لله في الآفاق آيات لعل
أقلّها هو ماإليه هداكا ..
ولعلّ مافي النفس من آياته
عجبٌ عُجابٌ لو ترى عيناكا
وآيات الله تترى في الإبل فلننظر في عجيب تكيفها وتحملها
الجوع والظمأ والمشاق..!
في الشتاء وبعد الأمطار يطعم الجمل نباتاً طرياً يصبر بعده
على العطش شهرين كاملين، ويعرض عن الماء إعراضاً
حتى لو توفر له ..
***
(وفي تجربة )
حاول الزوجان الباحثان ( نيلسن ) أن يحملا الجمل
في الشتاء على الشرب بخدعة ،
فقد علما ان الإبل كانت تزدرد التمر كاملاً بنواه ،
فقدما إليها تمراً وضعوا به بدل النواة حبات الفول السوداني
وهدفهما زيادة نسبة البروتين ،
مما يدفع الإبل إلى شرب الماء اللازم لإخراج النواتج ..
ولم تنطل على معظم الجمال الخدعة فلفظت التمر المحشو
أما التي قبلت هذا الطعام فإنها استنفدت كل مافي الواحة
من الفول السوداني قبل أن تعطش...!
** *
أما في الصيف حيث يكون الغذاء جافاً ..
فإنها تتحمل الظمأ والهجير أكثر من أسبوعين ،
ولكنها تصاب بالهزال وقد تفقد ربع وزنها ومع هذا تتحمل !
فإن وجدت الماء عبّت منه عبّاً ، وقد يشرب الجمل الواحد
١٠٠ لتر دفعة واحدة.
***
فلنقارن بين الإبل والإنسان :
الإنسان إذا تجاوز فقده للماء ١٠ دقائق فقد القدرة على البلع
ولن ينقذه سوى أن يسقيه المسعف الماء ببطء شديد
تجنباً للتغير المفاجئ في الدم!
والآن أنظري للتشبيه البلاغي الإلهي في وصف الله تعالى
للضالين المكذبين :
( فشاربون عليه من الحميم ، فشاربون شرب الهيم )
الواقعة ٥٤ /٥٥
والهيم هي الإبل العطاش يصيبها المرض بالظمأ
الذي لاتطفى ناره..
فسبحان الله !
***
الإبل وماء البحر _
ومن المميزات العجيبة الأخرى التي زود الله بها الجمل
أنه يستطيع شرب ماء البحر حتى يرتوي
وأن يطعم بأعشاب البحر حتى يمتلئ...
وترجع هذه المقدرة على استعداد كليته لإخراج تلك الاملاح .
علماً بأنه يستطيع شرب ١٨ لتراً من ماء البحر
دون أن تتأثر كريات الدم الحمراء لديه
لان الله خلقها بيضاوية وليست كروية كسأئر المخلوقات
فعندما تمتلئ بالماء تصبح كروية
دون أن تنفجر .
***
ولا يزال حديثنا عن الماء ..!
كان قبلاً يعرف أن الجمل يختزن الماء في معدته ولكن
بعد التمحيص اكتشف ان المعدة لاتخزن إلا مقداراً ضئيلاً
من الماء قياساً الى حجم الجمل ..
فأين يذهب المقدار الهائل الذي يشربه الجمل عند توفر الماء ؟
***
إنه يتوزع في كل عضو ونسيج في جسمه ..
وهو يقتصد بفطرته في استخدام الماء تماماً ..
ولكن كيف ؟
أولاً :
لايتنفس من فمه ، ولا يلهث أبداً فلا يتبخر منه ماء.
أما أنف الجمل فهو يقوم بتكثيف بخار الماء الخارج مع الزفير
ويعيده ماءً مرة أخرى
***
ثانياً
خُف الجمل أحد مخازن الماء فهو وسادة مائية
إذ تعمل أنسجة الخف على حفظ الماء
في صورة سلاسل تلتف كالجديلة..
وكلما زاد الماء المخزون زاد التفاف الجديلة
وعند الحاجة إلى الماء يقوم الدم بامتصاصه
من الخف فتنفك الجديلة..!
***
ثالثاً :
يحتفظ الجمل بالبول في المثانة
طالما أنه في حاجة إلى الماء فحينذاك
حيث يمتص الدم الماء والبول مرة أخرى
ويدفعه إلى المعدة لتقوم بكتريا خاصة بتحويل
البولينا إلى بروتين وماء ، وتتحقق بذلك فائدتان
وهما إمداده بمادة نتروجينية لازمة...
والزائد يخرج مع البراز دون حاجة إلى إذابته في الماء
وبذلك ترتاح الكليتين وتبقى وظيفتهما إخراج الأملاح الزائدة
الناتجة من شرب الجمل للماء المالح او المرّ
حين تدعو الحاجة.
أليست تلك الميزات شيئاً فريداً خصه الله به الإبل ؟!
ولكن ماذا عن تكيف الجمل مع الحرارة ..؟
ظل الجمل معروفاً بعدم وجود غدد للعرق لديه
حتى عام 1956 حين تبين أن له غدداً عرقية على السطح البطنى
تعالي نتأمل كيف زود الله المدبر اللطيف ..
الجمل بخصائص عجيبة لاتقاء الحرارة ..
ففي الشتاء ينمو وبر كثيف للجمل يسقط معظمه صيفاً
والطبقة الدهنية في جلده جعلها الله رقيقة
ومعظمها متجمعة في سنامه كغذاء ..
فإذا شح الغذاء لجأ إلى المخزون فاخذ يحرقه شيئاً فشيئاً
فيذوي سنامه حتى يصبح كيساً خالياً من الجلد.
**
وحين تكون درجة حرارة جسمه أعلى من حرارة الجو
يسمح باقتراب الأوعية الدموية من السطح
دون عازل من الدهن ويخرج حرارة الدم بالإشعاع دون حاجة إلى إفراز العرق..
وعندما يبرك على الأرض الملتهبة فإنه يواجه الشمس
وبذا يكون ظهره عازلاً له ..
أما جهاز ضبط الحرارة في الإبل فهو جهاز ذكي
فإذا كان الجمل ريّاناً يباشر الجهاز عمله فلا تتفاوت
حرارة جسم الجمل بين الليل والنهار إلا في حدود ٢ درجة
أما إذا عطش عدّل حركة تنظيم الحرارة حيث تتفاوت ٧ درجات
في جسمه ، بين ٣٤ في الصباح الباكر ، وترتفع الى ٤١ ظهراً
وبعد ال ٤١ درجة يبدأ بالتعرق قليلاً .
وبمجرد خروج العرق ينتصب شعر الجمل
مما يسمح بتبخر العرق من الجلد إلى الجو مباشرةً
دون حدوث بلل للشعر حتى يوفر الجمل على نفسه الماء اللازم
*
وفي المساء يتخلص الجمل من الحرارة التي اختزنها بإشعاعها
دون أن يفقد قطرة ماء.
***
وعلى حد تجربة العلماء أنه إذا حرم الجمل من هذه الميزات
وذلك بأن :
يوضع في ظروف بالغة القسوة بأن يمنع من شرب الماء
وإذا جُزّ صوفه وتُرك في النهار في هجير الصحراء
ثم حُرم من الليل البارد بأن حبس في مكان دافئ مغلق
فهو مع هذا التعجيز سيصمد صمودا مذهلاً ..! !
وبالطبع سوف يستهلك ماء كثيرة في صورة عرق وبول
وبخار ماء مع الزفير بحيث يفقد ربع وزنه ولكن دون تبرم و شكوى
وفي الحقيقة فكل الماء الذي فقده استمده من أنسجة الجسم
ولم يستنفذ من ماء دمه إلا الأقل
وبذا يستمر دمه جارياً موزعاً الحرارة..
ومبددا لها من سطح الجسم..
***
ولو قارنا بذلك جسم الإنسان في ظل العطش الشديد
فإن نسبة دمه تثقل ويبطأ دورانه ، فلا تتوزع الحرارة في الجسم
بل ترتفع فجأة ارتفاعاً لايحتمله دماغه خاصة فيموت
إن لم يسعف ..!
***
ألا ترين أن الله قد اختص هذا النموذج الفريد من مخلوقاته
كي يتأمل الناس فيه وفي الاسرار العجيبة التي أودعها فيه البارئ
فيزيدهم ذلك إيماناًوتسليما ..!
ثم تأملي ذلك الإعجاز البلاغي الذي ظل مقنعاً للإنسان
منذ عهد نزول الوحي إلى القرن العشرين الماضي والحالي ..
مبيّناً ومؤثراً عند البدوي ذا الفطرة السليمة
وعند الباحث المتعمّق سواء بسواء ..
ولا تزال هنالك أسراراً في علم الغيب عن الإبل ..
وستعرف حين يأذن الله لها أن تُعرف ..
(أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت) ‼️
(أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت) ‼️ !
ألفاظ الإبل التي وردت في القرآن
الإبل: مؤنثة وجمعها آبال .
وقد ورد لفظ الإبل الذي في موضعين هما:
قوله تعالى: {وَمِنَ الإِبِلِ اثْنَيْنِ}الأنعام: 144
وقوله تعالى: {أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ}الغاشية: 17.
***
الناقة : هي أنثى الجمل، وجمعها نوق، ونِياق.
ولفظ الناقة ورد في سبعة مواضع،
مرتان في سورة الأعراف،
ومرة واحدة في كلٍ من السور الآتية:
هود - الإسراء – الشعراء- القمر - الشمس
وكلها تشير إلى ناقة النبي صالح، كما في قوله تعالى:
{وَآَتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً}... {الإسراء:59}
***
العِير: وقد ورد في القرآن لفظة العير فقد وردت فقط
في سورة يوسف ثلاث مرات.
والعير:. والعير هي الإبل التي تحمل الطعام وغيره.
***
البدن: أما لفظة (البدنة) فقد قال جمهور أهل اللغة
وجماعة من الفقهاء:
يقع على الواحدة من الإبل والبقر والغنم، سميت بذلك لعظم بدنها.
***
الجمل : ورد اسم الجمل مفرداً مرة واحدة
في قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا
لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ
حَتَّى يَلِجَ الجَمَلُ فِي سَمِّ الخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي المُجْرِمِينَ}... الأعراف:40.
قال القرطبي: والجمع من الجمل: جِمال وأجمَال .
وإنما يسمى جملاً إذا بلغ أربع سنوات.
***
الِهيم : قال الله: {فَشَارِبُونَ شُرْبَ الهِيمِ}الواقعة : 55
قال جمهور المفسرين وأهل اللغة: الهيم هي الإبل العطاش•
***
البعير: قال أهل اللغة: البعير يشمل الجمل والناقة
وإنما يسمى بعيراً إذا أجذع، والجمع أباعر، وبُعران.
وقد جاء ذكره فقط في سورة يوسف.
***
الأنعام : وهي: الإبل، والبقر، والغنم..
قال أهل اللغة: وأكثر ما يقع على هذا الاسم الإبل.
والأنعام يذكر ويؤنث قال الله: {مِمَّا فِي بُطُونِهِ}
وقال: {مِمَّا فِي بُطُونِهَا}.
قال الله: {وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ}
(النحل : 5).
***
العِشَار: وهي الناقة التي أتى عليها من وقت الحمل عشرةُ أشهر.
قال تعالى: {وَإِذَا العِشَارُ عُطِّلَتْ} التَّكوير
ثم هناك البحيرة والسائبة والوصيلة والحام .
فقرة مصدرها ( ويكيبيديا )