
السلام عليكم ورحمة الله
حبيباتي .., وأخص الأخوات العازبات ..
لاحظتُ في هذا القسم ، وفي تواقيع الكثير من الأخوات ، كلها تطلب الدعاء لها بـ الزوج الصالح ، وبعضهن تظهر تلهفها الكبيــر للزواج ، لدرجة أنها قد تسبب الإحراج لـ كل عازبة ، أمام قريباتها المتزوجات أو أمام أهلها .
كلنا نعلم أن الزواج نصف الدين
وكلنا نعلم أن الخير فيما يختار الله
وكلنا نعلم أن الرضا بما قسمه الله لنا ، سبب لـ الطمأنينة والراحة النفسية .
نأتي الآن إلى الشكوى عبر المنتدى وما يصاحبها من سلبيات قد تطغى على الإيجابيات .
- أولا كون الأخت تشتكي من بعض المواقف الصادرة من قريباتها والتي تحسسها بـ النقص أو غيره ، فهذا له ضرر كبير على الأخت المشتكية ، أهمها : أن الحدث سيظل عالقا في ذاكرتها ، ويظل يطاردها في كل وقت ، مما قد يضعف همتها عن تسلية نفسها بـ المفيد من دراسة وبحث أو حفظ القرءان ، أو حضور اجتماعات عائلية بنفس راضية .. وغير ذلك .
- قد يتضخم الأمر عليها بفعل بعض ردود الأخوات ، ويصورن ما حدث لها وكأنه مصيبة كبيرة ووو ..إلخ
حتى يترسخ في ذهنها أنها بالفعل واقعة في مصيبة ليس لها حل إلا البكاء واجترار الأحزان .
بعض الأحداث التي نمر بها والمشكلات تتطلب حلًا ، وهنا لا بأس لو فتحتُ موضوعا أطلب حلًا لها ، لكن مسألة تأخر الزواج ، هذه ليس لها حل ، والزواج أرزاق مقسمة ، وقد يتأخر وقد لا يتأخر ، وقد لا يحصل أبدا .
الزواج ، وخاصة للبنت ، ليس له حل إلا الدعاء والانطراح بين يدي الله عز وجل ، وبذل الأسباب المشروعة فإن كانت انطوائية منعزلة عن مجتمعها فلْتجتمع بهم وتحضر مناسباتهم .. وإن كان السبب من جهة والدها ، فلْتستجمع قواها وتتحدث إليه بصراحة ، أو توكل أحدا يتحدث إليه بشأنها ، وإن كان السبب من شخصيتها ، وأسلوبها في الكلام ،وتعاملها مع الناس بجفاء وغلظة ، أو بسبب عدم اهتمامها بأناقتها فلْتعالج ذلك كله بنفسها ولْتقرأ في هذا الشأن ، والمواقع كثيرة التي تتحدث عن تطوير الذات وكيف تكون شخصيتك جذابة محبوبة .
- تأخر الزواج لا يعني قعودك عن طلب العلم ، وإكمال دراستك ، وتطوير نفسك ، فالانتظار ( انتظار الزواج ) والتفرغ له ، لا يعطي نتيجة إلا الهم ومزيد من المتاعب النفسية .
- مسألة الثقة أمر ضروري جدا .. ولو أن تكذبي على نفسك في بداية الأمر ، فإنما العلم بالتعلم ، والصبر بـ التصبر ..!
- حسن الظن بالله هذا له أثره الكبير في نفسك ، وما يعتريها من هم وغم . وفي الحديث القدسي ( أنا عند ظن عبدي بي ، فليظن بي ما يشاء ) .
- كثرة الشكوى تورث الجزع ، والجزع له أثر السيء على عقيدتك فتنبهي .
- مسألة طلب الدعاء من الغير ، لا بأس به ( وإن اختلف العلماء في حكمه ) ، لكن التعلق به أمر خطر .. ففي الحديث : ( من تعلق شيئا وُكِل إليه ) ، فدعاؤك لنفسك أفضل بلا شك .
لا تجعلي دعاء الناس لكِ أكبر همك ، التفتي لنفسك ، ودعي عنك الخلق ، فهم لو اجتمعوا على أن ينفعوكِ بشيءٍ لن ينفعوكِ إلا بشيء قد كتبه الله لكِ ، ولو اجتمعوا على أن يضروكِ بشيء لن يضروك إلا بشيء كتبه الله لك ... ( كما ورد في حديث ابن عباس ) . والأهم من طلب الدعاء من الغير ، هو الصدقة ، فهي تدفع البلاء ، وصلة الرحم ، فهي توسع في الرزق .. وغيرها من أبواب الخير التي يجني فاعلها ثمرتها في الدنيا والآخرة .
إضاءة من الواقع :
في منتديات الإسلام اليوم ، أعرف إحدى العضوات كانت ولا زالت شعلة من النشاط ، ولقبها يبعث على النشاط وعلو الهمة ، تحمل هم الدين ولا هم غيره لديها ، وفي النهاية سبحان الله ، عندما أُعلن عن موضوع حلقة ( أول اثنين ) للشيخ سلمان العودة وكان موضوعها يخص المعاقين ، اكتشفتُ أن الأخت معاقة حركيا ، فسبحان مَن أعطاها من فضله ، فلم أقرأ لها يوما ما يدل على أنها مهمومة ويائسة من الدنيا بسبب وضعها .. !
وختاما / لا تظني أني أتحدث لكِ من برج عاجي ، فأنا يعلم الله عن حالي .. والحمدلله على كل حال .
هذا ما لدي وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .