ألا يكفيك أنك في عيني وقلبي أفضل وأجمل النساء؟

<H3 style="MARGIN-TOP: 0px; MARGIN-RIGHT: 20px" align=center><FONT color=#336699>منذ زمن طويل وهو مستقر في أقصى ركن من خزانة ملابسها، عندما وقع بصرها عليه أثار شجونها وذكرياتها إنه "فستان زفافها" أخذت تتأمله (لقد بهت لونه وانتهى عصره تماماً مثل صاحبته) هذا ما دار بخلدها.<BR>وبجواره كانت تقبع علبة قطيفة التقطتها وفتحتها وأخذت تتامل الخاتم الماسي الذي كان هدية زواجها ومعه توجد بطاقة صغيرة معطرة كتب فيها (إلى زهرتي الجميلة) وأخذتها الذكريات بعيداً بعيداً.<BR>انتبهت على ارتفاع حدة النقاش بين ابنتها الكبرى المتزوجة حديثاً وابنها الأكبر زيد ، فكل منهما يريدها معها، فاطمة تريد أن تصحبها عند طبيبة أمراض النساء وزيد مصمم أن تصاحبه وعروسه لتختار لهما بذوقها الرفيع أثاث بيت الزوجية، حسم أبوهما النقاش بأنها تستعد الآن لتخرج معه هو لزيارة شقيقته المريضة.<BR>معتادة هي على سماع تلك المناقشات فهي كأم تمثل نقطة التوازن ومحور الحركة في البيت ، وإليها يلجأ الصغير والكبير في حل مشاكلهم ، واحتواء متاعبهم ، وتفجير طاقاتهم.<BR>أخذت تستعد للخروج وعندما وقفت أمام المرآة رددت الدعاء (اللهم كما حسّنت خْلقي فحسن خُلُقي وحرم وجهي على النار).<BR>فاجأها زوجها بدخوله صائحاً:: ألم تستعدي بعد ، حانت منه التفاتة إلى بطاقة الإهداء التي كان قد كتبها لها في ذلك الزمن الجميل ، فأخذها وأعاد قراءتها: "إلى زهرتي الجميلة". ابتسمت قائلة: ذبلت الزهرة الجميلة!!<BR>قال: لا- والله- بل أينعت وأثمرت ثماراً طيبة نافعة وقامت خير قيام بدورها الذي أراده الله لها ، ثم هبي أن الزهرة ذبلت وجرت عليها سنة الله في خلقه ألا يكفيها أنها ملأت الدنيا بشذاها وعبقها الطيب؟<BR>وإذا كان جمال المرأة مثل عبير الزهرة قصير العمر محدود الأثر فإن عطاءها هو عبيرها الدائم.<BR>ثم ما هي حكايتك اليوم يا أم زيد ؟ ومنذ متى وأنت تقفين كل هذا الوقت أمام المرآة ؟ ألا يكفيك أنك في عيني وقلبي أفضل وأجمل النساء؟<BR>خفضت وجهها في خفر وهي تقول:<BR></FONT>"لا عليك يا ابا أحمد... فقد كنت أضبط حجابي" </H3>

.........
سامية عبدالرحيم