
-------
لا تتوقف المحاولات الإسرائيلية عن التدخل في الشأن الداخلي للمسجد الأقصى المبارك
منذ اللحظات الأولى لوقوعه في أيدي الحاقدين الصهاينة الذين يسعون إلى هدمه
لإقامة الهيكل المزعوم، ولو تتبعنا الاعتداءات المتكررة لوجدناها تتسارع في الآونة
وتتصاعد بشكل مريب، ولذا كان واجبا علينا ان نعرف المسلمين بـ "ماهية المسجد
الاقصى" حتى نزيل اللبس الذي يحاول اليهود خلقه لدرجة بات المسلمون معها في
حيرة من أمر مسجدهم المقدّس ...
-------
الصخرة المشرفة
---------
هي صخرة طبيعية غير منتظمة الشكل تقع في أعلى نقطة من المسجد
الأقصى المبارك في موقع قلب المسجد بالضبط، وهي صخرة طبيعية تتراوح
أبعادها بين حوالي 13 و18 متراً، وارتفاعها حوالي المترين تقريباً، وقد دارت
حولها القصص الخيالية غير الصحيحة بشكل كبير، فمن قائل أنها طائرة في
الهواء ومن قائل أنها طارت خلف النبي عليه السلام ومن قائل أن لها ضوءاً
وغير ذلك.. والحقيقة أنها صخرة عادية ليس فيها أي ميزة إلا أنها كانت قبلة
أنبياء بني إسرائيل قبل النبي عليه الصلاة والسلام، وقيل إن النبي عليه
الصلاة والسلام عرج من فوقها للسماء ليلة الإسراء والمعراج، وفيها مغارة
صغيرة تسمى (مغارة الأرواح) وهي تجويف طبيعي أيضاً وليس فيه أي ميزة
خارقة للعادة. وقد بني مسجد قبة الصخرة المشرفة فوق الصخرة، وهي
ظاهرة للعيان إلى اليوم.
وحاكت القصص الشعبية خيالات وخزعبلات كثيرة حول الصخرة
المشرفة، ذكرها الكثير من العلماء، فمن هذه الخزعبلات والأكاذيب:
- كان عليها ياقوته تضيء بالليل كضوء الشمس، ولا تزل كذلك
حتى خرّبها بختنصر!!
- أنها من صخور الجنّة !!.
- تحول صخرة بيت المقدس مرجانه بيضاء!!.
- إليها المحضر ومنها المنشر!!.
- سيد الصخور صخرة بيت المقدس!!.
- مياه الأرض كلها تخرج من تحت الصخرةّّ!!
- صخرة معلّقة من كل الجهات!!.
- عليها موضع قدم رسول الله محمد –صلى الله عليه وسلم-!!.
- وعليها أثر أصابع الملائكة!!.
- الماء الذي يخرج من أصل الصخرة!!.
- أنها على نهر من أنهار الجنّة!!.
- المياه العذبة والرياح اللواقح من تحت صخرة ببيت المقدس!!.
- عرش الله الأدنى، ومن تحتها بسطت الأرض!!.
- الصخرة وسط الدنيا، وأوسط الأرض كلها!!.
- عرج بالنبي –صلى الله عليه وسلم- منها إلى السماء، وارتفعت
وراءه، وأشار لها جبريل أن اثبتي!!.
- لها مكانة الحجر الأسود في الكعبة!!.

منظر للصخرة المشرفة من اعلى
وقد أنكر علماء المسلمين هذا التعلق بالصخرة، وبينوا أنها صخرة من صخور
المسجد الأقصى، وجزء منه، وليس لها أية ميزة خاصة، وان كل حديث في
الصخرة فهو كذب مفترى، والقدم الذي فيها كذب موضوع مما عملته أيدي
المزورين، الذين يروجون لها ليكثر سواد الزائرين، وأرفع شيء في الصخرة أنها
كانت قبلة اليهود، وهي في المكان كيوم السبت في الزمان، أبدل الله بها هذه
الأمة المحمدية الكعبة البيت الحرام، ولما أراد أمير المؤمنين عمر ابن الخطاب
أن يبني المسجد استشار الناس : هل يجعله أمام الصخرة، أو خلفها؟ فقال
له كعب يا أمير المؤمنين ابنه خلف الصخرة، فقال يا ابن اليهودية،خالطتك
اليهودية! بل أبنيه أمام الصخرة حتى لا يستقبلها المصلون، فبناه حيث هو اليوم.
ومما يذكر في سيرة الصحابة وأئمة المسلمين أنهم إذا دخلوا المسجد الأقصى
قصدوا الصلاة في المصلى الذي بناه عمر، ولم يصل عمر ولا المسلمون عند
الصخرة، ولا تمسحوا بها، ولا قبلوها, وقد ثبت أن عبد الله بن عمر –رضي الله عنه-
كان إذا أتى بيت المقدس دخل إليه، وصلى فيه، ولا يقرب الصخرة ولا يأتيها، ولا يقرب
شيئاً من تلك البقاع، وكذلك نقل عن غير واحد من السلف المعتبرين، كعمر بن عبد العزيز
والأوزاعي وسفيان الثوري وغيرهم.
فصخرة بيت المقدس باتفاق المسلمين لا يسن استلامها، ولا تقبليها، ولا
التبرك بها كما يفعله بعض الجهال، وليس لها خصوصية في الدعاء، ويجب تحذير
المسلمين من هذا الفعل.
الخلاصة: أن كل ما قيل في هذه الصخرة أصله من أهل الكتاب
، وليس له أصل
في كتب العقيدة الإسلامية، ولا في الصحيح من
حديث النبي صلى الله عليه وسلم.
تسمية الأقصى المبارك (الحرم)
----------
هل هو حرم..؟؟!
هذا السؤال يخطر في الأذهان دائماً، وخاصة عندما يفاجأ المرء
بأن الحكم الشرعي عدم جواز هذه التسمية، والواجب أولاً في
هذه النقطة معرفة أن المسجد الأقصى المذكور في القرآن الكريم
ليس هو المسجد ذو القبة السوداء الذي أصبح معظم الناس يظنه هو
المسجد الأقصى المبارك، وإنما منطقة المسجد الأقصى المبارك
الحقيقي تشمل كل ما يسمى الآن (بالخطأ) اسم (الحرم القدسي الشريف)،
شاملة قبة الصخرة المشرفة وغيرها..!! وكلمة (الحرم)لا يجوز أن تطلق
على المسجد الأقصى المبارك لأنه ليس حرماً ولا تسري عليه أحكام الحرم
، ولا حرم في الإسلام إلا مكة والمدينة فقط..!!
وقد شاعت تسمية المسجد الأقصى المبارك بالحرم عند عامة الناس في
ديار فلسطين وعند بعض الكاتبين المعاصرين فنجدهم يطلقون على المسجد
الأقصى الحرم . وهذه التسمية غير صحيحة لأن المعلوم عند أهل العلم أنه لا
يوجد عند المسلمين إلا حرمان وهما حرم مكة وحرم المدينة وهذا باتفاق أكثر
العلماء، وأضاف الشافعية حرماً ثالثاً وهو وادي (وج) قرب الطائف
ولكن دليلهم في ذلك ضعيف.
وبالتالي لا يصح إطلاق اسم الحرم إلا على الحرمين حرم مكة وحرم المدينة
ولا يجوز شرعاً إطلاق اسم الحرم على المسجد الأقصى المبارك ولا على
المسجد الإبراهيمي في الخليل وتسميتهما حرماً بدعة لا أصل لها .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : مجموع فتاوى شيخ الإسلام 27/14- 15 .
وقال شيخ الإسلام أيضاً : اقتضاء الصراط المستقيم ص 434 . ولم تثبت تسمية
المسجد الأقصى حرماً عن أحد من العلماء المحققين ولما تكلم الإمام
بدر الدين الزركشي عن الأحكام المتعلقة بالمسجد الأقصى لم يذكر منها
شيئاً في تسميته حرماً وإنما سماه المسجد الأقصى كما هو شأن بقية
العلماء . إعلام الساجد بأحكام المساجد ص 191 فما بعدها .
كما أن الشيخ مجير الدين الحنبلي لم يستعمل كلمة الحرم في وصف المسجد
الأقصى في كتابه " الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل " وكذلك الشيخ عبد الغني
النابلسي في كتابه " الحضرة الأنسية في الرحلة المقدسية ".
وللمسجد الأقصى المبارك عدة أسماء، أهمها:
- المسجد الأقصى: وهو الاسم الذي ذكر في الآية :
(سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي
باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير) / الإسراء:1.
وكلمة (الأقصى) تعني (الأبعد).. وإذا لاحظنا أن ذكر (المسجد الأقصى)
في الآية الكريمة جاء بعد ذكر (المسجد الحرام) لعرفنا أن المقصود هو تسمية
المسجد الأقصى بمعنى الأبعد نسبة لبعده عن المسجد الحرام..!!
وهنا قد يقول قائل: إذن لماذا لم يقل سبحانه وتعالى (المسجد القصي) أي(المسجد البعيد)
بدلاً من (الأقصى) بمعنى(الأبعد)، حيث إن المقارنة المطلقة بهذه الصيغة توحي
بالمقارنة بين أكثر من اثنين...!! وهنا لا بد أن نتذكر أن هناك مسجداً ثالثاً في
الإسلام هو مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم (ولم يكن قد بني في وقت
نزول هذه الآية الكريمة لأنها مكية)، وهنا يظهر المعنى واضحاً عند المقارنة بين
المساجد الثلاثة الكريمة، فمركز الأرض هو المسجد الحرام، وبعده المسجد
النبوي الشريف، أما المسجد الأبعد فهو المسجد الأقصى المبارك وليس بعده
مسجد آخر له مكانة خاصة في الإسلام مثل هذه المساجد الثلاثة، ولو وصلت
بين مواقع المساجد الثلاثة على الخريطة لوجدت أنه يتشكل لديك مثلث غير
متساوي الأضلاع، حيث تكون قاعدته الواصلة بين المسجد الحرام والمسجد
النبوي الشريف قصيرة جداً بالنسبة للمسافة بينهما وبين المسجد الأقصى المبارك
، وهو ما يبين لك الأمر بشكل عملي.
- بيت المقدس: وهذا الاسم هو الاسم الذي كان متعارفاً عليه قبل
أن تطلق عليه التسمية القرآنية المعروفة اليوم، وفي معظم أحاديث
رسول الله صلى الله عليه وسلم التي ذكر فيها المسجد كان يقول:
(بيت المقدس)، ومن ذلك مثلاً ما رواه الإمام أحمد بن حنبل في حديث
الإسراء عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ قَالَ:
(أُتِيتُ بِالْبُرَاقِ وَهُوَ دَابَّةٌ أَبْيَضُ فَوْقَ الْحِمَارِ وَدُونَ الْبَغْلِ يَضَعُ حَافِرَهُ عِنْدَ مُنْتَهَى
طَرْفِهِ، فَرَكِبْتُهُ فَسَارَ بِي حَتَّى أَتَيْتُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ فَرَبَطْتُ الدَّابَّةَ بِالْحَلْقَةِ الَّتِي
يَرْبِطُ فِيهَا الْأَنْبِيَاءُ، ثُمَّ دَخَلْتُ فَصَلَّيْتُ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ خَرَجْتُ ... إلى آخر الحديث)
وقد روى أحمد في مسنده عَنْ ذِي الأصَابِعِ قَال: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِ
ابْتُلِينَا بَعْدَكَ بِالْبَقَاءِ أَيْنَ تَأْمُرُنَا؟ قَالَ: عَلَيْكَ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ، فَلَعَلَّهُ أَنْ يَنْشَأَ
لَكَ ذُرِّيَّةٌ يَغْدُونَ إِلَى ذَلِكَ الْمَسْجِدِ وَيَرُوحُونَ"
يتبـــــــــــــــــــع
فضائل المسجد الأقصى*
------------
للمسجد الأقصى خصه الله تعالى بالمآثر الكريمة ، والفضائل العظيمة،
والبركات الوفيرة ، ذكرت في كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى
الله عليه وسلم ، والتي منها:
ثاني مسجد وضع في الأرض : هـو ثـاني المساجد وضعاً في الأرض بعد المسجد
الحـرام ، فعن أبي ذر رضي الله عنه قال : قلت يا رسول الله أي مسجد وضع في
الأرض أولاً ؟ قال :المسجد الحرام . قال : قلت : ثم أي؟ قال : المسجد الأقصى
قلت : كم كان بينهما؟ قال أربعون سنة ثم أينما أدركتك الصلاة بعدُ فصله ،
فإن الفضل فيه " رواه البخاري .
قبلة المسلمين الأُولى : كانت القبلة إلى المسجد الأقصى لمدة ستة
أو سبعة عشر شهراً قبل نسخها وتحويلها إلى الكعبة ببلد الله الحرام ، أخرج
البخاري ومسلم بالسند إلى البراء بن عازب رضي الله عنه قال : " صليت مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم نحو بيت المقدس ستة عشر شهراً أو سبعة عشر شهراً
ثم صرفنا إلى القبلة" .
وتحويل القبلة لم يلغ مكانة المسجد الأقصى ، بل بقيت مكانته عظيمة في قلوب
المسلمين وفي الشرع الإسلامي .
مبارك فيه وفيما حوله : هو مسجد في أرض باركها الله تعالى ، قال تعالى
: " سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى
الذي باركنا حوله "سورة الإسراء ، قيل : لو لم تكن له فضيلة إلا هذه الآية لكانت
كافية ، وبجميع البركات وافية ، لأنه إذا بورك حوله ، فالبركة فيه مضاعفة . ومن
بركته أن فُضل على غيره من المساجد سوى المسجد الحرام ومسجد
الرسول صلى الله عليه وسلم .
مسرى النبي صلى الله عليه وسلم : كان الإسراء من أول مسجد
وضع في الأرض إلى ثاني مسجد وضع فيها ، فجمع له فضل البيتين
وشرفهما ، ورؤية القبلتين وفضلهما، أخرج الإمام مسلم في صحيحه
عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أُتيتُ بالبراق
– وهو دابة أبيض طويل فوق الحمار ودون البغل ، يضع حافره عند منتهى
طرفه – قال : فركبت حتى أتيت بيت المقدس ، قال : فربطته بالحلقة التي
يربط به الأنبياء قال : ثم دخلت المسجد فصليت فيه ركعتين ثم خرجت ، فجاءني
جبريل عليه السلام بإناء من خمر وإناء من لبن فاخترت اللبن ، فقال جبريل
– صلى الله عليه وسلم – اخترت الفطرة ، ثم عرج بنا إلى السماء .. " .
صلاة النبي بالأنبياء إماما : المكان الوحيد في الأرض الذي اجتمع
فيه كل أنبياء الله من لدن آدم عليه السلام حتى نبينا محمد صلى
الله عليه وسلم ، في أعظم اجتماع في التاريخ ، وصلى النبي
صلى الله عليه وسلم فيه بالأنبياء إماماً في ليلة الإسراء إقراراً لصبغته
الإسلامية ولإمامة أمة محمد على المسجد الأقصى: "دخل النبي صلى
الله عليه وسلم المسجد الأقصى قام يصلي فالتفت ثم التفت فإذا النبيون
أجمعون يصلون معه ". أخرجه أحمد .
ولنعم المصلى هو : أثنى النبي صلى الله عليه وسلم على فضله
وعظيم شأنه وأخبر بتعلق قلوب المسلمين به لدرجة انه يتمنى المسلم
أن يكون له موضع صغير يطل منه على المسجد الأقصى أو يراه منه
ويكون ذلك عنده أحب إليه من الدنيا وما فيها .
فعن أبي ذر – رضي الله عنه – قال : ( تذاكرنا عند رسول الله صلى الله
عليه وسلم أيهما أفضل : أمسجد رسول الله أم بيت المقدس ؟ فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : صلاة في مسجدي أفضل من أربع
صلوات فيه ، ولنعم المصلى هو ، وليوشكن أن يكون للرجل مثل شطن
فرسه من الأرض حيث يرى منه بيت المقدس خير له من الدنيا
جميعا. قال : أو قال خير من الدنيا وما فيها ).أخرجه الحاكم ووافقه الذهبي
وصححه الألباني
البشرى بفتحه : وتلك من أعلام النبوة أن بشر صلى الله عليه وسلم
بفتحه قبل أن يفتح ، عن عوف بن مالك قال أتيت النبي صلى الله عليه
وسلم في غزوة تبوك وهو في قبة من أَدم ، فقال أعدد ستاً بين يدي
الساعة : ذكر منها : " ثم فتح بيت المقدس " رواه البخاري .
إليه تشد الرحال :أجمع أهل العلم على استحباب زيارة المسجد الأقصى
والصلاة فيه ، وأن الرحال لا تشد إلا إلى ثلاثة مساجد منها المسجد الأقصى
، وتلك المساجد الثلاثة لها الفضل على غيرها من المساجد فقد ثبت في
الصحيحين من رواية أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
: " لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام ، والمسجد الأقصى
، ومسجدي هذا " .
ولهذا شد الكثير من الصحابة الرحال للصلاة في المسجد الأقصى ، وجاء
من بعدهم سلفنا الصالح ، الذين أحيوا المسجد الأقصى بحلقات العلم وطلابه .
فيه يُضاعف أجر الصلاة : عن أبي ذر – رضي الله عنه – قال : تذاكرنا -
ونحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم - أيهما افضل : أمسجد رسول
الله أَم بيت المقدس ؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : صلاة في مسجدي أفضل من
أربع صلوات فيه ". ( أخرجه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي ) وصححه الألباني .
للصلاة فيه فضل كبير : أخرج النسائي عن عبد الله بن عمرو بن العاص
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لما فرغ سليمان بن داود من بناء
بيت المقدس سأل الله ثلاثاً: حكما يصادف حكمه ، و ملكاً لا ينبغي لأحد من
بعده ، وألا يأتي هذا المسجد أحد لا يريد إلا الصلاة فيه إلا خرج من ذنوبه كيوم
ولدته أمه " فقال النبي صلى الله عليه وسلم " أما اثنتان فقد أعطيهما ، وأرجو
أن يكون أعطي الثالثة " . رواه النسائي وابن ماجه .
دعوة موسى عليه السلام : كان من تعظيم موسى عليه السلام
للأرض المقدسة وبيت المقدس أن سأل الله تبارك وتعالى عند
الموت أن يدنيه منها .
روى البخاري في صحيحه مرفوعاً : " فسأل موسى الله أن يدنيه من
الأرض المقدسة رمية بحجر ، فلو كنت ثم لأريتكم قبره إلى جانب
الطريق تحت الكثيب الأحمر " .
قال النووي : " وأما سؤاله – أي موسى عليه السلام – الإدناء من
الأرض المقدسة فلشرفها ، وفضيلة من فيها من المدفونين من
الأنبياء وغيرهم .
مقام الطائفة المنصورة : وعقر دار المؤمنين ، قال صلى الله عليه وسلم
: " لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين على من ناوأهم
حتى يقاتل آخرُهُم المسيح الدجال ". أخرجه أحمد ، وأبو داود ، والحاكم ، والطبراني
في الكبير، وصححه الألباني في الصحيحة .
ومن المعلوم أن عيسى بن مريم – عليه السلام – يدرك
المسيح الدجال بباب لد بفلسطين فيقتله .
يقتل الدجال قريب من المسجد الأقصى : والدجال يقتل قريباً
من هناك يقتله المسيح عيسى بن مريم عليه السلام كما جاء
في الحديث " يَقتل ابنُ مريم الدجالَ بباب لُدّ " رواه مسلم ،ولدّ
: هي مكان قرب
بيت المقدس .
أرض المحشر والمنشر : في بيت المقدس الأرض التي يحشر إليها العباد
، ومنها يكون المنشر ، فعن ميمونة بنت سعد مولاة النبي صلى الله عليه وآله
وسلم قالت: يا نبي الله أفتنا في بيت المقدس فقال : " أرض المحشر والمنشر "
صححه الألباني .
لا يدخله الدجال: في المسجد الأقصى يتحصن المؤمنون من الدجال
ولا يدخله ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الدجال : " علامته
يمكث في الأرض أربعين صباحاً ، يبلغ سلطانه كل منهل ٍ لا يأتي أربعة مساجد
: الكعبة ، ومسجد الرسول، والمسجد الأقصى ، والطور " . أخرجه أحمد في المسند
، وإسناده صحيح على شرط الشيخين .
يتبــــــــــــع