السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
لفت أنتباهي في مواضيعكم وفي الدعاء في الرقية الدعاء على الساحر والخادم والحارس و عدم تطرقكم
لذلك الظالم الأول من سعى في طلب الأذية للناس وربما دفع الكثير لأطماع دنيويه هل كان يعلم حجم معاناة المبتلى التي ربما تفقد البعض دينه فإن كان يعلم فهذا أعظم
الايستحق تسليط الدعاء عليه؟
ما هوالأسلوب الذي يجب التعامل به مع هذه الفئة من الناس؟
المشرفه / منبع العدل ..
حياكم الله أختي منبع العدل
وكل من يقرأ
أشكرك على هذا السؤال الجيد
من وجهة نظري أن الدعاء على الناس هنا ليس في مكانه من باب قوله تعالى :
( ولاتستوي الحسنة ولاالسيئة ادفع بالتي هي أحسن )
ثم أن الذي سعى بالسحر هو سبب والابتلاء من الله فنحن الآن أمام مشكلة وقعت و من سعى بالسحر كانت خطواته قبل السحر
ونحن الآن يجب أن نواجه المشكلة ولانريد تعويد الناس على الانتصار للنفس
فمن ابتلى المسحور هو الله ويجب العودة لله
حتى وإن عرفنا من سحر فبيننا وبينه كتاب ربنا فالسحر قد وقع الآن ويجب أن ننسَ من سعى بالسحر ولاشك أن للابتلاء حكمة يعلمها الله وقد نجهلها نحن
و المريض تأذى ممن طلب السحر وممن صنع السحر ولعل الخدام والحراس هم المجرمون الحقيقيون بالاستمرار بالسحر والبحث عن إتمامه
وملاحقة المريض بالأذية ولذلك تجد لدى المسحور الخوف الشديد بسبب ملاحقة الحراس له
و هناك مقطع صوتي منتشر بين الناس وهو رقية السحر بالدعاء
حيث قام القارئ بالدعاء على السحرة والمشعوذين والمردة وغيرهم
هل تعلمون ماهي أضرار هذا الدعاء سبق أن أجريت عدة تجارب على ذلك ورصدت لكم جملة من الأضرار
أضرار الدعاء على المشعوذين والمردة :
1 - أنه محضر للمردة في منزلك وقد تصاب بالمس بسبب ماسمعوا من الدعاء عليهم فقد يكون منهم برئ ويرى أن هذا الدعاء موجه له وقد ينتقم ولاشك أن انتقام المارد ليس كانتقام غيره لما حباه الله من مقدرات تختلف عن غيره وهم لايعذرون بالجهل
2 - أن الرقية بكتاب الله طاردة للشياطين وبغيره قد تكون محضرة إن كانت مما يثيرهم
3 - يجب أن يكون الدعاء والسؤال بأن يشفي الله المريض وأن يبطل عقدته ولابأس بتنويع الدعاء لأن من يسمع الرقية قد يكون مسحورا بنوع وغيره بآخر
ولا أجد أي فائدة من الدعاء على المردة
4 - الأفضل أن تكون الرقية بكتاب الله مع الدعاء حتى تكون محصنة للمنزل قبل المريض فالمسحور تحيط به في الغالب هالة من الحراس والشياطين على حسب نوع سحره
فضل العفو
ولذلك من أعظم مراتب العفو والصفح أن يفعو الإنسان عمن ظلمه ويدعو له لا عليه
وإن أراد الدعاء فعليه بدعاء الأنبياء اللهم انصرني اللهم ارحمني
والمهم هو ليس الدعاء على الناس فقد يكون الابتلاء رحمة قال تعالى : ( ونبلوكم بالخير والشر فتنة ) ذُكر في تفسير الآية مايلي : قال : نبلوهم بما يحبون وبما يكرهون ، نختبرهم بذلك لننظر كيف شكرهم فيما يحبون ، وكيف صبرهم فيما يكرهون .
ومن أفضل الطرق التي يجب أن نتعامل بها مع هؤلاء الفئة هو هجرانهم وقد سألت شيخنا في فتوى نشرت في المنتدى سابقا هل يجوز قطعية من ثبتت أذيته من سحر و عين خصوصا إن كان من الأقارب فأجاب نعم وذكر بعض التفاصيل
و لو كان هذا الشخص من المتحتم علي أن أراه فعلى المتأذي أن يعامله معاملة سطحية فلا يظهر التحدي حتى لايؤذيه ولا الخوف حتى لايتشمت به فالحكمة مطلوبة هنا
ولعل كظم مافي النفس هو من أهم الطرق الواقية بتوفيق الله
قال تعالى : ( وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين )
ولن يضر المسلم أن يجمع من الحسنات والخيرات في طريق الآخرة مهما كانت الوسيلة
ويجب أن يكون المسلم شجاعا ولايهتم فأعرف الكثير ممن كانوا يتوهمون أن فلانا أصابهم بشئ من الضرر ومن السحر وهو برئ من السحر كبراءة الذئب من دم يوسف
و مع ذلك كاد الخوف أن يقتلهم فيذهبون للرقاة ولديهم أعراض السحر النفسية وليس من السحر بشئ ولكنه الخوف والوسواس وعدم الرضا بقدر الله خيره وشره
وخصوا أن هناك فئة من المرضى يرى أنه إذا أصيب بالسحر أنه يجب عليه أن يشفى حالا
بحلال أو بحرام ونسى أو تناسى أن بعض المسحورين قد يتأخر شفائه حتى ولو كان حالة سهلة لحكمة يعلمها الله
وقد يشفى المسحور ممن يصنف أنهم من الحالات الصعبة وماهي إلارحمة الله
فقد يتأخر شفاء فلان لأن سبب السحر هو الذنوب والمعاصي والابتلاء يكون بمثابة التمحيص له
والتنقية وهو لايرضى بالسحر ولذلك أحيانا قد ننهى عن سب الأمور المؤذية مثل والريح والشمس
لأنها قد تكون من جنود الله ومايعلم جنود ربك إلا هو
النهي عن سب الأمور الكونية :
سب الدهر :
من الناس من يفعل عند النوازل والمصائب ما كانت تفعله العرب من سب الدهر والزمان فقد ورد في الصحيحين عن أبي هريرة مرفوعا : ( قال الله عز وجل : يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر أقلب الليل والنهار ) وفيهما ( لا يقولن أحدكم يا خيبة الدهر فإن الله هو الدهر ) .
نعيب زماننا والعيب فينا - ومالزماننا عيب سوانا
سب الريح :
عن أُبي بن كعب -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( لا تسبوا الريح، فإذا رأيتم ما تكرهون فقولوا: اللهم إنا نسألك من خير هذه الريح وخير ما فيها وخير ما أُمرت به، ونعوذ بك من شر هذه الريح وشر ما فيها وشر ما أُمرت به ) صححه الترمذي
فالريح مخلوق من مخلوقات الله مسخر، وهي واحدة الرياح، يجريها الله جل وعلا كما يشاء، وهي لا تملك شيئا، كالدهر لا يملك شيئا، ولا يدبر أمرا.
فسب الريح كسب الدهر، يرجع في الحقيقة إلى أذية الله جل وعلا لأن الله هو الذي يصرف الريح كيف يشاء، يأتي بالريح بأمر مكروه، فيُذكِّر العباد بالتوبة والإنابة، ويذكر العباد بمعرفة قدرته عليهم، وأنه لا غنى لهم عنه جل وعلا طرفة عين، ويأتي بالريح فيجعلها رياحا، فيسخرها جل وعلا لما فيه مصلحة العباد
سب الشمس والقمر :
فلا يجوز سب الشمس أو القمر لأن الله تعالى سخرهما لمنفعة الخلق، كما قال الله تعالى: وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ .
قال الإمام ابن جرير الطبري: يتعاقبان عليكم أيها الناس بالليل والنهار لصلاح أنفسكم ومعاشكم. انتهى.
وقد روى أبو داود عن ابن عباس أن رجلاً لعن الريح. وفي رواية: أن رجلاً نازعته الريح رداءه على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فلعنها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تلعنها فإنها مأمورة، وإنه من لعن شيئاً ليس له بأهل رجعت اللعنة عليه.
فنهاه النبي صلى الله عليه وسلم عن لعن الريح التي نازعته رداءه لأنها مأمورة، قد أمرها الله ليس لها إرادة أو اختيار.
وهكذا من سب الشمس والقمر على أذى لحقه منهما ينهى عن ذلك، لأن سبه بغير حق، لأنهما مسخران مأموران ليس لهما إرادة أو اختيار.
سب الحمى
عن جابر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن رَسُول اللَّهِ
دخل على أم السائب أو أم المسيِّب فقال: (ما لك يا أم السائب أو يا أم المسيب تزفزفين ) قالت: الحمى لا بارك اللَّه فيها. فقال: (لا تسبي الحمى فإنها تذهب خطايا بني آدم كما يذهب الكير خبث الحديد) رَوَاهُ مُسْلِمٌ.و الحمى مرض والسحر مرض فيجب الفرحة برحمة الله لنا بأن ابتلانا وقد يكون من صنع السحر ممن أسدى للمسحور معروفا وهو لايشعر ...
الشيخ /عبدالله الخليفه ..حفظه الله ..
نسأل الله لنا ولكم العفو والعافيه ..
المصدر : منتديات الشيخ عبد الله الخليفه
منقول