هذه قصيدة نظمتها في رثاء ابنتي التي توفاها الله وهي في ربيع عمرها
بســم الله الـرحمــن الرحيــم
أماه قد أزف الرحيل
نشأت في رحاب العلم والتقى
القرآنُ نهجُها وعلى السنة سلوكها
كانت في ربيع العمر والصبا
لها أحلام وآمال تمور في عقلها
رفَّت كالأقحوانة ندية رقيقة
وأخلاقها كالورود يفوح عطرها
لكنَّ قلم القضاء أسرع في اختيارها
فابتلاها بمرض هدَّ أركان جسمها
فغدت عليلة وألحَّ الداء في إعيائها
وصبرت على الآلام راجية ذهابها
أصَلي وبقلب حزين أدعو الإله
أن يشفيها ويقر اليقين في قلبها
ويهدُّها الألمُ فأنْشُدُ لها راحةً
بقراءة المعوذات كي يهدأ روعها
تنام وبين جوانحها الشفافة أمل
أن يحمل الفجر بين طياته بلسم شفائها
لكن هيهات هيهات أنى لها والمرض
في كل يوم يزداد نهشاً لجسمها
حتى بدت في رقة حالها كريحانة
ذبلت وفقدت عذوبة رحيقها
حتى إذا دنت منيتها نطق لسانها
بكلمات كالمسك النديّ فاح عبيرها
لا تبكوا لا تحزنوا أريدكم أن تهدؤوا
إني أحس بروحي في الفردوس تُحْبَرُ
عيناي تبصر لوحة مضيئة بكلمات
الصبر مفتاح الجنة فاصبروا
هناك مكان جميل ساطعة أنواره
وفيه امرأة جميلة إلي تنظر
أماه إني أراني في سرور وبهجة
ومن براثن المرض الخبيث أتطهر
أبتاه إني أحس أن المرض قد تلاشى
من جوانحي وقلبي برحمة ربي يُغْمَرُ
لقنوني "الله ربي" "محمد رسولي"
فإنها للإيمان أساس ومحور
لقنوني "القرآن كتابي" "والإسلام ديني"
بها حييت وعليها أموت وأنشر
ويشرق ثغرها بابتسامة جذابة وتردد
جمانة المؤمنة في الجنة سوف تنعم
أماه قد أزف الرحيل فتجلدي واطمئني
فإن المؤمن في الجنان مُنعم
يا أخي وأخواتي إني أحبكم كلكم
وعند ربي في جنة الخلد أراكم
وتبكي بأسى ولوعة ودموع سخية
إن قلبي لفراقكم يا أحبتي يتألم
إن نفسي تطير شوقاً لخالقي
وبإيمان نحو أجلي المحتوم أتقدم
لكل ترحال وسياحة في الأرض عودة
إلا رحلة فيها الأرواح تُسلبُ
بزغ فجر الأحد وتوشح نهاره
بأحزان ودموع على جمانة تُسكب
وبكت السماء والأرض ونعى الغمام
جمانةَ بماء المزن إنه خطب مذهل
وعلا صوت النعي أيها القوم
هناك في مرج عفانة زهرة تذبل
رحلت جمانة ولها في القلب وحشة
ورنين كلماتها للسامعين عظة وعبر
لُفَّت جمانةُ في الكفن الأبيض كأنها
أميرة إلى قصرها الجميل تعبر
غيبوا جثمانها في التابوت وطافوا به
لتودع الأهل والدار والغيث حينها منهمر
ساروا بها تقية نقية تنادي قدموني
قدموني فهناك يفرح المؤمن بلقاء الحبيب ويظفر
سلام على قبر ضم رفاتها واجعله
ربِّ روضة ندية بالورود تزدهر
سلام عليك يا درة رحلت
لكن عبق ذكرها لا زال في القلوب ينتشر
يا رب اغفر لها وأكرم نُزُلَها
واجعل شآبيب الرحمة عليها تُنثرُ
وأسألك اللهم الصبر على فراقها
إن القلوب لفراق الأحبة يا رب تنفطر
وقفتُ على قبرها وفي عيني عَبرة
ونفسي من جوى الأحزان تكاد تنصهر
وأذكرها كلما لمع طيفٌ في خاطري
وبين ضلوعي شوقٌ إليها يشتعل
ويتَّقد الحنين في قلبي فأذكر حديثها
إن الحديث عن الأحبة يطيب ويجمل
وعزائي الوحيد أن خاتمة حياتها
كانت بشائر من الخير لا تأفل
فإلى لقاء يا ابنتي تحت ظل العرش
فهناك تسكن الأرواح ويطيب المنزل
عرين الأسد @aaryn_alasd
عضوة جديدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
~*دلوعة السعودية*~
•
الصفحة الأخيرة