الأخت الصغرى :

عزيزتي دمعـ ة .. أحسن الله عزائك في والديك و أسكنهما فسيح جناته .. أتمنى أن تستطيعي قراءة ردي من بين خضم الردود العاطفية الجميلة التي ملأت صفحتك .. و اسمحي لي أن أختلف عنهم قليلا ً .. لا لا لا يا دمعــ ة .. الحياة ليست هكذا .. ليست تنتهي بنهاية أغلى الناس .. أنا أريدك و انتي في حزنك العظيم هذا الذي جعلك تتمني الموت أن تستحضري الحزن العظيم الذي لف أصحاب الرسول عليه الصلاة و السلام عندما ودعهم و هو الذي كان لهم الحياة الحقيقة و هي النجاة من النار .. أريد أن تبدأي حياة جديدة لوالديك .. نعم .. ستقولين كيف ؟؟ أن يعود والديك للحياة .. لا أن تموتي اليهم .... كيف ؟؟ انهما أنتي .. الأثر الذي تركاه في الدنيا يستطيع أن يحييهما من جديد .. الا ترين البذرة التي تبقى بعد ذهاب الثمرة .. اليست تنبت و تعوده الشجرة و تخرج الاف الثمر .. نعم يا عزيزتي دمعــ ة .. والداك يعودان الى الحياة .. عندما تكونين لهما الولد الصالح الذي يدعو لهما و يتصدق عنهما و يبذل الخير بنية الأجر لهما .. يطوف و يعتمر و يحج لهما .. هل تتصورين يا دمعــ ة مدى سعادتهما بذلك ؟؟ و هما شهيدان .. ألم تسمعي قول الله تعالى : ( ولا تحسبن الذي قتلوا في سبيل الله أموات بل أحياء عند ربهم يرزقون ) نعم هم أحياء و يصلهم منك الدعاء و سائر العمل الصالح ... كم تؤذينهما ببكائك ....... نعم .... و تؤذينهما بكرهك للحياة ... الحياة لم تنتهي يا عزيزتي .. تزوجي بمن أحبك ... و سوف يرزقك الله بنتا ً جميلة تسمينها باسم امك .. و بعدها سترزقين بولد رائع تسمينه على أبيك .. وسوف يأخذ كل صفاته الرائعة و اخلاقة الرفيعة .. و قريبا ً ترينه يكبر و قد تمثلت فيه صورة ابيك الراحل .. نعم .. فهو جده .. و ما أسرع ذلك .. فأنت عظيمة و ظروفك الصعبة التي صبرتي عليها قد ذهبت بكل تلك الأيام القاسية ... و الذي تبقى لك من هذه الدنيا هي الأيام الرائعة .. التي يجب أن تعيشيها شئت ِ أم أبيت .. فاجعليها سعيدة .. اعتذر جدا ً جدا ً على الإطالة .. ويسرني التواصل معك

عزيزتي دمعـ ة .. أحسن الله عزائك في والديك و أسكنهما فسيح جناته .. أتمنى أن تستطيعي قراءة ردي...