الجيل الجديد . @algyl_algdyd_1
عضوة شرف في عالم حواء
ألحقنا بهم ذريتهم
يخبر الله تعالى عن فضله وكرمه وامتنانه
ولطفه بخلقه وإحسانه، أن المؤمنين إذا اتبعتهم ذرياتهم في الإيمان
يلحقهم بآبائهم في المنزلة، وإن لم يبلغوا عملهم لتقر أعين الآباء بالأبناء
فيجمع بينهم على أحسن الوجوه بأن يرفع الناقص العمل بكامل العمل
ولا ينقص ذلك من عمله ومنزلته للتساوي بينه وبين ذاك
ولهذا قال: { ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء}
قال ابن عباس: إن اللّه ليرفع ذرية المؤمن في درجته وإن كانوا دونه في العمل
لتقرَّ بهم عينه، ثم قرأ:
{ والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم
وما ألتناهم من عملهم من شيء} "
"أخرجه ابن جرير عن ابن عباس موقوفاً
ورواه البزار عنه مرفوعاً"".
===============
1. قال ابن قيم الجوزية رحمه الله :
" وقد اختلف المفسرون في " الذرية " في هذه الآية
هل المراد بها : الصغار ، أو الكبار ، أو النوعان
على ثلاثة أقوال . ....
ثم قال :
واختصاص " الذرية " ههنا بالصغار : أظهر
لئلا يلزم استواء المتأخرين بالسابقين في الدرجات
ولا يلزم مثل هذا في الصغار
فإن أطفال كل رجل وذريته معه في درجته ، والله أعلم " انتهى .
"حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح" (ص 279-281) باختصار .
=======
2. قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :
" إذا كان الأولاد سعداء ، والأب من السعداء :
فإن الله تبارك وتعالى يقول في كتابه :
( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ
وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ ) يعني :
أن الإنسان إذا كان له ذرية ، وكانوا من أهل الجنة :
فإنهم يَتبعون آباءهم ، وإن نزلت درجتُهم عن الآباء
ولهذا قال : ( وَمَا أَلَتْنَاهُمْ ) أي : ما نقصنا الآباء
( مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ ) بل الآباء بقي ثوابهم موفَّراً
ورُفعت الذرية إلى مكان آبائها
هذا ما لم يَخرج الأبناء عن الذرية بحيث ينفردون بأزواجهم
وأهليهم ، فيكون هؤلاء لهم فضلهم الخاص
ولا يلحقون بآبائهم ؛ لأننا لو قلنا :
كل واحد يلحق بأبيه ولو كان له أزواج
أو كان منفرداً بنفسه : لكان أهل الجنة كلهم في مرتبة واحدة
لأن كل واحد من ذرية من فوقه ، لكن المراد بالذرية :
الذين كانوا معه ، ولم ينفردوا بأنفسهم ، وأزواجهم ، وأولادهم
فهؤلاء يرفعون إلى منزلة آبائهم
ولا يُنقص الآباء من عملهم من شيء " انتهى .
"فتاوى نور على الدرب" ( شريط 324 ، وجه : أ ) .
==========
3. وقال رحمه الله - أيضاً - :
" ثم قال عز وجل :
( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ ) الطور/21
الذين آمنوا واتبعتهم الذرية بالإيمان
والذرية التي يكون إيمانها تبعاً : هي الذرية الصغار
فيقول الله عز وجل : ( أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ )
أي : جعلنا ذريتهم تلحقهم في درجاتهم .
وأما الكبار الذين تزوجوا : فهم مستقلون بأنفسهم في درجاتهم
في الجنة ، لا يلحقون بآبائهم ؛ لأن لهم ذرية ، فهم في مقرهم
أما الذرية الصغار التابعون لآبائهم : فإنهم يرقَّون إلى آبائهم
هذه الترقية لا تستلزم النقص من ثواب ودرجات الآباء
ولهذا قال : ( وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ )
( ألتناهم ) يعني : نقصناهم ، يعني : أن ذريتهم تلحق بهم
ولا يقال أخصم من درجات الآباء بقدر ما رفعتم درجات الذرية
بل يقول : ( وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ ) " انتهى .
"تفسير القرآن من الحجرات إلى الحديد" (ص 187) .
والله أعلم
=======
2
259
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
زائرة
•
سبحان الله كلام درر
الصفحة الأخيرة
شفتي ردي صل ع الرسول واذكري ربك ~
لا اله الا الله سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ~