
لم يكد يمر عام واحد على منع كروت لعبة (البوكيمون) من المدارس والمحلات التجارية حتى اتجهت احدى شركات البطاطس.. في طريقة اخرى تُسوق من خلالها بضاعتها ولم تجد أفضل من أن تتعاقد مع إدارة اقتصاديات التعليم وهي إدارة محدثة في وزارة المعارف بحيث يكون شعار وزارة المعارف وعبارات اتخذتها الشركة جواز مرور الى المدارس وذلك بوضعها على كروت جديدة تحمل أسماء السيمبا وحياة حشرة وشركة المرعبين وإلى غير ذلك من الصور الغريبة والمتوحشة.
"الرياض" قامت بجولة على عدد من المدارس ونقلت معاناة مديري المدارس والمعلمين من هذه الظاهرة وشاهدت كميات من الكروت التي تم جمعها في هذه المدارس والطلاب الذين استغلوا هذه الكروت في اللعب بها في أوقات الفسح.
غزو فكري ومحاربة للشباب
.....................................
بداية قال الاستاذ يحيى بن عبدالرحمن اليحيى مدير مدرسة متوسطة عمر بن الخطاب لقد انتشرت هذه الايام لعبة بين الطلاب وهي شبيهة بالبوكيمون ونعلم جميعاً ما صدر في هذه اللعبة من اللجنة الداعمة للبحوث العلمية الافتاء من تمرير هذه اللعبة حيث صدرت بالرقم 21758وتاريخ 1421/12/3ه.
ولكن لنا في هذه اللعبة الجديدة وقفات أولاها الاثر السلبي على ابنائنا الطلاب، حيث اصبح الطلاب وخاصة المغرمين بهذه اللعبة والذين لا يقبلون الهزيمة ينفعلون وحدث بينهم وبين زملاء لهم مضاربات داخل المدرسة والسبب هو هذه اللعبة والشعور بالخديعة من قبل زميله والملاحظ ان هذه اللعبة تحمل عبارات تربوية جميلة ولكن بالمقابل هناك رموزاً غريبة مثل الحجر، المفقص والدورقة ولها مدلولات عند اللاعبين وهي خرافية ومشابهة للعبة البوكيمون في نظامها واسلوب اللعب.
والملاحظ ايضا انك تجد الطالب اثناء اللعبة وبدون شعور يقول "اقسم بالله هذا ما يهزم نهائيا" ويؤكد على ذلك ويعتقد بقدرة ذلك الكرت وهذا مخالف للعقيدة وتربية لابنائنا وبناتنا على السخرية والاستهزاء بالدين حيث وصل البعض إلى المراهنة عليها بالمال وإذا انهزم يدفع مقابله مبلغا من المال وعلى بعض الكروت قد يصل المبلغ الى عشرة ريالات وهذا هو القمار.
ثانياً - الغزو الفكري ما زال مستمرا:
...............................................
هذه اللعبة عندما يلعبها الطفل او الشاب تجده يمضي وقتا طويلا وهو مجرد جالس امام زميل له وبقية المتفرجين وقوفاً على رؤوسهم وليس هناك أي مصلحة في هذا الجلوس بل قد يسبب امراضا عضوية وقد حدثت حالة اغماء لاحد الطلاب حيث نهض مسرعاً ليطارد زميله بعد الهزيمة ولضعف بنيته لم يتحمل الجسم هذا الوقوف المفاجئ، حيث تسبب له في الدوخة والدوار والسقوط على الارض، بالاضافة الى ذلك فان تلك اللعبة وغيرها من الالعاب الحاسوبية انما هي غزو فكري وهي محاربة للشباب مهما اختلفت الانواع وتغيرت الاساليب وللاسف نجد الشاب يأتي الى المدرسة وهو شبه نائم ويحرص على النوم وعند دراسة حالته نجده مغرما بالقنوات الفضائية او مغرما بألعاب ومسابقات وغزو فضاء وغيرها من الالعاب المبرمجة على اجهزة الحاسب الآلي فانشغال الشباب بهذا يضيع الدين والصحة والنشاط.
ثالثا: ماذا يحدث بين الشباب بسبب هذه اللعبة؟
..........................................................
للأسف الشديد يحدث بين أبناءنا الطلاب بسبب هذه اللعبة الأمور التالية 1) إضاعة الوقت، 2) السخرية بالدين، 3) اضاعة الصلاة، 4) المشاجرة فيما بينهم، 5) السرقة حيث عندما يعلم ان احد زملائه يملك كرتاً قوياً في زعمهم يقوم البعض بسرقته، 6) الشراء من اجل هذه الكروت حيث ان الطالب يشتري ذلك الكيس من اجل اللعبة وليس من اجل البطاطس، 7) اللعن والشتم فيما بينهم.
رابعا - من وراء هذه الألعاب؟
......................................
للأسف الشديد عندما يكون وراء هذه اللعبة السخيفة وزارة عظيمة ونعجب من تصرفات وزارتنا وكيف بالأمس تكون حراماً واليوم اصبحت حلالا وتحمل اشعار الوزارة وتباع في مدارسنا من قبل شركة معروفة فاصبحت الوزارة تخالف سياسة التعليم بصورة مختلفة وتربي ابنائنا على متناقضات وفي معقل دارهم ولقد سبب ذلك وللأسف الشديد احراجاً شديداً لمديري المدارس والمعلمين حيث يواجه بعض الطلاب وأولياء الامور عندما تمنع هذه اللعبة من المدرسة كيف تمنعها وانت تبيعها، كيف نمنعها وشعار الوزارة عليها فهل أكبر من ذلك احراجاً وغيرها من المواقف الخاطئة التي تمارس في الميدان وفيها مخالفة ومصدرها الوزراة فالمؤسف عندما تم السؤال عن حال هذه اللعبة التي تحمل شعار التربية والتعليم وجد انها بموافقة الوزارة وبمقابل مبالغ مالية دفعت للوزارة.
خامساً - رفقاً يا وزارتنا بالنشء.
..........................................
ختاما نود من الوزارة اعادة النظر في قراراتها وخاصة ما يتعلق بالدعاية والإعلان فلقد وضعت في مدارسنا لوحات اعلانية يتم الاعلان بها مقابل رسوم مالية تدفع للوزارة وليس هناك عليها اي رقابة وفيها مخالفات شرعية واضحة ولكن اعطي الامتياز للشركات والقائمين عليها لا يمهمهم سوى الكسب المادي بغض النظر عن مدى صلاحية المعلن وموافقته للشرع ولسياسة التعليم وكذلك هذه اللعبة لم ينظر اليها وعن ضررها وحرمتها ولو كان هناك لجان شرعية تتولى مسؤولية هذه الاعلانات لكان ذلك افضل ولا ندخل في احراجات مع الملصقات ومع هذه الألعاب.
شركات تستغل التعليم لأغراض خاصة
................................................
وقال الاستاذ زامل محمد المقرن معلم التربية الإسلامية ان هذه الظاهرة انتشرت بين ابنائنا الطلاب انتشار النار في الهشيم وهي تظهر بين فترة واخرى ويتبناها اصحاب هذه الشركات التي تروج للسلعة بغض النظر عن وجهتها الشرعية او اضرارها التربوية على ابنائنا، انما الهدف والغاية عندهم ما هو العائد المادي والمردود التجاري منها، والغريب في ذلك ان تسمح وزارة التجارة بهذا الامر؟ مع حرصها على صلاحية السلع للأبدان ومعاقبة من يتسبب في الاضرار بها وهذا الامر تشكر عليه، ولكن الحرص على صلاحيتها للارواح والعقول اولى بالاهتمام ومن يتسبب في الاضرار بدين الانسان وخلقه وعقله اولى بالمعاقبة والردع، والاغرب من ذلك كله ان يجعل في هذه البطاقات شعار وزارة المعارف، شعار رائدة العلم والتربية في هذه البلاد. وكأن اصحاب هذه الشركات يريدون بذلك التلبيس على الناس بهذا الشعار، وجهزت هذا العمل بطابع التربية والعلم، مع ان كل معلم وعاقل يعلم ضررها على ابنائنا واضاعة اوقاتهم فيما لا فائدة فيه، بل فيه الضرر على دينهم وخلقهم وعلاقاتهم الاجتماعية، من اللعب بالميسر المحرم في شرعنا والتعلق بالصور المحرمة، والتشاحن والتباغض بين الأبناء بسبب هذه اللعبة، ناهيك عن الدعاية للافلام التي تؤثر على دينهم وعقيدتهم ونفسياتهم وخلقهم، من ذلك الدعاية للافلام المرعبة التي تتبناها شركة (.......) ، ويكفي من ذلك اسمها. فكل اناء بما فيه ينضح، فهل نوقف هذا الاستخفاف بعقول ابنائنا ودينهم وخلقهم وهل نستشعر هذه الامانة، وهذه الحرب الفكرية على مجتمعنا المسلم المحافظ.. سؤال نطرحه على كل مسؤول، وكل منا مسؤول!!
من المسؤول عن هذه الظاهرة؟
.......................................
واوضح الاستاذ فهد بن محمد المجلي المرشد الطلابي بمدرسة الابرار الابتدائية ان من الظواهر التي انتشرت في المدارس في الوقت الراهن ظاهرة الصور الصغيرة الموجودة في بعض انواع البطاطس فبعد القضاء على ظاهرة البيكومون ظهرت هذه الظاهرة التي تشجع التلاميذ على اقتناء الصور بالاضافة الى هدر المال حيث ان كثيرا من الطلاب يقوم بشراء هذه الانواع من البطاطس ليس لاجل ان يأكلها بل ليقوم بأخذ هذه الصور وقد يقوم برمي البطاطس على الارض وفي هذا امتهان للنعمة التي انعم الله بها علينا كما ان كثيرا من الطلاب يقومون بلعب القمار بهذه الصور بالاضافة الى رمي بعض هذه الصور في ممرات المدرسة والفصول مما يؤدي الى ضعف النظافة في المدارس وكذلك شغل اذهان التلاميذ بامور ليس لها فائدة وتعوديهم على عدم اتباع التعليمات المدرسية ولذا يجب ان نعمل معا للحد من هذه الظاهرة
عن طريق ما يلي:
1) توعية التلاميذ بعدم الاهتمام بهذه الصور.
2) تنبيه مصانع البطاطس بعدم وضع الصور مع منتجاتها ومنع اي منتج به صور من دخول المدارس.
3) توعية اولياء الامور بضرورة حث ابنائهم على شراء الاشياء المفيدة وترك الاشياء غير المفيدة.
أشباح وصور غريبة في مدارسنا
.........................................
واشار الاخصائي النفسي الاستاذ فهد عبدالعزيز المطوع بقوله: لقد انتشرت في مجتمعنا الحالي لعبة جديدة وغريبة جدا وهي لعبة (السيمبا) واقرب شيء لها هي لعبة (البوكيمون).
واعتقد ان مصممها وصانعها رجل كاره للاسلام والدين لان فيها شيئا من القمار وفيها غزو لابنائنا الطلاب وهم مستهدفون بها لانها تسبب المشاكل والمضاربات بينهم.
ومضمون هذه اللعبة انه يقوم بلعبها لاعبان وهي مجموعة من الصور بعضها يحمل صورة حيوان واخرى صورة انسان واخرى صور اجسام غريبة واخرى صور اشباح.
فيمسك اللاعب بمجموعة من الصور ويتقابل مع اللاعب الآخر فيكون هناك تحد فكلما كشفت صورة عند ضربها بالارض يقوم اللاعب الآخر باعطائه صورة بدلاً منها. وهكذا، ويوجد بها صور لماعة تختلف عن الاخريات، اي ان كل صورة من هذه الصور اللماعة عندما تنكشف يعطي اللاعب الآخر صورتين لانها اجمل وألمع فيكون هناك تحد قوي ورهان.
ولها طريقة اخرى ومضمونها انه يوجد ثلاثة انواع وعلامات على الصور (مقص، ورقة، حجر).
فيقوم اللاعب الاول بكشف صورته ويقوم اللاعب الثاني بكشف صورته فاذا كانت الاولى ورقة والثانية مقص يقوم اللاعب الثاني باخذ صورته لان المقص يقص الورق اما اذا كانت الاولى ورقة والثانية حجر فلا يأخذها لان الحجر لا يقص الورق. وهكذا.. فلا نجد فائدة وراء نشر هذه اللعبة والمساعدة في نشرها بل فيها اهدار للوقت وانها تسبب المشاكل بين الاطفال في جميع الاماكن، فقد تم مناقشة كثير من طلاب مدرستنا وبما اننا قريبون منهم وجدنا انها تسبب المضاربات والمشاكل والتعصب والتحدي واخذ الثأر واستعمال القوة في كثير من الاحيان لأن كل لاعب يريد السيطرة على الآخرين وزيادة على ذلك انها تحمل صور حيوانات وصور انسان وصورا غريبة تشبه الاجسام وهي مخيفة ترعب الاطفال ولكن صانع هذه اللعبة ومنتجها قام بترغيبهم بكتابة ألفاظ جميلة ونصائح وارشادات عليها لهم ولمعلميهم لكنها في الأصل تنعكس عليهم بما لا يفيدهم ولا ينفعهم وقد لوحظ انه طبع عليها شعار وزارة المعارف وهذا امر غريب. وبعد التحقق من ذلك وجد انه مصرح لهم وان هناك اتفاقية مع الوزارة حول هذه اللعبة وهو نشرها، فكيف يسمح بذلك قبل التأكد من نتائج وخفايا وأضرار هذه اللعبة.
ورغم أنها شبيهة بلعبة البكيمون فقد حرمت شرعا من قبل اللجنة الدائمة للافتاء لما فيها من اضرار ومشاكل ومنافسات وتعصب ومضيعة للوقت ويدخل فيها شيء من القمار إذا كان التحدي فيها على مبالغ مالية.
وبما اننا نعمل في الميدان وبالقرب من ابنائنا الطلاب وجدنا انها غير نافعة وغير مفيدة وفيها مضار ومسببة للمشاكل والبغضاء ومضيعة للوقت وملهية بعكس ما كان يتوقعه أناس آخرون.
تحقيق - علي الشثري - جريدة الرياض
منقـــــــــــــــــــــــــول
مشكوره عالخبر