أقوال تدبر وتأمل في كلام الله

ملتقى الإيمان


بسم الله الرحمن الرحيم
~أقوال تدبر وتأمل في كلام الله~

..||..
إذا ظهر للعبد من سر الربوبية أن الملك والتدبير كله بيد الله كما قال تعالى :
{ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }
فلا يرى نفعا ولا ضرا، ولا حركة ولا سكونا، ولا قبضا ولا بسطا، ولا خفضا ولا رفعا إلا والله فاعله وخالقه، وقابضه وباسطه، ورافعه وخافضه، فهذا الشهود هو سر الكلمات الكونيات.

..||..
{ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا }
فلولا أن في وسعكم الفهم لأحكام القرآن ما أمركم بتدبره.


..||..

تدبر قول هارون لموسى عليهما السلام :
{ يَا ابْنَ أُمَّ }
فلم يقل يا أخي أو يا موسى، بل ولا : يا ابن أبي؟ لأن المقام مقام استعطاف وطلب رحمه، فذكر الأم هنا أحرى بتذكيره برحمتها وعطفها ..
وقد تحقق له ما أراد، فإذا موسى القوي الشديد يقول فورا:
{ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ }
فهل نحسن استخدام الألفاظ في مواضعها؟


..||..


امتهان الحلف وكثرته مذمومة، فقد وصف الله بها أقواما مقبوحين فقال :
{ وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ }
وبين في مواطن كثيرة أن ذلك من أبرز صفات المنافقين :
{ اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا }
{ وَيَحْلِفُونَ بِاللَّـهِ ..}
وما يزالون على ذلك إلى يوم القيامة
{
يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّـهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ }
فعظم ربك، واحفظ يمينك.


..||..

{ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ }
لم يلتفت شعيب عليه السلام لقدحهم في شخصه، ولم يأخذه العجب باعترافهم بقوة رهطه، بل تأثر لعدم إيمانهم، وحزن لجهلهم بأن عزته وقوته هي بالله وحده.

..||..
قال القاسم بن أبي أيوب: سمعت سعيد بن جبير يردد هذه الآية في الصلاة بضعا وعشرين مرة:
{ وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّـهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ }
فما أعظمها من آية ..وما أجدرها بالتدبر والتكرار والتأمل !


..||..

من تدبر القرآن علم أن الصالحين لا يخافون من شيء أعظم من خوفهم من أمرين :
ـ الخوف من أعمالهم الصالحة أن لا تقبل :
{ وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ }.
- الخوف من زيغ القلب بعد هدايته :
{ رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا }.


..||..

{ وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ }
قف وتأمل!
إذا كان هذا في صدور الصالحين، والنزع يدل على التجذر، فكيف بما في صدور غيرهم؟
فاحم نفسك من قلبك قبل أن يرديك ما فيه من غل، فلن ينجو يوم العرض:
{
إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّـهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ }.


..||..

{فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا يَكْسِبُونَ}
فذكر { يكسبون } بلفظ المستقبل، و { كتبت } بلفظ الماضي ؟ تنبيها على ما دل عليه حديث :"من سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة"
وعبر بالكتابة دون القول؛ لأنها متضمنة له وزيادة، فهي كذب باللسان واليد، وكلام اليد يبقى رسمه، أما القول فقد يضمحل أثره".


..||..


إننا إذا نظرنا إلى تسليط اليهود على العرب وجدناه من عند أنفسهم كما أجيب المصابون يوم أحد :{قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ}
ولو تصورنا حال العرب اليوم لوجدنا فيهم ما هو من أكبر أسباب الخذلان والهزيمة! ففيهم من يدعو غير الله، وفيهم من لا يقيم الصلاة ولا يؤتي الزكاة، وفيهم من يعطل الشريعة، فإذا كانت معصية واحدة من أسباب الهزيمة، فما بالكم بهذه الفظائع التي توجد في بعض البلادالعربيةاليوم؟


..||..

{لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ}
إذا كان الله تعالى نهى نبيه صلى الله عليه وسلم عن الاستعجال بقراءة القرآن مع وجود سبب معتبر، فماذا يقول من يهذه بلا فهم ولا تدبر، أو علة لها حظ من النظر؟


..||..

{جَنَّاتِ عَدْنٍ مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ الْأَبْوَابُ}
تأملها، تجد تحتها معنى بديعا، فهم إذا دخلوا الجنة لم تغلق أبوابها بل تبقى مفتحة، بعكس أبواب النار فهي موصدة على أهلها.
وفي تفتيح الأبواب إشارة إلى:
1) ذهابهم وإيابهم وتبوئهم من الجنة حيث شاءوا.
2) دخول الملائكة عليهم كل وقت بالتحف والألطاف.
3) أنها دار أمن، لا يحتاجون إلى غلق الأبواب كما في الدنيا.


..||..

{وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ}
"وليس في حماية الفتاة من الاختلاط بغير محارمها، تضييق لدائرة الحياة في وجهها، وإنما هو احتفاظ بكرامتها، وتوفير لهنائها، إذ بصيانتها عن الاختلاط تعيش بقلب طاهر ونفس مطمئنة، وبهذه الصيانة تزيد الصلة بينها وبين زوجها، وأولي الفضل من أقاربها متانة وصفاء"


..||..

{ وَكَأَيِّن مِّنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ }
تأمل حالك مع ما يمر بك من تلك الآيات الكونية، والتي تعددت هذه الأيام، فبمقدار تأثرك واتعاظك يكون إيمانك، وإلا فاحذر أن يكون فيك شبه من أولئك المعرضين.

..||..
تدبر هذه الآية :
{ لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ }

يتضح لك أنه لا مجال للتوقف بحال، فتفقد إيمانك و عملك، فإن لم تكن تتقدم فإنك يقينا تتأخر.


..||..

لن تحتاج إلى عناء لتتأمل شيئا من معاني وآثار اسم الله : ( الرحمن )
فقط تأمل قوله تعالى :
{ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ }
فإيجادك، ورزقك، وصحتك، وتسخير المخلوقات لك، وغير ذلك، كلها من آثار هذا الاسم ( الرحمن ) جل جلاله، فرحم الله عبدا ترجم شكره إلى عمل.



منقول
48
2K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

! أم صالح !
! أم صالح !
جزاك الله خير
فلوتس كراميل
فلوتس كراميل
جزاكِ الله خيراً
اسرارالفجر
اسرارالفجر
جزاك الله خير
احلى هلالية
احلى هلالية
ام صالح & فلوتس كراميل
جزاكم الله الفردوس الاعلى
اسعدني مروركم
احلى هلالية
احلى هلالية
اسرار الفجر
وجزاكي الفردوس الاعلى يالغلا
تشرفت بمرورك