أفكار لمنع إفشاء الأسرار

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، يرى علماء النفس أن إفشاء الأسرار المنزلية الخاصة بأفراد الأسرة من قبل الأطفال هو نوع من أنواع العدوان على الأفراد؛ إذ يعتبر ناقل الأخبار والأسرار معتديًا على خصوصية أصحاب هذه الأسرار، وبالتالي – هكذا يرى علماء النفس – أن ذلك ينم بصورة واضحة عن خلل ما في البنية النفسية للطفل؛ قد تكون مرتبطة بنوع من الحرمان أو الحاجة إلى الدفء أو الحنان أو رغبة في استعطاف المحيطين أو... أو...
وهناك عدة احتمالات، ونرى أن الخوض فيها بدون علم أو يقين هو كالبكاء على اللبن المسكوب؛ ولذا ننتقل إلى كيفية معالجة هذا الأمر:

أولاً: وهذه أهم النقاط على الإطلاق: ضرورة التعامل مع الأمر على أنه عارض؛ فلا يكون ما حدث سببًا في إتعاس الابنة التي قد لا تكون على علم أو دراية بخطورة أو عاقبة ما فعلت، فلا يسبب هذا الموقف في نبذها أو تقريعها أو إطلاق ألفاظ قاسية عليها مثل: أنت شريرة، أنت سيئة الأخلاق… إلخ.

ثانيًا: أخذ كافة الاحتياطات؛ فلا تطلع الابنة على ما يمكن وصفه بـ"الأسرار"، فإن كان هناك شجار بين الوالدين، أو سوء تفاهم، أو اختلاف في وجهات النظر؛ فليكن ذلك بمنأى عن آذان وعيون الصغار.

ثالثًا: تدعيم السلوكيات الإيجابية؛ فإذا مرّ يوم أو يومين دون أن تكلم الجيران والأقارب والأصدقاء عما حدث بالمنزل، فيجب مكافأتها لتعلم أن هذا سلوك مرغوب فيه والالتزام به سبيل من سبل رضى الآخرين عنها، ويستحب هنا ذكر صفاتها الحسنة، ثم إضافة جملة: أنت ممتازة، ولكن أتدرين ما ينقصك حتى تكتمل صورتك الجميلة؟ ينقصك الامتناع عن صفة إفشاء الأسرار.

رابعًا: الاهتمام بالابنة: بلعبها، بدراستها، وإبداء هذا الاهتمام بصورة واضحة وعلنية ومباشرة؛ فقد تكون الابنة في أمسّ الحاجة إلى ذلك، وقد يكون إفشاء الأسرار هو من قبيل جذب الانتباه حولها، وتعويض الحاجة إلى الإحساس بأن الوالدين بحق يهتمون بها.
وفي النهاية، لا داعي للقلق والانزعاج؛ فإذا كان بناء عمارة شاهقة صمّاء خرساء تحتاج إلى مجهود وصبر وعمل ومشقة، فما بالنا ببناء الشخصية الصالحة السوية، أليس هذا أحوج إلى الصبر والمجهود وشيء من المعاناة؟ ولِمَ لا نعاني قليلاً ونصبر ونجتهد؟ ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة". "إن الجنة تحت أقدام الأمهات