أفضل ما قيل في القرآن الكريم..أضيفي قولا

ملتقى الأحبة المغتربات

أفضل ما قيل في القرآن:26: .... أضيفي قولاً

من أفضل ما قيل في القرآن العظيم

1- قال الشاطبي رحمه الله في الموافقات : " إن كتاب الله قد تقرر أن كلية الشريعة، وعمدة الملة، وينبوع الحكمة، وآية الرسالة، ونور الأبصار والبصائر، وأنه لا طريق إلى الله سواه، ولا نجاة بغيره، ولا تمسك بشيء يخالفه. وهذا لا يحتاج إلى تقرير واستدلال عليه؛ لأنه معلوم من دين الأمة. وإذا كان كذلك لزم ضرورة لمن رام الاطلاع على كليات الشريعة وطمع في إدراك مقاصدها، واللحاق بأهلها، أن يتخذه سميره وأنيسه، وأن يجعله جليسه على مر الأيام والليالي، نظراً وعملاً، لا اقتصاراً على أحدهما، فيوشك أن يفوز بالبغية، وأن يظفر بالطلبة، ويجد نفسه من السابقين وفي الرعيل الأول. فإن كان قادراً على ذلك ولا يقدر عليه إلا من زاول ما يعينه على ذلك من السنة المبينة للكتاب وإلا فكلام الأئمة السابقين والسلف المتقدمين آخذ بيده في هذا المقصد الشريف، والمرتبة المنيفة..".

3- وقال مصطفى صادق الرافعي رحمه الله : " القرآن : آيات منزلة من حول العرش، فالأرض بها سماء هي منها كواكب، بل الجند الإلهي قد نشر له من الفضيلة علم وانضوت إليه من الأرواح مواكب، أغلقت دونه القلوب فاقتحم أقفالها، وامتنعت عليه ( أعراف ) الضمائر فابتزّ ( أنفالها ) . وكم صدوا عن سبيله صداً، ومن ذا يدافع السيل إذا هدر؟
واعترضوه بالألسنة رداً ولمعري من يرد على القدر؟
وتخاطروا له بسفائهم كما تخاطرت الفحول بأذناب ، وفتحوا عليه من الحوادث كلَّ شدق فيه من كل داهية ناب.
فما كان إلا نور الشمس : لا يزال الجاهل يطمع في سرابه ثم لا يضع منه قطرة في سقائه ، ويلقى الصبي غطاءه ليخفيه بحجابه ثم لا يزال النور ينبسط على غطائه...
ألفاظ إذا اشتدت فأمواج البحار الزاخرة، وإذا هي لانت فأنفاس الحياة الآخرة... ومعان بينا هي عذوبة ترويك من ماء البيان ، ورقة تستروح منها نسيم الجنان ..." الخ .

**********************************************
في وصف الوليد بن المغيرة لما سمع القرآن - كما هو مشهور - :

نص قصة الوليد :

عن ابن عباس رضي الله عنهما :
( أن الوليد بن المغيرة اجتمع ونفرٌ من قريش ، وكان ذا سنٍّ فيهم ، وقد حضر الموسمُ ، فقال : إن وفود العرب ستقدم عليكم وقد سمعوا بأمر صاحبكم هذا ، فأجمعوا فيه رأياً واحداً ، ولا تختلفوا فيه فيكذب بعضكم بعضاً ، ويرد قول بعضكم بعضاً . فقيل : يا أبا عبد شمس فقل وأقم لنا رأياً نقول به . قال : بل أنتم فقولوا وأنا أسمع . فقالوا : نقول كاهن ، فقال : ما هو بكاهن ... فقالوا : مجنون : فقال : ما هو بمجنون ... فقالوا : نقول شاعر : فقال : ما هو بشاعر ... قالوا : فنقول هو ساحر ، قال : ما هو بساحر . قالوا : فما نقول يا أبا عبد شمس؟! .. قال : والله إن لقوله لحلاوة وإن أصله لغدق ، وإن فرعه لجنى ، فما أنتم بقائلين شيئاً من هذا إلا عُرف أنه باطل ، وإن أقرب القول لأن تقولوا هذا ساحر ، فتقولون : هو ساحر يفرق بين المرء ودينه ، وبين المرء وأبيه ، وبين المرء وزوجته ، وبين المرء وأخيه ... فتفرقوا عنه بذلك فجعلوا يجلسون للناس حتى قدموا الموسم ، فلا يمر بهم أحد إلا حذّروه إياه ، وذكروا لهم أمره ) .
**************************************
4- قال الشيخ محمد عبد العظيم الزرقاني في وصف القرآن :

فإذا هو محكم السبك ، متين الأسلوب ، قويُّ الاتصال ، آخذٌ بعضه برقاب بعض في سوره وآياته وجمله ، يجري دمُ الإعجاز فيه كله من ألفه إلى يائه كأنه سبيكة واحدة ، ولا يكاد يوجد بين أجزائه تفكك ولا تخاذل كأنه حلقة مُفرغة ! وكأنه شِمْطٌ وحيد وعقد فريد يأخذ بالأبصار ، نُظِّمت حروفه وكلماته ن ونُسِّقت جمله وآياته ن وجاء آخره مساوِقاً لأوله وبد أوله مواتياً لآخره . ( 1 / 63 ).

ويقول رحمه الله فيه أيضاً:

محكم الاتصال والترابط ، متين النسج والسرد ، متآلف البدايات والنهايات ، مع خضوعه في التأليف لعوامل خارجة عن مقدور البشر . (السابق )

وقال أيضاً :

كتاب فاق الكتب ، وكلام بزَّ سائر ضروب الكلام ، وبلغ في سموه وتفوقه حدود الإعجاز والإفحام ، من ناحية الفصاحة والبلاغة وما يحمل لها من أسرار ..
(1 / 84 )


وقال أيضاً :

فالقرآن يمتاز بمسحة بلاغية خاصة ، وطابع بياني فريد ، لا يترك باباً لأن يلتبس بغيره أو يشتبه بسواه ، ولا يُعطي الفرصة لأحد أن يعارضه أو يحوم حول حماه ، بل من خاصمه خُصِم ، ومن عارضه قُصِم ، ومن حاربه هُزِم ..
( 1 / 89 ) .

***********************************
ومن أفضل ما قيل في القرآن ماقاله الإ مام الشاطبي ـ رحمه الله ـ في مقدمة حرز الأماني :

وإن كتاب الله أوثق شافـع وأغنى غناء واهبا متفضـلا
وخير جليس لا يمل حديثـه وترداده يزداد فيـه تجمـلا
وحيث الفتى يرتاع في ظلماته من القبر يلقاه سنا متهلـلا
هنالك يهنيه مقيلا وروضـة ومن أجله في ذروة العز يجتلى
يناشد في إرضائـه لحبيبـه وأجدر به سؤلا إليه موصلا
****************************
و قال أبو علي أحمد بن محمد المرزوقي رحمه الله المتوفى سنة 421هـ هـ ، في صدر كتابه (الأزمنة والأمكنة) وهو يتحدث عن (عِظَمِ شأنِ القُرآنِ) :
(اعلم أَنَّ الله تعالى عَظَّمَ شأنَ القرآن ، وفَضَّلَ بيانَهُ بالنَّظمِ العجيبِ ، والتأليف الرصيف على سائر الكلام، وإن وافقه في مبانيه، ومعانيه ثم أودعه من صنوف الحكم، وفنون الآداب والعذر، وجوامع الأحكام والسير، وطرائف الأمثال والعبر، ما لا يقف على كنهه ذوو القرائح الصافية، ولا في بعد فوائده أولو المعارف الوافية، وإن تلاحقت آلاتهم، وتوافقت أسباب التفهم والافهام فيهم، فترى المشتغل به المتأمل له، وقد صرف فكره إليه، وقصر ذكره عليه، قد يجد نفسه أحياناً فيه بصورة من لم يكن سمعه، أو كان بعد السماع نسيه استغراباً لمراسمه، واستجلاء لمعالمه، وذلك أنه تعالى لما أنزله ليفتتح بتنزيله التحدي به إلى الأبد، ويختتم بترتيله وآدابه النذارة إلى انقضاء السند، على ألسن الرسل، جعله من التنبيهات الجلية والخفية، والدلالات الظاهرة والباطنة ما قد استوى في إدراك الكثير منها العالم بالمقلد، والمتدبر، والمهمل.
وإن كان في أثنائه أغلاق لا تتفتح الأشياء بعد شيء بأفهام ثاقبة، وفي أزمان متباينة، ليتصل أمد الإعجاز به إلى الأجل المضروب لسقوط التكليف، ولتجدد في كل أوان بعوائده وفوائده ما يهيج له بواعث الأفكار، ونتائج الاعتبار... ). الخ ما قاله .
وهو فصل طويل نفيس تجده هناك ، وهو في غير مظنته من كتب التفسير والإعجاز كما ترى . والمرزوقي عالم جليل ، وأديب ذواقة ، وهو صاحب (الأمالي) ، و(شرح حماسة أبي تمام) الذي يُعَدُّ أفضلَ شروح الحماسة فيما أعلم.
*****************************
قال أحمد شوقي في قصيدته نهج البردة يخاطب النبي صلى الله عليه وسلم ويصف القرآن:

جاء النبيون بالآيات فانصرمتوجئتنا بحكيم غيـر منصـرمِ
آياتهُ كلما طال المـدى جُـدُدٌيزينهن جلالُ العتـق والقِـدَمِ
يكاد في لفظـة منـه مشرفـةيوصيك بالحق والتقوى وبالرحمِ
*****************
و كذلك قول منزله سبحانه
(( إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم و يبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات ان لهم
أجرا كبيرا ))
و قول من أنزل عليه ( اقرؤا القرآن , فإنه يجيء يوم القيامة شفيعا لأصحابه )

--------------------------------------------------------------


_ يقول الأستاذ العلاَّمة سيد قطب رحمه الله : " إنَّ هذا القرآنُ لا يمنح كنوزه إلا لمن يُقبِلُ عليه "

_ ومن نفائس العلاّمة الأديب سيد قطب رحمه الله : " إن هذا القرآن لا يعطي سرِّه إلا للذين يخوضون به المعركة ، ويجاهدون به جهاداً كبيرا "

_ ويقول الشِّبْلِي رحمه الله حين كتب عن فضل الاستشفاء بالرقية الشرعية من كتاب ربنا قال :
" وفي التطبب والاستشفاء بكتاب الله عز وجل غنى تام ، ومقنع عام ، وهو النور والشفاء لما في الصدور ، والوقاء الدافع لكل محذور ، والرحمة للمؤمنين من الأحياء وأهل القبور ، وفقنا الله لإدراك معانيه ، وأوقفنا عند أوامره ونواهيه ، ومن تدَّبر من آيات الكتاب من ذوي الألباب وقف على الدواء الشافي لكل داء مواف ، سوى الموت الذي هو غاية كل حي " آكام المرجان ( 102 )

_ ويأتي البحر البليغ ليسطِّر وينقش سلاسة كَلِمِه من غير تكلُّف ولا عناء ، ليقول :
" وإنك لتمرُّ بالآية الواحدة ، فتتأمَّلها وتتدبَّرها ، فتنهال عليك معانٍ كثيرة ، يسمح بها التركيب على اختلاف الاعتبارات في أساليب الاستعمال العربي ، وقد تتكاثر عليك ! فلا تكُ من كثرتها في حَصَر ، ولا تجعل الحمل على بعضها منافياً للحمل على البعض الآخر إن كان التركيب سمْحاً بذلك " التحرير والتنوير ( 1/ 97 )

_ وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : " القرآنُ حمَّالٌ ذو وجوه " السيوطي في الإتقان ( 1/410 ) وقال ابن الأثير : أي ذو معانٍ مختلفة .

_ وقال أبو الدرداء رضي الله عنه : " لا تفقه كلَّ الفقه ؛ حتى ترى القرآن وجوهاً "

_ ثم ما أرق لفظ الراغب رحمه الله ، وما أجزل معانيه _ لله درُّه _ حين جاد بهاته الصُّبَابة
: ( أن القرآن - وإن كان لا يخلو الناظر فيه من نور ما يريه ونفع ما يوليه – فإنه : :

كالبدر من حيثُ التفتَّ رأيتَه يهدي إلى عينيك نوراً ثاقبا
كالشمس في كبد السماء وضوءُها يَغشى البلاد شارقاً ومغاربا

لكن محاسن أنواره لا يثقفها إلا البصائر الجلية ، وأطايب ثمره لا يقطفها إلا الأيدي الزكية ومنافع شفائه لا ينالها إلا النفوس النقية ،كما صرح تعالى به فقال في وصف متناوليه : { إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ * فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ* لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ }
وقال في وصف سامعيه : { قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى}" ( المفردات 54 )

وبعدُ : فالقرآن كالجوهرة ؛ فكلما قلَّبْتَ فيه النظر ، تبيَّن لك لوناً رائقا ، وجوهراً فائقا ، ألا فلْيَهْنَء المسلمون بكتاب ربهم وليرجعوا له ؛ فيهنؤوا ، وقد وعدهم ربهم أنَّ فيه الهدى والرحمة والبشرى ؛ فيا وَيْحَهم ! كيف تتقاصر هممهم عن كنوزه ولآلئه ، وتقعد عزائمهم عن النيل من جواهره ودرره وياقوته .
والله إنَّ المغبون كل الغبن من قعد عنه ولم ينهض به شرفاً وعلماً وفهماً وتدبراً ، ولكن لا يعقلها إلا العالمون .
****************
ومن جميل ما قيل في القرآن كلام أبي بكر الصديق رضي الله عنه يوم وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث اشتملت خطبته على هذا النص الذي فيه :(وإن كتاب الله بين أظهرنا وهو النور والشفاء وبه هدى الله محمدا صلى الله عليه وسلم وفيه حلال الله وحرامه)كنز العمال1/407
*****************
يتبع
18
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

شاي ومزاج
شاي ومزاج
***********
ومن أبلغ ما وصف به القرآن ،الحديث الذي روي مرفوعاً ،وروي موقوفاً ـ وهو أصح ـ عند الترمذي وغيره من حديث علي رضي الله عنه قال :
"كِتَابُ اللَّهِ : فِيهِ نَبَأُ مَا كَانَ قَبْلَكُمْ ،
وَخَبَرُ مَا بَعْدَكُمْ ،
وَحُكْمُ مَا بَيْنَكُمْ ،وَهُوَ الْفَصْلُ لَيْسَ بِالْهَزْلِ ،
مَنْ تَرَكَهُ مِنْ جَبَّارٍ قَصَمَهُ اللَّهُ ،
وَمَنْ ابْتَغَى الْهُدَى فِي غَيْرِهِ أَضَلَّهُ اللَّهُ ،
وَهُوَ حَبْلُ اللَّهِ الْمَتِينُ ،
وَهُوَ الذِّكْرُ الْحَكِيمُ ،وَهُوَ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ ،
هُوَ الَّذِي لا تَزِيغُ بِهِ الأَهْوَاءُ ،
وَلا تَلْتَبِسُ بِهِ الأَلْسِنَةُ ،
وَلا يَشْبَعُ مِنْهُ الْعُلَمَاءُ ،
وَلا يَخْلَقُ عَلَى كَثْرَةِ الرَّدِّ ،
وَلا تَنْقَضِي عَجَائِبُهُ ،
هُوَ الَّذِي لَمْ تَنْتَهِ الْجِنُّ إِذْ سَمِعَتْهُ حَتَّى قَالُوا: { إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ }،
مَنْ قَالَ بِهِ صَدَقَ ،
وَمَنْ عَمِلَ بِهِ أُجِرَ ،
وَمَنْ حَكَمَ بِهِ عَدَلَ ،
وَمَنْ دَعَا إِلَيْهِ هَدي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ".


****************
قال ابن مسعود رضي الله عنه : ( ينبغي لقارىء القرآن أن يعرف بليله إذا الناس نائمون ،

وبنهاره إذا الناس مفطرون، وببكائه إذا الناس يضحكون ،

وبورعه إذا الناس يخلطون ، وبصمته إذا الناس يخوضون ،

وبخضوعه إذا الناس يختالون ، وبحزنه إذا الناس يفرحون ... ) .

وقال أيضا : ( إذا أردتم العلم فانثروا القرآن فإن فيه علم الأولين والآخرين ) .

وقال أيضا : ( لا تهذوا القرآن هذ الشعر ولا تنثروه نثر الدقل

- أي التمر الرديء وفي رواية الرمل -

قفوا عند عجائبه وحركوا به القلوب ،

ولا يكن هم أحدكم آخر السورة ) .
********************
قال أبو منصور عبد الملك بن محمد الثعالبي ( ت : 429 هـ ):

( القرآن هو النور المبين ، والحق المستبين ، حبل الله الممدود وعهده المعهود ، وظِلّه العميم ، وصراطه المستقيم ، وحجته الكبرى ، ومحجته الوسطى ، هو الضياء الساطع ، والبرهان القاطع ، هو الواضح سبيله ، الراشد دليله ، الذي من استضاء بمصابيحه أبصر ونجا ، ومن أعرض عنها زلّ وهوى ، فضائل القرآن لا تستقصى في ألف قران ، حجة الله وعهده ، ووعيده ووعده ، يتبين تبيانه من استغلقت دونه المعضلات ، ويستضيء بمصابيحه من غُمَّ عليه في المشكلات ).


.
*********************
من كلام الباقلاني في كتابه (إعجاز القرآن):
تجد فيه (الحكمة وفصل الخطاب مَجْلُوَّةً عليك في منظر بهيج، ومعرض رشيق، ونظم أنيق غير مُتَعَاصٍ على الأسماع، ولا ملتوٍ على الأفهام، ولا مستكرَهٍ في اللفظ، يَمُرّ كما يمرُّ السهم، ويضيء كما يضيء الفجر، ويذخَرُ كما يذخَر البحر)

ومن كلامه أيضا في نفس الكتاب:
(الكلام يَبِينُ فضلُه ورجحانُ فصاحته بأن تُذكَرَ منه الكلمةُ في تضاعيف كلام، أو تقذَف ما بين شِعْرٍ فتأخذُه الأسماع، وتتشوّفُ إليه النفوس، ويُرى وجه رونقه باديًا غامراً في سائر ما يُقرَنُ به، كالدرّة التي تُرى في سِلْكٍ من خَرَز، وكالياقوتة وسط العِقْد.. وأنت ترى الكلمة من القرآن يُتمثَّلُ بها في تضاعيف كلامٍ كثيرٍ، فإذا هي غُرّةُ جميعه وواسطةُ عِقده، والمنادِي على نفسه بتمييزه، وتخصّصه برونقه وجماله).

ومن كلام بديع الزمان النورسي في كتابه (الكلمات) - الكلمة الخامسة والعشرون:
(هذه البلاغة المعجزة نَبعت من جزالة نظم القرآن وحسن متانته، ومن بداعة أساليبه وغرابتها وجودتها، ومن براعة بيانه وتفوقه وصفوته، ومن قوة معانيه وصدقها، ومن فصاحة ألفاظه وسلاستها).

*******************
ومن عجيب كلام ابن القيم رحمه الله

وما أحسن ما عبر عن الإمام ابن القيم حين قال: "فليس شيء أنفع للعبد في معاشه ومعاده، وأقرب إلى نجاته من تدبر القرآن،
وإطالة التأمل، وجمع الفكر على معاني آياته؛ فإنها تطلع العبد على معالم الخير والشر بحذافيرهما.
وعلى طرقاتهما وأسبابهما وغاياتهما وثمراتهما، ومآل أهلهما، وتَتُل (تضع) في يده مفاتيح كنوز السعادة والعلوم النافعة. وتثبت قواعد الإيمان في قلبه. وتحضره بين الأمم، وتريه أيام الله فيهم. وتبصره مواقع العبر. وتشهده عدل الله وفضله.
وتعرفه ذاته، وأسماءه وصفاته وأفعاله، وما يحبه وما يبغضه، وصراطه الموصل إليه، وما لسالكيه بعد الوصول والقدوم عليه،
وقواطع الطريق وآفاتها. وتعرفه النفس وصفاتها، ومفسدات الأعمال ومصححاتها وتعرفه طريق أهل الجنة وأهل النار وأعمالهم، وأحوالهم وسيماهم. ومراتب أهل السعادة وأهل الشقاوة، وأقسام الخلق واجتماعهم فيما يجتمعون فيه. وافتراقهم فيما يفترقون فيه. وبالجملة تعرفُهُ الرب المدعو إليه، وطريق الوصول إليه، وما له من الكرامة إذا قدم عليه".


*********************
من عجيب كلام التستري رحمه الله

وقال سهل بن عبد الله التستري : " لو أعطي العبد بكل حرف من القرآن ألف فهم لم يبلغ نهاية ما أودع الله في آية من كتابه لأنه كلام الله وكلامه صفته وكما أنه ليس لله نهاية فكذلك لا نهاية لفهم كلامه .. " انتهى كلامه يرحمه الله

********************
من مدارج السالكين

قال ابن القيم رحمه الله تعالى في مقدمة مدارج السالكين
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له رب العالمين وإله المرسلين وقيوم السماوات والأرضين وأشهد أن محمدا عبده ورسوله المبعوث بالكتاب المبين الفارق بين الهدى والضلال والغي والرشاد والشك واليقين أنزله لنقرأه تدبرا ونتأمله تبصرا ونسعد به تذكرا ونحمله على أحسن وجوهه ومعانيه ونصدق به ونجتهد على إقامة أوامره ونواهيه ونجتني ثمار علومه النافعة الموصلة إلى الله سبحانه من أشجاره ورياحين الحكم من بين رياضه وأزهاره فهو كتابه الدال عليه لمن أراد معرفته وطريقه الموصلة لسالكها إليه ونوره المبين الذي أشرقت له الظلمات ورحمته المهداة التي بها صلاح جميع المخلوقات والسبب الواصل بينه وبين عباده إذا انقطعت الأسباب وبابه الأعظم الذي منه الدخول فلا يغلق إذا غلقت الأبواب وهو الصراط المستقيم الذي لا تميل به الآراء والذكر الحكيم الذي لا تزيغ به الأهواء والنزل الكريم الذي لا يشبع منه العلماء لا تفنى عجائبه ولا تقلع سحائبه ولا تنقضي آياته ولا تختلف دلالاته كلما ازدادت البصائر فيه تأملا وتفكيرا زادها هداية وتبصيرا وكلما بجّست معينه فجر لها ينابيع الحكمة تفجيرا فهو نور البصائر من عماها وشفاء الصدور من أدوائها وجواها وحياة القلوب ولذة النفوس ورياض القلوب وحادي الأرواح إلى بلاد الأفراح والمنادي بالمساء والصباح يا أهل الفلاح حي على الفلاح نادى منادى الإيمان على رأس الصراط المستقيم (46:31 {يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ}.
أسمع والله لو صادف آذانا واعية وبصر لو صادف قلوبا من الفساد
خالية لكن عصفت على القلوب هذه الأهواء فأطفأت مصابيحها وتمكنت منها آراء الرجال فأغلقت أبوابها وأضاعت مفاتيحها وران عليها كسبها فلم تجد حقائق القرآن إليها منفذا وتحكمت فيها أسقام الجهل فلم تنتفع معها بصالح العمل
واعجبا لها كيف جعلت غذاءها من هذه الآراء التي لا تسمن ولا تغني من جوع ولم تقبل الإغتذاء بكلام رب العالمين ونصوص حديث نبيه المرفوع أم كيف اهتدت في ظلم الآراء إلى التمييز بين الخطأ والصواب وخفى عليها ذلك في مطالع الأنوار من السنة والكتاب؟.
واعجبا! كيف ميزت بين صحيح الآراء وسقيمها ومقبولها ومردودها وراجحها ومرجوحها وأقرت على أنفسها بالعجز عن تلقى الهدى والعلم من كلام من كلامه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وهو الكفيل بإيضاح الحق مع غاية البيان وكلام من أوتي جوامع الكلم واستولى كلامه على الأقصى من البيان.
كلا بل هي والله فتنة أعمت القلوب عن مواقع رشدها وحيرت العقول عن طرائق قصدها يربى فيها الصغير ويهرم فيها الكبير.
وظنت خفافيش البصائر أنها الغاية التي يتسابق إليها المتسابقون والنهاية التي تنافس فيها المنافسون وتزاحموا عليها وهيهات أين السّهى من شمس الضحى وأين الثرى من كواكب الجوزاء وأين الكلام الذي لم تضمن لنا عصمة قائله بدليل معلوم من النقل المصدق عن القائل المعصوم وأين الأقوال التي أعلا درجاتها أن تكون سائغة الإتباع من النصوص الواجب على كل مسلم تقديمها وتحكيمها والتحاكم إليها في محل النزاع وأين الآراء التي نهى قائلها عن تقليده فيها وحذر من النصوص التي فرض على كل عبد أن يهتدي بها
ويتبصر؟ وأين المذاهب التي إذا مات أربها فهي من جملة الأموات من النصوص التي لا تزول إذا زالت الأرض والسماوات؟.
سبحان الله ماذا حرم المعرضون عن نصوص الوحي واقتباس العلم من مشكاته من كنوز الذخائر وماذا فاتهم من حياة القلوب واستنارة البصائر قنعوا بأقوال استنبطتها معاول الآراء فكرا وتقطعوا أمرهم بينهم لأجلها زبرا وأوحى بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا فاتخذوا لأجل ذلك القرآن مهجورا.
درست معالم القرآن في قلوبهم فليسوا يعرفونها ودثرت معاهده عندهم فليسوا يعمرونها ووقعت ألويته وأعلامه من أيديهم فليسوا يرفعونها وأفلت كواكبه النيرة من آفاق نفوسهم فلذلك لا يحبونها وكسفت شمسه عند اجتماع ظلم آرائهم وعقدها فليسوا يبصرونها.
خلعوا نصوص الوحي عن سلطان الحقيقة وعزلوها عن ولاية اليقين وشنوا عليها غارات التأويلات الباطلة فلا يزال يخرج عليها من جيوشهم كمين بعد كمين نزلت عليهم نزول الضيف على أقوام لئام فعاملوها بغير ما يليق بها من الإجلال والإكرام وتلقوها من بعيد ولكن بالدفع في صدورها والأعجاز وقالوا مالك عندنا من عبور وإن كان ولا بد فعلى سبيل الاجتياز أنزلوا النصوص منزلة الخليفة في هذا الزمان له السكة والخطبة وماله حكم نافذ ولا سلطان المتمسك عندهم بالكتاب والسنة صاحب ظواهر مبخوس حظه من المعقول والمقلد للآراء المتناقضة المتعارضة والأفكار المتهافتة لديهم هو الفاضل المقبول وأهل الكتاب والسنة المقدمون لنصوصها على غيرها جهال لديهم منقوصون (2:13 {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لا يَعْلَمُونَ}.
حرموا والله الوصول بعدولهم عن منهج الوحي وتضييعهم الأصول

وتمسكوا بأعجاز لا صدور لها فخانتهم أحرص ما كانوا عليها وتقطعت بهم أسبابها أحوج ما كانوا إليها حتى إذا بعثر ما في القبور وحصل ما في الصدور وتميز لكل قوم حاصلهم الذي حصلوه وانكشفت لهم حقيقة ما اعتقدوه وقدموا على ما قدموه 39:48 {وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ} وسقط في أيديهم عند الحصاد لما عاينوا غلة ما بذروه.
فيا شدّة الحسرة عند ما يعاين المبطل سعيه وكده هباءا منثورا ويا عظم المصيبة عند ما يتبين بواراق أمانيه خلبا وآماله كاذبة غرورا فما ظن من انطوت سريرته على البدعة والهوى والتعصب للآراء بربه يوم تبلى السرائر؟ وما عذر من نبذ الوحيين وراء ظهره في يوم لا تنفع الظالمين فيه المعاذر؟.
أفيظن المعرض عن كتاب ربه وسنة رسوله أن ينجو من ربه بآراء الرجال أو يتخلص من بأس الله بكثرة البحوث والجدال وضروب الأقيسة وتنوع الأشكال أو بالإشارات والشطحات وأنواع الخيال؟.
هيهات والله لقد ظن أكذب الظن ومنته نفسه أبين المحال وإنما ضمنت النجاة لمن حكم هدى الله على غيره وتزود التقوى وائتم بالدليل وسلك الصراط المستقيم واستمسك من الوحي بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها والله سميع عليم.
هنوده الحبوبه
*********** ومن أبلغ ما وصف به القرآن ،الحديث الذي روي مرفوعاً ،وروي موقوفاً ـ وهو أصح ـ عند الترمذي وغيره من حديث علي رضي الله عنه قال : "كِتَابُ اللَّهِ : فِيهِ نَبَأُ مَا كَانَ قَبْلَكُمْ ، وَخَبَرُ مَا بَعْدَكُمْ ، وَحُكْمُ مَا بَيْنَكُمْ ،وَهُوَ الْفَصْلُ لَيْسَ بِالْهَزْلِ ، مَنْ تَرَكَهُ مِنْ جَبَّارٍ قَصَمَهُ اللَّهُ ، وَمَنْ ابْتَغَى الْهُدَى فِي غَيْرِهِ أَضَلَّهُ اللَّهُ ، وَهُوَ حَبْلُ اللَّهِ الْمَتِينُ ، وَهُوَ الذِّكْرُ الْحَكِيمُ ،وَهُوَ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ ، هُوَ الَّذِي لا تَزِيغُ بِهِ الأَهْوَاءُ ، وَلا تَلْتَبِسُ بِهِ الأَلْسِنَةُ ، وَلا يَشْبَعُ مِنْهُ الْعُلَمَاءُ ، وَلا يَخْلَقُ عَلَى كَثْرَةِ الرَّدِّ ، وَلا تَنْقَضِي عَجَائِبُهُ ، هُوَ الَّذِي لَمْ تَنْتَهِ الْجِنُّ إِذْ سَمِعَتْهُ حَتَّى قَالُوا: { إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ }، مَنْ قَالَ بِهِ صَدَقَ ، وَمَنْ عَمِلَ بِهِ أُجِرَ ، وَمَنْ حَكَمَ بِهِ عَدَلَ ، وَمَنْ دَعَا إِلَيْهِ هَدي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ". **************** قال ابن مسعود رضي الله عنه : ( ينبغي لقارىء القرآن أن يعرف بليله إذا الناس نائمون ، وبنهاره إذا الناس مفطرون، وببكائه إذا الناس يضحكون ، وبورعه إذا الناس يخلطون ، وبصمته إذا الناس يخوضون ، وبخضوعه إذا الناس يختالون ، وبحزنه إذا الناس يفرحون ... ) . وقال أيضا : ( إذا أردتم العلم فانثروا القرآن فإن فيه علم الأولين والآخرين ) . وقال أيضا : ( لا تهذوا القرآن هذ الشعر ولا تنثروه نثر الدقل - أي التمر الرديء وفي رواية الرمل - قفوا عند عجائبه وحركوا به القلوب ، ولا يكن هم أحدكم آخر السورة ) . ******************** قال أبو منصور عبد الملك بن محمد الثعالبي ( ت : 429 هـ ): ( القرآن هو النور المبين ، والحق المستبين ، حبل الله الممدود وعهده المعهود ، وظِلّه العميم ، وصراطه المستقيم ، وحجته الكبرى ، ومحجته الوسطى ، هو الضياء الساطع ، والبرهان القاطع ، هو الواضح سبيله ، الراشد دليله ، الذي من استضاء بمصابيحه أبصر ونجا ، ومن أعرض عنها زلّ وهوى ، فضائل القرآن لا تستقصى في ألف قران ، حجة الله وعهده ، ووعيده ووعده ، يتبين تبيانه من استغلقت دونه المعضلات ، ويستضيء بمصابيحه من غُمَّ عليه في المشكلات ). [ لباب الآداب : 174 ] . ********************* من كلام الباقلاني في كتابه (إعجاز القرآن): تجد فيه (الحكمة وفصل الخطاب مَجْلُوَّةً عليك في منظر بهيج، ومعرض رشيق، ونظم أنيق غير مُتَعَاصٍ على الأسماع، ولا ملتوٍ على الأفهام، ولا مستكرَهٍ في اللفظ، يَمُرّ كما يمرُّ السهم، ويضيء كما يضيء الفجر، ويذخَرُ كما يذخَر البحر) ومن كلامه أيضا في نفس الكتاب: (الكلام يَبِينُ فضلُه ورجحانُ فصاحته بأن تُذكَرَ منه الكلمةُ في تضاعيف كلام، أو تقذَف ما بين شِعْرٍ فتأخذُه الأسماع، وتتشوّفُ إليه النفوس، ويُرى وجه رونقه باديًا غامراً في سائر ما يُقرَنُ به، كالدرّة التي تُرى في سِلْكٍ من خَرَز، وكالياقوتة وسط العِقْد.. وأنت ترى الكلمة من القرآن يُتمثَّلُ بها في تضاعيف كلامٍ كثيرٍ، فإذا هي غُرّةُ جميعه وواسطةُ عِقده، والمنادِي على نفسه بتمييزه، وتخصّصه برونقه وجماله). ومن كلام بديع الزمان النورسي في كتابه (الكلمات) - الكلمة الخامسة والعشرون: (هذه البلاغة المعجزة نَبعت من جزالة نظم القرآن وحسن متانته، ومن بداعة أساليبه وغرابتها وجودتها، ومن براعة بيانه وتفوقه وصفوته، ومن قوة معانيه وصدقها، ومن فصاحة ألفاظه وسلاستها). ******************* ومن عجيب كلام ابن القيم رحمه الله وما أحسن ما عبر عن الإمام ابن القيم حين قال: "فليس شيء أنفع للعبد في معاشه ومعاده، وأقرب إلى نجاته من تدبر القرآن، وإطالة التأمل، وجمع الفكر على معاني آياته؛ فإنها تطلع العبد على معالم الخير والشر بحذافيرهما. وعلى طرقاتهما وأسبابهما وغاياتهما وثمراتهما، ومآل أهلهما، وتَتُل (تضع) في يده مفاتيح كنوز السعادة والعلوم النافعة. وتثبت قواعد الإيمان في قلبه. وتحضره بين الأمم، وتريه أيام الله فيهم. وتبصره مواقع العبر. وتشهده عدل الله وفضله. وتعرفه ذاته، وأسماءه وصفاته وأفعاله، وما يحبه وما يبغضه، وصراطه الموصل إليه، وما لسالكيه بعد الوصول والقدوم عليه، وقواطع الطريق وآفاتها. وتعرفه النفس وصفاتها، ومفسدات الأعمال ومصححاتها وتعرفه طريق أهل الجنة وأهل النار وأعمالهم، وأحوالهم وسيماهم. ومراتب أهل السعادة وأهل الشقاوة، وأقسام الخلق واجتماعهم فيما يجتمعون فيه. وافتراقهم فيما يفترقون فيه. وبالجملة تعرفُهُ الرب المدعو إليه، وطريق الوصول إليه، وما له من الكرامة إذا قدم عليه". ********************* من عجيب كلام التستري رحمه الله وقال سهل بن عبد الله التستري : " لو أعطي العبد بكل حرف من القرآن ألف فهم لم يبلغ نهاية ما أودع الله في آية من كتابه لأنه كلام الله وكلامه صفته وكما أنه ليس لله نهاية فكذلك لا نهاية لفهم كلامه .. " انتهى كلامه يرحمه الله ******************** من مدارج السالكين قال ابن القيم رحمه الله تعالى في مقدمة مدارج السالكين بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له رب العالمين وإله المرسلين وقيوم السماوات والأرضين وأشهد أن محمدا عبده ورسوله المبعوث بالكتاب المبين الفارق بين الهدى والضلال والغي والرشاد والشك واليقين أنزله لنقرأه تدبرا ونتأمله تبصرا ونسعد به تذكرا ونحمله على أحسن وجوهه ومعانيه ونصدق به ونجتهد على إقامة أوامره ونواهيه ونجتني ثمار علومه النافعة الموصلة إلى الله سبحانه من أشجاره ورياحين الحكم من بين رياضه وأزهاره فهو كتابه الدال عليه لمن أراد معرفته وطريقه الموصلة لسالكها إليه ونوره المبين الذي أشرقت له الظلمات ورحمته المهداة التي بها صلاح جميع المخلوقات والسبب الواصل بينه وبين عباده إذا انقطعت الأسباب وبابه الأعظم الذي منه الدخول فلا يغلق إذا غلقت الأبواب وهو الصراط المستقيم الذي لا تميل به الآراء والذكر الحكيم الذي لا تزيغ به الأهواء والنزل الكريم الذي لا يشبع منه العلماء لا تفنى عجائبه ولا تقلع سحائبه ولا تنقضي آياته ولا تختلف دلالاته كلما ازدادت البصائر فيه تأملا وتفكيرا زادها هداية وتبصيرا وكلما بجّست معينه فجر لها ينابيع الحكمة تفجيرا فهو نور البصائر من عماها وشفاء الصدور من أدوائها وجواها وحياة القلوب ولذة النفوس ورياض القلوب وحادي الأرواح إلى بلاد الأفراح والمنادي بالمساء والصباح يا أهل الفلاح حي على الفلاح نادى منادى الإيمان على رأس الصراط المستقيم (46:31 {يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ}. أسمع والله لو صادف آذانا واعية وبصر لو صادف قلوبا من الفساد خالية لكن عصفت على القلوب هذه الأهواء فأطفأت مصابيحها وتمكنت منها آراء الرجال فأغلقت أبوابها وأضاعت مفاتيحها وران عليها كسبها فلم تجد حقائق القرآن إليها منفذا وتحكمت فيها أسقام الجهل فلم تنتفع معها بصالح العمل واعجبا لها كيف جعلت غذاءها من هذه الآراء التي لا تسمن ولا تغني من جوع ولم تقبل الإغتذاء بكلام رب العالمين ونصوص حديث نبيه المرفوع أم كيف اهتدت في ظلم الآراء إلى التمييز بين الخطأ والصواب وخفى عليها ذلك في مطالع الأنوار من السنة والكتاب؟. واعجبا! كيف ميزت بين صحيح الآراء وسقيمها ومقبولها ومردودها وراجحها ومرجوحها وأقرت على أنفسها بالعجز عن تلقى الهدى والعلم من كلام من كلامه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وهو الكفيل بإيضاح الحق مع غاية البيان وكلام من أوتي جوامع الكلم واستولى كلامه على الأقصى من البيان. كلا بل هي والله فتنة أعمت القلوب عن مواقع رشدها وحيرت العقول عن طرائق قصدها يربى فيها الصغير ويهرم فيها الكبير. وظنت خفافيش البصائر أنها الغاية التي يتسابق إليها المتسابقون والنهاية التي تنافس فيها المنافسون وتزاحموا عليها وهيهات أين السّهى من شمس الضحى وأين الثرى من كواكب الجوزاء وأين الكلام الذي لم تضمن لنا عصمة قائله بدليل معلوم من النقل المصدق عن القائل المعصوم وأين الأقوال التي أعلا درجاتها أن تكون سائغة الإتباع من النصوص الواجب على كل مسلم تقديمها وتحكيمها والتحاكم إليها في محل النزاع وأين الآراء التي نهى قائلها عن تقليده فيها وحذر من النصوص التي فرض على كل عبد أن يهتدي بها ويتبصر؟ وأين المذاهب التي إذا مات أربها فهي من جملة الأموات من النصوص التي لا تزول إذا زالت الأرض والسماوات؟. سبحان الله ماذا حرم المعرضون عن نصوص الوحي واقتباس العلم من مشكاته من كنوز الذخائر وماذا فاتهم من حياة القلوب واستنارة البصائر قنعوا بأقوال استنبطتها معاول الآراء فكرا وتقطعوا أمرهم بينهم لأجلها زبرا وأوحى بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا فاتخذوا لأجل ذلك القرآن مهجورا. درست معالم القرآن في قلوبهم فليسوا يعرفونها ودثرت معاهده عندهم فليسوا يعمرونها ووقعت ألويته وأعلامه من أيديهم فليسوا يرفعونها وأفلت كواكبه النيرة من آفاق نفوسهم فلذلك لا يحبونها وكسفت شمسه عند اجتماع ظلم آرائهم وعقدها فليسوا يبصرونها. خلعوا نصوص الوحي عن سلطان الحقيقة وعزلوها عن ولاية اليقين وشنوا عليها غارات التأويلات الباطلة فلا يزال يخرج عليها من جيوشهم كمين بعد كمين نزلت عليهم نزول الضيف على أقوام لئام فعاملوها بغير ما يليق بها من الإجلال والإكرام وتلقوها من بعيد ولكن بالدفع في صدورها والأعجاز وقالوا مالك عندنا من عبور وإن كان ولا بد فعلى سبيل الاجتياز أنزلوا النصوص منزلة الخليفة في هذا الزمان له السكة والخطبة وماله حكم نافذ ولا سلطان المتمسك عندهم بالكتاب والسنة صاحب ظواهر مبخوس حظه من المعقول والمقلد للآراء المتناقضة المتعارضة والأفكار المتهافتة لديهم هو الفاضل المقبول وأهل الكتاب والسنة المقدمون لنصوصها على غيرها جهال لديهم منقوصون (2:13 {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لا يَعْلَمُونَ}. حرموا والله الوصول بعدولهم عن منهج الوحي وتضييعهم الأصول وتمسكوا بأعجاز لا صدور لها فخانتهم أحرص ما كانوا عليها وتقطعت بهم أسبابها أحوج ما كانوا إليها حتى إذا بعثر ما في القبور وحصل ما في الصدور وتميز لكل قوم حاصلهم الذي حصلوه وانكشفت لهم حقيقة ما اعتقدوه وقدموا على ما قدموه 39:48 {وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ} وسقط في أيديهم عند الحصاد لما عاينوا غلة ما بذروه. فيا شدّة الحسرة عند ما يعاين المبطل سعيه وكده هباءا منثورا ويا عظم المصيبة عند ما يتبين بواراق أمانيه خلبا وآماله كاذبة غرورا فما ظن من انطوت سريرته على البدعة والهوى والتعصب للآراء بربه يوم تبلى السرائر؟ وما عذر من نبذ الوحيين وراء ظهره في يوم لا تنفع الظالمين فيه المعاذر؟. أفيظن المعرض عن كتاب ربه وسنة رسوله أن ينجو من ربه بآراء الرجال أو يتخلص من بأس الله بكثرة البحوث والجدال وضروب الأقيسة وتنوع الأشكال أو بالإشارات والشطحات وأنواع الخيال؟. هيهات والله لقد ظن أكذب الظن ومنته نفسه أبين المحال وإنما ضمنت النجاة لمن حكم هدى الله على غيره وتزود التقوى وائتم بالدليل وسلك الصراط المستقيم واستمسك من الوحي بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها والله سميع عليم.
*********** ومن أبلغ ما وصف به القرآن ،الحديث الذي روي مرفوعاً ،وروي موقوفاً ـ وهو أصح ـ عند...
حبيبة قلبي ،،،شاي ،،، بارك الله فيكِ وزادك من علمه وفضله وفتح عليك

ما شاء الله كلمات رائعة من أخت رائعة سلمت يمناك حبيبتي الغالية
lolia
lolia
الله يجزيك الخير ياشاي ماشاء الله عند علم واسع الله يباركلك فيه يارب
tamo
tamo
أفضل ما قيل في القرأن
أفضل ما قيل في القرأن الكريم
كل ما حدث به النبي صلى الله عليه وسلم عن فضل القرأن هو أفضل ما قيل في القرأن
------
لذلك سأذكر حديثين فقط من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم
1- عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع آخرين) .(رواه مسلم)
2- عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( اقرءوا القرأن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه) ز (رواه مسلم)
------
من أقوال الصحابة رضي الله عنهم أجمعين
1- قال ابن مسعود رضي الله عنه : إذا أردتم العلم فانثروا القرأن فإن فيه علم الأولين والآخرين.
2- قال أنس بن مالك رضي الله عنه : رُب تلٍ للقرأن والقرأن يلعنه.
3- قال عمرو بن العاص رضي الله عنه : كلُّ آية في القرأن درجة في الجنة ومصباح في بيوتكم.
4- قال سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه : من ختم القرأن نهاراً صلت عليه الملائكة حتى يمسي ,
ومن ختمه ليلاً صلت عليه الملائكة حتى يصبح.
--------
من كتاب ( دليل السائلين.. أنس أبو داود)
******************
بارك الله فيك
هديل أم الحلوين
للأفادة