تُريدين نيل العلوم الشرعية ولكنك تفترين
عليك بالمجاهدة ..
أمنيتك حفظ القرآن لكنك تتكاسلين
عليك بالمجاهدة ..
تنوين قيام الليل فيغلبك النوم
عليك بالمجاهدة ..
تعملين في منصب لتعليم الناس الخير وتجدين مشقة
عليك بالمجاهدة ...
يقول الله تعالى في كتابه : ( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا
وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) (العنكبوت:69)
يعّرف الشيخ ابن عثيمين رحمه الله
المجاهدة تعني مجاهدة الإنسان نفسه ومجاهدة غيره ،
فأما مجاهدة الإنسان نفسه فإنها من أشق الأشياء ،
ولا تتم مجاهدة الغير إلا بمجاهدة النفس أولاً ،
ومجاهدة النفس تكون بأن يجاهد الإنسان نفسه على شيئين ،
على فعل الطاعات ، وعلى ترك المعاصي ؛
لأن فعل الطاعات ثقيل على النفس إلا من خففه الله عليه ،
وترك المعاصي كذلك ثقيل على النفس
إلا من خففه الله عليه ،
فتحتاج النفس إلى مجاهدة لا سيما مع قلة الرغبة في الخير ،
فإن الإنسان يعاني من نفسه معاناةً شديدة ؛
ليحملها على فعل الخير.
يقول ابن القيم : " أن أكمل الناس هدايةً أعظمهم جهاداً،
وأفرض الجهاد جهاد النفس، وجهاد الهوى،
وجهاد الشيطان، وجهاد الدنيا،
فمن جاهد هذه الأربعة في الله،
هداه الله سبل رضاه الموصلة إلى جنته،
ومن ترك الجهاد فاته من الهدى بحسب
ما عطل من الجهاد... إلى أن قال::
ولا يتمكن من جهاد عدوه في الظاهر
إلا من جاهد هذه الأعداء باطناً،
فمن نُصِرَ عليها نُصِرَ على عدوه،
ومن نصرتْ عليه نُصِرَ عليه عدوُه"
و أهم ما يكون من هذا مجاهدة النفس على الإخلاص لله
ـ عز وجل ـ في العبادة ؛
فإن الإخلاص ، أمره عظيم وشاق جداً ،
حتى إن بعض السلف يقول : ( ما جاهدت نفسي على شيءٍ مجاهدتها على الإخلاص
ولهذا كان جزاء المخلصين
أن من قال لا إله إلا الله خالصاً
من قلبه حرمه الله على النار) .
لكن متى يكون هذا الأمر ؟
إن هذا الأمر شديد جداً ،
فالمجاهدة على الإخلاص لله من أشق ما يكون على النفوس ؛
لأن النفوس لها حظوظ ؛
ولأن الإنسان يحب أن يكون مرموقاً عند الناس ،
ويحب أن يكون محترماً بين الناس ،
ويحب أن يقال : إن هذا رجل عابد ،
هذا رجل فيه كذا وكذا من خصال الخير ،
فيدخل الشيطان على الإنسان من هذا الباب ،
ويحمله على مراءاة الناس .
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم
( من سمع سمّع الله به ، ومن راءَى راءى الله به ).
يعني أظهر أمره للناس حتى ينكشف والعياذ بالله .
هنا في حلقات التحفيظ كثير من تنتظر فرصة
معينة تأتيها حتى تبدأ في حفظ القرآن..
أو طريقة سريعة لتجاوز الكسل ..
أقول لكل من تريد أن تبدأ حفظ القرآن وتتردد في ذلك
اجعلي هذه الآية بين عينيك واكتبيها في مقدمة مصحفك
( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) (العنكبوت:69)
و قد مررت بهذا في بداية مشواري لحفظ القرآن بمد وجزر
حتى قرآت هذه الآية فكانت سراجي المنير ونبراس متوقد
للمضيء قدماً بتيسر الله وتحفيز للتجاوز كل عقبة بفضل من الله ومنه.
إذا تدبرت قول الله تعالى في ختامها (وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) معهم بالعون والنصر والهداية
كذلك دل هذا ،
على أن أحرى الناس بموافقة الصواب أهل الجهاد ،
وعلى أن من أحسن فيما أمر به
أعانه اللّه ويسر له أسباب الهداية ،
وعلى أن من جد واجتهد في طلب العلم الشرعي ،
فإنه يحصل له من الهداية والمعونة
على تحصيل مطلوبه أمور إلهية ، خارجة عن مدرك اجتهاده ، وتيسر له أمر العلم ،
فإن طلب العلم الشرعي من الجهاد في سبيل اللّه ،
بل هو أحد نَوْعَي الجهاد ،
الذي لا يقوم به إلا خواص الخلق ،
كيف إذا كان هذا في حفظ القرآن .
الجنيد يقول : في تعليقه على هذه الآية القرآنية:
{وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا}
والذين جاهدوا أهواءهم فينا بالتوبة؛
لنهدينهم سبل الإخلاص.
و يقول أحمد بن أبي الحواري: حدثني عباس بن أحمد ـ
في قوله تعالى: {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا}
قال: الذين يعملون بما يعلمون،
نهديهم إلى ما لا يعلمون.
كلُّ من نصبت نفسها لعمل صالح،
سواء كان قاصراً أم متعدياً،
فعليها أن تتدبر هذه القاعدة كثيراً،
فإنها بلسمٍ شافٍ في طريق السائرين إلى ربهم،
وتوشك المؤمنة أن تنسى كلَّ ما واجهها من تعب ونصب،
إذا وضعت قدمها على أول عتبة من عتابات الجنة.
نسأل الله من فضله وأن يرزقنا تدبر كتابه
والعمل بحدود وبما فيه
والحمدلله من قبل ومن بعد .
الحمدلله بعد تيسير الله وتوفيقه استفدت من
مقالة للشيخ عمر المقبل حفظه الله
تفسير السعدي رحمه الله
شرح ابن عثيمين رحمه الله
أسال الله أن ينفعنا بما قرأنا وكتنبا ويرزقنا العمل بما فيه .
:26:
ويرزقك لذة الطاعة وكل مايقربك الى الجنة..
موضعك بعث في كم من الحماس والطاقة الاجابية
اختيار مميز ومقتطفات محفزة وطرح سلسل
تألقتِ كعادتك.. احببت معك هذه الاية كثيرا ماعدت اظن ان انساها
واستمتعت بالقراءة وانتعشت وشحنت بطاريتي
الله يجعل هذا الموضوع في ميزان حسناتك
ويعطيك من خيري الدنيا والاخره حتى يرضيك
ويلهمك ويوفقك لكل ما يحب ويرضى
اسال الله ان يجعلك ممن وفقهم لان يعملوا مايعلموا
فهداهم الى مالايعلمون