السهر29

السهر29 @alshr29

عضوة فعالة

أقوال وأفعال واعتقادات خاطئة . للشيخ طلعت زهران .

الأسرة والمجتمع

مقــدمــة
الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله أنزل الكتاب تبيانا لكل شيء فما ترك خيرا يقرب إليه إلا ودلنا عليه. وما ترك شرا يباعد عنه إلا حذرنا منه. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله المبلغ عن ربه شريعته ووحيه. فما قُبض حتى أتم البلاغ وأقام الحجة على العالمين فتركنا على المحجة البيضاء، ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدهr إلا هالك .
وبعد....
تبقى الأمة الإسلامية صالحة ما صلح رجالها ونساؤها. والصلاح لا يكون إلا بالثبات على دين الله الحق، الذي ارتضاه لعباده. آي لابد من صلاح في الأقوال وصلاح في الأفعال وصلاح في الاعتقادات وصلاح في المعاملات وصلاح في كل نواحي الحياة. وهذا ما سوف نوضح بعضه بما يسر الله لنا في هذا الموضوع الذي تم جمع مادته بفضل الله وتوفيقه من عدة مصادر.
من المؤسف أن نجد كثيرا من الأمثال الشعبية والأقوال والأفعال والاعتقادات والمعاملات والأسماء تجترئ جرأة غريبة على شرع الله وتتعارض مع كلام الله وسنة ورسوله r حتى أصبح كثير من الناس يعتقدون في الخرافات والجهالات و يضربون الأمثال الضالة المضلة التي تتصادم مع العقيدة الصحيحة. ومثل هذا الذي يفعله الناس أو يعتقدونه أو تلوكه ألسنتهم بغير تدبر أو روية قد يؤدى إلى الخسران المبين قال تعالى{: وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيم ٌ} وبسبب هذه الأخطاء و الخرافات والاعتقادات الخاطئة أصبحنا أضعف أهل الأرض وحل بنا البوار في ديننا و دنيانا حتى ظهر الفساد في البر و البحر بما كسبت أيدينا.
بل إن كثيرا من الأوامر القرآنية و السنة النبوية هُجرت وضُرب بها عرض الحائط بل ومعظم ما نهى عنه رسول الله r انتهك حتى أصيب المسلمون بما لم يصب به غيرهم من العداوة والبغضاء و القسوة والغلظة وسفك دماء بعضهم لبعض وبغيهم على بعض وظلمهم لبعض. كل هذا من جراء بعدهم عن شرع الله بعد أن بلغت أمتنا قديما من الفخر والمجد و الرفعة والارتقاء ما لم يسبق له نظير ولا يشهد التاريخ بمثله. ملكوا على ضعفهم وقلة عددهم وعدتهم ممالك الأرض ورفعوا راية التوحيد خفاقة فوق الرؤوس فملأوا الأرض توحيداً وإيماناً وعلماً وحكمة وعدلا، ملأوا الأرض بالعلوم والصدقات والصلوات والأذكار والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وعبادة الله الواحد القهار {فَآتَاهُمُ اللّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الآخِرَةِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} أحد من الذل والهوان والخزي. وذلك نتيجة البعد عن شرع الله وسنة النبي r. وأيم الله إن هذا لعار مبين أن نصل إلى ما نحن فيه وبين أيدينا وحي السماء من قرآن وسنة. ولن ينصلح حالنا حتى نغير ما بأنفسنا ونعود إلى كتاب ربنا وسنة نبينا r. قال تعالى:{لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ } .
ونظراً لأن الكلمة أمانة وتبعاتها من أعظم وأجل التبعات. ونظراً لعظم مسئولية الكلمة قال تعالى:{مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} ولهذا لما سأل معاذ بن جبل رضى الله عنه رسول الله عليه الصلاة والسلام :" وهل نحن مؤاخذون بما نتكلم به يا رسول الله؟ أجاب النبي الكريم:" ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس على وجوههم في النار إلا حصائد ألسنتهم ". ولما سأله أحد صحابته رضوان الله عنهم: يا رسول الله ما أخوف ما تخاف على؟ أخذ رسول الله عليه الصلاة والسلام بلسان نفسه ثم قال:هذا.
ولذا قال رسول الله ": عليه الصلاة والسلام إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله له بها رضوانه إلى يوم يلقاه، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله تعالى ما يظن أن تبلغ ما بلغت، يكتب الله له بها سخطه إلى يوم يلقاه ".
فيجب أن يكون كلامنا وأفعالنا واعتقاداتنا ومعاملاتنا وأسماؤنا موافقة لشرع الله سبحانه وتعالى.
كتبه
د/طلعت زهران
11 ربيع الأخر 1416
7 سبتـــــــــمبر 1995



يتبع .. فصول الكتاب الرائع ,
5
2K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

السهر29
السهر29
أولا:الأقوال و الأمثال الخاطئة


1- يدي الحلق للي بلا ودان

قول قبيح فيه إساءة أدب مع الله، واتهام له سبحانه بأنه يسئ التصرف في كونه وخلقه، فيعطى من لا يستحق ويمنع عمن يستحق، وبأن البشر أعلم من الله بمواقع الفضل. بل لابد من اليقين بأن الله أعلم بمواقع فضله ومنّه، يرزق من يشاء. كما أنه سبحانه يعطى الدنيا لمن يحب ولمن لا يحب و يرزق الكافر والمؤمن.
{إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} (49) سورة القمر
{نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات} الزخرف: 32
{قل إن ربى يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له}



رزق الهبل على المجانين
قول شيطانى، فالرزاق هو الله وحده، وليس أحد يملك لنفسه ولا لغيره رزقا ولا نفعا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا؛ قال الله عز وجل:" إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين " الذرايات 58
وقال: { الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر }
فالرزق بيد الله سبحانه وتعالى وقد كتبه وقدره قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، وقال :" لو أنكم توكلون على الله حق توكله لرزقكم الله كما يزرق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا ". رواه أحمد
قال الله عز وجل:{ وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين }
{قل من يرزقكم من السماوات والأرض قل الله}


لا بيرحم ولا بيخلي رحمة ربنا تنزل
كلمة خبيثة؛ فالله تعالى لا يؤوده شيء ولا ينازعه في سلطانه منازع، ولا يملك أحد أن يمنع شيئا من أمر الله ورحمته قال عز وجل:{ ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده وهو العزيز الحكيم }
وقال تعالى :{ قل أفرأيتم ما تدعون من دون الله إن أرادني الله بضر هل هن كاشفات ضره أو أرادني برحمة هل هن ممسكات رحمته } فآي مخلوق هذا الذي يستطيع أن يمنع رحمة ربنا من أن تنزل على عباده.



كُتر السلام يقل المعرفة
هذا قول خاطئ لا يجب أن يتفوه به مسلم، فالشارع الحكيم حض على إفشاء السلام؛ لأنه مفتاح الحب والمودة في الله فقال عز وجل:{ فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم تحية من عند الله }
وقال:. r {والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم } .
وقال :" r إذا لقي أحدكم أخاه فليسلم عليه، فإن حالت بينهما شجرة أو حائط أو حجر ثم لقيه فليسلم عليه " .
وقالr {: إذا لقي الرجل أخاه المسلم فليقل:السلام عليكم ورحمة الله }
وقالr {: السلام قبل السؤال، فمن بدأكم بالسؤال قبل السلام فلا تجيبوه }
وقالr { : من أشراط الساعة أن يمر الرجل في المسجد ولا يصلي فيه ركعتين، وأن لا يسلم الرجل إلا على من يعرف } .



ما ينوب المخلص إلا تقطيع هدومه
مثل خبيث يدعو إلى ترك النهى عن المنكر، ويمنع إصلاح ذات البيت بين الناس. فلاشك أن تشاجر الناس واشتباكهم منكر ينبغي الإسراع بتغييره. قال تعالى:{ فأصلحوا بين أخويكم }
وقال رسول اللهr : { من رأي منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطيع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه }
وقال: r. { أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصدقة؟ قالوا:بلى يا رسول الله. قال:إصلاح ذات البين، فإن فساد ذات البين هي الحالقة }


اللي يحتاجه البيت يحرم على الجامع
هذا ليس صحيحا على الإطلاق، وهو قول يراد به البخل تماما بأي شيء فيه مصلحة عامة للمسلمين، والمسجد هو أعظم مصلحة عامة للمسلمين. وما كان السلف الصالح يبخلون بشيء قط لله ورسوله، فهذا أبو بكر الصديق رضى الله عنه أتى بكل ما عنده ووضعه في حجر رسول الله فلما سأله:{ ماذا تركت لأهلك؟ } فقال:{ تركت لهم الله ورسوله }.
ولكنه قد يكون صحيحا في الحاجات الضرورية ففرض النفقة على الأهل والعيال فرض عين وما يحتاجه المسجد فرض كفاية. وفرض العين مقدم، وقد قال النبي:{ كفي بالمرء إثما أن يضيع من يقوت } فمن كان يجد كسبا من تجارة أو عمل أو صناعة أو نحوها فلا حرج عليه أن يتصدق بماله كله كما فعل أبو بكر الصديق رضى الله عنه.
واحتياجات البيت لا تنتهي أبدا، قال الله عز وجل مادحا المحسنين:{ ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا } .
{ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون} {الحشر: 9].



الأقارب عقارب
هذا مثل أحمق مضل يحض على قطيعة الرحم التي أمر الله أن توصل، ويصطدم مع مبادئ الإسلام حيث يقول الله تعالى:{ واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى} .
وقال عز وجل:{ واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا }
وقال عز وجل:{ فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم. أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم } .
وقال رسول الله r:{ من سره أن يعظم الله رزقه، وان يمد في أجله فليصل رحمه } .
وقالr {: صلة القرابة مثراة في المال، محبة في الأهل، منسأة في الأجل } .
وقال : r { صلة الرحم، وحسن الخلق، وحسن الجوار، يعمرن الديار، ويزدن في الأعمال } .
وقالr : {إياكم وسوء ذات البين، إنها الحالقة } .
وليس هذا فحسب، بل إن من يصل من وصله من ذوى قرباه، ويقطع من قطعه منهم فليس بواصل، قال:{ ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها } فالمشروع أن نصل أقاربنا وإن قطعونا وآذونا.



الرزق يحب الفهلوة أو الخفية
اعلم – وفقنا الله وإياك – أن من أعظم الأسباب التي تفتح أبواب الرزق تقوى الله وحسن التوكل عليه، قال تعالى:{ ومن يتق الله يجعل له مخرجا. ويرزقه من حيث لا يحتسب } .
أي ومن يتق الله فيما أمر به، ويترك ما نهى عنه، يجعل له من كل ضيق مخرجا وفرجا، روى ابن كثير في تفسيره لهذه الآية { ومن يتق الله يجعل له مخرجا } أن رجلا من أصحاب النبي e كان له ابن أسره المشركون، وكان أبوه يأتي رسول الله فيشكو إليه، فكان رسول الله e يأمره بالصبر، فلم يلبث إلا يسيرا أن انفك ابنه من أيدي العدو فمر بغنم من أغنام العدو فاستاقها إلى أبيه. فنزلت تلك الآية.
وقال تعالى حاكيا عن هود عليه السلام:{ ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا ويزدكم قوة إلى قوتكم ولا تتولوا مجرمين }
وقال تعالى:{ ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون } .
أما المعاصي والبطر ونسيان أوامر الله فإنها تؤدى إلى المحق والبوار.
قال تعالى:{ وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون } .
{فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون} أي آيسون محزونون.
وقد سلب الله ملك أهل الطغيان والكفر وأخبر عنهم بقوله:{ كم تركوا من جنات وعيون . وزروع ومقام كريم . ونعمة كانوا فيها فاكهين } .
{وإذ تأذن ربكم لئن شكرتكم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد}
{من عمل صالحا من ذكر أو أثنى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون} .
ومن أسباب ضنك العيش وضيق الرزق الإعراض عن شرع الله. قال تعالى :{ ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى. قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرأ } .
{وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير}
وقال: }r إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه. }
وقال على والعباس رضى الله عنهما:{ ما نزل بلاء إلا بذنب وما رفع إلا بتوبة }.
فإن كان المقصود من (الفهلوة) هو خداع الناس ومداهنتهم أو غشهم كما يستدل بهذا المثل كثيرا في مثل ذلك فهذا مما يستجلب سخط الرب وعقابه. ومن العقاب الحرمان من الرزق.
وإن كان المقصود (بالخفية) الاجتهاد في الأسباب فلينظر هل هي أسباب مباحة شرعا فالأخذ بها مشروع، وإن كانت محرّمة فلا يجوز الأخذ بها ولا ينبغي أن يكون الإنسان في حياته كلها جيفة بالليل حمارا بالنهار، حتى في الأسباب المباحة من أجل (الخفية) المطلوبة. وإن كان في المثل أمر آخر وهو أن الرزق (يحب) والرزق إنما يأتي من الله سبحانه، ولا قدره للرزق ولا إرادة ولا محبة. وهذا اللفظ قد يشعرنا بأن الأشياء تأتى بطبائعها، لا بقدر الله؛ فليُحترز من ذلك.




اللهم قني شر أصدقائي أما أعدائي فأنا كفيل بهم
عبارة خبيثة من جهتين:
أولا: تدعو إلى الشك في الأصدقاء وسوء الظن بهم، وقد نهانا الشارع الحكيم عن سوء الظن { يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن من الظن إن بعض الظن إثم } .
} ومن المعلوم أن الإخّوة في الله من أعظم مظاهر الدين، بل هي تضمن للعبد أن يكون مع أخيه في ظل الله يوم لا ظل إلا ظله. قال رسول الله:{.. ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه.. .
والجهة الثانية:أنها توهم الإنسان بأنه يمكنه أن يستغني عن عون الله ونصرته في مواجهة أعدائه، وهذا مجال.
قال تعالى:{ إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده وعلى الله فليتوكل المؤمنون } .
{وكان حقا علينا نصر المؤمنين} .
{بل الله مولاكم وهو خير الناصرين}
وهذا رسول الله e يلح على ربه في الدعاء والتضرع أن ينصره ببدر حتى أشفق عليه الصديق رضى الله عنه؛ وقال له:أكثرت على ربك.
والمسلمون حين ظنوا بأنفسهم الكثرة والقوة على النصر غُلبوا وعاتبهم الله؛ فقال تعالى:{ لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين } .
فلا قوة إلا بالله ولا نصر إلا به. فأحسن التوكل على مولاك، وسلم أمرك كله له تكن من الفائزين بإذنه ومنّه سبحانه، فاللهم قنا شر كل ذي شر أنت آخذ بناصيته. ونعوذ بالله من شر ما خلق.



أبكى على الزمان اللي عمل القصير شمعدان
هذا سوء أدب واعتراض على قدر الله ووصفه بالظلم والقدر والزمان خلق الله، قال عز وجل:.{ وربك يخلق ما يشاء ويختار } .
وقال عز وجل:{ وهو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر كل في فلك يسبحون }.
وقال:{ ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا الشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن إن كنتم إياه تعبدون } .
والله عز وجل يرزق من يشاء، وهو أعلم بمواقع فضله، وهو القائل:{ إن ربك يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إنه كان بعباده خبيرا بصيرا } .
والواجب على العبد المؤمن أن يرضى بقضاء الله على سبيل الإذعان والتسليم منشرح الصدر راضيا، قال تعالى:{ وما كان لؤمن ولا مؤمنة إذا قضى لله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم } .
{فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما} .

إذا دخلت بلد تعبد العجل فحش له، وإن كان لك عند الكلب حاجة قل له يا سيدى، واتمسكن حتى تتمكن.
أقوال غريبة وفاسدة تدل على الانتهازية وسوء الأخلاق. والمسلم لا يسير حياته بالحرام ولا بالتسلق والوصولية، ولا بإذلال النفس لغير الله تعالى، ولا يبيع دينه بدنياه، كيف إذ دخل المؤمن بلدا تعبد غير الله، كيف يشاركهم؟ لقد ضل إذا وما هو من المهتدين، هل يجدهم يعبدون عجلا ( يحش له ) أي يضع له طعاما وتقديسا وعبادة فما الكفر إن لم يكن هذا هو؟
قال تعالى:{ قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون } بل الواجب على المؤمن أن يقوم داعيا لله مبينا سوء ما يفعلون.
قد يكون المقصود من الحديث هو مسايرة أهل الباطل على باطلهم دون عقد القلب، ولكن هذا أمر يقضى على الدين اسما ورسما، أقول:يجب الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وإن لقي في سبيل ذلك ما لقي. ثم يقول بعد إقامة الحجة:
{لي عملي ولكم عملكم أنتم بريئون مما أعمل وأنا بريء مما تعملون} .
{إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب}.
ولا يجب للمؤمن أن يذل نفسه لأحد إلا الله، ولا تصيبه مسكنة ولا ذلة إلا له سبحانه، فقد قال:{ ألا لا يمنعن أحدكم رهبة الناس أن يقول بحق إذا رآه أو شهده فإنه لا يقرب من أجل ولا يباعد من رزق أن يقول بحق أو أن يذكر بعظيم } .
وقال:" لا يحقرن أحدكم نفسه أن يرى أمرا لله فيه مقال فلا يقول فيه. فيقال له يوم القيامة: ما منعك أن تكون قلت في كذا وكذا؟ فيقولا مخافة الناس، فيقول:"إياي أحق أن تخاف ".
وقالr:{ إن الله ليسأل العبد يوم القيامة حتى إنه ليسأل يقول له أي عبدي أرأيت منكرا فلم تنكره؟ فإذا لقن الله عبدا حجته قال:أي رب وثقت بك وخفت الناس } .
وفي الصحيح " ما ينبغي للمؤمن أن يذل نفسه ".
وقالr:{ ولا تشرك بالله شيئا، وإن قطعت وحرقت }
وقد نهانا رسول الله r أن نكرم المنافقين بحال، فقالr { لا تقولوا للمنافقين سيدنا، فإنه إن يكن سيدكم، فقد أسخطتم ربكم } .
وقالr " لا يكن أحدكم إمعة ".



زرع شيطاني أو طالع شيطانيهذا قول خاطئ، فإن الشيطان، عليه لعنة الله، لا زرع له ولا خلق، قال عز وجل:{أفرايتم ما تحرثون، أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون } .
وقال عز وجل:{ ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فسلكه ينابيع في الأرض ثم يخرج به زرعا مختلفا ألوانه } .
والصواب أن نقول زرع رباني أو بنت رباني.


أنا " أعوذ بالله من قول أنا
كلمة أنا ضمير من الضمائر لا شيء في قولها وتداولها في الكلام؛ قال r {أنا سيد ولد آدم يوم القيامة } .
وقالr: {أنا فرطكم على الحوض } .
وقالr { أنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب.. فأنا خيركم بيتا وأنا خيركم نفسا } .
وقالr {أنا وارث من لا وارث له } .
وقالr { أنا وكافل اليتم في الجنة هكذا } .
وغير ذلك كثير من كلامهr.
وقال أبو بكر رضى الله عنه هذه الكلمة مرارا ردا على رسول الله e ولم ينكر عليه، فقد روى مسلم عن أبى هريرة قال: قال رسول الله: r
"من أصبح منكم اليوم صائما؟ قال أبو بكر:أنا. قال:فمن تبع منكم اليوم جنازة؟ قال أبو بكر:أنا قال:فمن أطعم منكم اليوم مسكينا؟ قال أبو بكر:أنا قال: فمن عاد منكم اليوم مريضا؟ قال أبو بكر:أنا. فقال رسول الله r: ما اجتمعن في امرئ إلا دخل الجنة " .
ولا تكره كلمة أنا مفردة إلا في حالة الاستئذان فإنه ينبغي للمستأذن أن يفصح باسمه وكنيته إن كان مشهورا بها؛ فقد صح عن جابر رضى الله عنه أنه قال:{ أتيت النبي r في دين كان على أبى، فدفقت الباب فقال من ذا؟ فقلت:أنا، فقال:أنا أنا:كأنه كرهها } متفق عليه. وكذلك إذا كانت على سبيل مدح النفس والإعجاب بها والفخر والخيلاء، إنما ما كان على سبيل الإخبار فلا حرج منه ولا يشرع التعوذ بالله منها.



اللي يعتقد في حجر ينفعه
هذا قول شركي وعبارة آثمة فإن الحجر لا ينفع ولا يضر، ولا شيء ينفع ويضر إلا بإذن الله، والله وحده هو النافع الضار، قال تعالى:{ وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يمسسك بخير فهو على كل شيء قدير} .
وقد وقف عمر بن الخطاب رضى الله عنه أمام أشرف حجر في هذا العالم، وهو الحجر الأسود في الكعبة المكرمة وقال له:إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أنى رأيت النبي r يقبلك ما قبلتك.


إحنا بنقرأ في سورة عبس
وهى عبارة تبين أننا عندما نقرأ هذه السورة وأمثالها فكأنما نقرأ طلاسم لا يفهمها الناس، مع أنها سورة طيبة واضحة المعاني لكل من سمعها، لكل من له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، بل إن القرآن كله واضح ميسر للذكر.
{ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر} .
{إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون} .
{كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون}
والعبارة المذكورة بها نوع من الاستهزاء واستخفاف بآيات الله وهذا هو فعل المنافقين الذي يسمهم بالكفر.
{قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون، لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم} .
البقية في حياتــــك:
ما هذه البقية؟ لا حول ولا قوة إلا بالله، هل يموت إنسان قبل انقضاء عمره، بحيث تكون البقية يرثها أحد أوليائه، سبحان الله هذا بهتان عظيم. لن يموت إنسان قبل أن يستكمل آخر لحظة في عمره.
قال تعالى: { فإذا جاء أجلهم لا يستئخرون ساعة ولا يستقدمون } .
وقال r:إن روح القدس نفث في روعي أنه لن تموت نفس حتى تستكمل أجلها وتستوعب رزقها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب. .


اسم النبي حارسه وصاينه
هي عبارة يقولها عوام الناس، وخاصة النساء، ومعناها اسم النبي r يحرس الطفل ويصونه، وهذا باطل، بلا شك، وتأليه للنبي r ووضعه في مقام غير مقامه. فهذا القول جمع بين الشرك بالله وبين الإساءة إلى رسول r :فمن ناحية لا يملك الحفظ والصيانة ودفع الضرر وجلبه إلا الله وحده، ومن ناحية أخرى فإن رسول الله r لا يملك لأحد ضرا ولا نفعا، وقد أمره الله عز وجل أن يقول كذلك.
{قل إني لا أملك لكم ضرا ولا رشدا} .
{قل لا أملك لنفسي ضرا ولا نفعا إلا ما شاء الله} .
روى الطبراني بإسناده:.أنه كان في زمن النبي r منافق يؤذى المؤمنين، فقال بعضهم: قوموا بنا نستغيث برسول الله r من هذا المنافق، فقال النبي r:إنه لا يستغاث بي، وإنما يستغاث بالله .
و إذا كان هذا في حياة النبي r فهل يجوز أن يستغاث به بعد وفاته وينسب إليه ما لا يقدر عليه إلا الله جل جلاله؟
وهو الغلو الذي جر إلى الشرك والكفر برسول الله r مثلما كفرت النصارى بعيسى بن مريم عليه السلام. وقد نهى ربنا عن ذلك، فقال:
{يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق} .
ونهانا عن ذلك رسوله فيما ثبت في الصحيحين:
"لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم فأنا عبد الله ورسوله ".
وتعظيم النبي r لا يكون إلا باتباع سنته وهديه والتخلص مما يلصقه الجاهلون به من خرافات



امسك الخشب، خمسة في عينك،، خمسة وخميسة
امسك الخشب، ومثل هذه الأقوال، لن تدفع حسدا ولن تغير من قدر الله شيئا، بل هو من الشرك، ولا بأس من التحرز من العين والخوف مما قد تسببه من الأذى، فإن العين حق ولها تأثير، ولكن لا تأثير لها إلا بإذن الله، قال عز وجل:{وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم}.
وفي صحيح مسلم أن النبي r قال:{ العين حق، ولو كان شيء سابق القدر سبقت العين وإذا استُغسلتم فاغسلوا }.
والتحرز من العين لا يكون إلا بالرقى الشرعية، قال البخاري رحمه الله: باب رقية العين وذكر فيه حادثة عائشة رضى الله عنها قالت:{ أمرني رسول الله r أو أمر أن يُسترقى من العين}.
وكانت رقية النبي r كما روى البخاري عن أنس هي:{ اللهم رب الناس، مذهب الباس، اشف أنت الشافي، لا شافي إلا أنت، شفاء لا يغادر سقما }.
وكان النبي r يعوذ الحسن والحسين يقول:{ أعيذكما بكلمات الله التامات من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة }.
والذي يجب عند الخوف من العين قوله تعالى:{ ما شاء الله لا قوة إلا بالله } .
فإن كان يعتقد أن الخشب بذاته أو الخمسة وخميسة تدفع الضر من دون الله أو مع الله فهو شرك أكبر وإن كان يعتقد أنها سبب والله هو النافع الضار فهذا كذب على الشرع والقدر، وهو ذريعة للشرك فهو شرك أصغر.



ساعة لربك وساعة لقلبك
هو قول شيطاني، لأن الساعات وأوقات الزمان كلها لله رب العالمين فهو خالق الزمان والمكان، ومن المعلوم أن من يقول هذا يقصد أن الزمن الذي نعيشه ينبغي أن نقسمه بين الطاعات وبين اللهو والمجون، وهذا خطأ ولا شك؛ لأن الإنسان سوف يسأل عن وقته:أي عمره قال رسول الله:{ r لا تزول قدما عبد حتى يُسأل عن أربع:عن عمره فيم أفناه، وعن علمه ما فعل فيه وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن جسمه فيم أبلاه } .
والعبد ينبغي أن يعيش طائعا لله دائما حتى في لهوه، لابد أن يكون لهوا مباحا كمداعبة الزوجة والأولاد، روى مسلم في صحيحه عن حنظلة الأسدي:.{ لقيني أبو بكر رضى الله عنه فقال: كيف أنت يا حنطلة؟ قال قلت: نافق حنطلة. قال سبحان الله. ما تقول؟ قال قلت:نكون عند رسول الله r يذكرنا بالنار والجنة حتى كأنا رأي عين، فإذا خرجنا من عند رسول الله r عافسنا الأزواج والأولاد الصغار، فنسينا كثيراً. قال أبو بكر رضى الله عنه، فوالله إنا لنلقى مثل هذا فانطلقت أنا وأبو بكر حتى دخلنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت:نافق حنظلة يا رسول الله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:وما ذاك؟ قلت يا رسول الله نكون عندك تذكرنا بالنار والجنة حتى كأنا رأي عين فإذا خرجنا من عندك عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات، نسينا كثيرا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده أن لو تدومون على ما تكونون عندي وفي الذكر لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفي طرقكم، لكن يا حنظلة ساعة وساعة.
فلم ينكر النبي صلى الله عليه وسلم ملاعبة الأزواج والأولاد، بل صرح، صلى الله عليه وسلم، بما يجوز للإنسان فعله في غير ذكر الله فقال: "كل شيء ليس من ذكر الله لهو ولعب، إلا أن يكون أربعة: ملاعبة الرجل امرأته، وتأديب الرجل فرسه، ومشى رجل بين الغرضين، وتعليم الرجل السباحة".
ولابد للعبد أن يعلم أن كل شيء لله، وأن يذكر نفسه ويعود قلبه ولسانه على "قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين"



الباب المردود يرد القضا المستعجل
قول خاطئ، فإن أمر الله نافذ وقضاؤه لا يرد، ولا يمنع حذر من قدر، ولن ينفع عندئذ إغلاق الباب أو رده، فإن الله يقول: "وإذا أراد الله يقوم سوءا فلا مرد له وما لهم من دونه من وال"
والواجب على العبد أن يتوكل على الله ويأخذ بالأسباب الشرعية، وقد قال صلى الله عليه وسلم "اعقلها وتوكل"




أنا اصطبحت بوش مين" "وشه يقطع الخميرة من البيت"
هذا تشاؤم، والتشاؤم يسمى الطيرة وهو شرك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الطيرة شرك" ثلاثا
وقال صلى الله عليه وسلم:"لا طيرة، وخيرها الفأل، قالوا وما الفأل، قال:الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم"
وقال صلى الله عليه وسلم :"لا عدوى ولا طيرة، ويعجبني الفأل الصالح الكلمة الحسنة"
وقالr:"... فإذا رأي أحدكم ما يكره فليقل اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت ولا يدفع السيئات إلا أنت ولا حول ولا قوة إلا بك "
قال الشيخ حافظ حكمي
"وأما الطيرة فهي ترك الإنسان حاجته، واعتقاده عدم نجاحها " تشاؤما بسماع بعض الكلمات القبيحة، وكذا التشاؤم ببعض الطيور كالبومة وما شاكلها إذا صاحت، وكذا التشاؤم بملاقاة الأعور أو الأعرج أو المهزول أو العجوز الشمطاء، وكثير من الناس إذا لقيه وهو ذاهب لحاجة صده ذلك عنها ورجع معتقدا عدم نجاحها، وكثير من أهل البيع لا يبيع ممن هذه صفته، إذا جاءه أول النهار حتى يبيع من غيره تشاؤما به وكراهية له ".




"ربنا افتكره"
هذه كلمة شركية يلزم منها وصف ربنا عز وجل بالنسيان وهو صفة نقص، وصفات النقص لا تجوز على الله عز وجل كالنوم والتعب واللغوب والفقر واتخاذ الصاحبة والولد، ففي مثل هذه الكلمات شرك ومشابهة لليهود والنصارى. وعوام الناس يقولون: ربنا افتكره دون أن ينتبهوا لخطورة هذه الكلمة وتناقضها مع قول الله عز وجل: "وما كان ربك نسيا
وقوله:"لا يضل ربي ولا ينسى"




"حاجة تقصر العمر"
قول خاطئ لأن الآجال والأنفاس معدودة ولا يتجاوز إنسان عمره المكتوب له ولا يقصر عنه، جرى بذلك القلم حين خلقه الله، ثم كتبه الملك على كل أحد في بطن أمه بأمر الله عز وجل عند تخليق النطفة، قال الله تعالى: "وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا "
وقال: "ولكل أمة أجل فإذا جاء أجلهم لا يستئخرون ساعة ولا يستقدمون"
وقال عز وجل: "الله يتوفي الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى".
وفي صحيح مسلم عن أم حبيبة رضى الله عنها قالت: "اللهم متعني بزوجي رسول الله صلى الله عليه وسلم وبأبي أبي سفيان وبأخي معاوية" فقال لها رسول الله:"إنك سألت الله تعالى لآجال مضروبة وآثار موطوءة وأرزاق مقسومة لا يُعجل شيء منها قبل حله ولا يؤخر منها يوما بعد حله، ولو سألت الله تعالى أن يعافيك من عذاب في النار وعذاب في القبر لكان خيرا لك"
فائدة: أعلم أن عمرك يمكن أن يزيد، وهذا يكون بالأعمال الصالحة خاصة صلة الرحم، وهذه الزيادة إما بالبركة في العمر أو بالذرية الصالحة، قال صلى الله عليه وسلم: "من سره أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه".
وقد ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم زيادة العمر فقال :
"إن الله تعالى لا يؤخر نفسا إذا جاء أجلها، وإنما زيادة العمر بالذرية الصالحة"
أما معنى قوله تعالى: "ولا ينقص من عمره إلا في كتاب" ، فكما ذكر ابن كثير قال:أي ما يعطى بعض النطف من العمر الطويل بعلمه وهو عنده في الكتاب الأول، الضمير عائد على الجنس لا على العين لأن الطويل العمر في الكتاب وفي علم الله تعالى لا ينقص من عمره، وإنما عاد الضمير على الجنس. قال ابن جرير: وهذا كقولهم عندي ثوب ونصفه أي ونصف ثوب أخر.




"صباح الخير، أو صباح النور، أو العواف، أو ما شابه ذلك"

هذه كلها من أساليب تحية أهل الجاهلية وأهل الكفر والشرك والمجوس في الهند يعتقدون بوجود قوتين الخير والشر يمثلها النور والظلام، وإنما ينبغي أن نعلم أن تحية الإسلام هي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، في أي وقت كان.
قال صلى الله عليه وسلم: "إذا لقي الرجل أخاه المسلم فليقل: السلام عليكم ورحمة الله"
وللأسف لقد استعاض كثير من الناس السلام الشرعي ذا الثواب الجزيل بكلام لا قيمة له ولا ثواب عليه.
قال عمران بن حصين:"جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: السلام عليكم، فرد عليه ثم جلس، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: عشر. ثم جاء آخر فقال: السلام عليكم ورحمة الله، فرد عليه فجلس، فقال عشرون. ثم جاء آخر فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فرد عليه، فجلس فقال: ثلاثون"


"المرحوم، أو المغفور له فلان"
قول فيه إدعاء بعلم الغيب وافتئات على الله، وكل هذا لا يعلمه إلا الله، والصواب أن تدعو بالرحمة والمغفرة، ولا تجزم لأحد بأنه مرحوم أو مغفور له، إلا من ورد الشرع بذلك عنهم كأصحاب بدر، والعشرة المبشرين وغيرهم، ولا يجب أن نغتر بظاهر عمل إنسان ما، وإنما الواجب أن نرجو للمحسن ونخشى على المسيء، ونعلم أن دخول الجنة أمر بيد الله وحده والرحمة بيده وحده. قال عز وجل: "ألم تعلم أن الله له ملك السماوات والأرض يعذب من يشاء ويغفر لمن يشاء والله على كل شيء قدير"
وقال صلى الله عليه وسلم:"لن يدخل أحدا عمله الجنة، ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله بفضل رحمته، فسددوا وقاربوا "


"اتق شر الحليم، اتق شر من أحسنت إليه"
هذا من الأمثال الخاطئة؛ لأن الحليم ليس شريراً، والإحسان لا يتبعه شر، وهذا الكلام حض على اعتبار الشر في كل الناس حتى أهل الحلم منهم، وحض على البعد عن الإحسان مع أن فعل الخيرات ليس يقصد به إلا وجه الله وحده.



"يا ساتر أو يا رب يا ستائر"
هذه كلمة خاطئة لأن الساتر لغة هو الحاجز الذي يحجز ما وراءه، وليس من أسماء الله الحسنى، وإنما الله تعالى ستير. قال صلى الله عليه وسلم: "إن الله حيى ستير يحب الحياء والستر"


"أنا عبد المأمور"
هذه كلمة خاطئة؛ لأننا كلنا عبيد لله الواحد الأحد، وقال صلى الله عليه وسلم: "لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق".



"طور الله في برسيمه"
كلام عجيب، هل هناك ثور لله، وثيران أخرى للناس، حيث ثور الله يرمز إلى الغباء والبلاهة دون غيره من الثيران، كلام عجيب! يدل على إساءة الأدب مع الله جل جلاله.



"دستور يا سيادى
من هم هؤلاء الأسياد؟ كلام يقوله العوام يعتقدون أن بين الإنس والجن ميثاقاً وعهداً. هذه استعاذة شيطانية. والاستعاذة لا تكون إلا بالله؛ قال عليه الصلاة والسلام يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام يا بديع السماوات والأرض برحمتك أستغيث ).
وقالr: (إنه لا يستغاث بي وإنما يستغاث بالله)



العمل عبادة
عبارة ليس لها أصل شرعي لا من الكتاب ولا من السنة. وإن كان السعي للرزق والعمل واجب على العباد؛ قال ربنا سبحانه: ( فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه)
ونجد البعض إذا قيل له: قم إلى الصلاة، قال العمل عبادة. وكأن العمل يتعارض مع الصلاة، وهذا غير صحيح، ولا بارك الله في عمل يشغل عن الصلاة.
وقد يكون العمل عبادة إذا كان حلالاً ونوى صاحبه الطاعة، ككف نفسه عن السؤال والنفقة الطيبة على أهله وعياله ولم يشغله عن طاعة ربه.



اللي معاه قرش يساوى قرش
هذا نظرة مادية سقيمة، ومعنى ذلك أن من يملك الكثير له قيمة، وإن كان فاسقاً أو فاجراً أو كافراً. وهذا ينافي قول الله عز وجل إن أكرمكم عند الله أتقاكم) .




أبرز تنجز
آي عليكم بالرشوة التي تبلغكم ما تريدون ومعلوم أن أخذ الرشوة في أي صورة حرام، بل من الكبائر ولا بورك في حاجة تقضى بالرشوة.
قال تعالى ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريقاً من أموال الناس بالإثم وأنتم تعلمون) .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلام لعنة الله على الراشي والمرتشي)

أنا وأخويا على ابن عمى وأنا وابن عمى على الغريب:
هذه عصبية جاهلية وضلال كبير يتعارض مع قوله تعالى إنما المؤمنون أخوة فأصلحوا بين أخويكم)
وكذلك يتعارض مع قوله صلى الله عليه وسلم أنر أخاك ظالما أو مظلوما. فلما قال رجل: يا رسول الله أنصره إذا كان مظلوماً أرأيت إن كان ظالما فكيف أنصره؟ قال تمنعه عن الظلم؛ فإن ذلك نصره).




الحياء في الرجال يورث الفقر
(الخشا في الرجال عيب)
الصحيح أن الحياء كله خير، وأنه خلق كريم وسجية كريمة، ولا يأتي إلا بخير. قال:صلى الله عليه وسلم: "الحياء خير كله". .
وقالr:" الحياء من الإيمان والإيمان في الجنة "




يا مزكي حالك يبكي
هذا المثل ضربه الجهلة وأهل الصد عن سبيل الله من الناس، وقصدوا به نهي أهل الزكاة والصدقة عن فعلها، وأنذروه الفقر جزاء ذلك فشابهوا الشيطان:
"الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء" (البقرة: 268)
مع أن اسمها زكاة؛ لأنها تزكي المال أي تطهره وتنميه، وتطرح بركات فيه؛ ولذا أمرنا الله عزوجل فقال (وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأقرضوا الله قرضاً حسناً) (المزمل :20(
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إياكم والشح ، فإنما هلك من كان قبلكم بالشح، أمرهم بالبخل فبخلوا وأمرهم بالقطيعة فقطعوا، وأمرهم بالفجور ففجروا ) (صحيح ـ أبو داود 2678(
(والنبي ، وحياة النبي ، وجاه النبي ، ورحمة أبي، والعيش والملح ، وسائر الألفاظ التي فيها حلف بغير الله(
كل هذا حرام لأنه حلف بغير الله؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (من كان حالفاً فلا يحلف إلا بالله) (صحيح ـ النسائي 4681(
وقال صلى الله عليه وسلم (لا تحلفوا بأبائكم ولا بأمهاتكم ولا بالأنداد ولا تحلفوا إلا بالله ولا تحلفوا بالله إلا وأنتم صادقون) (صحيح ـ أبو داود 7249(
وقالr من حلف بالأمانة فليس منا) (صحيح(
وقالr من قال إني برئ من الإسلام فإن كان كافرا فهو كما قال، وإن كان صادقا لم يعد إلى الإسلام سالما) (صحيح ـ النسائي 4621(
والحلف بغير الله شرك أصغر، ما لم يكن الحالف معظماً لما يحلف به من دون الله، كتعظيم الله أو أشد فيكون شركاً أكبر، كمن يقال له احلف بالله فيحلف كاذباً. فإذا قيل له أحلف بالشيخ الفلاني أقر واعترف وخاف أن يحلف به كاذباً أو الصليب والمسيح وكقول بعضهم في الحلف عند قبور المشايخ (بحق هذا الغالب الطالب) وهذا شرك أكبر بلا شك .

*كذلك من الأمثلة الشعبية والأقوال الخاطئة التي تحض على البخل والسلبية والشك وسوء الظن وسوء الخلق:

جحا أولى بلحم طوره،
يا مستعجل عطلك الله،
السلف تلف والرد خسارة،
انتف ريشه ليلوف بغيرك،
اتغدى به قبل أن يتعشى بك،
اللي يرشك بالميه رشه بالدم،
أحيينى النهاردة وموتنى بكرة،
علقها في رقبة عالم تصبح سالم،
امشى في جنازة ولا تمشى في جوازة،
يا مآمنة للرجال يا مآمنة للميه في الغربال،
يا مربى في غير ولدك يا بانى في غير ملكك،
حد واخد منها حاجة، اعمل الخير وارميه البحر،
موت البنات سترة، خلف البنات يحوج لنسب الكلاب.



تم الباب الاول والى اباب الثاني
السهر29
السهر29
ثانياً:الأفعال الخاطئة


الاحتفال بشم النسيم:
عادة ابتدعها أهل الأوثان من الفراعنة الأقدمين، وكانوا يسمونه يوم الزينة، وكان اليونان القدماء يحتفلون به معتقدين أن للأرض ربة (تدعى ديميتر) حزنت لأن رب العالم السفلي (ويدعى هاديس)، حسب زعمهم في أساطيرهم، خطف ابنتها. فلما حزنت أجدبت ومنعت الزرع والثمار. فضج البشر إلى آلهة الأولمب فحكموا على رب العالم السفلي أن يعيد تلك الابنة ستة أشهر من كل عام. وكان موعد عودتها في الربيع حيث تخضر الأرض سعادة بعودة ابنتها، ويحتفل الناس بشم النسيم. فها أنت ترى أن هذا الاحتفال مرتبط بالضلال والاعتقاد في آلهة شتى في الكون تتصارع وتحزن. وهى نفس الفكرة التي تقلدها النصارى، واحتفلوا بعيد قيامة المسيح بعد موته ودفنه بزعمهم الكاذب.
فسبحان الله ( وما من إله إلا إله واحد). ومن ثم لا يجوز للمسلم أن يشارك في هذه البدعة وتقلد أهل الكفر والضلال، قال صلى الله عليه وسلم: (ليس منا من تشبه بغيرنا).
وقال صلى الله عليه وسلم: (ليس منا من عمل بسنة غيرنا)


الاحتفال بعيد الأم وأعياد الميلاد:
لا يجوز الاحتفال بيوم عيد الأم من تقديم للهدايا وغيره؛ فالأم مكانتها في الإسلام عظيمة دائما في حياتها وبعد مماتها. ولا يجوز تخصيص يوم معين نحتفل بها فيه وكذلك إقامة أعياد الميلاد وإعداد التورتة والزينات واجتماع الأهل والأصدقاء؛ لإطفاء شموع بعدد سنين صاحب الاحتفال وكلها مأخوذة من النصارى واليهود.
قال صلى الله عليه وسلم لتتبعن سنن الذين من قبلكم شبرا بشبر أو ذراعا بذراع حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه. قالوا اليهود والنصارى؟ قال:فمن؟ )
وقالrلا تشبهوا باليهود ولا بالنصارى).
وقالr من تشبه بقوم فهو منهم)



الزغاريد ورش الملح في أعياد الميلاد:
أما الزغاريد فهي عبارة عن صراخ مع تحريك اللسان؛ ولذا فهي الصوت الأحمق وهو حرام؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (لم أنه عن البكاء إنما نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين: صوت عند نغمة مزمار شيطان ولعب، وصوت عند مصيبة خمش وجوه وشق جيوب ورنة شيطان).

وأما رش الملح فهو إسراف وتبذير وفعل سفيه يضم إلى باقي الأفعال السفيهة، وهم يقصدون برش الملح سبع مرات أن يقع في عين الحسود فيرد ضرره. وهذا من الشرك أو من ذرائعه وكذلك إيقاد الشموع والدق بالهون ووضع المولود في غربال والصراخ له بأن يسمع كلام أمه ولا يسمع كلام أبيه وكل ذلك أفعال جاهلية حيث أن السنة هي العقيقة وحلق رأس المولود وتسميته في سابع أيامه، والتصدق بوزن شعره فضة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم كل غلام رهينة بعقيقته يذبح عنه يوم سابعه ويحلق رأسه ويسمى ) .
وقال صلى الله عليه وسلم يا فاطمة احلقي رأسه وتصدقي بزنة شعرة فضة )

تقبيل اليد بعد الدعاء، وتقبيل النقود عندما يعطاها العبد في أول يومه، وتقبيل الخبز بعد التقاطه من الأرض:
هي أفعال عجيبة لا أصل لها ولم يشرع في ديننا تقبيل شيء جماد من الجمادات، سوى الحجر الأسود، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهود رد)
ونحن نفرح بنعمة الله، فنشكر الله واهب النعم سبحانه.



مصافحة الرجال للنساء غير المحارم
وهى مصيبة عمت بها البلوى، وصارت عرفا اجتماعيا سائدا بين أغلب الناس، وهو عرف فاسد يخالف شرع الله ويحاد الله ورسوله: قال صلى الله عليه وسلم: (لأن يُطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له)
وقال عليه الصلاة والسلام: (لا أمس أبدى النساء)
وليس هناك من هو أطهر قلبا من رسول صلى الله عليه وسلم.
وقالت عائشة رضى الله عنها: ولا والله ما مست يد رسول الله صلى الله عليه وسلم يد امرأة قط غير أنه يبايعهن بالكلام. ( رواه مسلم).
وللعلم فإن المرأة إذا وضعت في يدها ثوبا ونحوه، فإنه لا يغنى شيئا فالفعل حرام، واليد جزء من الجسم كأي جزء أخر. فهل يجوز لمس أي جزء مثلا كالصدر مثلا مع وجود حائل؟



لبس دبلة الخطوبة
هي من عادات وتقاليد غير المسلمين في طقوس زواجهم، حيث يقول القس، وهو يعقد النكاح باسم الأب والابن والروح القدس ما يجمعه الرب لا يفرقه إنسان مشيرا في كل كلمة إلى إصبع. ثم تستقر الدبلة البنصر للمرأة والرجل باليد اليمنى ثم بعد الدخول تنتقل إلى اليد اليسرى، وقد أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم بعدم اتباع اليهود والنصارى أو التشبه بهم كما مضى بيانه.
هذا إذا كانت الدبلة من فضة بالنسبة للرجل. أما إن كانت من ذهب، فيضاف إلى إثمها أثم أخر، وهو لبس الذهب وهو محرم على الرجال.

مصافحة المصلى للجالس عن يمينه ثم عن يساره عقب الصلاة وقوله حرما فيرد عليه جمعا"
بدعة لم يفعلها النبي صلى الله عليه وسلم، ولا أحد من صحابته رضوان الله عليهم وخير الهدى وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة"




حلق اللحية
اتفقت المذاهب الأربعة على وجوب توفير اللحية وحرمة حلقها وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم (خالفوا المشركين ووفروا اللحى واحفوا الشوارب)
وقال الإمام النووي: وردت خمس روايات في ترك الحية وكلها على اختلاف في ألفاظها تدل على تركها على حالها وذكر ابن الجوزي وابن كثير أن كسرى أمر عامله على اليمن أن يرسل رجلين ليأتياه بالنبي صلى الله عليه وسلم، فجاء الرجلان حتى قدما المدينة وقد حلقا لحاهما، وأعفيا شواربهما فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم النظر إليهما، وقال ويلكما من أمركما بهذا؟
وقد أفتى الشيخ جاد الحق مفتى الديار المصرية عام 1981 بحرمة حلق اللحية، وبالنسبة لإجبار المجندين على حلق اللحى قال: لما كان ذلك: كان إطلاق الأفراد المجندين اللحى اتباعا للسنة فلا يؤاخذون على ذلك في ذاته ولا ينبغي إجبارهم على إزالتها، أو عقابهم بسبب إطلاقها؛ إذ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وهم متبعون لسنة عملية جرى بها الإسلام.
ولما كانوا في إطلاقهم اللحى مقتدين برسول الله صلى الله عليه وسلم، لم يجز أن يؤثموا أو يعاقبوا، بل إن من الصالح العام ترغيب الأفراد المجندين وغيرهم في الالتزام بأحكام الدين فرائضه وسنته؛ لما في هذا من حفز همتهم، ودفعهم لتحمل المشاق والالتزام عن طيب نفس حيث يعملون بإيمان وإخلاص.
وتبعاً لهذا:لا يعتبر امتناع الأفراد الذين أطلقوا اللحى عن إزالتها رافضين عمدا الأوامر عسكرية لأنه بافتراض وجود هذه الأوامر فإنها – فيما يبدو – لا تتصل من قريب أو بعيد بمهمة الأفراد أو تقلل من جهدهم وإنما قد تكسبهم سمات وخشونة الرجال وهذا ما تتطلبه المهام المنوطة بهم.
ولا يقال: إن مخالفة المشركين تقتضى – الآن – حلق اللحى؛ لأن كثيرين من غير المسلمين في الجيوش، وفي خارجها يطلقون اللحى؛ لأنه شتان بين من يطلقها عبادة اتباعاً لسنة الإسلام وبين من يطلقها لمجرد التجمل وإضفاء سمات الرجولة على نفسه. فالأول منقاد لعبادة يثاب عليها إن شاء الله تعالى، والأخر يرتديها كالثوب الذي يرتديه ثم يزدريه بعد أن تنتهي مهمته.
ولقد عاب الله الناهين عن طاعته وتوعدهم:
(أرأيت الذي ينهى عبداً إذا صلى، أرأيت إن كان على الهدى، أو أمر بالتقوى، أرأيت إن كذب وتولى، ألم يعلم بأن الله يرى) والله أعلم أ هـ




الكذب في المنام والأحلام:
بعض الناس قد يختلق رؤيا أو منام لم يره ليرضى بعض الناس أو يحوز بعض المنافع أو يخوف بعضهم. وكثير من الناس يعتقدون في هذه المنامات، وقد يُخدعون بسبب هذا الكذب وهذا حرام. لقوله صلى الله عليه وسلم إن من أعظم الفرى أن يدعى الرجل إلى غير أبيهن أو يرى عينيه ما لم تر، ويقول على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يقل ) .
وقالr من تحلم بحلم لم يره كلف أن يعقد بين شعيرتين، ولن يفعل )



عدم الاحتراز من رذاذ البول وخاصة عند التبول واقفا :
قال صلى الله عليه وسلم تنزهوا من البول فإن عامة عذاب القبر منه )
وقالr أكثر عذاب القبر من البول )
وقالr إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير أما أحدهما فكان لا يستنزه من البول وأما الأخر فكان يمشى بالنميمة )



عدم تغطية أوانى الطعام والشراب:
قال صلى الله عليه وسلم ( غطوا الإناء وأوكؤا السقاء فإن في السنة ليلة ينزل فيها وباء لا يمر بإناء لم يغط أو سقاء لم يوكأ إلا وقع فيه من ذلك الوباء )
وقالr أطفئوا المصابيح إذا رقدتم وأغلقوا الأبواب، وأوكئوا الأسقية، وخمروا الطعام والشراب)




تناول الطعام والشراب دون ذكر الله:
قال صلى الله عليه وسلم إن الشيطان ليستحل الطعام الذي لم يذكر اسم الله عليه )

وقالr: (إذا أكل أحدكم طعاماً فليذكر اسم الله عليه، فإن نسى أن يذكر الله في أوله فليقل بسم الله على أوله وآخره )
وقالr إن الله تعالى ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة أو يشرب الشربة فيحمد الله عليها )

وعن أبى سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا فرغ من طعامه قالr الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وجعلنا مسلمين)


دخول المنزل والخروج منه دون ذكر الله:
قال صلى الله عليه وسلم إذا دخل الرجل بيته فذكر الله تعالى حين يدخل وحين يطعم قال الشيطان:لا مبيت لكم ولا عشاء ههنا. وإن دخل فلم يذكر اسم الله عند دخوله قال الشيطان أدركتم المبيت وأن لم يذكر الله عند مطعمه قال أدركتم المبيت والعشاء ) ] صحيح – رواه أحمد ]
قال صلى الله عليه وسلم من قال إذا خرج من بيته:بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله يقال له:كفيت ووقيت وتنحى عنه الشيطان)
] صحيح – رواه الترمذى 6419، المشكاه 2443]




دخول الخلاء والخروج منه دون ذكر الله أو التحدث وقراءة الصحف والمجلات بداخله:
قال صلى الله عليه وسلم إن هذه الحشوش محتضرة فإذا أتى أحدكم الخلاء، فليقل: أعوذ بالله من الخبث والخبائث)
وبعد الخروج يقول:غفرانك.
وقالr: ( ستر ما بين أعين الجن وعورات بنى آدم إذا وضع أحدكم ثوبه أن يقول: بسم الله)

ولا يجوز دخول الصحف والمجلات في الخلاء كما يفعل البعض حيث أن بها آيات قرآنية أو اسم من أسماء الله تعالى.



اعتبار مدة النفاس أربعين يوماً:
هذا خطأ والصواب أن النفساء إذا انقطع عنها الدم طهرت، ولزمها الصلاة والصوم وأبيح جماعها. أما مسألة الأربعين يوماً فهذه إذا زاد الدم عن ذلك، اكتفت بالأربعين يوما واغتسلت رغم عدم انقطاع الدم واعتبر دم فساد، وتتوضأ لكل صلاة وحكمها حكم المستحاضة.



إطالة الأظفار ودهانها بالأصباغ المانيكير
ترك الأظفار دون قصها عمل مخالف للسنة؛ فقد قال صلى الله عليه وسلم (عشر من الفطرة: قص الشارب وإعفاء اللحية والسواك، واستنشاق الماء، وقص الأظفار وغسل البراجم ونتف الإبط وحلق العانة). وقد وقت الرسول صلى الله عليه وسلم ألا تزيد مدة ترك الأظفار دون تقليم ونتف شعر الإبط وحلق العانة عن أربعين يوما. وأما دهن المرأة أظفارها بالألوان ففيه إبداء للزينة، وأما إن كان في دارها ولزوجها جاز بشرط إلا يكون مانعا من وصول ماء الوضوء.



وطء الزوجة في حيضها أو دبرها
لا يحل للرجل أن يجامع امرأته إلا بعد أن تغتسل بعد طهرها لقوله تعالى ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض، ولا تقربوهن حتى يطهرن، فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله). أما إتيان المرأة في دبرها فهو من فعل أهل الشذوذ من ضعاف الإيمان وهو من الكبائر.
قال صلى الله عليه وسلم (من أتى حائضا أو امرأة في دبرها فقد كفر بما أنزل على محمد)
(صحيح الجامع 5918)
وقالr: " ملعون من أتى امرأة في دبرها" (صحيح الجامع 5865)



عدم ذكر الله عند العطاس
قال صلى الله عليه وسلم: (إن الله يحب العطاس ويكره التثاؤب. فإذا عطس أحدكم وحمد الله كان على كل من سمعه أن يقول يرحمك الله. وأما التثاوب فإنما هو من الشيطان، فإذا تثاءب أحدكم فليردده ما استطاع؛ فإن أحدكم إذا تثاءب ضحك منه الشيطان) ( رواه البخاري).
وقال صلى الله عليه وسلم (إذا عطس أحدكم فليقل: الحمد لله. فإذا قال فليقل له أخوه أو صاحبه: يرحمك الله، فإذا قال له يرحمك الله، فليقل يهديكم الله ويصلح بالكم). (رواه البخاري 688).
وقال صلى الله عليه وسلم: (إذا عطس أحدكم فليشمته جليسه، فإن زاد على ثلاث فهو مزكوم ولا يشمت بعد ثلاث) ( رواه أبو داود)
ويقول الشيخ عبد السلام في السنن والمبتدعات: إن كثيرا من الناس تركوا هذه السنة واستعاضوا عنها بكلام رخيص خسيس وهو قولهم (سالوتى أو جراتسى) .
أما غير المسلم إذا عطس وحمد الله فقل له يهديكم الله.



كذبة إبريل
حدث في منتصف القرن السادس عشر حين أبدلت فرنسا تقويمها، وجعلت رأس السنة أول يناير بدلا من أبريل. وكان أول أبريل مخصصا للمعايدة.
فلما أبدل رأس السنة صار الناس يتمازحون بالهدايا الكاذبة، وصار الكذب عادة مألوفة. والكذب عموما حرام في أبريل أو غيره. روى أبو داود عن عبد الله بن عامر رضي الله عنه قال: دعتني أمي يوماً ورسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد في بيتنا فقالت يا عبد الله تعال حتى أعطيك فقال لها عليه الصلاة والسلام ما أردتِ أن تعطيه؟ قالت:أردت أن أعطيه تمرا، فقال: ( أما أنك لو لم تعطه شيئاً كتبت عليك كذبة).
وعنهr فيما رواه أحمد (من قال لعبد:تعال هاك " أي خذ " ثم لم يعطه فهي كذبة).
إنا لله وإنا إليه راجعون فكم من الكذب نكذبه على أبنائنا. وعن أسماء بنت عميس قالت (.. فأخذته منه على حياء، فشربت منه ثم قال: ناولي صواحبك، فقلن: لا نشتهيه، فقال لا تجمعن جوعا وكذبا قالت:فقلت يا رسول الله: إن قالت إحدانا لشيء تشتهيه لا اشتهيه أيعد ذلك كذبا؟ فقال إن الكذب ليكتب حتى تكتب الكذيبة كذبية)
قالr: (لا يصح الكذب إلا أن:يحدث الرجل امرأته ليرضيها والكذب في الحرب والكذب ليصلح بين الناس)
أما قول البعض كذبة بيضاء فهذا لا يجوز فالكذب كذب لا أبيض ولا أسود.




سب الدين أو الزمن أو الريح:
سب الدين كفر بواح بالنص والإجماع. وكيف تطيب نفس امرئ في قلبه ذرة من إيمان أن ينال من دين ال؛له وقد نهى رسول الله عن سب أي شيء من جماد أو حيوان أو إنسان فكيف بدين الله، أغلى ما يملك الإنسان؟ قال صلى الله عليه وسلم: (لا يكون المؤمن لعانا ) وقال عمران بن حصين ( بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره، وامرأة من الأنصار على ناقة لها، فضجرت منها فلعنتها؛ فقال صلى الله عليه وسلم: خذوا ما عليها ودعوها فإنها ملعونة) وأما سب الزمن أو الريح فهذا لا يجوز؛ قال صلى الله عليه وسلم: ( لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر )
وقالr لا تسبوا الريح فإذا رأيتم ما تكرهون فقولوا:اللهم إنا نسألك من خير هذه الريح، وخير ما أمرت به ونعوذ بك من شر هذه الريح وشر ما أمرت به ) .



لبس الذهب والحرير للرجال:
حرام لبس الذهب للذكور مهما قل وزنه قال r:{ من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يلبس حريرا ولا ذهبا } .
وقال r: { أحل الذهب والحرير لإناث أمتي، وحرم على ذكورها } .
وقال r: { يعمد أحدكم إلى جمرة من نار فيجعلها في يده } .
ولا يجوز الأكل مع من يتختم بالذهب أو يجالسه؛ لأن هذا منكر. ويجوز لبس خاتم الفضة وكذلك لا يجوز استعمال أواني الذهب والفضة في الطعام والشراب.
قال r: { لا تشربوا في آنية الذهب والفضة، ولا تأكلوا في صحافهما... } .




استخدام التماثيل لعرض الملابس عليها بالمحلات التجارية:
هذا لا يجوز شرعا إلا بعد قطع رأس التمثال. قال e:{الصورة الرأس، فإذا قطع الرأس فلا صورة } وقال r:{ أتاني جبريل، فقال:إن كنت أتيت البارحة، فلم يمنعني أن أكون دخلت عليك البيت الذي كنت فيه، إلا أنه كان على الباب تماثيل، وكان في البيت قرام ستر فيه تماثيل، وكان في البيت كلب، فمر برأس التمثال الذي كان في البيت فليقطع، فيصير كهيئة الشجرة، ومر بالستر فليقطع، فيجعل منه وسادتين منبوذتين توطئان، ومر بالكلب فليخرج } .
وإذا بقى في التمثال بعد قطع رأسه فتنة كجسد امرأة عارية فلا يجوز أيضا.
وأيضا من الخطأ عرض الملابس الداخلية للنساء بالمحلات وكل ملابس التبرج والترغيب فيها؛ لأنه تعاون على الآثم والعدوان.



تعليق الصور التي بها الروح في المنازل والمحلات:
لا يجوز هذا؛ لأن التصوير حرام ولا يباح إلا لضرورة شرعية كالبطاقة وجواز السفر وما شابه ذلك. أما الصور التذكارية فلا يجوز؛ قال r:{ إن الملائكة لا تدخل بيتا فيه تماثيل أو صور } .
وقالr:{ إن البيت الذي فيه الصور لا تدخله الملائكة } .
وقالr:{ أما علمت أن الملائكة لا تدخل بيتا فيه صورة، وأن من صنع الصور يعذب يوم القيامة فيقال:أحيوا ما خلقتم } {صحيح رواه البخاري 1330}.
ويجوز تصوير ما لا روح فيه كالشجر والسماء والأرض والبحر والشمس ونحو ذلك وللأسف هناك من يعلق صورة زوجته أو بناته ليراها الضيوف، أصبح حاليا كأننا نكذب أحاديث الرسول أو كأننا نقول سمعنا وعصينا.



التكلف للضيف:
هذا التكلف أوقع الناس في حب السمعة حتى خرجوا في مآدبهم عن الحد الذي يطيقونه, وقال بعض السلف: إن التكلف أن تطعم أخاك ما لا تأكل بل تقصد به زيادة في الجودة والقيمة.
وعن سلمان أنه قال لمن استضافه:{ لولا أنا نهينا عن التكلف لتكلفت لكم } .
وكان الفضيل رحمه الله يقول:{ إنما تقاطع الناس بالتكلف يدعو أحدهم أخاه فيتكلف فيقطعه عن الرجوع إليه} .
وقال سلمان رضى الله عنه { أمرنا الرسول r ألا نتكلف للضيف ما ليس عندنا وأن نقدم له ما حضرنا } .
وروى عن أنس ابن مالك وغيره من الصحابة رضوان الله عليهم أنهم كانوا يقدمون لإخوانهم ما حضر من الكسر اليابس وخشف التمر، ويقولون:{ لا ندرى أيهما أعظم وزرا الذي يحتقر ما قدم إليه أو الذي يحتقر ما عنده أن يقدمه}. ومن العادات القبيحة انفراد كل من الحاضرين بآنية بأكل فيها ولا يجتمعون في الأكل من إناء واحد، قالe:{ كلوا جميعا ولا تفرقوا فإن البركة مع الجماعة{.


حلق بعض الرأس وترك بعضه:
هذا عمل منهي عنه؛ فعن ابن عمر رضى الله عنهما قال: نهى رسول r عن "القزع " وهو حلق بعض الرأس دون البعض، كما يفعل البعض مما يسمى حلاقة إنجليزي أو كابوريا أو خنافس.
وعن ابن عمر قال:{ رأي رسول الله e صبيا قد حلق شعر رأسه وترك بعضه فنهاهم عن ذلك وقال احلقوه كله أو اتركوه كله } .



صبغ الشعر باللون الأسود:
صبغ شعر الرأس أو اللحية بالسواد منهي عنه؛ فعن جابر رضى الله عنه: {أُتى بأبي قحافة والد أبى بكر الصديق رضى الله عنهما، يوم فتح مكة، ورأسه ولحيته كالثغامة بياضا، فقال رسول الله r: غيروا هذا واجتنبوا السواد } .
وعن أبى هريرة رضى الله عنه { أن رسول الله r:قال إن اليهود والنصارى لا يصبغون فخالفوهم} .
فيصبغ الشعر الأبيض بصفرة أو حمرة وأما السواد فلا يجوز إلا في حالة الجهاد فقط.



السباب وقذف الأعراض بالمزاح:
هذا من المصائب التي وقع فيها بعض الناس فلا يجوز السباب ولو بالمزاج قال r:{سباب المسلم فسوق.. } .
وقالr:{ إذا سبك رجل بما يعلم منك فلا تسبه بما تعلم منه، فيكون أجر ذلك لك ووباله عليه } .
وقالr:{ من الكبائر شتم الرجل والديه:يسب أبا الرجل، فيسب أباه ويسب أمه فيسب أمه} .
وقالr :{ أتدرون من المفلس؟ إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا، وقذف هذا.. } .
وقالr:{ من هذا اللاعن بعيره؟ أنزل عنها فلا تصبحنا بمعلونة.. } إنا لله وإنا إليه راجعون. إن السباب وقذف الأمهات من العادات القبيحة التي ابتلى بها بعض الناس، حتى أصبحوا لا يستحيون من ذلك، بل أصبح السباب كاللعاب بالفم. وإن حد القذف في الإسلام هو الجلد ثمانين جلدة؛ لخطورة هذا الأمر قال تعالى: { والذين يرمون المحصنات ثم لم يـأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة ابدأ وأولئك هم الفاسقون} .
وقال r { من قذف مملوكه بالزنا، يقام عليه الحد يوم القيامة، إلا أن يكون كما قال} .
وقال { ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء } .




تخصيص لون معين للدلالة على الحزن على الميت :
لا يجوز لبس ملابس بلون معين للدلالة على الحزن؛ حيث أن هذا من الجزع والاعتراض على قضاء الله وقدره. و الحداد الشرعي هو ترك الزينة وليس لبس لون معين.
والحداد على الزوج مدته أربعة اشهر وعشرة أيام ( لغير الحامل)، وعلى غير الزوج ثلاثة أيام فقط. ومن السُّنة لبس الأبيض من الثياب في حالة الشدة والرخاء والحياة والموت؛ قالr:{البسوا من ثيابكم البياض فإنها من خير ثيابكم } .
فائدة: قال ابن المنذر: أجمع العلماء على أنه لا يجوز للحادة لبس الثياب المعصفرة ولا المصبغة إلا ما صبغ بسواد فرخص فيه مالك والشافعي؛ لكونه من لباس الحزن، وقال ابن دقيق العيد: يجوز لبس ما ليس بمصبوغ وهي الثياب البيض، ومنع بعض المالكية المرتفع منها الذي يتزين به، وكذلك الأسود إذا كان مما يتزين به.
قال النووي: ورخص أصحابنا فيما لا يتزين به ولو كان مصبوغاً أما الحرير فالصحيح منعه مطلقاً.
النياحة على الميت ولطم الخدود ودعوى الجاهلية:
لا يجوز الصياح على الميت بأي حال، وقول النساء: يا لهوى ويا دهوتي.ويأثم كل من يفعل ذلك إن لم يتب؛ لأن هذا اعتراض على قضاء الله وقدره. ولا يجوز لطم الخدود وشق الجيوب ودعوى الجاهلية، كمن تقول يا جملي يا سبعي، أسدى يا خراب بيتي من بعدك يا خويا، مكنش يومك يا أخويا، قال رسول:r{ ليس منا من لطم الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية {.
فما يقع من النساء في الجنازات، أمر منكر، صار قبحه معروفا للكل؛ حتى أصبحت النساء من الأمراض التي أعيت الناصحين، وصرن أكبر عون للشياطين على تنفيذ كل ما يملينه عليهن من عادات الجاهلية، كالضرب والنياحة وشق الجيوب ولطم الخدود ورفع الأصوات بالصراخ والتكلم بكلمات الكفر والتسخط على الأقدار والاعتراض عليها إلى غير ذلك من القبائح المشهورة قال r{النائحة إذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب }. ومن المعلوم كذلك أن ليس للنساء اتباع الجنائز.
وإن الميت ليعذب بما نيح عليه إن لم يتبرأ قبل موته من هذه الأفعال. أما البكاء فجائز؛ قال صلى الله عليه وسلم: "لم أنه عن البكاء، إنما نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين: صوت عند نغمة مزمار وصوت عند المصيبة."



إقامة السرداقات في العزاء، والأربعين، واستئجار المقرئين، والصُبحة، والخميس:
صارت الجنائز مواطن للافتخار والرياء؛ فترى أهل الميت يجتهدون في أن يكون المشهد محل إعجاب الناس وحديثهم: من إحضار صوان كبير وفرشه بالبسط والكراسي المذهبة والمفضضة ومكبرات الصوت والنجف والأنوار المتدلية وباقات الورود وفرش الرمال وتوزيع القهوة والدخان وإحضار المقرئين لتلاوة القرآن. لا شك في حرمة كل ذلك؛ لما فيه من إضاعة المال بغير غرض شرعي، ولا يفيد الميت في شيء، وكل ذلك مخالف للسنة، بل هو بدعة وضلالة؛ حيث لم يثبت شيء من هذا عن الصحابة رضى الله عنهم ولم يثبت عن السلف أنهم جلسوا بقصد أن تذهب الناس إلى تعزيتهم وقال الإمام الأوزاعي:"الحق أن الجلوس للتعزية على الوجه المتعارف في هذا الزمان مكروه أو حرام". فما الحال بهذا الزمان.
فلا يجوز الاجتماع للتعزية أو لإحياء ذكرى الأربعين والخمسين والسنوية. أما القرآن فقد أنزله الله للأحياء للعمل به وليس لكي يُقرأ على الأموات؛ قال تعالى:{إن هو إلا ذكر وقرآن مبين لينذر من كان حيا } .
وأما الذبح عند خروج النعش أو عند القبر فهذا عمل لا يجوز؛ إذ هو ذبح لغير الله. وإن قُصد به الذبح للميت تعظيما له وتقربا له صار شركا أكبر والعياذ بالله. وإن كانوا يذبحون لله فهو بدعة وضلالة.
وأما عن الصُبحة والخميس الأول والثاني فهو من البدع التي ابتدعها أهل الزيغ؛ تشبها بغيرهم. ولم يكن من هديه r أن يجتمع للعزاء عند القبر ولا عند غيره. عن جرير بن عبد الله، رضى الله عنه، أنه قال: كنا نعد الاجتماع إلى أهل الميت وصنعهم الطعام بعد الدفن من النياحة.



خروج النساء للمقابر في خميس رجب وشعبان والعيدين:
كل ذلك لا يجوز؛ لما فيه من البدع والفتن وتجديد الأحزان وانتهاك حرمة الأموات بما يحدث من الأكل والشرب والحكايات والغيبة والنميمة وكشف الزينة والسفور. ولا تصح زيارة المقابر في العيدين؛ لأن العيد للفرحة وليس للحزن. فهذه عادة سيئة أن يخرج الناس بعد الصلاة للمقابر.
وقد شرعت زيادة القبر للاتعاظ والعبرة والتذكرة، وكانت المقابر في طريق رسول الله r، ولم يثبت زيارته لها في الأعياد، وخير الهدي هديه.



تخصيص يوم النصف من شعبان بصيام وقيام، و كذلك ليلة 27 رجب:
من البدع المنتشرة الاحتفال بليلة النصف من شعبان بالصلاة والدعاء المسمى " دعاء النصف من شعبان "، وصيام نهارها. فهذا لم يكن على عهد رسول الله ولا أحد من الصحابة، ولم يثبت في تخصيصها بعبادة أي حديث صحيح. مع إقرارنا بفضيلة هذه الليلة وصحة الأحاديث الواردة في ذلك.
وكذلك الإسراء والمعراج لم يثبت أنه كان في 27 رجب، بل اختلف في وقته. والراجح أنه كان في 12 ربيع أول، فلا يجوز تخصيصها بقيام ولا صلاة مبتدعة ولا دعاء معين فكل هذا بدعة؛ لأن العبادات توقيفية.



تأخير الصلاة حتى يخرج وقتها وخاصة صلاة الصبح وصلاة العشاء:
لا يجوز تأخير الصلاة حتى يخرج وقتها، أو جمع أكثر من فرض، إلا في حالة السفر أو المرض الشديد أوعذر شديد يبيح الجمع بين الصلاتين المشتركتين الظهر والعصر، والمغرب والعشاء. قال تعالى:.{ فويل للمصلين (4) الذين هم عن صلاتهم ساهون } أي التهديد والوعيد بالعذاب لمن يؤخر الصلاة حتى يخرج وقتها دون عذر شديد. وأما تأخير صلاة الصبح حتى تشرق الشمس عمدا، ودون الأخذ بالأسباب، فهو حرام وصلاة في غير وقتها؛ لأن وقت صلاة الصبح من أذان الفجر الصادق حتى قبيل شروق الشمس ولو بركعة واحدة؛ قال تعالى:{ إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا .
وقال}: r لا تترك صلاة مكتوبة متعمدا، فمن تركها متعمدا فقد برئت منه الذمة} .




المرور بين يدي المصلى وتخطى الرقاب في صلاة الجمعة وسنتها :
يحرم المرور بين يدي المصلي، ويجب على المصلي أن يتخذ سترة لصلاته، كأن يصلي إلى حائل؛ قال }:r إذا صلى أحدكم فليصل إلى سترة، وليدن منها، ولا يدع أحدا يمر بين يديه. فإن جاء أحد فليقاتله فإنما هو شيطان } .
وقال: r { لو يعلم المار بين يدي المصلي ماذا عليه لكان أن يقف أربعين خيرا له من أن يمر بين يديه } .
وللأسف فإن كثيرا من الناس يتجاهلون هذا الأمر، إنا لله وإنا إليه راجعون.
وعن الأرقم بن الأرقم قال النبي: r { إن الذي يتخطى رقاب الناس يوم الجمعة ويفرق بين الاثنين بعد خروج الإمام كجارِ قصبه في النار } .
وقد أمر r الداخل المسجد أن يصلي ركعتين تحية المسجد، وإن كان الخطيب على المنبر – أما ما يفعله الناس عندما يرون الخطيب يجلس بين الخطبة الأولى والثانية فيقومون لصلاة السنة فجهل وبدعة. وأما سنة الجمعة فبعد الصلاة تصلى أربع ركعات لمن يصليها بالمسجد، وركعتين لمن يصليها بالمنزل.

هجر المساجد:
قال تعالى:{ إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر }
وعن ابن مسعود قال:{ من سره أن يلقى الله غدا مسلما فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادى بهن؛ فإن الله تعالى شرع لنبيكم r سنن الهدى، وإنهن من سنن الهدى، ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلى هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم، ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم، وما من رجل يتطهر فيحسن الطهور ثم يعمد إلى مسجد من هذه المساجد، إلا كتب الله له بكل خطوة حسنة، ويرفعه بها درجة، ويحط به سيئة، ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق، ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف } .
وقال: r. { لقد هممت أن آمر فتيتي فيجمعوا لي حزما من حطب، ثم آتي قوما يصلون في بيوتهم، ليست بهم علة فأحرقها عليهم } .
وعن أبى هريرة قالr:{ أتى النبي rرجل أعمى فقال: يا رسول الله ليس لي قائد يقودني إلى المسجد. فسأل رسول الله e:أن يرخص له يصلى في بيته. فرخص له فلما ولى دعاه فقال: هل تسمع النداء؟ قال: نعم: قال: فأجب } .
وعن معاذ مرفوعا " الجفاء كل الجفاء والكفر والنفاق من سمع منادي الله ينادي إلى الصلاة فلا يجيبه ".
وعند أيضا مرفوعا:بحسب المؤمن من الشقاء والخيبة أن يسمع المؤذن يثوب بالصلاة فلا يجيبه ".



دخول المسجد لمن أكل بصلا أو ثوما أو نحو ذلك:
قالr :{ من أكل من هذه الشجرة – يعنى الثوم – فلا يقربن مساجدنا } .
وقال r:{ من أكل من هذه الشجرة فلا يقربنا ولا يصلين معنا } { صحيح رواه الشيخان ].
وقالr:{ إياكم وهاتين البقلتين أن تأكلوهما وتدخلوا مساجدنا، فإن كنتم ولابد آكليها، فاقتلوهما بالنار قتلا }. .
وقالr:{ من أكل البصل والثوم والكرات فلا يقربن مسجدنا؛ فإن الملائكة تتأذى مما تتأذى منه بنو آدم } .
إن هذه الأحاديث تثبت النهي عن دخول المساجد على من أكل شيئا له رائحة مكروهة. فلاشك أنه يستلزم منع دخول المساجد لمن يشرب الدخان؛ لنتن رائحة الفم، وهي أشد خبثا ونتنا من رائحة البصل والثوم.



الصلاة في الثوب الرقيق أو الضيق:
إذا كان الثوب شفافا أو رقيقا يحدد العورة من تحته، فلا تصح فيه صلاة الرجل إلا أن يكون تحته سروال أو إزار يستر ما بين السرة إلى الركبة. وأما المرأة فلا تصح صلاتها في مثل هذا الثوب إلا أن يكون تحته ما يستر بدنها كله.


أما عن لبس الرجل البنطال الضيق والصلاة فيه فقد قال الشيخ الألباني :
إنه يبطل الصلاة؛ حيث أنه يحدد ويجسم ويصف العورة وخاصة في حالة الركوع والسجود. ولعل ذلك إذا كان البنطلون في غاية الضيق يجسد العورة بارزة كملابس لاعبي السيرك وراقصي البالية، والراجح عند الجمهور صحة الصلاة مع الكراهة وهذا أقرب.


استخدام ورق الجرائد والكتب في لف الأشياء:
لا يجوز استعمال ورق الجرائد والكتب في لف الأشياء أو في مسح القاذورات أو إلقاء هذه الأوراق في سلة المهملات والفضلات، أو إلقائها على الأرض، كما هو منتشر وشائع؛ لأن هذه الأوراق قد لا تخلو من آية قرآنية أو اسم من أسماء الله، وحيث أن كثيرا من الناس يسمون عبد الله وعبد الرحمن وغيره.وقد يكون في هذه الأوراق حديث من الأحاديث الشريفة.



الذهاب للموالد والطواف حول الأضرحة:
الذهاب لزيارة القبور بقصد التبرك والصلاة فيها، حرمها جمهور العلماء وشيخ الإسلام ابن تيمية، واستدلوا بقول الرسولr :{ لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى } فك الله أسره.
كما أن دفن الأموات بالمساجد أو بناء المساجد على القبور لا يجوز؛ فقد نهى الرسول r عن ذلك بقوله {إن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد، إني أنهاكم عن عن ذلك } .
وأما الاحتفال بالموالد فهو بدعة لم تكن في زمن السلف، وتؤدى إلى كثير من المحظورات والمحرمات كالاختلاط والمنكرات وانتهاك حرمة الأموات والمساجد.
وأما الطواف حول الأضرحة فحرام؛ لأنه لا يجوز الطواف بغير بيت الله الحرام. وأما النذور لأصحاب الأضرحة والذبح وإيقاد الشموع لهم، فهو شرك؛ لأنه نذر لمخلوق. والنذر عبادة والعبادة لا تجوز لغير الله.
ويقول الشيخ عبد السلام في السنن والمبتدعات أن من سفال وفساد عقول بعض الناس أنهم صاروا يتبركون بعجل السيد ويتمسحون بعموده للشفاء من وجع الظهر، ويغرزون المسامير في الأشجار المجاورة للمشايخ الأموات للهداية والتبرك.
وجعلوا لكل قبر خاصية، فقير أبى مسعود لإخراج الجان والشياطين والعفاريت من أجساد المتعفرتين والمتعفرتات، وقبر السيدة نفسية للشفاء من رمد العيون، وقبر الشيخ فلان للشفاء من مرض الحمى، وقبر الشيخ فلان لقضاء الحوائج، وقبر الشيخ فلان لتفريج الكروب وقبر الشيخ فلان للفيوضات والإمدادات الإلهية، وقبر الشيخ فلان لقراءة دلائل الخيرات، وقبر الشيخ فلان لقراءة بردة المديح التي فيها من الشر والشرك ما فيها.
ويقول:لما هوت عقول الناس إلى هوة ما لها من قرار وباتوا عن هداية الكتاب العزيز والحكمة النبوية وسيرة سلفنا الصالح وكبرائنا وعظمائنا في مكان سحيق أصبحوا يعتقدون الولاية في كل إنسان بالي الثياب.
وقالوا يجب أن لا ينكر أحد على أحد؛ لأن من اعترض انطرد! إنا لله وإنا إليه راجعون وللأسف هناك بعض الجهال من المسلمين يكتبون مشاكلهم أو طلباتهم في خطابات ويضعونها بالضريح. وبعض الناس يطلب من صاحب الضريح قضاء حاجة أو تفريج كرب، ومنهم من يقول: العارف لا يعرف والشكوى لصاحب البصيرة عيب. ومن النساء من تقول لصاحب الضريح: جئتك اليوم زايره وعاوزة أجيلك المرة القادمة حاملة. إنا لله وإنا إليه راجعون؛ فكل هذا شرك.
قال تعالى:{ قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا } {الإسراء :56}.
وقال تعالى على لسان رسوله:{ قل أنى لا أملك لكم ضرا ولا رشدا } { و إذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان } وقال تعالى:{ وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون } .
وقال r {اعملي يا فاطمة فإني لا أملك لك من الله شيئا }.
قال تعالى:{ لا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذا من الظالمين}
(106) .




أفعال خاطئة في الحفلات:
اختلاط النساء بالرجال وشرب الدخان والرقص والغناء من النساء والرجال، والعزف بالآلات الشيطانية والتعري وكشف العورات ومصافحة الرجال للنساء الأجنبيات والباس الرجل الشبكة، أو دبلة الخطوبة. وهذا لا يجوز؛ لأن الخطبة مجرد وعد الزواج، وأحيانا قيام العروسين بالرقص أمام المدعوين وقيام الناس بالتصفيق والصفير واستئجار المسارح والملاهي والفنادق وفرق الرقص والغناء والزغاريد " الصوت الأحمق "، وذهاب العروس إلى حلاق النساء. كل هذا يحدث في يوم يبدءون به أولى مراحل حياتهم الزوجية، ويطلق على هذه المعاصي اسم فرح !! أهو فرج بمعصية الله؟
ويرى البعض أن مثل العصيان يغتفر لهم يعفي عنه في مثل هذه المناسبات بدعوى أنها ليلة في العمر وأنه سيتولون وأن الله غفور رحيم.
كيف نفرح بالمعصية وكيف تظهر فرحتنا بالمعصية ومبارزة الله بالحرب قال تعالى:{ فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة} وما أمر الزلازل والسيول عنا ببعيد.
فهل الأفراح التي تقام على مثل هذا العبث والضياع وإن صح التعبير هذه المخازي والأحزان، التي تحزن كل مسلم غيور على دينه هو أول ما يبدؤون بها حياتهم الزوجية في الوقت، الذي كان يجب أن يشكروا نعمة ربهم عليهم، ويحفظوا هذه النعمة من هذا العبث والإسراف والحرام وكل ما يغضب الله، وأن يبدؤوا حياتهم الزوجية بطاعة ربهم، وأن يقيموا هذه المناسبة في المسجد وسط ذكر الله ودعوات المصلين، ويتعرفوا على أمر دينهم سنة نبيهم حتى لا تفسد عليهم حياتهم حيث أن فساد الانتهاء من فساد الابتداء. والعبد إذا فسدت بدايته فسدت نهايته إلا أن يتوب توبة صادقة ومعظم النار من مستصغر الشرر، فكم من أفراح بدأت بالمعصية وانتهت بالشجار والمحاكم والأحزان والطلاق وضياع الأبناء، وذلك بسبب فساد الابتداء، ويتوب الله على من تاب.



سماع الأغاني ومشاهدة الأفلام والمباريات:
إن الغناء يولد النفاق في القلب؛ لأنه ما اجتمع في قلب عبد محبة الغناء ومحبة القرآن إلا طرد أحدهما الآخر؛ لأن الغناء قرآن الشيطان.
فقد روى من حديث مرفوع قال قتادة: "لما أُهبط إبليس قال:يا رب لعنتني فما عملي؟ قال السحر، قال:فما قرآني قال الشعر....." وقال تعالى: {قال اذهب فمن تبعك منهم فإن جهنم جزاؤكم جزاء موفورا، واستفزز من استطعت منهم بصوتك }
وقال تعالى: {ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم }
وقال صلى الله عليه وسلم: .
وقال صلى الله عليه وسلم: . وذلك إذا شربوا الخمور واتخذوا القينات وضربوا بالمعارف. وقال:"صوتان ملعونان في الدنيا والآخرة: مزمار عند نغمة ورنة عند مصيبة"، وقال: "ما من راكب يخلو في سيره بالله وذكره إلا كان ردفه ملك ولا يخلو بشعر ونحوه إلا كان ردفه شيطان".
وعندما سئل الإمام مالك عن الغناء قال:"فماذا بعد الحق إلا الضلال "، وقال الإمام الشافعي: إن الغناء لهو وباطل ومن أكثر منه فهو سفيه ترد شهادته، وقال الإمام أحمد عندما سثل عن الغناء قال:الغناء ينبت النفاق في القلب.
وقال ابن القيم عن الغناء أنه من مكايد عدو الله إبليس. وقد أجمع العلماء على تحريم القول الباطل وسماعه، وعلى أن الغناء حرام. ولو كانت الألفاظ التي يتغنى بها من كلمات الله فآلات الطرب حرام، وعلى هذا مضى حكم الأئمة في تفسيق المغني والمستمع للغناء، بل كان القانون المصري سنة 1983 يرد شهادة المغنى والممثل.
أما عن التمثيل وما يدور فيه فهو حرام؛ لأنه إخلال بالمروءة ودلالة على السفه وقلة العقل، وهو مع كل هذا كذب وزور. والتمثيل يكثر فيه الكلام بغير ذكر ال؛له قال صلى الله عليه وسلم:{ لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله؛ فإن كثرة الكلام بغير ذكر الله قسوة للقلب، وإن أبعد الناس من الله القلب القاسي }.
وإن وجود النساء الممثلات مع الرجال فيه من الشر والفساد ما لا يخفي على أحد وقد تضاف الموسيقى والغناء. والمتفرج شريك للمثل في الإثم والذنب؛ لإقراره هذا المنكر، ولإضاعة الوقت والمال في الباطل والحرام، وقد أصبح التمثيل أداة لنشر والفسق والفجور وإشاعة الفاحشة وتربية الأجيال على الأسوة السيئة وتعودهم على صور العري والخلاعة والخيانة مما يعمل على نزع الحياء وإقرار المنكر؛ حتى أصبحت النفوس تقبل أن يشاهد رجل يحتضن امرأة ويقبلها؛ لأنه يمثل دور أبيها أو زوجها، وقد يرقصان ويتعانقان كل هذا بحجة أنه تمثيل.
وكل هذا يراه الأبناء والبنات وأمام الأباء والأمهات. والله هذا عار وخسران مبين.
وأما عن مشاهدة المباريات من كرة ومصارعة، فهذا لا يجوز؛ لأنه إضاعة للوقت فيما لا منفعة فيه. وكذلك رؤية العورات حيث أن عورة الرجل من السرة إلى الركبة، والانشغال عن الصلاة في وقتها مع الجماعة، إنا لله وإنا إليه راجعون.



وأما عن اللعب بالورق والطاولة وغيرها
قال r من لعب بالنرد فقد عصى الله ورسوله".
وقالr:{ من لعب بالنردشير فكأنما غمس يده في لحم الخنزير }.



تم الباب الثاني والى الباب الثالث

تحياتي
السهر29
السهر29
ثالثا:الاعتقادات الخاطئة والخرافات



الاعتقاد بأنه إذا قُتل إنسان في مكان، يخرج عفريته يتمثل للناس ليلا ويخيفهم. وهذه خرافة لا أساس لها. إنما هي أوهام قال تعالى:{ وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا }. بل هذه هي الهامة التي نفاها رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ فقال:r { لا عدوى ولا طيرة ولا هامة، ولا صفر، ولا غول } .


الاعتقاد بأن هناك ساعة نحس في يوم الجمعة – هذا اعتقاد خاطئ، بل العكس هو الصحيح؛ فهناك ساعة سعد يُستجاب فيها الدعاء؛ قال r: {أفضل الأيام عند الله يوم الجمعة} .
وقالr: { يوم الجمعة ثنتا عشرة ساعة، منها ساعة لا يوجد عبد مسلم يسأل الله فيها شيئا إلا آتاه الله إياه، فالتمسوها آخر ساعة بعد العصر} .


الاعتقاد بأن النُفساء من سقط إذا لقيت امرأة متزوجة حاملا في أول حملها، فإنها يفسد حملها، وإن لم تكن حاملا، يتأخر حملها أي كبستها. نعوذ بالله من هذا الجهل فإن الأمور كلها بيد الله سبحانه وتعالى.


الاعتقاد في أن طاسة الطربة أو الخضة تبرئ المذعور: وهى طاسة من النحاس بها أربعون مفتاحا تملأها ماء وتضعها ليلة على ظهر البيت مكشوفة للسماء ثم يتجرعها المذعور صباحا، أياما معلومة، فيبرأ مما به. إنا لله وإنا إليه راجعون ما بعد الجهل إلا الضلال. قال تعالى:{ ألا بذكر الله تطمئن القلوب (28) }


الاعتقاد بأن الإناء إذا كُسرن فإنه أخذ الشر وراح: هذا ليس صحيحا فإن كسر الإناء لم يأخذ الشر ولا الخير. فالأمور كلها مقدرة بقدر الله. والصواب أن نقول قدر الله وما شاء فعل.


الاعتقاد بأن الزواج في شهر المحرم حرام: هذا اعتقاد خاطئ حيث أن الزواج جائز في أي وقت وكذلك الاعتقاد بأن الزواج في شهر شوال يورث الضنك والنزاع، فهذه عائشة رضى الله عنها تزوجت رسول الله في شوال ولم يكن هناك من النساء من هي أحب إليه منها.


الاعتقاد بأن القفز فوق النار يزيل نظرة العين "الحسد ". يحدث هذا عندما يرقون من به النظرة باعتقاد أن هذا التخطي يتمثل بصورة العائن فيقلعون عين هذا التمثال زاعمين أن ذلك يصرف السوء عن المعين. وإذا عرفوا العائن لهم احتالوا للحصول على قطعة من ثيابه وحرقوها معتقدين أن ذلك يبطل أثر العين.


الاعتقاد بأن كنس المنزل بالليل يورث الفقر، هذا من الخرافات ومنها أيضا ترك بعض الناس تنظف البيت وكنسه عقب سفر أحد من أهله؛ تشاؤما وظنا أن ذلك إن حدث فلن يرجع المسافر، وكذلك منع إبرة الخياطة والمنخل ليلا.


الاعتقاد بأن تعليق التمائم والخرزة، وحدوة الحصان، والكف "خمسة وخميسة" وقرن الفلفل، والحذاء القديم، والحظاظة وما شابه ذلك يمنع الحسد، كل هذا شرك قال:r { من علق تميمة فلا أتم الله له ومن علق ودعة فلا أودع الله له} ، وقال :{ استعيذوا بالله من العين فإن العين حق}. .
وقالr:" من علق تميمة فقد أشرك ".


الاعتقاد بأن الأحجبة تجلب الرزق، أو تمنع الحسد، أو تحبب الزوج في زوجته – أو تمنع بكاء الطفل. كل هذه خرافات لا أساس لها من الشرع.


الاعتقاد في السحرة والعرافين {فتح المندل – قراءة الكف والفنجان – فتح الكتاب – برجك اليوم} قال :{ من أتى عرفا فسأله عن شيء، لم تقبل له صلاة أربعين ليلة} .
وقالr: { من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد } .
فلا يجوز الذهاب للسحرة والعرافين وقراءة الكف والفنجان وقراءة حظك اليوم؛ لأن كل هذا من الكهانة. قال e: { لا تأتوا الكهان } .


التشاؤم من الدخول بنحو لحم أو باذنجان أو بلح أحمر أو ذهب على المرأة في أيام نفاسها، زاعمين أن ذلك يكبسها ويمنع نزول اللبن. وكذلك دخول من قدم من سفر أو حلق لحيته لتوه. كل ذلك غير معقول. وتأخر اللبن ناشئ من تسلط الوهم على الوالدة فتختل الدورة الدموية في جسدها فتؤثر على إدرار اللبن.

التشاؤم إذا جاء أحد العيدين يوم الجمعة – وكيف يكون شؤما يوم يجتمع فيه عيدان؛ عن زيد ابن أرقم قال: اجتمع عيدان على عهد رسوله الله r في يوم واحد، فصلى العيد في أول النهار وقال: يا أيها الناس إن هذا يوم قد اجتمع لكم فيه عيدان} .


التشاؤم من كثرة الضحك وقولهم اللهم اجعله خيرا. كثرة الضحك لا تجلب شرا ولا تمنع خيرا. ولكن قد نهانا الرسول e من كثرة الضحك حيث قال " لا تكثروا الضحك، فإن كثرة الضحك تميت القلب } .
{وكان r لا يضحك إلا تبسما } .


التشاؤم من صوت البومة أو الغراب والحدأة، وطنين الأذن، ورفيف العين، وأكلان اليد، وتنميل القدم.
قال r: { لا عدوى ولا طيرة ولا هامة، ولا صفر، ولا غول } .
والطيرة تعنى التشاؤم. فلا يجوز التشاؤم أو التفاؤل من أي شيء؛ لأن الأمور كلها بيد الله.
وفي حديث ابن عمر مرفوعا:{ من عرض له من هذه الطيرة شيء فليقل: اللهم لا طير إلا طيرك ولا خير إلا خيرك ولا إله غيرك } .
وقال عكرمة: كنا جلوسا عند ابن عباس رضى الله عنهما، فمر طائر يصيح. فقال رجل من القوم: فقال ابن عباس:لا خير ولا شر.


التشاؤم من ذكر كلمة الموت وقولهم: بعيد الشر أو الشر برة وبعيد. قال r :"أكثروا من ذكر هادم اللذات الموت، فإنه لم يذكره أحد في ضيق من العيش ألا وسعه عليه ولا ذكره في سعة إلا ضيقها عليه " .


التشاؤم من اللون الأسود أو الأزرق: هذا لا يجوز؛ لأن التشاؤم من أي شيء شرك؛ لقوله :r { الطيرة شرك الطيرة شرك. الطيرة شرك} والطيرة تعنى التشاؤم .
قال ابن مسعود:{ وما منا إلا... لكن الله يذهبه بالتوكل } فالتشاؤم من ألوان معينة أو أيام معينة أو أرقام معينة أو أشخاص معينين أو أي شيء لا يجوز؛ قال الله عز وجل:{ قل لن يصيبنا إلا ما كتب لنا } .


الاعتقاد بأن المرأة هى المسؤولة عن إنجاب الذكور.
للأسف الشديد هناك بعض من الرجال يحزن إن لم تلد له زوجته ذكورا، وإذا بشر بأن زوجته ولدت له بنتا أصابه الهم والحزن، وتحدث المشكلات وقد يصل الأمر إلى الطلاق، وفي هذا الأمر خطأ وإثم من جهتين :

الأولى: إنه اعتراض على قدر الله القائل سبحانه:{ لله ملك السماوات والأرض يخلق ما يشاء يهب لهم يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور، أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما} .

الثانية: مشابهة أهل الكفر الذين كانوا كما قال عنهم ربهم جل وعلا: { و إذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم، يتوارى من القوم من سوء ما بُشر به } .
مع العلم أن التجارب والأبحاث العلمية الحديثة قد أثبتت أن نوع المولود لا دخل للأم فيه مطلقا، وأن الرجل هو الذي يحمل أيا من النوعين بإذن الله، وهذا ما كانت المرأة القديمة تعتقده بفطرتها السليمة، فهذه امرأة رجل يسمى أبو حمزة هجرها؛ لأنها لم تلد له بنينا، فقالت:

ما لأبى حمــزة لا يأتينــا ويذهب للبيت الذي يلينـا
تراه حيـران غضبـــان لأ ننا لم نلـد له البنينـــا
والله ما هذا لعيـب فينــــا فنحن كالأرض لزارعينـا
ننبت ما قد ألقى فينا



تم الباب الثالث والى الباب الرابع

تحياتي
السهر29
السهر29
رابعا:المعاملات المادية الخاطئة


تبادل الذهب بالذهب مع أخذ أو دفع الفرق: فإن هذا لا يجوز لقوله r:لا تبيعوا الذهب بالذهب ولا الورق بالورق، إلا وزنا بوزن مثلا بمثل سواء بسواء .
وقال :rمن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يأخذن إلا مثلا بمثل – يعنى الذهب بالذهب .
وقال :rالذهب بالذهب، والفضة بالفضة، والبر بالبر، والشعير بالشعير، والتمر بالتمر، والملح بالملح، مثلا بمثل يدا بيد، فمن زاد أو استزاد فقد أربى والآخذ والمعطى سواء .
وثبت في الصحيحين وغيرهما في قصة بلا ل رضى الله عنه أنه جاء إلى النبي r بتمر جيد فقال له أكل تمر خيبر هكذا. قال :لا ولكننا نبتاع الصاع من هذا بالصاعين، والصاعين بالثلاثة. فقال رسول الله :rأوّه لا تفعل! عين الربا عين الربا – قال :r بع الجمع بالدراهم ثم اشتر بالدراهم جنيبا – أي تمر جيد.
العمل في تفصيل الملابس الخارجية للنساء الضيقة والقصيرة والشفافة والمفتوحة من الخلف أو الأمام. كل هذا لا يجوز؛ لأن هذا يعمل على إظهار المفاتن ويشجع على الإثارة والفاحشة قال تعالى:{ إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة } .
من المعاملات الخاطئة بيع ما لا تملكه، فلا يجوز للإنسان أن يبيع شيئا لا يملكه؛ لقوله :rلا تبع ما ليس عندك .

فمثلا رجلا يريد شراء سلعة وليس عنده ثمنها، فيذهب إلى من عنده المال فيشتريها له ثم يأخذ منه الثمن مؤجلا أكثر من ثمنها حيلة على الربا واضحة جدا قال تعالى:{ يمحق الله الربا ويربي الصدقات } .

أما إذا اشتراها وتسلمها ودخلت في ملكه وضمانه ثم باعها نسيئة فلا حرج، قال :r {الخراج بالضمان }.

بيع العينة: وهو أن يشترى الإنسان سلعة من التاجر بثمن مؤجل "بالقسط" ثم يبيع هذه السلعة لنفس التاجر بثمن مدفوع له نقدا، ثم يسدد الأقساط كما هو متفق. فهذا تحايل وهو عين الربا، أي بيع العينة، قال:r { إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد، سلط الله عليكم ذلا، لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم } .

أكل أموال الناس بالباطل من أخذ رشوة أو خلو الرجل – أو الهدايا لإنهاء مصلحة – أو أخذ مبلغ من المال نظير ختم الاستمارات بختم النسر.

قال :r"كل جسد نبت من سحت فالنار أولى به". أو استخدام السيارات الحكومية للتكسب منها.
قال:r"يأتى على الناس زمان ما يبالي الرجل من أين أصاب المال؟ من حلال أو حرام

وقال تعالىوليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا )

القرض أو الاقتراض بفائدة هذا ربا قال:r"درهم ربا يأكله الرجل هو أشد عند الله من ستة وثلاثين زنية "

قال:r"ما ظهر في قوم الربا والزنا إلا أحلوا بأنفسهم عقاب الله "
بيع الصور التي فيها الروح وكذلك التماثيل: هذا حرام قال:r"لا تدخل الملائكة بيتا فيه تماثيل أو تصاوير "

فلا يجوز بيع الصور والتماثيل التي فيها الروح ولا وضعها بالبيوت والمحلات التجارية.




تم الباب الرابع والى الباب الخامس
السهر29
السهر29
خامسا:الأسماء الخاطئة


ينبغي للمسلم أن يختار من الأسماء أحسنها، كاسم عبد الله وعبد الحمن وأحمد ومحمد ونحوهم من الأسماء الحسنة لما جاء في الحديث الذي رواه ابن عمر رضى الله عنهما مرفوعا: أحب أسمائكم إلى الله عبد الله وعبد الرحمن .

فينبغي للمسلمين أن يحبوا من الأسماء ما أحبه الله لهم، فهم يدعون يوم القيامة بأسمائهم وأسماء آبائهم، كما روى أبو داود بسنده:{ إنكم تدعون بأسمائكم وأسماء آبائكم فـأحسنوا أسماءكم} .

ومن الأسماء الخاطئة الموجودة في مجتمعاتنا:
عبد الموجود: وهو خطأ وصوابه عبد الواجد؛ لأن الموجود ليس من الأسماء الحسنى.

عبد العال: وهو خطأ وصوابه عبد الأعلى أو عبد المتعال أو عبد العلي؛ لأن العال ليس من أسماء الله الحسنى.

عبد الستار: وهو خطأ وصوابه عبد الستير؛ لأن الستار ليس من الأسماء الحسنى.

عبد العاطي: وهو خطأ وصوابه عبد المعطي؛ لأن العاطي ليس من الأسماء الحسنى.

عبد النبي: وهو خطأ وصوابه عبد رب النبي.

وعبد الرسول: وهو خطأ وصوابه عبد رب الرسول.

عاصية، وحزن، وأصرم وأفلح ونجيح ويسار ورباح لما يأتى :

فقد ورد أن النبي r كان يكره الأسماء القبيحة ويغيرها؛ فقد روى ابن عمر رضى الله عنهما أن رسول :rغير اسم عاصية وقال:أنت جميلة {صحيح رواه مسلم }.

وعن سعيد بن المسيب بن حزن أن أباه حزنا جاء إلى النبي r فقال له: { ما اسمك؟ قال:حزن، قال:أنت سهل، قال:لا أغير اسما سمانيه أبى !! قال ابن المسيب فما زالت الحزونة فينا بعد }

وجاء في سنن أبى داود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل "ما اسمك؟ قال:أصرم:قال:أنت زرعة".

وروى سمرة بن جندب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"لا تسمين غلامك أفلح ولا نجيحا ولا يسارا ولا رباحا فإنك إذا قلت: أثم هو؟ قالوا:لا "

واسم عزرائيل اسم خطأـ والصحيح أن نقول ملك الموت؛ لأنه لم يثبت أن اسمه عزرائيل.

كذلك ينبغي للمسلم أن يبتعد عن أسماء مثل:الفأر، القط، السيسى، البغل، ما لم تكن ألقابا متوارثة اشتهرت عن آبائهم، كما رأينا في الصحابة زينب بنت جحش، وعبد الله بن حمار، وفاطمة بنت أسد رضى الله عنهم.





الخاتمة
أيها الأخ المسلم:هذه نصائح إليك في كتاب الله وسنة نبينا r وفقنا الله لجمعها وصياغتها فإن أصبت فهذا من فضل الله وحده. وإن كان خطأ فمن نفسي ومن الشيطان، والله منه بريء وما أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بال.له وما نريد إلا أن نرى المسلمين جميعا بكتاب الله وسنهة نبيه r عاملين، وإلى الله داعين، ولما اندرس من السنن محبين، ولأهل الشركيات واعظين وناصحين، وللغش والخيانة والمكر والخديعة وأكل الحرام والإيمان الكاذبة والغضب والنهب والرشوة والسرقة والقتل والزنا وأذى الجار والفحش في القول واللعن والبخل والشح والحقد والحسد والكبر والغيبة والنميمة والتشاحن والتدابر والحلف بغير الله والنذر لغيره والغدر وخلف الوعد لكل هذا تاركين، ولجميع الرذائل والفواحش ما ظهر منها وما بطن مبتعدين، وآمرين بالمعروف وناهين عن المنكر.
فعن عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال:كنت عاشر عشرة من المهاجرين عند رسول الله r فأقبل علينا رسول الله r بوجهه فقال:
"يا معشر المهاجرين خمس خصال أعوذ بالله أن تدركوها: ما ظهرت الفاحشة في قوم حتى أعلنوا بها إلا ابتلوا بالطواعين والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا، ولا نقص قوم المكيال إلا ابتلوا بالسنين وشدة المؤونة وجور السلطان، وما منع قوم زكاة أموالهم إلا مُنعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا، ولا خلف قوم العهد إلا سلط الله عليهم عدوا من غيرهم، فأخذوا بعض ما في أيديهم، وما لم تعمل أئمتهم بما أنزل الله في كتابه إلا جعل الله بأسهم بينهم "
وكل هذا الذي حل بأمتنا من ضعف ووهن وضنك إنما كان بمعاصينا وذنوبنا (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون) .
بتركنا الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وتفريطنا في أعظم وأول ما فرضه الله علينا وهو التوحيد، وما وقع منا من التهاون في أول ما نهانا الله عنه وهو الشرك به، وأعلن الناس المعاصي وجهروا بها فكان غضب الله وعذابه.
ذكر أبو عمر بن عبد البر عن أبى عمران، قال:r
"بعث الله عز وجل ملكين إلى قرية أن دمروها بمن فيها فوجدوا فيها رجلا قائما يصلى في مسجد فقالا: يا رب إن فيها عبدك فلانا يصلى، فقال الله عز وجل: دمراها ودمراه معهم فإنه ما تمعر وجهه في قط "
ولما زلزلت الأرض على عهد عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال: أيها الناس ما كانت هذه الزلزلة إلا على شيء أحدئتموه. والذي نفسي بيده لئن عادت لا أساكنكم فيها أبدا. (رواه ابن أبى الدنيا).
وذكر ابن أبى الدنيا عن أنس بن مالك أنه دخل على عائشة رضى اله عنها ومعه رجل آخر فقال لها الرجل: يا أم المؤمنين حدثينا عن الزلزلة. فقالت: إذا استباحوا وشربوا الخمور وضربوا بالمعازف غار الله في سمائه، فقال للأرض تزلزلي بهم. فإن تابوا ونزعوا وإلا هدمها عليهم. قال: يا أم المؤمنين: أعذابا بهم؟ قالت: بل موعظة ورحمة للمؤمنين ونكالا وعذابا وسخطا على الكافرين. فقال أنس: ما سمعت حديثا بعد رسول الله :r أنا أشد فرحا به منى بهذا الحديث.

وختاما:هذا ما تيسر جمعه من الأخطاء الشائعة في أقوالنا وأفعالنا ومعاملاتنا وأسمائنا. ونسأل الله عز وجل أن يكون هذا العمل خالصا لوجهة الكريم، كما نسأل كل من قرأ هذا الكتاب أن يدعو بظهر الغيب لكل من شارك في جمع الكتاب، وإن كان هناك أخطاء شائعة أخرى لم ترد في هذا الكتاب فنرجو إرسالها ليمكن إضافتها في الطبعات القادمة إن شاء الله.

وأخر دعوانا أن الحمد الله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله وصحبه أجمعين.




تم الكتاب بحمدالله

منقول للفايده الله جزاء صاحب الموضوع خير الجزاءوجعل عمله خالص لوجه الله
اسفه على الاطاله