أمانة جدة تحذر من شرب مياه الصنبور الساخنة أو استخدامها في طهي الطعام

الملتقى العام

– سبق – جدة: حذر مستشار أمين محافظة جدة لشؤون البيئة الدكتور أحمد أبو خطوة من شرب مياه الصنبور الساخنة التي مصدرها السخانات، أو استخدامها في طهي الطعام، لثبوت وجود نسب أعلى من الرصاص وغيره من المعادن الثقيلة، أكثر من المياه الباردة.

ولفت إلى أن المشكلة الأخيرة لمياه الشرب تكمن في البرومات، فعلى الرغم من سلامة مياه الشرب المعبأة بواسطة المصانع الكبيرة، إلا أن بعضها كان فيه ارتفاع في نسبة "البرومات" التي حددتها هيئة المواصفات والمقاييس (SASO) بـ 10 ميكروجرامات في اللتر، وقد أدرجت بعض الهيئات الدولية المعتمدة مادة "البرومات" ضمن "المواد المسرطنة المحتملة" التي قد تسبب الفشل الكلوي والأورام السرطانية في الكلى والغدد الدرقية، مشيراً إلى أن الأمانة سحبت 10 عينات عشوائية وأخضعتها للتحليل الكامل، وثبت خلوها من الجراثيم المعوية، ومن بعض العناصر السامة الثقيلة كالرصاص والزئبق والكادميوم، علاوة على خلوها من أكثر من 20 مادة عضوية كالمواد البترولية والزيوت والديوكسين، والمواد المتسربة من قوارير البلاستك مثل مشتقات مادة "الفثالات"، إلا أن مشكلتها الوحيدة كانت وجود البرومات.

وأقرت أمانة جدة عدداً من الإجراءات، ووضعت بعض التوصيات لضمان سلامة مياه الشرب المعبأة في كل من المصانع الكبيرة في جدة وعددها 7 مصانع في المدينة الصناعية، إضافة إلى المصانع الصغيرة المنتشرة في أحياء جدة وعدها نحو 182 مصنعا.

ووجهت الأمانة جملة من النصائح للمستهلكين، من شأنها تشجيع استخدام مياه الصنبور أو مياه الشبكة بعد التأكد من نظافة الخزانات السفلية والعلوية، وصيانتها بصفة دورية وتركيب فلاتر لتنقية مياه الصنبور والتأكد من سلامة مياه الشرب المنزلية.

وأشار أبو خطوة إلى عدد من الأمور التي تهم مستهلك مياه الشرب المعبأة بعد عمل دراسات ميدانية وتحليلية على مياه الشرب المعبأة تحت إشراف عدة جهات، ومنها مختبرات هيئة المساحة الجيولوجية والأدلة الجنائية وبعض المختبرات الخاصة والحكومية الأخرى.

وقال: إن هذه الدراسات أكدت سلامة مياه الصنبور التي تأتي عبر شبكة المياه أو صهاريج محطة التحلية أو عين العزيزية وخلوها من التلوث الجرثومي في حال وجود خزانات مياه نظيفة في المرافق السكنية.

وأضاف أن هناك بعض المشاكل التي رصدت، وما زال يرصدها مراقبو أمانة محافظة جدة لبعض مصانع تعبئة مياه الجوالين المنتشرة في الأحياء الشعبية، ويقبل عليها المستهلك لرخصها وسهولة الحصول عليها، مبيناً أن من أهم هذه المشاكل الموجودة في عدد من المصانع، عدم النظافة وعدم توفر بعض الشروط الصحية فيها، إضافة إلى أنه لا يوجد في بعض هذه المصانع تعبئة آلية لضمان خلو المياه من جراثيم الملامسة، سواء من الأيادي غير النظيفة أو من تلوث خراطيم التعبئة اليدوية.

ودعا أبوخطوة الجهات المعنية بمنح التراخيص إلى مطالبة هذه المصانع بوضع ملصقات على عبواتها توضح اسم المصنع، ومصدر المياه المعالجة، وكيفية علاجها.

وناشد المستهلك لكونه شريكاً في الرقابة وباعتباره من أصحاب المصلحة المشتركة، القيام بدوره نحو التأكد من نظافة مصانع تعبئة مياه الشرب التي تعد "سلعة غذائية" في الدساتير العالمية، ومراعاة أن تكون قوارير التعبئة الصغيرة مصنوعة من الزجاج أو البلاستيك الشفاف المُصنع من مادة "البولي إيثيلين تيرفثالات" وتحمل رقم (PET #1) لأنها أفضل من قوارير البلاستيك السميكة المعتمة (HDPE #2) المصنوعة من البولي كربونات (#7) بسبب إمكانية تسرب مادة "بيس فينول" (bis phenol A) المسرطنة أثناء تخزين هذه العبوات تحت ظروف الحرارة والضوء.

وعلى صعيد البحث عن حل لهذه المشكلة، ذكر الدكتور أبو خطوة أنه بعد توفر أجهزة تحليل "البرومات" المعتمدة (الكروماتوجرافيا الأيونية) بواسطة الهيئة السعودية للغذاء والدواء (SFDA) وبعض مصانع تعبئة المياه الكبيرة، أصبحت قضية "البرومات" في طور الحسم والسيطرة الآن، بعد تلافي الأسباب الصناعية التي تؤدي إلى وجود هذه المادة في مياه الشرب المعبئة والمعالجة بالأوزون من أجل التعقيم.

وفيما يتعلق بتطوير الجودة واعتماد معايير أعلى لسلامة عبوات المياه، أوصى الدكتور أبو خطوة بإعادة النظر في بعض المواصفات القياسية، وحث على دعم مختبرات هيئة الغذاء والدواء بالأجهزة والفنيين، ودعم مراقبي الأمانة وتحفيزهم المعنوي والمادي.

ودعا إلى ترشيد منح تراخيص جديدة للمصانع الصغيرة، مشدداً على ضرورة وجود برامج دائمة لتوعية المواطن والمقيم.

1
748

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

رغد..!
رغد..!
الله بستر