لخطبة الأولى: إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
الله أحق من عُبِد:
الحمد لله أحق من ذكر، وأحق من شكر، وأحق من حمد، وأحق من عبد، وأنصر من ابتُغِي، وأرأف من ملك، وأجود من سُئل، وأوسع من أعطى، وأرحم من استُرحم، وأكرم من قصد، سبحانه وتعالى، أرحم بعبده من الوالدة بولدها، وأشد فرحاً بتوبة عباده إليه من الفاقد لراحلته ثم يجدها، هو الملك فلا شريك له، والفرد فلا ند له، كل شيء هالك إلا وجهه، لن يطاع إلا بإذنه، ولن يعصى إلا بأمره، كتب الآثار، ونسخ الآجال، فالقلوب له مفضية، والسر عنده علانية، كل أحد إليه ملهوف، وكل غني إليه محتاج، عنت الوجوه له، ودلت الفطرة عليه، وأشرقت السموات والأرض بنوره، وصلحت عليه جميع المخلوقات، لا ينام، ولا ينبغي له أن ينام، يخفض القسط ويرفعه، يُرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار، ويرفع إليه عمل النهار قبل عمل الليل، حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه.
أفعال الله عظيمة وحكيمة:
أفعال الله عظيمة كما أن أسماءه عظيمة، أفعاله حكيمة كما أن سبحانه وتعالى له الصفات الحسنى كذلك أفعاله حسنة وحسنى وجميلة، له ما سكن في الليل والنهار، يطعم ولا يطعم، وهو سبحانه وتعالى يكشف الضر، ويجيب دعوة المضطري
أولاً وثانياً: أفعاله عظيمة كما أن أسماءه عظيمة، أفعاله حكيمة كما أن سبحانه وتعالى له الصفات الحسنى كذلك أفعاله حسنة وحسنى وجميلة، له ما سكن في الليل والنهار، يطعم ولا يطعم، وهو سبحانه وتعالى يكشف الضر، ويجيب دعوة المضطرين، وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَاسورة الأنعام:59، وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِسورة الأنعام:18، وهو الذي ينجيكم في ظلمات البر والبحر، لا يلهيه شيء عن شيء، ولا تختلف عليه اللغات، ولا تشتبه عليه الأصوات، تأتي الوفود المختلفة، والجموع المتباينة، فيلجئون إليه في يوم عرفة، وينادونه بمختلف اللغات على تنوع الحاجات، فلا يشغله شيء عن شيء، ولا يغلط بتنوع هؤلاء، واختلاف حاجاتهم، فيسمع دعاءهم، ويعرف نداءهم، ويميز أصواتهم، ويدرك لغاتهم، ويقضي حاجاتهم: (يا عبادي لو أن أولكم وآخركم، وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد، فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته) كل إنسان مسألته (ما نقص ذلك مما عندي).
له الحكمة البالغة سبحانه وتعالى: أَفَمَنْ هُوَ قَآئِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْسورة الرعد:33، اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌسورة البقرة:255، هو الحي لا يموت، والإنس والجن يموتون، له ما في السموات وما في الأرض، يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم، لا ينام، ولا ينبغي له أن ينام، يرفع القسط ويخفضه، ويمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه، يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَن تَزُولَا وَلَئِن زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِسورة فاطر:41.
وهو عز وجل الذي تقوم السماء والأرض بأمره، وأفعاله فضل وعدل، حكمة ورحمة، دائرة بين الفضل والعدل، وأفعاله كذلك معللة بالحكمة، فلا يوجد فيها عبث: وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ * مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَسورة الدخان:38-39، وقال: وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاء وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِسورة ص:27، خلق السموات والأرض ليعلم العباد قدرته وسعة سلطانه، خلق هذا الكون ليعبد فيه، وليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات بما عملوا، ليجزي الذين أحسنوا بالحسنى، وكذلك ليجزي كل صاحب سوء بما عمل: أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَسورة المؤمنون:115.
ثالثاً: أفعال الله تعالى قائمة على العدل والرحمة: وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِسورة فصلت:46، وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَسورة العنكبوت:40، وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍسورة الأعراف:156، فمن رحمته إنزال الكتب، وإرسال الرسل، وبيان الحجج.
الله تعالى يفعل ما يشاء وليس كمثله شيء:
رابعاً: لا يُسأل الله عن أفعاله، كما قال في كتابه: لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَسورة الأنبياء:23، كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍسورة الرحمن:29سبحانه وتعالى، يغني فقيراً، ويجبر كسيراً، يعطي قوماً، ويمنع آخرين، يحيي ويميت، يرفع ويخفض، لا يتبرم من إلحاح الملحين في الدعاء، ولا من طول مسألة الداعين.
وهكذا فإنه سبحانه وتعالى يحاسب العباد ولا يحاسبونه، ويسألهم ولا يسألونه: إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُسورة الحـج:14.
خامساً: أفعاله تعالى تتعلق بمشيئته: قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌسورة آل عمران:26، يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍسورة البقرة:212، يَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍسورة البقرة:142، يؤتي ملكه من يشاء، يَغْفِرُ لِمَن يَشَاء وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاء وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌسورة آل عمران:129،وَاللّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَاءسورة آل عمران:13، وَيَتُوبُ اللّهُ عَلَى مَن يَشَاءسورة التوبة:15، يَهَبُ لِمَنْ يَشَاء إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاء الذُّكُورَسورة الشورى:49، وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَيَخْتَارُسورة القصص:68.
سادساً: أفعاله ليست كأفعال المخلوقين: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُسورة الشورى:11، يا عبد الله، هل تستطيع أن تكلم ثلاثة أشخاص في وقت واحد؟ هل تستطيع أن تمسك بأربع سماعات هاتف، وترد عليها في وقت واحد؟ الله يسمع كلام الناس في العالم في البر والبحر، بالعربية والسريانية، بالأعجمية باللغات المختلفة، يعلم ما يقولون، هذا يطلب ولداً، وهذا مغفرة، وهذا مالاً، وهذا شفاء مرض، وهذا قضاء دين، وهذا دفع عدو، وهو يعلم ماذا يطلب هذا، وماذا يطلب هذا، وهم يطلبون في صعيد عرفات في يوم واحد في ساعة واحدة، وهو يعلم ما يقول هذا وما يقول هذا، فيعطي هذا، ويؤخر هذا، ويعجل لهذا، ويمنع هذا لحكمة، ويعوض هذا من عنده، سبحانه وتعالى.
الرضا بأفعال الله تعالى:
سابعاً: يجب الرضا بأفعال الله عز وجل، وهذا من الرضا بالقضاء؛ لأن القضاء هو فعل الله تعالى، ما هو القدر؟ فعل الله في الخلق، أخذ قبض بسط، حرمان إعطاء، مرض صحة، أفعاله في خلقه، يسلب ويهب، يمنح ويحرم، يعطي سبحانه وتعالى، يزيد من يشاء، وينقص من يشاء، ويأخذ ممن يشاء، ولذلك عندما تحدث حالة وفاة، نقول: إنا لله، اللام لام الملك، إنا لله، فإذا كنا ملكاً له، فيأخذ من يشاء، ويترك من يشاء، يبقي من يشاء، يؤخر من يشاء سبحانه، (كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة)، وقال: مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍمكتوبة مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌسورة الحديد:22.
نسأل الله عز وجل أن يحفظنا بحفظه، وأن يرحمنا برحمته، وأن يرزقنا وهو الرزاق، نسأله عز وجل أن يعطينا ولا يحرمنا، وأن يعزنا ولا يذلنا، وأن يكرمنا ولا يهيننا، سبحانه إنه أكرم مسؤول.
أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله، أشهد أن لا إله إلا هو يفعل ما يشاء، ويحكم ما يريد، وأشهد أن محمداً عبد الله، ورسوله ومصطفاه، أمينه على وحيه، وصفيه من خلقه، وخليله من عباده، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، وذريته الطيبين، وأزواجه وخلفائه الميامين، صلى الله عليه وعلى آله والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
الاستدراج من أفعال الله تعالى:
عباد الله، أفعال الله مدهشة، فمن أفعاله الاستدراج ثم الأخذ على حين غرة، قال ربنا: سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَسورة الأعراف:182، وقال: أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُم بِهِ مِن مَّالٍ وَبَنِينَ * نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَل لَّا يَشْعُرُونَسورة المؤمنون:55-56، (إن الله يملي للظالم) يمهله يؤخره يؤجله، (فإذا أخذه لم يفلته)، فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْسورة الزخرف:55، أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَسورة الأنعام:44، وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْمًاسورة آل عمران:178، وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌسورة هود:102، وقال: سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَسورة الأعراف:182، فبينما هم في الطغيان، والدنيا الملهية، والغنى المشغل، والسلطان المطغي إذا بأمر الله يأتي، فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ وَالْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَسورة الأنعام:45، وهكذا يرينا في الواقع من أفعاله ما يجعل المؤمنين يسبحونه، والناس أجمعين قد أصابتهم الدهشة من تقديره، وما يفعله بالظَّلمة في أخذه، توقيتاً وطريقة، وكيفية وأسلوباً، ليقول لنا ربنا إنه القوي العزيز، وأنه مالك الملك، يأخذ من يشاء سبحانه وتعالى، وأن له ملك السموات والأرض، وأن ملك العباد زائل، وأنه الحي يدوم عز وجل لا يبقى إلا وجهه سبحانه وتعالى؛ ولذلك كان السلف إذا أخذ الله ظالماً سجدوا شكراً لله، وقد سجد أبي بكر الصديق شكراً لله لما جاء خبر مقتل مسيلمة الكذاب، وسجد علي بن أبي طالب شكراً لله لما رأى ذا الثُّدية في الخوارج، وتأكد بالآية النبوية الموصوفة له أن هؤلاء هم الخوارج الذين قاتلهم علي بحق، وسجد عدد من السلف لله شكراً لما جاء مقتل الحجاج الظالم سفاك الدماء، وتلا بعضهم قول الله تعالى: فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ وَالْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَسورة الأنعام:45، فأما من استهزأ بشيء من الدين، والشرع المبين، واعتدى على سنة النبي الأمين محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، وعادى أولياء الله، فإنه لا يجوز الترحم عليه، فكيف يدعى بالمغفرة والرحمة لمن اعتدى على سنة محمد صلى الله عليه وسلم؟!
الله ذو الفضل العظيم:
عباد الله، إن ربكم تواب رحيم، ذو الفضل العظيم، عزيز حكيم، ابتلى إبراهيم بكلمات، وسمع نداء يونس في الظلمات، واستجاب لزكريا فوهبه على الكبر يحيى هادياً مهدياً، وحناناً من لدنه وكان تقياً، أزال الكرب عن أيوب، وألان الحديد لداود، وسخر الريح لسليمان، وفلق البحر لموسى، ورفع إليه عيسى، وشق القمر لمحمد صلى الله عليه وسلم.
إن ربكم تواب رحيم، ذو الفضل العظيم، عزيز حكيم، ابتلى إبراهيم بكلمات، وسمع نداء يونس في الظلمات، واستجاب لزكريا فوهبه على الكبر يحيى هادياً مهدياً، وحناناً من لدنه وكان تقياً، أزال الكرب عن أيوب، وألان الحديد لداود، وسخر الريح لسليمان، وفلق البحر لموسى، ورفع إليه عيسى، وشق القمر لمحمد صلى الله عليه وسلم.
نجَّا هوداً وأهلك قومه، ونجا صالح من الظالمين، فأصبح قومه في دارهم جاثمين، وجعل النار برداً وسلاماً على إبراهيم، وفدى إسماعيل بذبح عظيم، وجعل عيسى وأمه آية للعالمين، ونجَّا لوطاً وأرسل على قومه حجارة من سجيل منضود، ونجا شعيب برحمته، وأهلك مدين بعدله، أَلاَ بُعْدًا لِّمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُسورة هود:95، أغرق فرعون وقومه، ونجاه ببدنه ليكون لمن خلفه آية، وخسف بقارون وبداره الأرض، ونجا يوسف من غياهب السجن، وجعله على خزائن الأرض.
أضحك وأبكى، وأمات وأحيا، وأسعد وأشقى، وأوجد وأبلى، ورفع وخفض، وأعز وأذل، وأعطى ومنع، ورفع ووضع.
هدى نوحاً وأضل ابنه، واختار إبراهيم وأبعد أباه، ولعن فرعون وهدى زوجته، وأنقذ لوطاً وأهلك امرأته، واصطفى محمداً صلى الله عليه وسلم ومقت أبا لهب عمه، وجعل من أنصار دعوته أبناء منهم من اقترب كأبي سفيان، ومنهم من مات كأبي جهل.
والله جل وعلا يرغم أنوف الطغاة، ويمزق شمل الجبابرة، ويخفض رؤوس الظلمة، دمر سد مأرب بفأرة، وأهلك النمرود ببعوضة، وهزم أبرهة بطير، وعذب امرأة في هرة حبستها، وغفر لبغي في كلب سقته.
نظر بعين الاختيار إلى آدم فحظي بسجود الملائكة، وإلى نوح فنجاه من الغرق، وإلى إبراهيم فكساه حلة خلته، وإلى إسماعيل فأعان الخليل في بناء كعبته، وأعرض عن إبليس فخزي ببعده ولعنته، وعن نمرود وفرعون وقارون، وهو عز وجل يفعل ما يشاء.
يرفع أولياءه، ويخفض أعداءه، وله الجبروت سبحانه وتعالى، حبيب الطائعين، وملاذ الهاربين، وملجأ الملتجئين، وأمان الخائفين، يحب التوابين، ويحب المتطهرين.
اللهم اغفر ذنوبنا، واستر عيوبنا، اللهم إنا نسألك في مقامنا هذا أن تكتبنا من عتقائك من النار، وأن تدخلنا الجنة برحمتك يا غفار، اغفر لنا ولآبائنا وأمهاتنا، ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان، ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا.
اللهم اشملنا برحمتك وعفوك يا أرحم الراحمين، اللهم أخرجنا من ذنوبنا كيوم ولدتنا أمهاتنا يا رحمن يا رحيم، اقض ديوننا، اشف مرضانا، وارحم موتانا، واهد ضالنا، واجمع على الحق شملنا، آمنا في الأوطان والدور، وأصلح الأئمة وولاة الأمور.
ارحم المستضعفين بالشام وسائر الأرض يا رب العالمين، واحقن دماء المسلمين في اليمن وسائر الأرض يا رب العالمين، انصر أولياءك، واكبت أعداءك، وارفع لواء سنة نبيك في العالمين.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.
منقول عن المنجد
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️