق، أو كلاماً نظرياً يطير به الهوى، فإذا نزل بنا البلاء واجتزناه بنجاح صارت واقعاً عملياً نعيشه،وهذا من حِكَم البلاء.


--------------------------------------------------------------------------------

قصص وعبر :

لما فهم السلف الصالح رضوان الله عليهم أجمعين الحكمةَ الشرعية للبلاء، كانوا أفضل منَّا حالاً معه، وضربوا لنا أروع المثل في الصبر والعزاء والاحتساب، وإليك أمثلة على ذلك :

1- يروى عن عمر الفاروق رضي الله عنه أنَّه كان يكثر من حمد الله على البلاء، فلما سُئِل عن ذلك قال : "ما أُصبت ببلاءٍ إلاَّ كان لله عليَّ فيه أربع نعم : أنَّـه لم يكن في ديني، وأنَّـه لم يكن أكبر منه، وأنِّي لم أُحْرَم الرضا والصبر، وأنِّي أرجو ثواب الله تعالى عليه".

2-أصيب عروة بن الزبير رحمه الله في قدمه؛ فقرر الأطباء قطعها، فقطعت . فما زاد على أن قال: "اللهم لك الحمد فإن أخذت فقد أبقيت، وإن ابتليت فقد عافيت" . فلما كان من الغد ركلت بغلةٌ ابنه محمداً – وهو أحب أبنائه إليه ، وكان شاباً يافعاً – فمات من حينه، فجاءه الخبر بموته، فما زاد على أن قال مثل ما قال في الأولى، فلما سُئِل عن ذلك قال : "كان لي أربعة أطراف فأخذ الله مني طرفاً وأبقى لي ثلاثة، وكان لي سبعةٌ من الولد فأخذ الله واحداً وأبقى لي ستة . وعافاني فيما مضى من حياتي ثم ابتلاني اليوم بما ترون، أفلا أحمده على ذلك ؟!" .

هكذا كانوا رضي الله عنهم أجمعين، وألحقنا بهم في فسيح جناته. فهلاَّ تشبَّهنا بهم .

فتشبَّهوا إن لم تكونوا مثلهم إنَّ التشبُّه بالكــرام فلاح

وختاماً أخي الحبيب : لا تنس :

لا تنس أن تبحث في البلاء عن الأجر، ولا سبيل إليه إلاَّ بالصبر، ولا سبيل إلى الصبر إلاَّ بعزيمةٍ إيمانيةٍ وإرادةٍ قوية.

ولا تنس ذكر الله تعالى شكراً على العطاء، وصبراً على البلاء، وليكن ذلك إخلاصاً وخفية بينك وبين ربك .

ولا تنس أنَّ الله تعالى يراك، ويعلـم ما بك، وأنَّه أرحـم بك من نفسك ومن الناس أجمعين، فـلا تشكونَّ إلاَّ إليه ! . واعلم بأنَّـك:

إذا شكوتَ إلى ابن آدم فكأنَّما

تشكو الرحيمَ إلى الذي لا يرحم

ولا تنس إذا أُصبت بأمرٍ عارضٍ، أن تحمد الله أنَّـك لم تُصَب بعرضٍ أشدَّ منه، وأنَّه وإن ابتلاك فقد عافاك، وإن أخـذ منك فقد أعطاك .

ولا تنس أنَّ مـــا أصابـك لــم يكـن ليخطئك، وأنَّ ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وأنَّ عِظم الجزاء من عظم البلاء، وأنَّ لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى، فاصبر واحتسب، ودع الجزع فإنَّه لن يفيدكَ شيئاً، وإنما سيضاعف مصيبتك، ويفوِّت عليك الأجر، ويعرضك للإثم .

ولا تنس أنَّه مهما بلغ مصابك ، فلن يبلغ مصاب الأمة جمعاء بفقد حبيبها عليه الصلاة والسلام، فتعزَّ بذلك، فقد قال r : "إذا أصاب أحدكم مصيبة فليذكر مصيبته بي، فإنَّها من أعظم المصائب" .

ولا تنس إذا أصابتك أيُّ مصيبةٍ أن تقول : إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون، اللهم أجِرْني في مصيبتي، واخلف لي خيراً منها. فإنَّـك إن قلت ذلك؛ أجــارك الله فــي مصيبتك، وخلفها عليك بخير.

ولا تنس أن لا يأس من روح الله مهما بلغ بك البلاء، فإنَّ الله سبحانه يقول : } فَإِن مَعَ العُسرِ يُسراً (5) إِن مَعَ العُسرِ يُسراً{ . ولن يغلب عسرٌ يسرين، كما قال عمر الفاروق رضي الله عنه . ثم حذارِ أن تنسى فضل الله عليك إذا عادت إليك العافية، فتكون ممن قال الله عنه: } وَإِذَا مَس الإِنسانَ ضُر دَعَا رَبهُ مُنِيباً إِلَيهِ ثُم إِذَا خَولَهُ نِعمَةً منهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدعُو إِلَيهِ مِن قَبلُ…{ .

ثم لا تنس أن البلاء يذكرك بساعةٍ آتيةٍ لا مفر منها، وأجلٍ قريبٍ لا ريب فيه، وأنَّ الحياة الدنيا ليست دار مقرٍ . فاعمل لآخرتك؛ لتجد الحياة التي لا منغِّص لها .

وقبل الوداع أذكِّرك وأُبشرك بما بدأت به، وهو قول الحق جلَّ وعلا: } وَلَنَبلُوَنكُم بِشَيء منَ الخَوف وَالجُوعِ وَنَقصٍ منَ الأمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثمَراتِ وَبَشرِ الصـابِرِينَ (155) الذِينَ إِذَا أَصَـابَتهُم مصِيبَةٌ قَالُوا إِنا لِلهِ وَإِنـا إِلَيهِ راجِعونَ (156) أُولَـئِكَ عَلَيهِم صَلَواتٌ من ربهِم وَرَحمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ المُهتَدُونَ{ .

وأخيراً، أسأل الله أن يجعلنا جميعاً مـن الصابرين على البلاء.. وصلى الله على نبيه محمد وعلى آله وصحبه وسلم .


:::::::::::::::::::::::::::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::::::

الصدقة تدفع البلاء وتمنع ميتة السوء



عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " باكروا بالصدقة فإن البلاء لا يتخطى الصدقة "، وفي رواية عن علي بن أبي طالب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " باكروا بالصدقة فإن البلاء لا يتخطاها " . أي أسرعوا بتقديم الصدقات فإنها تمنع حدوث المصائب ولا تعدوها الآلام.

و في الحديث طلب الإنفاق لله رجاءَ أن يصدّ العوادي ويلطف الله سبحانه في قضائه. ويؤكد هذا المعنى ما رواه رافع بن خديج عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: " الصدقة تسدُّ سبعين باباً من السوء " …

و الصدقة تدل على حسن الخاتمة وتبعد السوءات وتزيل المكاره وتسد رمق الجائع وتنفعه. فقد روي عن أبي بكر الصديق أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب فقال: " اتقوا النار ولو بشق تمرة فإنها تقيم العوج وتدفع ميتة السوء وتقع من الجائع موقعها من الشبعان " .

كما روي عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الصدقة لتطفئ غضب الرب وتدفع ميتة السوء " .

و هكذا تؤكد الأحاديث النبوية أن الإحسان إلى الفقراء والإنفاق في وجوه الخير يبعد سوء الخاتمة. يؤكد هذا أيضاً ما روي عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " صنائع المعروف تقي مصارع السوء وصدقة السر تطفئ غضب الرب " .

و الصدقة درع قوي يلبسه المحسن فيقيه عاديات الدهر كما أنها تضع البركة في العمر بإذن الله وتجلب الصحة وتدعو إلى الوئام ومحبة الخلق حيث تقيم حصوناً منيعة من قلوب الفقراء ليحفظوه وليصدّوا عنه كل باغ:

عن عمرو بن عوف رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن صدقة المسلم تزيد في العمر وتمنع ميتة السوء " .






:::::::::::::::::::::::::::::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::


لا تجزع إذا تأخرت إجابة الدعاء

رأيت من البلاء أن المؤمن يدعو فلا يجاب ، فيكرر الدعاء وتطول المدة ولا يرى أثرا للإجابة ، فينبغي له أن يعلم أن هذا من البلاء الذي يحتاج إلى الصبر. وما يعرض للنفس من الوسواس في تأخير الجواب مرض يحتاج إلى طب ولقد عرض لي من هذا الجنس. فإنه نزلت بي نازلة ، فدعوت وبالغت ، فلم أر الإجابة ، فأخذ إبليس يجول في حلبات كيده ، فتارة يقول : الكرم واسع والبخل معدوم ، فما فائدة تأخير الجواب؟

فقلت له : اخسأ يا لعين فما أحتاج إلى تقاضي ، ولا أرضاك وكيلا. ثم عدت إلى نفسي فقلت : إياك ومساكنة وسوسته ، فإنه لو لم يكن في تأخير الإجابة إلا أن يبلوك المقدر في محاربة العدو لكفى في الحكمة

قالت : فسلني عن تأخير الإجابة في مثل هذه النازلة. فقلت: قد ثبت بالبرهان أن الله عز وجل مالك ، وللمالك التصرف بالمنع والعطاء ، فلا وجه للإعتراض عليه

والثاني: أنه قد ثبتت حكمته بالأدلة القاطعة ، فربما رأيت الشيء مصلحة والحكمة لا تقتضيه ، وقدوقد يخفى وجه الحكمة فيما يفعله الطبيب من أشيائ تؤذي في الظاهر يقصد بها المصلحة ، فلعل هذا من ذاك

والثالث: أنه قد يكون التأخير مصلحة والاستعجال مضرة ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : لا يزال العبد في خير مالم يستعجل ، يقول قد دعوت فلم يستجب لي

والرابع: أنه قد يكون امتناع الإجابة لآفة فيك فربما يكون في مأكولك شبهة ، أو قلبك وقت لدعاء في غفلة أو تزاد عقوبتك في منع حاجتك لذنب ما صدقت في التوبة منه

والخامس: أنه ينبغي أن يقع البحث عن مقصودك بهذا المطلوب فربما كان في حصوله زيادة إثم أو تأخير عن مرتبة خير فكان المنع أصلح

والسادس : أنه ربما كان ما فقدته سببا للوقوف على الباب واللجا وحصوله سببا للإشتغال عن المسؤول

وهذا الظاهر بدليل أنه لولا هذه النازلة ما رأيناك على باب اللجأ. فالحق عز وجل علم من الخق اشتغالهم بالبر عنه فلذعهم في خلال النعم بعوارض تدفعهم إلى بابه يستغيثون به ، فهذا من النعم في طي البلاء

---------------

صيد الخاطر ..... ابن الجوزي






:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
http://4women.5u.com/wasaia3.htm



http://www.suhuf.net.sa/1998jaz/nov/20/P071.HTM



http://www.kalemat.org/sections.php?so=va&aid=50
السنديانة
السنديانة
حبيبتي رزونة اعلمي ان ما انتي فيه الان ماهو الا امتحان من الله ليعلم وهو عالم كل شي ان كنتي صادقة بتوبتك ام لا فاصبري وجاهدي ولا تستسلمي للشيطلن ووساوسة حبيبتي وسالي الله الثبات

اللهم ثبتنا بالقول الثابت في الدنيا والاخرة
عبدالعزيز
عبدالعزيز
أولاً : امتحان وابتلاء :

نعم امتحان وابتلاء، فنحن في قاعة امتحان كبيرة نُمْتحن فيها كل يوم تدعى الحياة، فكل ما فيهـا امتحان وابتلاء : المال فيها امتحان، والزوجة والأولاد امتحان، والغنى والفقر امتحان، والصحة والمرض امتحان، وكلنا ممتحن في كل ما نملك وفي كل ما يعترينا في هذه الحياة حتى نلقى الله، قال تعالى : } كُل نَفسٍ ذَائِقَةُ المَوتِ وَنَبلُوكُم بِالشر وَالخَيرِ فِتنَةً وَإِلَينَا تُرجَعُونَ { . وقال جل ذكره: } أَحَسِبَ الناسُ أَن يُترَكُوا أَن يَقُولُوا ءامَنا وَهُم لاَ يُفتَنُونَ (2) وَلَقَد فَتَنا الذِينَ مِن قَبلِهِم فَلَيَعلَمَن اللهُ الذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعلَمَن الكَـاذِبِينَ { .

فأنت أيها المعافى ممتحن، ولكن ما أحسست أنك في قاعة امتحان حتى ابتُليت، وأنت أيها المريض ممتحن، ولكن ما أحسست أنك في قاعة امتحان حتى شُـفيت .

وليس فينا من هو أكبر من أن يمتحن . وكيف لا وفي الحديث الصحيح : "أشد الناس بلاءً الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل…" . كما أنه ليس فينا من يملك رفض هذا الامتحان . ولكن فينا من يُمتحن بالبلاء فينجح بالصبر والإيمان والاحتساب، وفينا من يمتحن بالبلاء فيرسب بالجزع والاعتراض على الله – عياذاً بالله .

ورحم الله الفضيل بن عياض حين قال : " الناس ما داموا في عافية مستورون، فإذا نزل بهم بلاء صاروا إلى حقائقهم؛ فصار المؤمن إلى إيمانه، وصار المنافق إلى نفاقه " .


--------------------------------------------------------------------------------

ثانياً : قسمة وقدر :

إنَّ الله تعالى قسم بين الناس معايشهم وآجالهم، قال تعالى: } نَحنُ قَسَمنَا بَينَهُم معِيشَتَهُم فِى الحَياةِ الدنيَا { . فالرزق مقسوم، والمرض مقسوم، والعافية مقسومة، وكل شيء في هذه الحياة مقسوم. فارضَ بما قسم الله لك يا عبد الله ، ولا تجزع للمرض، ولا تكره القدر، ولا تسب الدهر، فإن الدقائق والثوانـي والأنفاس كلها بيد الله تعالى يقلبها كيف يشاء، فيُمرِض من يشاء، ويعافي من يشاء، ويبتلي من يشاء } أَلاَ لَهُ الخَلقُ وَالأمرُ { . – بلى سبحانه وتعالى .

وما دام الأمر كذلك فسلِّم أمرك لله أيها المبتلى، واعلم أنَّ ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، وأن من يريد أن تكون الحياة على حال واحدة، فكأنما يريد أن يكون قضاء الله تعالى وفق هواه وما يشتهيه. وهيهات هيهات .

يـــا صـــاحب الهمِّ إنَّ الهم منفـرجٌ

أبشِر بخيرٍ فـــــــــإنَّ الفــــــــارج الله
اليــأس يقطع أحيــاناً بصــاحبــــه

لا تيـــأسنَّ فـــــــــــإنَّ الكـــــــافي الله
اللـه يُحدِث بعـد العســــر ميســـرة

لا تجـــزعــــــنَّ فــــــإن القاســــم الله
إذا بُـــليـت فثِقْ بالله وارضَ بـــــه

إنَّ الذي يكشــــف البلــــوى هــــو الله
واللهِ ما لكَ غير الله من أحــــــــــدٍ

فحسبُك الله في كــــــــــــــــــلٍ لك الله


--------------------------------------------------------------------------------

ثالثاً : خير ونعمة بشرط :

وأياً كانت هذه القسمة وهذا الامتحان فهو خير للمؤمن وليس لأحد غيره، ولكن بشرط الشكر على النعماء، والصبر على البلاء . وفي الحديث الصحيح : "عجباً لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحدٍ إلا للمؤمن؛ إن أصابته سرَّاء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضرَّاء صبر فكان خيراً له" .

وما أصدق الشاعر إذ يقول :

قد يُنعم الله بالبلوى وإن عظمت ...........ويبتلي الله بعض القوم بالنعم

وأجمل من ذلك قول الحق سبحانه وتعالى : } فَعَسَى أَن تَكرَهُوا شَيئاً وَيَجعَلَ اللهُ فِيهِ خَيراً كَثِيراً { وقوله : } وَعَسَى أَن تَكرَهُوا شَيئًا وَهُوَ خَيرٌ لكُم وَعَسَى أَن تُحِبوا شَيئًا وَهُوَ شَر لكُم وَاللهُ يَعلَمُ وَأَنتُم لاَ تَعلَمُونَ )

لذا فاعلم يا عبد الله أنه إنَّما ابتلاك الذي أنعم عليك، وأخذ منك الذي أغدق عليك . وليس كل ما تكرهه نفسك فهو مكروه على الحقيقة، ولا كل ما تهواه نفسك فهو نافع محبوب، والله يعلم وأنت لا تعلم .

لئن كان بعض الصبر مُرًّا مذاقُه ..............فقد يُجتنى من بعده الثمرُ الحلوُ

يقول بعض السلف : "إذا نزلت بك مصيبة فصبرت، كانت مصيبتك واحدة . وإن نزلت بك ولـم تصبر، فقد أُصبت بمصيبتين : فقدان المحبوب، وفقدان الثواب" . ومصداق ذلك من كتاب الله عز وجل قوله تعالى :} وَمِنَ الناسِ مَن يَعبُدُ اللهَ عَلَى حَرفٍ فَإِن أَصَابَهُ خَيرٌ اطمَأَن بِهِ وَإِن أَصَابَتهُ فِتنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجهِهِ خَسِرَ الدنيَا وَالآخِرَةَ ذلِكَ هُوَ الخُسرانُ المُبِينُ{ .

كُن في أمورك مُعرضاً................ وكل الأمور إلى القَضَا

وأبشِـر بخيرٍ عـــاجــــلٍ ............تنسـى بـه ما قـد مضـى

فلـــرُبَّ أمـــرٍ مســخــطٍ ............لك في عواقبـه الرضا


--------------------------------------------------------------------------------

رابعاً : محطة تمحيص وتكفير :

نعم، الابتلاء محطة نتوقف فيها برهة من الزمن فإذا بأدران الذنوب والمعاصي تتحاتّ منا كما يتحات ورق الشجر؛ إذ المؤمن يُثاب على كل ضربة عرق، وصداع رأس ، ووجع ضرس، وعلى الهم والغم والأذى، وعلى النَصَب والوَصَب يصيبه، بل وحتى الشوكة يشاكها. وفي الحديث: "ما يصيب المسلم من نَصَبٍ ولا وَصَبٍ – وهما المرض والتعب – ولا همٍ ولا حزنٍ ولا غمٍ ولا أذى ، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفَّر الله بها من خطاياه" .

فالأجر ثابت يا عبد الله، على كل ألمٍ نفسي أو حسي يشعر به المؤمن إذا صبر واحتسب. فقد جاء في كتب السنة "أن النبي r دخل على أم السائب رضي الله عنها، فقال لها: ما لكِ تزفزِفين ؟ قالت : الحمى لا بارك الله فيها. فقال : لا تسبي الحمى فإنها تُذهِب خطايا بني آدم كمـــا يذهب الكير خبث الحديد" . وفي الحديث عن النبي r أنه قال : "ما من مسلم يصيبه أذى من مرضٍ فما سواه إلا حطَّ الله تعالى به سيئاته كما تحط الشجرة ورقها" . فهنيئاً للصابرين المحتسبين .


--------------------------------------------------------------------------------

خامساً : رفعةٌ للدرجات وتبوُّؤ لمنازل الجنات :

إن البلاء يعتري المسلم فيمحو منه – بإذن الله- أدران الذنوب والمعاصي إن كان مذنباً مخطئاً - وكل ابن آدم خطَّاء كما مرَّ معك – وإن لم يكن كذلك فإن البلاء يرفع درجاته ويبوِّئه أعلى المنازل في الجنة . وقد جاء في الحديث أن الله عز وجل يقول لملائكته إذا قبضوا روح ولد عبده: "قبضتم ثمرة فؤاده ؟ فيقولون : نعم . فيقول: ماذا قال عبدي ؟ فيقولون: حمدك واسترجع . فيقول : ابنوا لعبدي بيتـاً في الجنة وسمُّوه بيت الحمد" . ويقول سبحانه في الحديث القدسي: "ما لعبدي المؤمن عندي جزاءٌ إذا قبضت صَفِيَّه من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة" .

بل ترفع درجات المؤمن حينما يُبتلى بما هــو أقل من ذلك، ففي الحديث أن النبي r قال : "ما من مسلم يُشاك شوكة فما فوقها إلا كتبت له بها درجة، ومحيت عنه بها خطيئة" .

إذاً هي درجة تلو درجة ليبلِّغه الله منزلته في الجنة، والتـي يكون تبليغه إياها بفضل الله، ثم بفضل صبره على البلاء، والله عز وجل يقول : } إنمَا يُوَفى الصـابِرُونَ أَجرَهُم بِغَيرِ حِسَابٍ{ .

عَطِيَّتُه إذا أعــطى ســـرورٌ ...............وإن أخـــذ الذي أعطى أثابــا

فأيُّ النعمتين أعمٌّ فضلاً............... وأحمــد في عواقبهـا إيـابــــــا

أنِعمتُه التي أهـــدت سروراً............ أم الأخرى التي أهـــدت ثوابـــا

بل الأخرى وإن نزلت بكرهٍ........... أحقُّ بشكرِ مَن صبر احتسابا


--------------------------------------------------------------------------------

سادساً : علامة حب ورأفة :

إن المصائب والبلاء امتحانٌ للعبد ، وهي علامة حب من الله له؛ إذ هي كالدواء، فإنَّه وإن كان مراً إلا أنَّـك تقدمه على مرارته لمن تحب – ولله المثل الأعلى - ففي الحديث الصحيح : "إنَّ عِظم الجزاء من عظم البلاء،وإنَّ الله عز وجل إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط" .

يقول ابن القيم رحمه الله : "إنَّ ابتلاء المؤمن كالدواء له، يستخرج منه الأدواء التي لو بقيت فيه لأهلكته أو نقصت ثوابه وأنزلت درجته، فيستخرج الابتلاء والامتحان منه تلك الأدواء، ويستعد به إلى تمام الأجر وعلو المنزلة …" إلى آخر ما قال.

ولا شك – أخي الحبيب-أنَّ نزول البلاء خيرٌ للمؤمن من أن يُدَّخر له العقاب في الآخرة . وكيف لا وفيه تُرفع درجاته وتكفر سيئاته . يقول المصطفى r : "إذا أراد الله بعبده الخير عجَّل له العقوبة في الدنيا، وإذا أراد بعبده الشر أمسك عنه بذنبـــه حتى يوافيه به يوم القيامة" . وبيَّن أهل العلم أن الذي يُمسَك عنه هو المنافق، فإن الله يُمسِك عنه في الدنيا ليوافيه بكامل ذنبه يوم القيامة – عياذاً بالله .


--------------------------------------------------------------------------------

سابعاً : دروس وذكرى :

في البلاء دروسٌ لا يمكن أن نأخذها من غيره أبداً وهي من حِكَم البلاء- ومن أهمها ما يلي :

الدرس الأول : أنَّ البلاء - أخي المسلم - درسٌ من دروس التوحيد والإيمان والتوكل، يطلعك عملياً على حقيقة نفسك لتعلم أنك عبد ضعيف لا حول لك ولا قوة إلا بربك، فتتوكل عليه حق التوكل، وتلجأ إليه حق اللجوء، حينها يسقط الجاه والتيه والخيلاء، والعجب والغرور والغفلة، وتفهم أنك مسكين يلوذ بمولاه، وضعيف يلجأ إلى القوي العزيز سبحانه .

الدرس الثاني : أن البلاء يكشف لك حقيقة الدنيا وزيفها وأنها متاع الغرور، وأن الحياة الصحيحة الكاملة وراء هذه الدنيا،في حياة لا مرض فيها ولا تعب :} وَإِن الدارَ الآخِرَةَ لَهِىَ الحَيَوَانُ لَو كَانُوا يَعلَمُونَ { . أما هذه الدنيا فنكد وجهد وكبد: } لَقَد خَلَقنَا الإِنسانَ فِى كَبَدٍ { . فهذا شأن الدنيا فبينما هي مُقبلة إذا بها مدبرة، وبينما هي ضاحكة إذا بها عابسة. فما أسرع العبوس من ابتسامتها، و مــا أسرع القطع من وصلها، وما أسرع البلاء من نعمائها.

فهذه طبيعتها، ولكنك تنسى – أخي الحبيب – فيأتي البلاء فيذكرك بحقيقتها؛ لتستعد للآخرة، ويقول لك :

فاعمل لدارٍ غداً رضوانُ خازنها...........الجـارُ أحمــدُ والـرحمنُ بانيهـا

قصورها ذهبٌ والمسك تـربتــها...........والزعــفران حشيشٌ نابتٌ فيها

الدرس الثالث: أنَّ البلاء يذكرك بفضل نعمة الله عليك بالعافية. فإنَّ هذه المصيبة تشرح لك بأبلغ بيان وأصرح برهان معنى العافية التي كنت تمتعت بها سنين طويلة، ولم تتذوق حلاوتها ولم تقدِّرها حق قدرها. وصدق من قال : "الصحة تاجٌ على رءوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى" . ومَن غير المبتلى يعرف أنَّ الدنيا كلمة ليس لها معنىً إلا العافية ؟ .

الدرس الرابع : أن البلاء يذكِّرنا، فلا نفرح فرحـاً يطغينا، ولا نأسى أسىً يفنينا. فإن الله عز وجل يقول : } مَا أَصَابَ مِن مصِيبَةٍ فِى الأرضِ وَلاَ فِى أَنفُسِكُم إِلا فِى كِتابٍ من قَبلِ أَن نبرَأَهَا إِن ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ (22) لكَيلاَ تَأسَوا عَلَى مَا فَاتَكُم وَلاَ تَفرَحُوا بِمَا آتاكُم وَاللهُ لاَ يُحِب كُل مُختَالٍ فَخُورٍ{ .

الدرس الخامس : أنَّ البلاء يذكرك بعيوب نفسك لتتوب منها، والله عز وجل يقول : } وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيئَةٍ فَمِن نفسِكَ { ‏ . ويقول سبحانه } وَمَا أَصابَكُم من مصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَت أَيدِيكُم وَيَعفُوا عَن كَثِيرٍ { .

فالبلاء فرصة للتوبة قبل أن يحل العذاب الأكبر، فإنَّ الله تعالى يقول : } وَلَنُذِيقَنهُم منَ العَذَابِ الأدنَى دُونَ العَذَابِ الأكبَرِ لَعَلهُم يَرجِعُونَ { . والعذاب الأدنى هو نكد الدنيا ونغصها .

الدرس السادس : أنَّ البلاء درس تربوي عملي يربينا علـى الصبر. وما أحوجنا إلى الصبر في كل شيء . فلن نستطيع الثبات على الحق إلاَّ بالصبر على طاعة الله، ولن نستطيــع البعد عن الباطل إلاَّ بالصبر عن معصية الله، ولن نستطيع السير في مناحي الحياة إلاَّ بالصبر على أقـدار الله المؤلمة . وما أجمل الصبر في ذلك كله، فهو زادنا إلى جنة الخلد والرضوان. قال سبحانه وتعالى : } وَمَا يُلَقاهَا إِلا الذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقاهَا إِلا ذُو حَظ عَظِيمٍ { .

وختاماً لهذه الدروس، أظنُّـك – أخي الحبيب – توافقني الرأي بأنَّ هذه الدروس الستة، لا يمكن أن نأخذها من غير بلاء؛ إذ هي من قبل أن نُصَاب بالبلاء لا تعدو أن تكون حبراً على ورق، أو كلاماً نظرياً يطير به الهوى، فإذا نزل بنا البلاء واجتزناه بنجاح صارت واقعاً عملياً نعيشه،وهذا من حِكَم البلاء.


موقع شمس الاسلام
أثبـــاج
أثبـــاج
يقول سبحانه و تعالى في حديثٍ قدسي : " أنا عند ظن عبدي بي ، و أنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، و إن ذكرني في ملئٍ ذكرته في ملئٍ خيرٍ منهم ، و إن تقرب إليّ شبراً تقربت إليه ذراعاً ، و إن تقرب إليّ ذراعاً تقربت إليه باعاً ، و إن أتاني يمشي أتيته هرولة " .

http://liveislam.com/iqa/av/jummaah001/thiqa/thiqal.rm

الثقة بالله في الأزمات


إن المسلم يحتاج كثيرا في هذا الزمان إلى الثقة بالله سبحانه و تعالى ، الثقة بالله يا عباد الله ، الثقة بالله و التوكل على الله .
فلماذا يثق المؤمن بربه و يتوكل عليه ؟

- لأن الله سبحانه و تعالى على كل شيء قدير
- و لأن الأمر كله لله ، قل إن الأمر كله لله ، "إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ" (يس 82)
- لأنه تعالى يورث الأرض من يشآء من عباده كما قال "....إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ...."(الأعراف 128)
- لأن الأمور عنده سبحانه كما قال عز و جل ".....وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ" (البقرة 210) و ليس إلى غيره
- لأنه شديد المحال فهو عزيز لا يُغلب كما قال تعالى ".......وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ" (الرعد 13)
- لأنه سبحانه و تعالى له جنود السموات و الأرض فقال عز و جل "وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ...." (الفتح 7)
- جمع القوة و العزة "......وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا" (الأحزاب 25)
- و قهر العباد فأذلهم ، فهم لا يخرجون عن أمره و مشيئته "......هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ" (الزمر 4)
- "إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ" (الذاريات58) فهو ذو القوة و هو المتين سبحانه و تعالى
- و هو عز و جل يقبض و يبسط
- و هو يُؤتي مُلكه من يشآء "وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير"ٌ (آل عمران 189)
- و هو سبحانه و تعالى الذي يضُر و ينفع "وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ ......" (الأنعام 17)
نسأل الله سبحانه و تعالى أن يثبّتنا و إياكم بالقول الثابت في الحياة الدنيا و في الآخرة ، نسأل الله عز و جل أن يجعلنا و إياكم على الإيمان و الدين ثابتين ، اللهم أحينا مسلمين و توفنا مؤمنين و ألحقنا بالصالحين غير خزايا و لا مفتونين ، اللهم نسألك النصر للإسلام و أهله يا رب العالمين ، اللهم أنصر المسلمين ، أنصر المجاهدين في سبيلك إنك على كل شيء قدير ، اللهم أذل اليهود و الصليبيين ، و أقمعهم و أنزل بهم بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين ، اللهم أجعل فتح المسلمين قريبا و نصرهم عزيزا ، اللهم أخرج اليهود من بيت المقدس أذلة صاغرين ، أخرجهم من بيت المقدس أذلة صاغرين و أكتب لنا النصر العاجل عليهم يا رب العالمين ، سبحان ربك رب العزة عمّا يصفون و سلام على المرسلين و الحمد لله رب العالمين.
زهـرة الخليج
زهـرة الخليج
لي عودة باذن الله أختي الحبيبة .. واعلمي أختي الحبيبة أنه ليس هناك أحد في الحياة صحيحا سليما من الهموم والغموم والأمراض .. إنها الدنيا امتحان وابتلاء .. وتتفاوت في الناس درجة مصائبهم .. واعلمي أختي الحبيبة أن المصاب في جسده أهون بكثيير من المصاب في دينه وفكره .. فالمؤمن القوي راح ما يتأثر بالأمراض التي تصيبه ولا يهمه ذلك والدنيا عنده لا تساوي شيئا .. لأن المؤمن ذلك راضي بقضاء الله وقدره ومشتاق لجنته جنات تجري من تحتها الأنهار .. ولذلك لا يشعر ولا يصاب بالهم أبدا في هذا الدنيا .. يعيش حياة سعيدة مطمئنة وفي أمن واستقرار ..


و حبيت أنقل لك هذه القصة حدثت مع الدكتور العويد حفظه الله تعالى ..



أمل .. بلا أمل

جاءني صوتها حزيناً عبر الهاتف : الأخ أبو البراء ؟
قلت : أجل . تفضلي يا أختي .



قالت : أريد أن أحكي لك مشكلتي .
قلت : أنا مصغ إليك .

صمتت . غاب صوتها . أحسست بعبرتها تخنقها .
قلت : تفضلي يا أختي .. لماذا سكتتِ ؟


لم تتحدث . شعرت بها وكأنها لا تقوى على الحديث .
قلت : لا تتحرجي يا أختي من الحديث ، فأنا لا أعرفك ولا أراك ، فخذي راحتك في الكلام .


قالت والحزن ظاهر في نبرات صوتها : بدأت مشكلتي قبل ثمانية أشهر ، حين بدأت أحس بصداع شديد ، وكنت أُعالجه بالأسبرين والبنادول . لكن الآلام كانت تزيد ، وتطول فترتها ، وأحس برأسي يكاد ينفجر .
عندها قرر والدي أنه لا بد من مراجعة المستشفى .
راجعت المستشفى ، فأجروا لي تخطيطاً للدماغ ، ومجموعة من صور الأشعة ، وبعدها قرروا تحويلي إلى مستشفى آخر .
كان هذا المستشفى الآخر هو مركز الكويت لمكافحة السرطان .. ولكني لم أكن أدري . كان الجميع يخفون عني الحقيقة .
قلت : وكيف اكتشفت حقيقة مرضك ؟


قالت : أخبرتني أخواتي .
قلت : متى ؟


قالت : قبل بضعة أيام . وربما لم يبقَ في حياتي سوى بضعة أيام أخرى .
قلت : هونّي عليك يا أختي .. هل لي أن أعرفك اسمك ؟


قالت : لماذا ؟
قلت : لأخاطبك به .


قالت برنة أسى أحزنتني : أمل .
قلت مندهشاً : أمل . اسمك أمل حقاً ؟!


قالت بعفوية : إي والله اسمي أمل .
قلت : أوَيصح أن تكون " أمل " بلا أمل ؟


قالت : كان عليهم أن يسموني " يأس " !
قلت : لا يا أمل . لا تقنطي من رحمة الله .. ألست مؤمنة ؟


قالت : بلى .
قلت : ألا تصلين ؟


قالت : بدأت أصلي منذ فترة .
قلت : اعلمي إذن أن الأعمار بيد الله ، وليست بيد هذا الطبيب أو ذاك ، وكم من طبيبٍ قال لمريضه : لم يبقَ في حياتك إلا أشهر ، فمات الطبيب وعاش المريض .


قالت : إنك تريد أن تبعث فيّ الأمل .
قلت : ما دمت مؤمنة فعليك ألا تقطعي رجاءك في الله تعالى . عليك يا أختي أن تصرفي ذهنك عن التفكير في مرضك .


قالت : وكيف أستطيع هذا ؟ إن عقلي لا يتوقف عن التفكير .. وكل من حولي يذكرني بمرضي .
قلت : أهلك يذكرونك بمرضك ؟!


قالت : بعطفهم علي . بإشفاقهم . بإحضارهم لي كل ما أطلب . كأنهم يقولون لي : إنك ستموتين قريباً .. وعلينا ألا نزعلك .. علينا ألا نغضبك .. ولهذا صرت أكرههم .. أجل .. صرت أكره أهلي .. وأعتزلهم .. أجلس وحدي .. فريسة لهواجسي ومشاعري ..
قلت : هل قرأت قصة المرأة المغربية التي أُصيبت بالسرطان .. ثم شفيت منه عندما شربت ماء زمزم ؟


قالت : لا .
قلت : إنها امرأة نشرت قصتها الصحف والمجلات . لقد سافرت إلى مكة المكرمة ، وأدت العمرة ، وشربت من ماء زمزم وهي تدعو الله أن يشفيها ، وتحجبت بعد أن كانت سافرة . وأحست بآلام السرطان تختفي من جسمها . وعندما عادت إلى أطبائها ، وأجرت تحليلات جديدة قالوا لها : لقد اختفى المرض ! وشك بعضهم في أن تكون هي نفسها التي راجعتهم من قبل .
فهلا عرفت ماذا يمكن أن يفعل الإيمان ؟!

صمتت أمل لم تنبس ببنت شفة .

قلت : ألا تحبين القراءة ؟
قالت : وأحب الكتابة أيضاً . وشهد من قرأ لي بأني موهوبة . كتبت قصصاً مفعمة بالأمل على الرغم من أني يائسة .
قلت : ليتك ترسلين بعض قصصك لننشرها لك .


قالت بحزن : إن كان في العمر بقية . ربما ينتهي أجلي بعد أن أضع سماعة الهاتف .
قلت بقوة : أمل .. لا تنسي اسمك .. لا تضعفي ..


قالت : لم أضعف . بل على العكس .. ما دام الموت قادماً إلي .. فلمَ لا أسبقه إليه !
صرخت : تنتحرين !؟ ماذا تقولين يا أمل ؟ الفارق كبير بين أن يكون موتك جسراً إلى الجنة .. وبين أن يكون جسراً إلى النار .


قالت : أريد أن أضع حداً لعذابي النفسي .. وآلام رأسي .
قلت : ترتاحين من عذاب الدنيا لتخلدي في عذاب الآخرة ؟ لا يا أمل . لا تقولي هذا ، ولا تفكري فيه ، واصرفي ذهنك عنه ، واتكلي على الله تعالى ، واعلمي أن الموت أجل محدد ، لا يتقدم ساعة ولا يتأخر . هل تعدينني بأن تصرفي فكرة الانتحار تماماً عن ذهنك ؟


قالت بعد صمت قصير : أعدك .
قلت : كيف تشعرين الآن ؟



قالت : الآن أشعر ببعض الراحة . ربما أنني بحاجةٍ إلى من يستمع إلي . إلى من أُحدثه ويحدثني .
قلت : إذن لا تترددي أبداً في الاتصال بنا .. متى رغبت في ذلك .



قالت : اسمح لي أن أودعك الآن . السلام عليكم .
قلت : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .




ولي عودة بإذن الله تعالى ..