الحمد لله الذي أنعم علينا بنعمة العقل، و الحمد لله الذي أنعم علينا بنعمة الإسلام، و الحمد لله الذي أنعم علينا بنعمه التي لا تُعَد و لا تُحْصَى...

بات من الشائع في مجتمعنا السعودي بشكل خاص والخليجي أيضا إقامة الأفراح مع الإسراف والتبذير بشكل لافت جدا وخطير

هي ظاهرة لا أكاد أجد لها تفسير إلا أننا في ضعف شديد...وانحدار مستمر ومن سيء إلى أسوأ
الأعراس تبدأ بصيحات الموضة وتصبح من التقاليد والعادات التي لابد من إتباعها والعمل بها وتركها هو إنتقاص في قدر تاركها ولن يسلم من كلام الناس وكأنها واجب من واجبات الدين
الكثير من الصالات و ما يحصل بها، و الغناء المنكر و التبذير في الكوشة والبذخ في الملابس الباهظة التكاليف والإسراف في الغيبه والنميمة والاستهزاء بالأخريات و الاختلاط و التفاخر بذلك وأحياناً شرب الدخان والمعسل من قبل بعض النساء...
بإختصار منتهى الإسراف المعنوي والمادي

بالله عليكم إذا كان العرس يجمع فيه كل هذه المنكرات و المعاصي كيف نتوقع أن تحل البركة وكيف ستصل للعريس و عروسه و الأهل؟
ولو بدأنا بنقطة ضيافة المدعوين التي تحولت من كونها نقطة لصالح المضيف يجزى عليها خير الجزاء فتصبح نقطة عليه تكون سبب في سخط الله عليه.
الإسراف قد أخذ مأخذه وتحولت فرحة تزويج أبناءنا وبناتنا إلى عبء ثقيل على الأسرتين أسرة العريس والعروسه تنتهي غالبا بتراكم الديون على الطرفين ,,
مظاهر ترف لم يسبق لها مثيل والتقليد الأعمى من العروسة بالذات فهي ليست أقل من صديقتها فلانه فعلت كذا وآخر موضة هي كذا
مشروع الزواج أصبح مشروع طويل المدى يبدأ بتقدم والدة العريس بالخطبة وهدية لو نالت الفتاة استحسانها ثم( الشوفه )ومعناها أن يرى المعرس العروسة وطبعا يكون محملا بالهدايا أسورة أو ساعة ..وبعدها قراءة الفاتحة << طبعا شيء دخيل لم تكن قبل سنوات وفيها أيضا هدايا وزفة وعشاء وتصوير!!!
ثم عقد القران وشبكة العروسة << طبعا علب الحلاوة وعربية العروسه وكروت الدعوة والمهر بالشيء الفلاني لأنها لا تقل مكانة عن ابنة خالتها أو جارتها فلانة !!!سبحان الله هل تحولت بناتنا لتجارة رابحة !!
واستئجار قاعة تكون مناسبة وما يلزمها من بروجكتر وتصوير وكوشة وزفه وكوافيره وعشاء يليق بالمدعوين والمدعوات وبعده الغمرة و الدبش << عادات حجازية وهي حفلة تعلق ملابس العروسة واحتياجاتها في بيتها وطبعا يتبعه عشاء ينظمه أهل العريس في المنزل ( عش الزوجية) المعد من الألف للياء
ويليها نسخة لما حصل بحفل عقد القران ولكن بشكل أوسع وإسراف اكبر في حفلة العرس ولا حول ولا قوة إلا بالله أنا لست ضد إقامة الحفلات والولائم ولكن بالشيء المعقول وبالحدود والضوابط الشرعية لا إفراط ولا تفريط
ألم يحن الوقت لأن يخرج جيل جديد واعي و مثقف يقضي على هذه الظواهر؟ أم نحن لا نزال نسير في الاتجاه الخاطئ؟
هل ستظل نظرة الغالبية العظمى لمن يسعى لإرضاء الله في هذه المناسبات سواء أكان العريس أو العروس أو أهلهما أو مجرد آمر بالمعروف و ناه عن المنكر على أنهم شواذ و متعصبون كارهون للفرح وبخلاء ومتزمتون ؟؟؟؟
و هل لا يكون الفرح فرحا متكاملا إلا بارتكاب المعاصي والمنكرات ؟

إن انتشار المعاصي و هذه المظاهر التي لا تراعى فيها ما حرم الله و ما أحله هي من أسباب حلول غضب الله على الناس و المجتمعات حين تكون هذه المظاهر منتشرة و لا يأبه الناس لها و لا نجد حتى من ينهى عنها و ينصح الناس... حتى الذين ينكرون هذه المظاهر صاروا قلة قليلة جداً. لماذا الإتكالية و كل واحد يتكل على الغير!!
و إلى متى نسجل بالصمت مواقفنا السلبية هذه ؟
إن هذه المظاهر أحد أهم الأسباب التي جعلت الزواج و الأعراس أمور معقدة و صعبة و تسببت في تأخير في ظاهرة العزوف عن الزواج لدى الكثيرين وظاهرة العنوسة المزعجة . وأصبحت الأعراس هموم ثقيلة على أهلها أكثر من كونها أفراح
هل سنبقى هكذا حتى يكون مصيرنا كمصير قوم سبا إن لفقرائنا حق علينا في إكرامهم ومشاركتنا أفراحنا ولأيتامنا أيضا حق ولجمعياتنا الخيرية أيضا حق فلماذا بدل من هدر تلك الأموال من نعم ترفس وأموال تهدر
لماذا لا نقم بإيداع جزء منها لهؤلاء الفقراء أو الأيتام أو لتلك الجمعيات الخيرية حتى نفرح برضا الله ونكون راضين مرضيين

يقول تعالى{إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً }الإسراء27
ويقول سبحانه {لَا جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى اللَّهِ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ }غافر43
وعذرا للإطالة
منقووووووول للاهميه وانتشار المنكرات في الاعراس
فعلا شي يحزن