أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ

ملتقى الإيمان

بسم الله الرحمن الرحيم

كان العرب في الجاهلية يتبارون في إلقاء الخطب والقصائد. والمبالغة في المدح وذكر المفاخر على قبور الموتى، مغالين في ذكر مناقبهم ومحاسنهم. وتعديد صفاتهم وأعمالهم وكثيرا ما كان المادحون يخرجون في مدائحهم عن حد الوصف البشري، وأحيانا كانوا في مرثاتهم يبكون ويتباكون على موتاهم في جزع يخرجهم عن حد الوعي. ويزيحهم عن حد الصواب في التفاخر بالقبائل والعشائر فأنزل الله في كتابه العزيز قوله عز وجل:
{ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر}
ولما كان هذا حالهم. وكان الإسلام مازال حديثا. نهى النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين عن زيارة القبور لقرب عهدهم بالإسلام، وتأثرهم بما يحملونه من بقايا صفات جاهلية قد تبرز مرة أخرى بسبب الزيارة للقبور عند رؤيتهم لمن بقوا على كفرهم وضلالهم وهم يتفاخرون بالأحساب والأنساب ولربما يساق المسلمون إلى هذا الفعل الشنيع الذي معه يظهر الجزع من قضاء الله وقدره. ولذلك نهوا عن زيارتها، حتى قطعوا في الإسلام شوطا كبيرا، وساروا على طريقه مدى بعيدا في صدق وإخلاص مما طمأن النبي صلى الله عليه وسلم. على ثبات العقيدة في نفوسهم. وأنهم قد أصبحوا يميزون بين الطيب والخبيث وصاروا على بينة من أمر دينهم. فأذن لهم النبي صلى الله عليه وسلم في زيارة القبور طلبا للعظة والعبرة وتذكر الآخرة والدعاء والاستغفار للأموات.
1. روي مسلم وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: زار النبي صلى الله عليه وسلم قبر أمه. فبكى وأبكى من حوله. فقال: "استأذنت ربي في أن استغفر لها. فلم يأذن لي. واستأذنته في أن أزور قبرها فأذن لي. فزورا القبور فإنها تذكر الموت"
2. وروى أحمد عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإن فيها عبرة"
3. وروى ابن ماجة بإسناد صحيح عن ابن مسعود رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروا القبور فإنها تزهد في الدنيا وتذكر الآخرة"
4. وروى الترمذي عن ابن بريدة عن أبيه رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قد كنت نهيتكم عن زيارة القبور فقد أذن لمحمد في زيارة قبر أمه فزوروها فإنها تذكر الآخرة" (قال الترمذي: حديث حسن صحيح)
فمن هذه الأحاديث الشريفة أذن الشارع للمسلمين بزيارة القبور لتحقيق الهدف الذي دعت إليه وهو: الزهد في الدنيا والإقبال على الآخرة، وتذكر الموت والاستعداد له، والدعاء للموتى والاستغفار لهم. ثم هي ترقق القلب وتزيد من عزم الإنسان على طاعة ربه عز وجل.
ختاماً...
اسأل الله أن يثبتنا على القول الثابت في الحياة الدنيا والآ خره كما اسأله بأسمائه الحسنى وصفاته العُلى ان يجعل خير اعمالنا خواتيمها ويغفر لنا ولجميع اخوننا المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات ...م\ن
2
354

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

اسراء2004
اسراء2004
امين امين بارك الله فيكى وجزاكى خيرا ورزقكى الله بالفردوس الاعلى وحفظكى الرحمن دائما ووفقكى الله راااااااااائعة
الامــيــرة01
الامــيــرة01
ردودك تسعدني وكلامك يشرفني مشكورة وجزاك الله خير