أمراض القلوب

نزهة المتفائلين

اعلم أنّ مدار الصلاح (القلوب)
فالقلب هو المقبول عند الله إذا سَلِم من غير الله
وهو المحجوب عن الله إذا صار مُستغرِقًا بغير الله.
قال تعالى: {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ} الأنفال:24
فكيف يحول الله بين المرء وبين قلبه؟!
- يمنعه من أن يراقب ربه ومن أن يعرف صفاته.
- يمنعه من أن يعرف كيف أنه (القلب) يتقلَّب بين أصبعين من أصابع الرحمن.
- يمنعه من أن يرى أنه يهوى، فلما يهوى يهوي به الهوى إلى أسفل السافلين.
يحول الله بين المرء وقلبه فينخفض العبد إلى أودية الشياطين، لا يرى قلبه حين يهوي ولا يعرف كيف يرتفع ويرتقي.
فالذي لا يعرف قلبه لا يعرف ربه! ومن ثمَّ يحكم على نفسه أنه أهلٌ أن يُحال بينه وبين قلبه.
أ.أناهيد
مقتبس من درس أمراض القلوب (1)
أصلح الله قلوبنا ..
لابد أن نعتني غاية العناية بقلوبنا، ولتكن هي بداية رحلتنا إلى ربنا
وليس بِدعًا من القول أن نعتني بتزكية قلوبنا، فإنّ الله سبحانه وتعالى أَمَر بتطهير القلب وتنقيته وتزكيته، بل جعل الله سبحانه وتعالى من غايات رسالة الرسول تزكية الناس
* لما أخبر الله عن بعثه في الأُميين رسولًا منهم، أخبر عن أفعال الرسول: {يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ} .
فآيات هذا الكتاب تُزكو بها النفوس.
* تطهير القلب ليست أمرًا ثانويًا، إنما أَمَر الله بتطهير القلوب، في قوله تعالى في سورة المدثر: {وَثِيَابك فَطَهِّرْ} قال جمهور المفسرين أن الثياب هنا المقصود بها القلب.
* النبي صلى الله عليه وسلم أخبر عن أثر القلب في حياة الإنسان، وكيف أنّ القلب هو الموجّه المخطط وأن الأعضاء والجوارح هي المنفذة ((أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ)).
* سلامة القلب وخُلوصه من كل ما يعيقه عن الله سبب للسعادة في الدنيا والآخرة، قال تعالى: {يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّـهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} .
أ.أناهيد
مقتبس من درس أمراض القلوب (1)
أصلح الله قلوبنا ..
إنّ من عرف أنه يسير إلى ربّه بقلبه، عرف أهميّة إصلاح قلبه، وعرف خطر الأمراض على القلب
فإنك لما تُصاب بمرض في يدك التي تكتب بها فهذا المرض على حسب شِدَّته يعوق يدك من القيام بما يجب
وإذا أصابك مرض في قدمك التي تسير بها فإن هذا المرض على حسب شدته يعوقك عن السير على قدمك
أما إذا مرض قلبك فإنه، على حسب شدته أيضا، يعوقك عن السير إلى ربك!
فالواجب علينا أن لا نترك قلوبنا تطير إلى أودية الضلال والأوبئة فتعود لنا بالأمراض
بل علينا أن نعتني بقلوبنا ونحافظ عليها
ومن هذه المحافظة : معرفتنا بالأمراض التي يمكن أن تصيب القلوب.
أ. أناهيد
مقتبس من درس أمراض القلوب (1)
أصلح الله قلوبنا ..
سلسلة لقاءات أمراض القلوب(4)
للقلوب ثلاثة أحوال:
1. قلب صحيح (وهو القلب السليم).
2. قلب ميت.
3. قلب مريض (فيه حياة وفيه عِلّة).
الواجب علينا تجاه قلوبنا أن نعتني بإصلاحها، ومن خطوات الإصلاح:
1) الاستعانة بالله على صلاح القلب، ودعاء الله ذلك.
عن أنسٍ قال: كان رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلِيهِ وسَلَّم يُكثرُ أنْ يقول: ((يا مقلِّبَ القلوبِ ثبِّتْ قَلبي على دينِكَ)) فقلتُ: يا نبيَّ اللهِ آمنَّا بكَ وبما جئتَ بهِ فهلْ تخافُ علينا؟ قال: ((نعمْ إنَّ القُلوبَ بينَ أصبُعينِ من أصابعِ اللهِ يُقلِّبها كيفَ شاءَ))
2) مراعاة القلب حال مرضه (بملاحظة القلب، وتشخيص المرض)
فمن المعلوم أن المريض يؤذيه ما لا يؤذي الصّحيح.
3) تَتَبُّع الحالات التي يَنْشَط فيها هذا القلب المريض.
4) الحرص على جنود القلب، وهذا القلب له جندان:
1. جُند يُرى بالأبصار (عينك، يدك، رجلك، أذنك، لسانك..).
{إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا}
2. جُند لا يُرى إلا بالبصائر (البواعِث والإرادات).
عبد اللّه بن مسعود قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: ((إِنَّ لِلشَّيْطَانِ لَمَّةً بِابْنِ آدَمَ وَلِلْمَلَكِ لَمَّةً فَأَمَّا لَمَّةُ الشَّيْطَانِ فَإِيعَادٌ بِالشَّرِّ وَتَكْذِيبٌ بِالْحَقِّ وَأَمَّا لَمَّةُ الْمَلَكِ فَإِيعَادٌ بِالْخَيْرِ وَتَصْدِيقٌ بِالْحَقِّ فَمَنْ وَجَدَ ذَلِكَ فَلْيَعْلَمْ أَنَّهُ مِنَ اللَّهِ فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ وَمَنْ وَجَدَ الأُخْرَى فَلْيَتَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ثُمَّ قَرَأَ {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ}))
5) ملاحظة المعركة التي لابد أن تنتصر فيها التقوى
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُ‌وا وَصَابِرُ‌وا وَرَ‌ابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّـهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}
سلسلة أمراض القلوب (5)
داء القلوب الرئيس ومن أعظم الشرور التي تتمكّن في النفوس ونستعيذ بالله منها هو (الهوى)
السبب :
لو تمكن الهوى من القلب فإن أضراره عظيمة.
ماهو الهوى؟
الهوى عبارة عن دافع داخل الإنسان يُحرِّكه إلى ما يُحب، وفيه غالباً ميل الطبع إلى أمور خُلقت في الإنسان لضرورة بقائه، لكن الزيادة في ممارسة هذه الضرورة تُفسد القلب.
الهوى يهوي بصاحبه في لُجج الفتن, فلا يرى حقاً إلا ما وافق هواه, ولا يرى باطلاً إلا ما يُنكره هواه!
وهذا مُستفاد من حديث حذيفة الذي قال فيه: سمِعتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ يقولُ: (تُعرَضُ الفتنُ علَى القلوبِ كالحصيرِ عودًا عودًا، فأيُّ قلبٍ أُشرِبَها نُكِتَ فيهِ نُكتةٌ سَوداءُ، وأيُّ قلبٍ أنكرَها نُكِتَ فيهِ نُكتةٌ بَيضاءُ، حتَّى تصيرَ علَى قلبَينِ: علَى أبيضَ مِثلِ الصَّفا فلا تضرُّهُ فتنةٌ ما دامتِ السَّماواتُ والأرضُ، والآخرُ أسوَدُ مُربادًّا كالكوزِ مُجَخِّيًا لا يعرِفُ معروفًا ولا ينكرُ مُنكرًا إلَّا ما أُشرِبَ مِن هواه).
فهذا دليل على أن غلبة الهوى تجعل الأمور تتقلب على صاحبها, فلما يسودّ القلب ويستحكم الهوى يصبح لا شيء يسيَر الإنسان إلا هواه، فلا يعرف معروف ولا ينكر منكر إلا ما أشرب من هواه!
الهوى يطمس نور القلب ويعمي بصره, والله يقول: {وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً}
فالخطر كل الخطر في أن يجعل الإنسان إمامه الذي يقتدي به هو هواه!
سلسلة أمراض القلوب (6)
من لوازم نجاتنا من الهوى: أن نعلم أن الشيطان يفحص هوى النفس ويختبره ثم يركبه ويستمر فيه!
فلابد أن نشعر بعداوة الشيطان لنا!
من أدلة ذلك:
- قال النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إِذَا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ مِنْ مَنَامِهِ فَتَوَضَّأَ فَلْيَسْتَنْثِرْ ثَلَاثًا فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَبِيتُ عَلَى خَيْشُومِهِ)).
- قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن اللهَ يحبُّ العُطاسَ ويكرهُ التثاؤبَ، فإذا عطس أحدُكم وحمِدَ اللهَ، كان حقًّا على كلِّ مسلمٍ سمِعه أنْ يقولَ له: يرحمُك اللهُ، وأمَّا التثاؤبُ: فإنَّما هوَ مِن الشيطانِ، فإذا تثاءَب أحدُكم فليرُدَّه ما استطاع، فإنَّ أحدَكم إذا تثاءَب ضَحِك منه الشيطانُ).
فالشيطان قريب من ثغراتنا (الأنف والفم)
- قال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الشيطانَ يَجري منَ ابنِ آدَمَ مَجرى الدمِ).
- في البخاري قال النبي صلى الله عليه و سلم: (كلُّ بني آدمَ يطعنُ الشيطانَ في جنبيهِ بإصبعِه حين يولدُ، غير عيسى ابنِ مريمَ، ذهب يطعن فطُعن في الحجابِ)
من حال الولادة وهو يؤذينا!
- في صحيح البخاري ومسلم قال صلى الله عليه وسلم: (إذا كانَ جُنحُ اللَّيلِ أو أمسَيتُم فكفُّوا صِبيانَكم فإنَّ الشَّياطينَ تنتشِرُ حينئذٍ فإذا ذهبَ ساعةٌ منَ اللَّيلِ فخلُّوهم فأغلقوا الأبوابَ واذكروا اسمَ اللَّهِ فإنَّ الشَّيطانَ لا يفتَحُ بابًا مغلقًا).
- في مسلم قال صلى الله عليه وسلم: (إذا دخل الرجلُ بيتَه، فذكر اللهَ عند دخولِه وعند طعامِه، قال الشيطانُ: لا مَبيتَ لكم ولا عشاءَ، وإذا دخل فلم يذكر اللهَ عند دخولِه، قال الشيطانُ: أدركتُم المَبيتَ. وإذا لم يذكر اللهَ عند طعامِه، قال: أدركتُم المَبيتَ والعَشاءَ).
- قال النبي صلى الله عليه وسلم: (يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد، يضرب كل عقدة: عليك ليل طويل فارقد، فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة، فإن توضأ انحلت عقدة، فإن صلى انحلت عقدة).
ومن أفعال الشيطان أيضا:
1- في حال النوم يأتي الشيطان فيتلاعب ببني آدم بالرؤى, وأخطر من ذلك ان يأتي الشيطان إلى الصلاة فيأمره بالالتفات, و النبي صلى الله عليه و سلم يقول عن الالتفات: (هو اختلاسٌ، يَخْتَلِسُهُ الشيطانُ من صلاةِ العبدِ).
2- إلقاء الهواجيس والتفكير الذي يُفسد على العبد عقيدته.
3- إلقاء الغضب.
4- الإيذاء البدني كما في الحديث عند الترمذي أن حمنة بنت جحش رضي الله عنها قالت: "كنت أستحاض حيضة كثيرة شديدة, فأتيت النبي صلى الله عليه و سلم أستفتيه و أخبره, فقال: (إنما هذه ركضة من ركضات الشيطان) ركضة: أي ضربة تسبب الأذى.
فهذا كله من أفعاله التي علينا أن نشعر منها بعداوته. وهذه العداوة يستخدم فيها ثغراتنا, يستخدم فيها حبنا لنفسنا, يستخدم فيها هوانا
فالأمر جدّ خطير, عدوّ متربّص، ونفس مستسلمة، وقلب مريض, فالنتيجة لابد أن تكون الهلاك!
سلسلة أمراض القلوب (7)
موقف الشيطان مع الأنبياء:
- يكفينا أن نفكر في الحيلة التي احتالها على آدم عليه السلام وأخرجه من الجنة!
- تصدى لإبراهيم عليه السلام حتى رماه إبراهيم عليه السلام.
- تصدى لعيسى حتى كاد اليهود أن يقتلوه.
- تصدى لزكريا و يحيى صلى الله عليهم و سلم جميعاً حتى قُتلا.
- تصدى للنبي محمد صلى الله عليه و سلم و ظاهر الكفار على قتله.
هذا كله من الأدلة الظاهرة على الخطر المحيط بنا.
فعلينا أن نناقش حال الشيطان وشروره وكيف أن كل معصية وبلاء إنما هي من الشيطان
كل هذا من أجل أن نعبد الله بعبادة الاستعاذة بالله من شر الشيطان.
سلسلة أمراض القلوب (8)
من طرق الشيطان في إيقاع الشر:
- {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ} .
- {اللَّـهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِ‌جُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ‌ وَالَّذِينَ كَفَرُ‌وا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِ‌جُونَهُم مِّنَ النُّورِ‌ إِلَى الظُّلُمَاتِ} .
- {يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُ‌ورً‌ا} .
ملاحظة عداوته طريق لِصدّ شرِه عنا, ولكي نمنعه من نفوسنا فلا يركبها و يثير على نفوسنا الهوى, ولكي لا يكون الشيطان هو محرك الأمراض التي في القلوب
فإن الحسد من آثار الشيطان
والكبر من نفخه
والعُجب من طريقه وسيره.
فما من مرض في القلب إلا وهو في الشيطان
وطريق المرض هو ركوب الشيطان النفس الأمارة بالسوء حتى تسيطر على القلب. فتجد القلب مريض بعدة أمراض وكلها خطط شيطانية.
~ هذه المعرفة تساعدنا على القيام بعبادة الاستعاذة ~
0
124

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️