
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين .
أما بعد :
أضع بين أيديكم أحبتي هذه المجموعة من الألعاب الأسرية سائلاً المولى القدير
أن يجعلها خالصةً لوجهه الكريم ، وأن ينفع بها جميع الأحبة ، وأن تلقى استحسانكم وتفاعلكم .
ألـعـاب أسـريـة
إدخال السرور على نفسية الطفل والترويح عنه مطلب مشروع ولا شك ،
واللعب الهادف أحد الوسائل التي تستخدم في ذلك ، لكن لاينبغي أن يقتصر
دور اللعب على الترويح وإدخال السرور ، بل إن اللعب له أغراضه التربوية
التي تعمل على بناء شخصية الطفل في جوانبها المتعددة ، فهو يقوي جسمه ،
وينمي فكره ، ويمد أفاق التواصل الاجتماعي ، ويعود على العمل الجماعي ،
كما أنه يساعد على تحمل المشاق ، وكذلك التدريب على بعض الأمور ،
وقد كان المسلمون يستعينون باللعب على تعويد الأطفال الصبر على الجوع ،
عندما كانوا يعودونهم على الصيام كما كانوا يستعينون بها على تعليم البنات رعاية الأولاد .
فعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت:"دخل علي النبي – صلى الله عليه وسلم-
وأنا ألعب بالّلُعب، فرفع الستر وقال: ما هذا يا عائشة ؟ فقلت : لعب يا رسول الله .."
الحديث .(رواه ابن حبان) .
قال ابن حجر :( واستدل بهذا الحديث على جواز اتخاذ صور البنات واللعب ،
من أجل لعب البنات بهن ، وخص ذلك من عموم الني عن اتخاذ الصور ،
وبه جزم عياض ونقل عن الجمهور ، وأنهم أجازوا بيع اللعب للبنات لتدريبهن
من صغرهن على أمر بيوتهن وأولادهن ) .
وقد كان السلف –رضوان الله عليهم – يقدرون أهمية اللعب بالنسبة للأطفال فلم يمنعوهم منها ،
بل كانوا يمنعون من ينهاهم عنها فـ (عن الحسن أنه دخل منزله وصبيان يلعبون فوق البيت ،
ومعه عبد الله ابنه فنهاهم ، فقال الحسن : دعهم فإن اللعب ربيعهم ) .
بل كان الرسول صلى الله علية وسلم يَمُرّ عليهم وهم يلعبون فيسلم عليهم ولا ينهاهم ،
فعن أنس – رضي الله عنه - : " أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى على صبيان وهم يلعبون فسلّم عليهم " .
وما من شك أن الألعاب التي تناقض أو تعمل على إضعاف مقومات الشخصية الإسلامية
أو جانب من جوانبها ، لا ينبغي الالتفات إليها أو التعامل معها ، وإن بدت مشوقة أو جميلة ،
وينبغي في الألعاب مراعاة السلامة الجسدية للطفل ،
وكذلك الحفاظ على الأوقات وعدم ضياعها ، وألا تؤثر على الأنشطة اليومية الأخرى للطفل ،
وينبغي التعامل بحذر – في هذا الخصوص – مع الألعاب الحاسوبية ؛
لأنها تستحوذ على أكثر أوقات الطفل ، وتؤثر على صحته من كثرة جلوسه أمام الشاشة ،
وانحناء قامته في هذا السن الصغيرة ، كما أنها تقلل من الحركة التي هي مطلب مهم في هذه المرحلة ،
واشتمال بعضها على مخالفات شرعية في العقيدة أو في السلوك والأخلاقيات .
ومن هذا المدخل القصير أريد أن نتعاون جميعاً لكي نجمع ما نستطيع مِن أفكار وألعابٍ
مناسبة ومفيدة ومسلية لأبنائنا الأطفال نعمر بها أوقاتهم وننمّي بها مهاراتهم .... .
وسأطرح ما لدي ، آملاً أن ألقى منكم التفاعل والتعاون .
اللعبة الأولى :
المشاركة من الأبناء في اختيار هدية مناسبة لأحدهم وكذلك المشاركة في كيفية تقديمها له .
مثال ذلك :
كأن يقول الأب إنّ أخاكم ( أحمد ) لم يتخلف عن صلاة الجماعة مدة أسبوع أو شهر ،
أو تفوق في دراسته ،
ونريد أن نقدم له هدية مناسبة نفرحه بها فما تقترحون .
ويسأل الأب بقية الأبناء مَن يكتب الرسالة ؟ وأين نضعها ؟ وكيف نقدمها ؟ ومتى ؟
وغير ذلك من الأفكار التي يمكن أن يشترك فيها الأبناء .
والهدف منها ظاهر : فيعلم الأبناء لماذا حرص الوالد على مكافأة ابنه وهذا دافع لهم للاقتداء به .
كما أن مشاركتهم في تقديم الهدية يزيد من محبة الأبناء لبعضهم ، ويزيل نار الغيرة عنهم .
وغير ذلك من الفوائد التي ستلاحظونها عند التطبيق ـ بإذن الله تعالى ـ .
اللعبة الثانية :
تعليق لوحة في المنزل وتسمى مثلاً ( الأُنْسُ والمَسَرّة مَعَ أَخْبَار الأُسْرَة )
بحيث يكون لكل فرد من أفراد الأسرة مكان مخصص له يكتب فيه ما يشاء من خواطره
ومشاعره السّارة والمحزنة ، يعبر عما يشاء بكل حرية ( في حدود الشرع والأدب ) فيشكر والده ، ويدعو لأمه ،
ويعتذر من أخيه ، ويستشير الكبير ، وينصح الصغير .... وهكذا .
وإذا أضيف إلى ذلك الاهتمام بالمظهر والتجديد فيه فسيكون أجمل .
ومتابعة الوالدان لما يكتب فيها سيكون له أثر كبير في تحريكها وتفاعل الأبناء معها .
فهذه اللعبة تكشف للوالدين الكثير من جوانب شخصيات أبنائهم ، وتنمي المهارات الكتابية عند الأبناء ،
وتزيد من الألفة والمحبة بينهم ، وتدرب الجميع على القراءة بطريقة مسلّية ،
وتعطي الكثير من فرص الظهور لإبداعات الأبناء في الخط والرسم والتنسيق .
اللعبة الثالثة :
الاستفادة من مخلفات المنزل :
وسأذكر مثال ولكم ـ أحبتي ـ أن تقيسوا عليه ، راجياً أن تتحفونا بما تعرفون في هذا المجال .
المثال : طبق البيض غير المستخدم بالإمكان الاستفادة منه ووضع بقايا الطعام فيه ومن ثَمّ تعليقه
على شجرة أو وضعه على مكان مرتفع والنظر إلى الطيور وهي تأكل منه .
هنا أترك العنان لخيالكم أن يتأمل هذا الموقف ومدى تأثيره في نفس الابن والفضائل والآداب
والأخلاق التي سيعكسها على نفسه .
هذا إذا شارك في هذا العمل ولو بمساعدة من أحد الوالدين .
( الألعاب مقتبسه من شريط ( من أجل أطفالنا ) لهاني العبد القادر . مع بعض التصرف
اللعبة الرابعة :
أنا أعرف أسرتي
فكرة اللعبة : أن نصمم ورقة ونقسمها إلى عدة أقسام
حسب عدد الأبناء ، ويكتب في كل قسم منها اسم أحد
الأبناء بطريقة جيدة ومنسقة وجميلة ، وتوزع الأوراق على
الأبناء ويطلب من كل منهم أن يكتب في حقل كل واحد من إخوانه
أفضل ما يميز أخيه والأشياء التي يحبها فيه .
ولا يذكر السلبيات أبداً ، ويعطى الأبناء وقتاً كافياً لذلك .
فوائد اللعبة :
فوائدها كثيرة أهمها : معرفة الإيجابيات في كل فرد من أفرادالأسرة ،
وإشاعة جو من المحبة والألفة بين الأبناء .
اللعبة الخامسة :
هذه اللعبة نهدف منها تنمية المعرفة والتذكر عند الأبناء.
وهي باختصار :
أن نحضر لكل واحد من المتسابقين ورقة وقلم ، ونقسم الورقة إلى
أقسام وكل قسم يكتب في أعلاه ... مثلاً :
اسم .... مدينة .... نبات .... حيوان .... جماد .
ثم نختار حرف مثلاً : حرف الألف .
اسم : أسماء
مدينة : أبها
نبات : أراك
حيوان : أرنب
جماد : أريكة
هذا مثال. وقد يزاد في العناصر أو يحذف منها حسب عُمر المتسابقين .
فمن يكمل الإجابة عليها جميعاً يطلب من الآخرين التوقف ،
ثم يحسب لكل إجابة صحيحة نقطة ، والإجابات المتشابهة تحذف ( اختياري )
بعد إقامتها لأكثر من حرف يجمع النقاط زالأكثر هو الفائز .
منقوووووووووول