عبير22

عبير22 @aabyr22

محررة برونزية

أقــــــــــــــــــــــــــــــــــــدار

الأسرة والمجتمع

إن لم تكن قد ذقت مرارة الأيام فعلم أن الدهر قد خبأ لك يوماً ....
وإن وافتك المسرات فلا تفرح !! فإنما الحياة تمارس سياط الحزن كما تبث أهازيج الفرح ....
وإن لم تذق طعم المنون فإنما أنت ذائقه يوماً .. فما الحياة إلا جسر ممر لا دار مقر فصنع الخير اليوم
و بعد غد فما سائر معك إلى دار المقر سوى عملك الصالح ...

آمالنا.. آلامنا .. طموحنا وأمانينا.
تختلف من شخص لآخر.. من تاجر لغني .. ومن عبد لأبي.. ومن ذكر لأنثى ...
وبقدر ما تحمله الحياة من أقدار ! يبقى ابن آدم ضعيف الحيلة .. قليل الزاد .. قريب النظرة .. سريع التفكير .


كان قدر أمل في الحياة أن يتقدم لها ابن عمها التي كانت ولازالت صغيرة ,ولكن بحكم القرابة ( العمومة ) فإن كل القوانين تنحني جانباً ويبقى ابن العم ( عنترة ) لا يرفض له طلبا.

عندما تقدم عبد العزيز طالباً يد أمل أن تكون أم لأطفاله وزوجة صالحه , مخاطباً أبيها لم يكن الأب قاسياً أو متعنفاً بأن قال ( تم ) ولكن طلب المهلة من ابن العم حتى يناقش ابنته في مستقبلها ولها حرية التصرف.



أمــــــل
ابنة السابعة عشر من العمر... لم تكن كسائر الفتيات في أحلامها (حب الظهور, أو التهندم, والزواج..الــــخ )
غالباً ما تقبع في غرفتها تلجأ إلى أقرب كتاب تلتهم أحرفه الحية !! فتنهل من سطوره عِبر تتعظ بها عبر الزمان, ودروساً تستقي منها الحكم والأخبار, كان حلمها الأول أن تصبح طبيبة يشار إليها بالبنان , تعمل هنا وهناك من أجل مريض بائس.. وعاجز خائف.. وأم حاضنة لطفلها.. وأب مذعور على فلذة كبده..
إنسانيتها تاج يتوجها.



والــــدهــــا
ابنتي صغيرتي .. حبيبتي .. مهجة قلبي ..
إن تكوين الحياة الزوجية من البذرة حتى الثمرة مشوار طويل محفوف بالمخاطر..ليس لعب ولهو ساعة!! أو برهة من الزمن ..
يحتاج منا إلى صبر وجلد.. وإن الرجال في زمننا باتوا كثر ! ولكن الصالح يكاد ينعدم ؟؟ ولست أرى أن عمرك مانع من إقدامك على بناء مملكتك الخاصة, وكم من فتاة لم يتحقق حلمها إلا مع شريك عمرها, فجعلي التفاؤل عنوانك... والأمل المشرق مستقبلك..



أمــــل
صغيرة حتى في تفكيرها ....
لم يتعدى حدود المقاعد الدراسية....
جميلة هي بعقلها.... بريئة حتى في منطقها ....



حياتها الجديدة
اليوم لم يكن كسائر الأيام كانت أمل تستعد لحياتها الجديدة ..
ساعتان فقط وتزف إلى شريك عمرها..
لم تفكر أين السفر ولا أين المقر...
كان هدفها الأول أن ترى بسمة أبيها...
وتشهد الفرح الغامر الذي عاشته تلك الأسرة جميعها ما عدا ,,
والدتها التي لم تكن تلك المسرورة بقدر ما كانت خائفة وجلة !!
تلوم نفسها تارة.. وتوبخ زوجها تارة أخرى.



قبل الرحيل
والدها مخاطباً عبد العزيز
أهديتك قطعة من قلبي.. فرعها وأحسن إليها.
ومسح دمعة ذرفتها عيناه ,, وانحنى جانبا ,,



ورحلت أمل
بيتها الزوجي كان قابعاً في إحدى القرى التي تبعد عن بيت أهلها ما يقرب الثلاث إلى أربع ساعات..
كانت وسيلة اتصالها بأهلها فقط هاتف عبد العزيز الجوال فالشقة لا زالت بحاجة لإكمال.
رغم ذلك كان الخجل من طبيعتها فلا تطلب الهاتف الجوال من زوجها إلا بعد وقت طويل,حتى أن والدتها تتصل بها موبخة " طولتي الغيبة يا بنيتي "
وبعد مرور إجازة صيفية بدأت الحياة الدراسية من جديد..
أمل لا زال حلمها عالقاً بمخيلتها..
أمل : عبد العزيز وش رايك آخذ ملفي عشان أكمل دراستي هنا .
عبد العزيز : وينا ووين الدراسة ! صعبه وشلون تدرسين بعدين الدراسة مالها داعي أهم شي تعرفين تقرين وتكتبين والحمد لله
أمل : بلا نقاش مع إضمار ضيق شديد !!!!
...........................

أمل في اتصال هاتفي مع والدتها..
أمل : هلا أمي وشلونك .
والدتها : تمام يا قلبي وشلونك أنتي .
أمل : الحمد لله بصحة وعافيه بس طفشانه من البيت .
والدتها : والدراسة يا بنيتي .
أمل : يقول ماله داعي .
والدتها : وش دعوى ماله داعي !!!
أمل : مدري !
والدتها : طيب وينه ودي أسلم عليه .
أمل : لا يمه وش بتقولين .
والدتها : بس بسلم عليه .
أمل : طالع من زمان .
والدتها : من متى طالع .
أمل : صار له خمس ساعات .
والدتها : ما سألتي وين طالع له .
أمل : يقولي شغل ؟ وبجي إذا خلصت.

أمل تتساءل وتحدث نفسها كثيراً أين يمكث الخمس ساعات ؟؟
ويتكرر هذا المنوال في الأسبوع ما يقرب الثلاث مرات !!!
و بحكم طبيعتها الصامتة وصغر سنها.. ظروف جعلتها صامتة خرساء عن المصارحة.
تطورت حالة الغياب حتى فضلت أمل أن تستخدم البكاء سلاحاً من أجل أن يجعلها تمكث إجازة الأسبوع في بيت أهلها..
فصارت ترحل أسبوعياً إلى أهلها يوم الأربعاء وتغادرهم يوم الجمعة وهكذا !!
الأم في ذهول شديد.. لم تعجبها حالة ابنتها.. فقررت أن تبت في الأمر بنفسها..
في محادثة مع عبد العزيز

والدة أمل: عبد العزيز يا ولدي ودي أكلمك بخصوص أمل.
عبد العزيز : سمي يا عمتي .
والدة أمل : مدري حالتها ماهي عاجبتني حتى الناس صاروا يتصلون يسألون عسى ما شر ؟ مدري يا ولدي أنت شايف عليها شي .
عبد العزيز : والله يا عمتي إني ما ودي أجيبها لكن إذا قلت لها " لا " تبكي ولا أتحمل دموعها فأضطر أجيبها لكم ..

والدة أمل مع نفسها صار الموضوع كذا وأنا ظالمته.
الوالدة معاتبه لابنتها ...
أمل أنتي ما تستحين على وجهك كل يوم عندنا ما كأن عندك بيت ورجل !! هذا وانتي حامل أجل إذا ولدتي وش بيصير.

أمل : يا أمي والله إني أقعد طول اليوم حاطه يدي على خدي وهو طالع وأنا شغلتي أنتظر وش تبيني أسوي ؟
الأم : ما للبنت إلا بيتها بلا دلع بنات ! لا أشوفك جايه كل أسبوع سامعتني !!
أمل : ابشري


بعد أسبوعين
عبد العزيز قبل أن يخرج من المنزل.
أمل يالله أوديك بيت أهلك.
أمل : لا ماله داعي أنا بنتظرك لما تجي
عبد العزيز : أنا يمكن أتأخر وش رايك اوديك .
أمل : طيب أنت وين بتروح .
عبد العزيز : شغل !!!
أمل : لا أنا ينتظر لما تجي .
عبد العزيز : أمل بجي الساعة ثلاث إذا تأخرت نامي لا تنتظرين .
أمل : طيب .
أمل لا زالت تنتظر وتنتظر !! الساعة الثالثة !! الساعة الخامسة !!
السابعة !! لم يحضر عبد العزيز .
خلدت إلى النوم فوسائل الاتصال معدومة لديها وإذا بها تصحو على أصوات طرق الباب !!!
من الخارج ضجيج وضوضاء ! أصوات ترتفع !! لم تكن مألوفة لديها ..
تفاجأ .. برجال الأمن يطلبون تفتيش المنزل فقد كان زوجها أحد المطلوبين أمنياً !!
ما كان منها إلا أن طلبت من رجال الأمن حضور عمها " زوج عبد العزيز "
والد عبد العزيز في ذهول !! واقع أليم لم يكن بالحسبان يوماً.
في تلك اللحظة المؤلمة لم يكن للأب خيار سوى أن يتبرأ من ابنه وما صنع وسط جموع رجال الأمن..
أخذ زوجة ابنه راحل بها إلى بيت طفولتها..
رحلت أمل وقد حملت معها بعض الأمتعة وسارت راجعة إلى بيت أهلها.
تحمل في أحشائها طفلاً .. وقلباً محطماً .. وحياة لا تدري إلى أين المصير !



حقائق
ربما الحقيقة التي آلت إليها أمل تكاد لا تصدق ولكنه واقع شهدته أسر لا ذنب لها.
القصة واقعه حقيقة.. ربما أنقصت من سطورها بعض الشيء ولكن أمل على أرض الواقع وعبد العزيز لازال البحث عنه جاري..
أمل مع هذا وذاك لا تعلم أزوجها حي يرزق فترجي رجوعه أم مدفون تحت التراب !! أم هو حبيس إحدى الزنزانات


يبقى سؤال

كنت / كنتِ أحد أفراد أسرة عبد العزيز ماذا تتوقعين أن تفعلي في مثل تلك اللحظة ؟

كنتِ يوماً من الأيام ( أمل ) لا سمح الله ! فماذا أنتي صانعة ؟

كنت والدة لأمل ؟ كيف ستتصرف .!!





ننتظر أجاباتكم


منقول
5
691

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

بقايا جراح
بقايا جراح
لاحول ولاقوة الابالله
والله مادري وش راح يصير لي لو كنت مكان أمل أو أحد من أفراد عائلتها
ضيع مستقبله ومستقبل زوجته اللي مالها ذنب باللي صار
الله يهدي شباب المسلمين..
beautylady
beautylady
الموقف وايد صعب .... الله يستر علينا و على كل أمة سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام ..

كنتِ أحد أفراد أسرة عبد العزيز ماذا تتوقعين أن تفعلي في مثل تلك اللحظة ؟
يمكن يصير لنا إنيهار عصبي ... خاصةً إنه تصرفاته كانت عادية .... بس الله يهدي شبابنا ...

كنتِ يوماً من الأيام ( أمل ) لا سمح الله ! فماذا أنتي صانعة ؟
امممم ... أعتقد كثرت طلعات عبدالعزيز بيخليني أتعود على غيابه .... بس بكون مقهورة على ولدي و على مستقبلي إللى ضاع بسببه ...

كنت والدة لأمل ؟ كيف ستتصرف .!!
لو كنت مكان أمها ... بحس بعذاب الضمير ... لإني ظلمت بنتي في حياتها .... وماخليتها تعيش حياتها مثل باقي البنات إللى قد عمرها ... بدعي لها ليل نهار ... إن الله يعوض لها بالخير ... وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيراً لكم ...

الله يستر علينا و على كل أمة سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام ..
رنة وتر
رنة وتر
:26:
LAMES
LAMES
وش السالفه؟؟
نسيم الود
نسيم الود
من جدقصتها حزينه
الله يصبرها
بصراحه انا والله مادري شسوي بهالموقف
بس المشكله بولدها اللي ببطنها وموداريه عن ابوه حي والا ميت
الله يصبركل اللي بحالها